أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ريهام عودة - الوليد بن طلال ، إنسان اكتشف معنى الحياة ...














المزيد.....

الوليد بن طلال ، إنسان اكتشف معنى الحياة ...


ريهام عودة

الحوار المتمدن-العدد: 4863 - 2015 / 7 / 11 - 19:01
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يتفقد يومياً أسهم البورصة العالمية و يُراقب بحماس مدى ارتفاع أسعار أسهم شركته الضخمة في الأسواق السعودية و العالمية ، يسافر بطائرته الفاخرة التي تُعتبر بمثابة قصراً جوياً و تتبارى الصحف العربية بنشر صورها ، و يقرأ بريده الالكتروني المكتظ برسائل من أصحاب المصالح ، يتوددون إليه لكي يُغدق عليهم بجزءٍ من كرمه ، أو يتشرفون بلقائه لبضعة دقائق حتى يعبروا له عن رغبتهم بعمل صفقة تجارية ما مع إحدى شركاته الكبرى.

خدم وحشم و قصور فاخرة و نساء جميلات يتبارزن من كافة أنحاء العالم لكي يفزن بقلب الأمير العربي ، الذي يحتل قائمة أبرز أغنياء العالم بسبب ثروته الطائلة و التي تُقدر بنحو 32 مليار دولار.

ولكن .....

ولكن أعتقد هنا ، أنه عندما يحين وقت النوم ، و يضع الأمير رأسه على وسادته المصنوعة من ريش النعام ، ربما يتبادر لذهن أكبر أثرياء العرب عدة أفكار قلقة تتعلق بالحياة و الموت و الخلود ، و قد يُجرى الأمير حوار نفسي ذاتي مع عقله الغني و يتساءل حائراً : هل كل هذا الثراء و النعيم باقي ؟ وهل سيتذكر الناس أعمالي بعد موتي ويدعون لي بالرحمة ؟ وهل لدي وقت كافي لأنفق جميع أموالي التي تزيد عن حاجتي الشخصية؟ وهل السعادة هي السلطة و المال و النجاح المهني و أبناء و نساء ؟

فتلك الأسئلة الفلسفية التي تناقش معنى الحياة ليست مستبعدة أبداً من أن تكون قد خطرت ببال الأمير الذي يبدو عليه أنه مَلً حياة الترف و النعيم.

فالخطوة الكبيرة و الشجاعة التي أقدم عليها الأمير العربي، الوليد بن طلال بأن يتنازل عن كامل ثروته التي قضى معظم سنوات عمره وهو يجمعها ومن ثم خلال دقائق قام بالتنازل عنها من أجل العمل الإنساني الخيري، تُعد تلك الخطوة بمثابة أكبر تنازل عن أكبر شهوة وحب للنفس البشرية، وهي شهوة المال و حب الملكية و التملك، وإن دلً ذلك على شيء ، فهو يدل على أن الأمير السعودي وصل إلي مرحلة متقدمة من السمو الروحي و النضج الذاتي ، مما جعله ذلك ينظر للحياة بعين ثالثة ، تكشف سر الحياة الحقيقية التي تتسم بالزوال لجميع بني البشر ، فلا بقاء أزلي لإنسان على وجه تلك الأرض، والإرث المادي لا يُخلد الإنسان أبداً في الدنيا، فقد عَلمًنا التاريخ و مازلنا نتعلم من الأحداث الجارية ، أن أعرق أثار العالم المادية قد تُدمر في بضعة دقائق على أيدي حفنة من الجهلة و بعض الجماعات الإرهابية المتوحشة.

وعَلمًنا التاريخ أيضاً أن الزمن مُتقلب و البشر يتغيرون و السلطة لا تدوم!

فالقذافي كان مغتراً بحكمه و قوة سلاحه ، ولكن انظروا كيف زال سلطانه و قُتل في جحره.
و ستيف جوبز كان رئيس أكبر شركة الكترونيات بالعالم (أبل) ، و لكن انظروا كيف عجز ماله عن علاجه من مرضه ومات وهو في قمة نجاحه المهني.
و مارلين مونرو كانت أشهر و أجمل الممثلات العالميات، ولكن انظروا كيف عاشت تعيسة و ماتت منتحرة.
أما ألفيس بريسلي كان من أوسم المغنيين الذين حظوا بالمال و النساء، ولكن انظروا كيف كانت نهايته مع الإدمان على المخدرات.

فهل السلطان و المال و الشهرة والنجاح العملي و النساء يجلبون السعادة للإنسان ؟
بالطبع لا و أعتقد أن الأمير اكتشف ذلك أيضا !

إن معنى الحياة الذي اكتشفه الأمير هو العطاء ثم العطاء ، فمن يعطي وهو حي وفي عز قوته، سوف يرتدُ ذلك عليه إيجابياً بالتأكيد أثناء حياته وبعد رحيله ، وستُخلد روحه و ذكراه في قلوب و عقول الفقراء و المساكين الذين تم التبرع لهم و الذين سوف يدعون بالرحمة و المغفرة له و لذريته.
لكن العطاء لا يكون فقط بالمال ، بل يشمل أيضا المساهمة بتطوير الحياة الإنسانية للبشر و بالمشاركة بجعل العالم أفضل لجميع الكائنات الحية وذلك عن طريق ليس فقط التبرع لسد الاحتياجات اليومية للفقراء و لكن عن طريق أيضاً دعم مشاريع علمية و صحية و بيئية و أبحاث تتعلق في مجال اختراعات جديدة تساهم في تسهيل حياة الإنسان و إيجاد حلول إبداعية لمشاكل العالم.

لذا أعتقد أن الأمير الإنساني ، لن يكتفي فقط بدعم فقراء المملكة السعودية بل سيمتد طموحه الخيري و الإنساني لدعم مشاريع إنسانية و تنموية و علمية في كافة أنحاء العالم دون تفرقة بين البشر من ناحية الجنس أو الدين أو الأصل العرقي.

و أتمنى أن يصل طموح الأمير الخيري بأن يُخلد اسمه في عالم أبحاث الفضاء و بأن يدعم مشروع علمي يتيح الفرصة للشباب العربي بأن يكتشفوا أن هناك عالم أخر غير عالم الأرض و أن هناك حياة أخرى لم يكتشفها العرب بعد ...

و أخيرا أكرر هنا ، أن الأمير بالفعل اكتشف سر الحياة الأبدية ، فهو يعرف أن البقاء لله و أن الدنيا فانية و أن أكبر إرث للإنسان هو عمله وذكراه الطيبة أثناء حياته، فما الفائدة من أن يكسب الإنسان العالم و يخسر نفسه ؟



#ريهام_عودة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يكره العرب إسرائيل و يحبون فرنسا ؟
- الحل ليس السلام!
- رأس العبد !
- التلوث يهدد بحر غزة
- موسيقى الغجر ...
- انتهاك حقوق الحيوانات إلي متى ؟
- السائق الفلسطيني وحزام الأمان
- البضاعة الصينية إلي أين ؟
- العقل العربي و المؤامرة ...
- إعادة إعمار غزة : قيود إسرائيلية و مخاوف فلسطينية
- لا لعبادة الأصنام !
- قيادة الأمل : هذا ما يحتاجه الشعب الفلسطيني !
- مقاومة فلسطينية من وحي الغزوات الإسلامية
- خبايا اتفاقية روما: هل يستطيع فعلا الفلسطينيون محاكمة قادة ا ...
- صيف مشتعل : كيف ستنتهي المعركة مع اسرائيل؟
- المعادلة تغيرت و اسرائيل تستعد لمحكمة الجنايات الدولية
- أبعاد الحملة العسكرية الاسرائيلية و أثرها على اقتصاد الضفة ا ...
- أثرياء فلسطين و التغيرات السياسية
- لعبة الشطرنج بين عباس و نتاياهو، لعبة التحدي...
- عرب ال48: صراع نفسي و أزمة هوية...


المزيد.....




- ثلاثة أيام بلياليها في البندقية.. احتفالات زفاف جيف بيزوس ول ...
- -أداة ابتزاز-.. البيت الأبيض يرد على تصريحات ماكرون بشأن الر ...
- حكم جديد بالسجن عامين بحق المحامية والإعلامية التونسية سنية ...
- الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستقبل المشير الليبي خليفة ح ...
- -بوابة دمشق-.. سوريا تطلق مشروعها الإعلامي الأكبر بدعم قطري ...
- متمردو الكونغو الديمقراطية يستولون على منجم في إقليم كيفو
- ترامب يوقع أمرا تنفيذيا لإنهاء العقوبات على سوريا
- -ما وراء الخبر- يناقش مستقبل المفاوضات الإيرانية مع الغرب
- أكسيوس: أميركا تجري مباحثات تمهيدية بشأن اتفاق أمني بين سوري ...
- سجل إجرامي للمستوطنين بالضفة ضمن لعبة تبادل الأدوار


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ريهام عودة - الوليد بن طلال ، إنسان اكتشف معنى الحياة ...