أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد بشارة - السينما عندما كانت فن ورسالة















المزيد.....

السينما عندما كانت فن ورسالة


جواد بشارة
كاتب ومحلل سياسي وباحث علمي في مجال الكوسمولوجيا وناقد سينمائي وإعلامي

(Bashara Jawad)


الحوار المتمدن-العدد: 4860 - 2015 / 7 / 8 - 12:26
المحور: الادب والفن
    


في نهاية خمسينات القرن المنصرم وستيناته، وكذلك طيلة سنوات السبعينات والثمانينات، كانت السينما بالنسبة لمعظم أبناء جيلي بمثابة المخرج الوحيد للترفيه، والنافذة الوحيدة للإطلالة على العالم الخارجي، وأحد روافد المعرفة والذائقة الجمالية. سينما تلك الحقبة كانت إما تجارية مبتذلة رغم كونها ممتعة وتتميز بحرفية عالية، أو فنية ذات مستوى جمالي وتعبيري رفيع، لكنها في أغلب الأحيان فقيرة في الإمكانيات المادية والمالية وبالتالي التقنية، فهي سينما جادة وذات رسالة وهدف سامي ومختبراً للتجريب والتجديد.
كنا نترقب وننتظر بلهفة كل جديد تعرضه الصالات وعلى نحو خاص الأفلام القادمة من السينما العالمية، في حين كانت السينما الهندية والمصرية هي الطاغية على معظم العروض في أغلب الأوقات وتتمتع بشعبية كبيرة لبساطتها وسذاجتها من الناحية الفنية والجمالية.
السينما في الأساس فن شعبي وليس فن للنخبة ففيه الكثير من المتعة والانبهار والافتتان والفرح والسعادة والتماهي والتقمص مع المعروض على الشاشة الفضية من قبل المتلقي العادي، لكنه في نفس الوقت يشكل منفذاً لفهم الواقع الاجتماعي وما يعكسه المجتمع عن حاله وما يحيط به، عبر الشاشة التي تعمل كمرآة ، بعيداً عن الخيال والمخيلة، حيث نستطيع بفضل السينما فهم حركة المجتمع وتطوراته الفكرية والسياسية بعد أن يضاف إليها البعد الدرامي والحبكة الدرامية والتقنية اللازمة والمسحة الجمالية من أجل عناصر الجذب وإضفاء الصفة الإنسانية والتحبيب بالمعلومة المعروضة عبر الفيلم. فالسينما هي تجسيد لعصرها، السينما هي العالم ومراياه المتعددة وبكافة اللغات والثقافات المتنوعة، حيث ينعكس فيها واقع وحقيقة هذا العالم ومجتمعاته المتعددة. ولا ننسى أن السينما استخدمت في بعض الأوقات كأداة قوية للدعاية خاصة من قبل النازية والأنظمة الاشتراكية والرأسمالية الأمريكية والأوروبية الغربية خاصة عند تناولها ومعالجتها للمواضيع السياسية والأيديولوجية والتاريخية، ومع ذلك فهي فن أصيل أشتهر بتسمية الفن السابع لأنه مبني على لغة وقواعد وكتابة وجمالية اتقنها مبدعون كبار خلدهم تاريخ السينما من أمثال شارلي شابلن وأورسون ويلز وهتشكوك وستانلي كوبريك وودي آلن وفيلليني وفيسكونتي ورينوار وآلان رينيه وجون لوك غودار وكيروساوا وإنغمار بيرغمان وأندريه تاركوفسكي ولوي بونويل وفيرنر هيرزوغ و فيم ويندر وفاسبندر على سبيل المثال لا الحصر لأن هناك المئات من المبدعين الذي تركوا بصماتهم خالدة في هذا الفن الجميل، فن السينما.
لكل فيلم أيديولوجيته الخاصة حتى لو كان تجارياً وفي سياق الإنتاج التجاري التقليدي السائد، ولنأخذ مثال على ذلك الحرب الباردة وكيف تناولتها السينما في عصرها الذهبي الذي أسميه سينما الزمن الجميل. هناك مئات الأفلام التي كرست للتعاطي مع هذا الموضوع الحساس لكننا سنأخذ عينات من فرنسا ومن بريطانيا ومن أمريكا لمخرجين ذو شأن كبير في مسيرة السينما فنياً وتجارياً هم هنري جورج كلوزو وفيلمه الجواسيس، وهو فيلم فرنسي و الذي أخرجه سنة 1957، وألفريد هيتشكوك وفيلمه الموت بالمرصاد أو في الأعقاب، وهو فيلم أمريكي والذي أخرجه سنة 1959، وستانلي كوبريك وفيلمه دكتور فولامور، وهو فيلم بريطاني والذي أخرجه سنة 1963 .
تكاد فترة الحرب الباردة ، كمرحلة تاريخية وسمت تاريخ البشرية الحديث، أن تغيب تدريجياً من ذاكرة الأجيال الجديدة ، ولو تذكرها أحد فبصور متناقضة وغير دقيقة عما كان يجري في الحقيقة والواقع آنذاك. فالتعميم يقول أن هناك كتلتين ونظامين مختلفين ومتناقضين ومجموعة من الدول تنتمي لكل معسكر منهما تحت قيادة دولتين عظميين هما الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفياتي كانوا في حالة مواجهة دائمة وحرب حقيقة لكنها كانت باردة فهما يختلفان في كل شيء وعلى كافة الصعد ويشهران بوجه بعضهما البعض الأسلحة النووية المدمرة ويهددان بعضهما بالإبادة التامة من على وجه الأرض ، هذا إن بقيت هناك أرض بالأساس، فما لديهما من أسلحة تدمير شامل كافية لتدمير كوكب الأرض برمته عشرات المرات. البعض يحن لتلك الأيام والأعوام لأنها كانت تعيش تحت مظلة ما كان يدعى توازن الرعب الذي كان ينظم العلاقات الدولية ويخلق حالة من الردع والردع الذاتي لدى كافة الأطراف المتنازعة في إطار علاقات دولية محكومة باستراتيجيات واضحة، في حين نرى العالم اليوم يغرق في الفوضى والاضطرابات والصراعات المنفلتة غير الخاضعة لأية سيطرة دولية. وفي الحقيقة لم تكن الحرب الباردة أقل خطورة وغموضاً لأنها كانت تستند إلى مخططات سياسية وعسكرية خفية ومعلنة وذات أبعاد غامضة وديالكتيك سياسي وعسكري معقد ومبهم قد ينفجر في أية لحظة كما حصل مع أزمة الصواريخ في كوبا سنة 1963 .
المهم في الأمر ، ليس الحديث عن طبيعة الحرب الباردة، بقدر ما هو كيف عكست السينما في ذلك الوقت أجواء الحرب الباردة من خلال ثلاثة أفلام انتقيناها عشوائياً من بين قائمة بمئات الأفلام التي كان موضوعها الأساس حقبة الحرب الباردة وهي تعكس رؤية ثلاث مخرجين مهمين ومشهورين عالمياً ينتمون للعالم الغربي وبالطبع سنختار ثلاثة أفلام لثلاث مخرجين من المعسكر الاشتراكي لاحقاً.
السينما والسياسية:
منذ أن ظهرت السينما كفن جماهيري ارتبطت بالسياسة وكانت السياسة تسيرها وتستغلها في كل بلدان العالم لا سيما في أوقات الحروب والأزمات العالمية . إن تجلي السياسة وتمثيلها أو التعبير عنها سينمائياً ليس بالأمر السهل، والعلاقة بين السينما والسياسة معقدة ومركبة، فهناك الاستغلال الدعائي، والرقابة، واستخدامها كأداة ووسيلة من قبل السلطات السياسية القائمة. وهناك السينما الملتزمة التي توجه رسالة وتعالج أطروحة وموضوع سياسي بوسائل درامية، وتترجم الرهانات والوقائع السياسية في إطار التعبير الفيلمي حيث النزوع نحو المواجهة بالصورة والصوت والحركة والإيقاع حتى على نحو رمزي أو غير مباشر مما يتطلب التمعن والتأمل والتفسير وفك الشيفرات للمشاهد المعروضة والمواضيع المطروحة، من قبل المشاهد أو المتلقي . السينما فن الحركة والفعل والعرض الصادم أكثر مما في المسرح، لأن الفيلم الجامد الرتيب يثير الممل مهما كان موضوعه جاداً وملتزماً ويحاول أن يرسل رسالة للمتلقي. هناك أفلام تتناول الفعل السياسي على نحو مباشر مثل فيلم المارسيز وهو النشيط الوطني للثورة الفرنسية من إخراج جان رينوار وفيلم عاصفة على واشنطن من إخراج أوتو بيرمنغر وفيلم الرئيس من إخراج هنري فيرنوي وغيرها يصعب عدها وهناك أفلام يتمترس فيها المعنى السياسي خلف الحدث الدرامي للقصة وأحداثها حيث تكون المعالجة السياسية مجازية من خلال الإشارة والتورية والتلميح مثل فيلم العراب من إخراج فرانسيس فورد كوبولا الذي يعرض صعود سلطة العصابات المنظمة والمافيات وارتباطها بالسياسيين وأصحاب النفوذ السياسي وعملها على شاكلة الأحزاب السياسية التي تمارس الضغط والتهديد ضد خصومها من خلال أذرعها المافيوية وعناصرها المسلحة عبر مشاهد العنف الجسدي والتصفيات الجسدية بين الأحزاب السياسية ولكن بالوكالة. إن أفضل مثال على الفيلم السياسي أو صاحب الأطروحة السياسية هو الفيلم الذي يتناول الحرب أو أفلام الغرب وهي تنويع مبهر لثيمة الحرب في أجواء خاصة لأن المواجهات حادة وحاسمة وفيها قاتل ومقتول، منهزم ومنتصر، وصديق وعدو، كما هو شأن محترفي السياسة ومناوراتهم الخفية والعلنية.
في أفلام الحرب يتعدى الموضوع السياسي الإطار المحلي أو الوطني ويحلق في أجواء العلاقات الدولية، فالأفلام التي عالجت مواضيع سياسية في الداخل الأمريكي، وكانت خلفيتها مرحلة الحرب الساخنة أو الباردة كإطار ، كانت تركز على المناخات السياسية مثل تلك التي عالجت الفترة المكارثية في أمريكا ومطاردة الخصوم بتهمة الشيوعية. وعندما يكون موضوع الحرب والسلام هو الثيمة الأساسية المطروحة كما في فيلم دكتور فولامور لستانلي كوبريك يغدو من السهل تشخيص الأزمات خاصة تلك التي يترتب عليها تداعيات خطيرة ومدمرة وتعبئة المشاهدين مع هذا المعسكر أو ذاك من المعسكرين المتواجهين أو المتواجدين في حالة حرب. كما إن موضوع العلاقات الدولية وغموضها وتشابكها يقدم أرضية صالحة لنوع آخر من الأفلام المعروفة بأفلام الجاسوسية والتي تتميز عن أفلام الحرب والأفلام السياسية رغم إحتوائها للإثنين معاً على نحو غير مباشر. فهي تأخذ من أفلا الحرب العدوانية والمواجهة وتأخذ من الأفلام السياسية خلفية التنافر والتنافس والمناورات وتقترب أكثر من الأفلام البوليسية. فهناك السعي الدائم للكشف عن الخونة والمجرمين فالجاسوس والمجرم يعملان كليهما في الخفاء وبسرية تامة، حتى لو كان الجاسوس يعمل من أجل قضية بينما المجرم يبحث عن مصلحته الذاتية وبالتالي فإن فيلم الجاسوسية يلائم تماماً بغموضه التجليات السينمائية للحرب الباردة على سبيل المثال.
هناك أفلام كثيرة ترتبط مواضيعها بالحرب الباردة مثل فيلم الرجل الثالث إخراج كارول ريد ورجل برلين لنفس المخرج وفيلم واحد إثنين ثلاثة من إخراج بيلي وايلدر أو فيلم اليوم التالي الذي يعالج موضوع الحرب النووية وهو من إخراج نيكولاس ماير أو فيلم نقطة الحد الأقصى من إخراج سيدني لوميت ، لكن الخيار رسا على ثلاثة أفلام يجمع بينها السخرية والدعابة السوداء والفكاهة التي تعرض الموضوع بعنف وقسوة مأساوية أو من قبيل شر البلية ما يضحك. وهناك حالة من التشاؤم تسودها، ففيلمي الجواسيس ودكتور فولامور لايمتلكان نفس الشيء لكنهما يشتركان بالتشاؤوم العميق وحالة الإحباط لأنهما ينتهيان بإخفاقات فردية أو جماعية مع ظهور الكارثة النووية ، في حين أن فيلمي الجواسيس والموت بالمرصاد يمتلكان عناصر سيناريو مشتركة ومتقاربة هي في جوهر هذا النوع من الأفلام وفي كليهما يوجد إنسان عادي بسيط بعيد كل البعد عن أية اهتمامات سياسية لكنه يجد نفسه مرغماً متورطاً بقضية لايفهم أبعادها وحيثياتها وتداخلاتها ومخاطرها ويمكن أن يكون ضحيتها رغم براءته. وهناك حبكة معلومة للأفلام الثلاثة التي اخترناها وهي تلك التي تتعاطى مع ثيمة الحرب الباردة، ولا يتضح المعنى والحل إلا بالتدريج للمشاهدين والأبطال في آن واحد.
السينما والحرب الباردة:
لن نقوم هنا بتحليل فيلمي نقدي بل عرض إجمالي لأحداث الأفلام الثلاثة التي اخترناها وتتحدث عن حقبة الحرب الباردة ، وسنحاول إلقاء الضوء على المشتركات الثيمية والمعالجات الجمالية أو المقاربات السينمائية المشتركة وتأثيرها على الخلفية السياسية المعتمدة ألا وهي الحرب الباردة.
ففي فيلم الجواسيس هناك عميل أمريكي هو الكولونيل هوارد، الذي أنهكته الحرب، يقوم بعملية اختطاف من إدارة التجسس التي يعملها فيها، لعالم ألماني، هو البروفيسور فوغل ، المتخصص بالسلاح النووي، والهارب من المعسكر الشرقي ولاجيء في الغرب، ويستخدمه كورقة يلوح بها للجهات الاستخباراتية المعادية والمنافسة التي بدأت تطارده وهي لا تعلم أن هناك عالم مزيف يحمل إسم فوغل ، وهو في الحقيقة آليكس ، الذي وجد ملجأ في مستشفى للأمراض النفسية يديره الدكتور ماليس الذي يخفي حقيقة شخصيته. وكان الكولونيل هاوراد يأمل أن يخدع المطاردين الخصوم في شعبة مكافحة التجسس في المعسكر المقابل والمتواجدين بكاثفة حول المستشفى، ليقتربوا من المريض المزيف ، أي الدكتور فوغل المزيف، وفي الأثناء يحاول أن ينظم عملية تهريب للعالم الحقيقي الدكتور فوغل الذي يرفض الإفصاح عن اكتشافاته العلمية إلى أي شخص. بيد أن سوء تصرف الدكتور ماليس رئيس المستشفى أفشل العملية. ومع مرور الوقت يبدو أن الكولونيل هوارد والدكتور فوغل قد قتلا ويتحول الصراع والتنافس بين السوفييت والأمريكيين الى تعاون في مطاردة العالم الحقيقي، الذي لا أحد يعرف إن كان ميتاً أو حياً. ويفرض على الدكتور ماليس الصمت وهيمنة المخابرات الأمريكية والسوفيتية على القضية حيث يتحركان بحرية وبلا قيود على الأرض الفرنسية. هذا هو الإطار العام للأحداث في فيلم الجواسيس. أما فيلم الموت بالمرصاد فهو يتحدث عن محترف أمريكي في مجال الدعاية والإعلان يدعى روجر ثورنهيل ، يجد نفسه بالصدفة متورطاً بعملية قتل وقعت في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، وأتهم بأنه هو مرتكب هذه الجريمة وبالتالي يحاول بشتى الطرق إثبات براءته لكنه يقع في لعبة معقدة دون أن يعلم حيث يشتبه به بأنه عميل سري ولكن في واقع الأمر إن هذا العميل السري الذي تنطبق عليه مواصفاته اختلقته المخابرات الأمريكية وأوهمت المنافسين بأنه موجود لتضليل المخابرات السوفيتية التي تتخفى وراء صفة دبلوماسية في السفارة السوفيتية. وفي محاولته للعثور على الشخص الحقيقي الذي يشتبه به أنه هو ينزلق أكثر فأكثر نحو الفخ الذي نصب له مما يضفي على شخصيته مصداقة أكثر بأنه هو بالفعل العميل القاتل الذي يبحث عنه الجميع. وتحاول المخابرات المعادية تصفيته جسدياً واغتياله. وفي سياق هذه المغامرة الخطرة يلتقي بعميلة سرية جميلة عن طريق المصادفة كما كان يعتقد، والتي تغويه ليقع في حبها بينما تحاول هي إيقاعه في حبائلها بغية تسليمه لرؤسائها لكن الأمور تزداد تعقيداً وخطورة . وبعد أن تضعه المخابرات الأمريكية في الصورة الحقيقية وتكشف له تفاصيل المهمة، يتحول من فريسة مطاردة إلى صياد يطارد فريسته ويتمكن في نهاية المطاف أن يعيق جهود المخابرات السوفيتية ويعرقل نشاط الجواسيس السوفييت الذي لايذكرون في الفيلم بهذه الصفة على نحو صريح، لكن التلميح لهم واضح جداً، ومن ثم ينجح في إنقاذ الجاسوسة الجميلة أيف كانديل من الموت والتي هي في الحقيقة عميلة أمريكية متسللة داخل التنظيم المعادي، لتصبح زوجته في نهاية الفيلم. أي أن الحب والحرية ينتصران في نهاية المطاف على الطريقة الهولودية بفضل وعي وبصيرة وسهر الأجهزة الفيدرالية حيث يتم تطهير الأرض الأمريكية من العملاء الأعداء . لكن القيمة الحقيقية للفيلم لا تكمن بالقصة ومناخ الأحداث وخلفيتها السياسية بل في الأسلوب الإخراجي المتقن والرفيع لهتشكوك ومشاهد التشويق والمطاردة الرائعة. أما فيلم دكتور فولامور الذي ينحو نحو الدعابة والسخرية والكوميديا السوداء بالرغم من قتامة قصته، فهو يسعى لكشف العبث الانتحاري للإستراتيجية النووية. وهو يوري قصة جنرال أمريكي مصاب بمرض معاداة الشيوعية ومصمم على التدمير المسبق والوقائي للاتحاد السوفياتي من خلال إطلاق قنابل نووية عليه لذلك سيطر على القاعدة التي يقودها وحرص على أن يكون الهجوم حتمي لايمكن تفاديه، في حين يحاول السياسيون في الحكومة الأمريكية وعلى رأسهم رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وضابط اتصال بريطاني موجود داخل القاعدة العسكرية النووية، أن يمنعوه من مغامرته المدمرة لأن لدى الاتحاد السوفياتي وسيلة الرد بالمثل أتوماتيكياً مما سيقود إلى التدمير الكلي المتبادل الذي هو القاعدة الأساسية للردع النووي. وتتم عمليات تدمير للطائرات التي لم ينجحوا في إسترجاعها وهي في الجو وأن يتيحوا للسوفييت تفادي الكارثة وتحمل أضرار تدميرية محدودة وفي نفس الوقت محاولة السيطرة على القاعدة العسكرية المتمردة بالقوة. ويقام اتصال عاجل بالاتحاد السوفياتي للتنسيق ودعوة السفير السوفييتي لحضور مناورات ومحاولات الرئيس الأمريكي لتجنب الكارثة. يعرض الفيلم تصرفات بعض الجنرالات الأمريكيين الغامضة والملتبسة وسلوكياتهم المبهمة التي تحتمل المعنيين ، وفي الأثناء هناك الدكتور المجنون فولامور وهو ألماني نازي مصمم الاستراتيجية النازية وهو يشرح للقادة الأمريكيين بأنهم سيفلتون من الكارثة باختفائهم في ملاجيء مضادة للإشعاعات النووية تحت الأرض وتكون تحت أيديهم كل التسهيلات المطلوبة لإعادة بناء حضارة خالية من الشيوعيين بعد تطهير الأرض منهم وامتلاك مايشاؤون من النساء بلا قيد ولا شرط لإعادة مليء الأرض المدمرة بالبشر وينتهي الفيلم بانفجار نووي يعلن الدمار الشامل لأن إحدى الطائرات أصابت هدفها وفات الأوان.



#جواد_بشارة (هاشتاغ)       Bashara_Jawad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هنا حوارية اليوم مع الأستاذ د. جواد بشارة حول ( الانسان بين ...
- الحقيقة الظاهرة والحقيقة الخفية لداعش 2-1
- كون واحد أم عدد لامتناهي من الأكوان؟
- فرنسا بين نارين
- الله والكون جدل العلم والدين
- كمبيوتر المستقبل : هل هو الحاسوب الكمومي أو الكوانتي ؟
- الكون المرئي في سطور خلال قرن
- هل سيتعرى الكون أمام أعين البشر يوما ما ويكشف عن نفسه؟
- دورة الحروب الحديثة التي لا تنتهي في العراق
- حرب التحالف الدولي على داعش تبدأ بالمخابرات
- الواقع الظاهر والوقع الخفي في الكون المرئي 2
- الواقع الظاهر والوقع الخفي في الكون المرئي 1
- داعش بين صورتها الحقيقية وقصور الإعلام 1
- الغرب ينظر إلينا بعين واحدة
- نقاط القوة والضعف في كينونة القوة القائدة للعالم
- داعش الآلة الجهنمية التي خرجت من رحم الإخوان المسلمين
- الولايات المتحدة الأمريكية منجم المشاكل الدولية؟
- ومضات من وراء الحدود
- رحلة في أعماق الكون المرئي من المنبع إلى المصب
- مقابلة مع د. إسماعيل قمندار


المزيد.....




- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد بشارة - السينما عندما كانت فن ورسالة