أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبدالله أبو شرخ - نصف المجتمع داعش !














المزيد.....

نصف المجتمع داعش !


عبدالله أبو شرخ
(Abdallah M Abusharekh)


الحوار المتمدن-العدد: 4855 - 2015 / 7 / 3 - 00:03
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


غداً ستعلن وزارة التربية والتعليم نتائج امتحان الثانوية العامة في غزة والضفة المحتلتين من قبل إسرائيل، وقد تسرب خبر متوقع حول نسبة النجاح وهي 54 % للأدبي و 46 % للعلمي.
أي مسخرة في نظام النجاح والرسوب الذي يضع الطلاب في منافسة وحشية مع بعضهم ؟ الكثير من دول العالم المتقدم ألغت تماماً منطق الرسوب من الأصل واكتفت بامتحان قبول شامل لأقسام التعليم الجامعي المختلفة ( أكاديمي، صناعي، تقني، مهني، تجاري ). هذه النسبة تعني أن الوزارة قد أصدرت حكمها برسوب نصف المجتمع تماماً .. 10 % في غزة والضفة ستوجهون للتعليم الصناعي والمهني، ويبقى رصيد لداعش 40 % من المجتمع !
قد يندهش البعض بهذا الاستنتاج، ولكنه المعبر عن واقع الحال، ذلك أن استشراء البطالة وانتشار الفقر والتسول بهذه الصورة المروعة، إضافة إلى الجهل، تصبح لدينا تربة خصبة لزراعة التطرف والفكر الوحشي.
في دولة مثل ألمانيا العظمى، تقوم الدولة بتقديم خدمة التعليم مجاناً لدافعي الضرائب، وبهذا المعنى تكون المساواة والعدالة، فالتعليم من حق الفقراء كما هو من حق الأغنياء، وضمناً، فالتعليم في ألمانيا يقضي عملياً على شيء اسمه فقر !
في غزة والضفة المحتلتين، تقوم السلطتين ( سلطة رام الله الفتحاوية وسلطة غزة الحمساوية ) بجبايات باهظة حد التوحش من جماهير فقيرة عاطلة عن العمل، فالناس تدفع فواتير الكهرباء الباهظة في ظل خدمة لا تتجاوز 8 ساعات يوميا، ويدفعون فواتير البلدية، إضافة إلى فواتير شركة الاتصالات وشركات الإنترنت وفواتير الهاتف النقال، هذا خلاف الابتزازالحقير من قبل إسرائيل في جباية ضريبة القيمة المضافة التي تحولها لسلطة رام الله مقابل الأمن.
سلطة أوسلو ( الحكم الذاتي ) التي تدعي كذباً أنها دولة، تحتكر كل شيء يمكن بيعه وخاصة السلع الأساسية، ولاحظوا أننا نعيش زمن الانفتاح الاقتصادي المعولم، يحتكرون تجارة التبغ بضرائب خرافية، وكذلك مواد البناء من أسمنت وحديد وحصمة، يحتكرون خدمة الاتصالات الأرضية والخلوية وخدمات الإنترنت، وكل هذا يصب مليارات الدولارات، ورغم كل هذه الجباية الخرافية التي أفقرت الناس بصورة وحشية، لا تقدم السلطة خدمة التعليم الجامعي مجاناً، بل إن جميع الجامعات في غزة والضفة هي شركات وإقطاعيات خاصة تجبي ملايين الدولارات لدرجة أن غالبية الفقراء لا يكملون تعليمهم الجامعي في كليات محترمة تلبي سوق العمل، هذا إن كان هناك سوق عمل أصلاً !
كذلك لا تقدم سلطة الحكم الذاتي خدمات صحية مجانية بل يضطر الناس لدفع مقابل التأمين الصحي، أما الحصول على تحويلة العلاج في الخارج فهي من حق أصحاب الحظوة والواسطات، ولدينا في غزة والضفة مئات من مرضى السرطان الذين يحتاجون إلى علاج في مصر أو إسرائيل ولا يجدون تحويلة من وزارة الصحة بل يضطرون لمواجهة مصيرهم المحتوم في المشافي المحلية !
من ناحية أخرى، نوقش موضوع المناهج في الصحف الأردنية، وخلصت دراسة إلى أن مناهج التربية الإسلامية لا تشجع على التفكير الناقد والإبداعي، وغني عن القول أن فتح العلمانية كانت مسؤولة عن صياغة مناهج التربية في غزة والضفة، وفي الحقيقة أن من قام بوضع المناهج قد عمل بصورة مخلصة لصالح ثقافة الكراهية والانغلاق والحقد .. هل تريدون أمثلة ؟
من منهاج التربية الدينية للصف الخامس (( لماذا رفضت أم حبيبة أن تجلس أباها على فراش رسول الله ؟؟؟ والإجابة لأنه كافر !! ))، أو (( من هو الصحابي الجليل الذي قتل أباه لأنه كافر ؟؟ والإجابة أبو عبيدة عامر بن الجراح )) .. ماذا تريدون من الأطفال أن يفهموا من هذا الكلام ؟؟؟ وهل خلت الثقافة العربية من معاني التسامح ؟ هل من المنطقي أن يقوم معلمون بتحريض الطلاب لكراهية محمود درويش ونزار قباني بدعوى أنهم كفار ؟؟ حتى مناهج اللغة العربية لا تكاد تفرقها عن منهاج التربية الدينية، فهل انتهى الشعر العربي ؟ هل انتهى النثر ؟؟ هل انتهى الأدب ؟!
نصف المجتمع راسب، والمجتمع كله فقير وجاهل وينشأ على الكراهية والحقد، والسلطة تحتكر النشاط الاقتصادي إلى درجة مقززة، فماذا ستكون النتيجة ؟؟؟ بالتأكيد نصف المجتمع داعش، إن لم يكن تنظيمياً فعلى الأقل من حيث الاستعداد الذهني والفكري !



#عبدالله_أبو_شرخ (هاشتاغ)       Abdallah_M_Abusharekh#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة عاجلة إلى الرأي العام الفلسطيني !
- ورقة للنقاش: هل كان العنف المسلح ضرورياً ؟؟!
- نحو الخيار الاستراتيجي .. الدولة الواحدة !
- دولة في غزة أم توطين للاجئين ؟؟!
- ال BDS حرية، عدالة، مساواة ! نظرة على مفهوم اليسار الجديد
- حل الدولتين ترسيخ للعزل العنصري الصهيوني !
- 22 عاماً على اتفاق الذل والعار !
- صنم الثورة وصنم الدولة وصنم المقاومة !!!
- عن البقرات الحلابات في حظيرة الاتصالات !!
- إسرائيل ليست يهودية بل عنصرية !
- الشعب يريد العودة إلى ما قبل الانتفاضة الأولى !
- اللجوء لفتح أو لحماس خطأ تاريخي والعصيان المدني هو الحل !
- جامعة بيرزيت من ديكارت وديفيد هيوم إلى سيد قطب وابن تيمية !
- يا حماس ارفعوا أيديكم عن قطاع غزة !
- اليسار الفلسطيني واليسار الإسرائيلي – الطفلة ملاك الخطيب موق ...
- مع الدولة الواحدة: ضد العنف وضد القتل بشكل مبدئي!
- الدولة الواحدة وضريبة القيمة المضافة !
- هل نحتاج إلى تيار فلسطيني ثالث ؟؟!
- هل يمكن حقاً اعتزال السياسة ؟!
- هل تعاني غزة من احتلال ثلاثي ؟؟!


المزيد.....




- أفغانستان: حكومة طالبان تكافح الجفاف بانشاء قناة على نهر أمو ...
- إسرائيل - إيران: من الحرب المفتوحة إلى حرب الظل
- طهران تنفي العودة إلى محادثات جديدة مع واشنطن
- بعد ثلاثين عاما من الصراع : اتفاق سلام بين الكونغو الديمقراط ...
- نجل أحد الرماة السنغاليين يرفع دعوى قضائية ضد فرنسا بتهمة إخ ...
- بزشكيان يدعو لوقف -التساهل- مع إسرائيل
- الاتحاد الأوروبي: عنف المستوطنين بالضفة يجب أن يتوقف فورا
- حماس تطالب بتحقيق دولي في قتل المجوعين بعد تقرير هآرتس
- عاجل | كاتس: وجهت الجيش لإعداد خطة بشأن إيران تضمن الحفاظ عل ...
- شاهد لحظة إضرام رجل النار داخل مقصورة مترو أنفاق مزدحمة بالر ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبدالله أبو شرخ - نصف المجتمع داعش !