أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله أبو شرخ - هل يمكن حقاً اعتزال السياسة ؟!














المزيد.....

هل يمكن حقاً اعتزال السياسة ؟!


عبدالله أبو شرخ
(Abdallah M Abusharekh)


الحوار المتمدن-العدد: 4673 - 2014 / 12 / 26 - 11:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نشرت قبل يومين فقرة على الفيسبوك أتعهد من خلالها بترك الحديث في السياسة. ردود أفعال الأصدقاء كانت متنوعة وغنية، فمنهم من سخر من ادعائي قائلاً ( في المشمش )، ومنهم من اعترض بقوله ( نحن بحاجة إلى مساهماتك ورأيك )، وما بين السخرية والرفض، ظهر المؤيدون الذين وافقوا على ترك السياسة !

ربما لم أكن جاداً في ادعائي، ورغم شكري وتقديري لجميع الآراء بما فيها الساخرة، إلا أن تفكيراً عميقاً أصابني لدرجة الإعياء. تساءلت: هل يهتم اليابانيون والأمريكان والألمان بالسياسة مثلنا ؟! هم ونحن نشترك في شيء مهم جداً، وهو دفع الضرائب، ولكن تربية الإنسان الغربي في الدول المتقدمة تقوم أصلاً على تفعيل مبدأ المشاركة السياسية، فثمة مثل ياباني يقول ( ما قيمة سفينة الدولة إن لم نكن جميعاً على ظهرها ؟! ) !!

عندما يعي الناس في بلادنا بأنهم دافعوا ضرائب، وأن أخبار الفساد المالي والإداري في السلطة التنفيذية تعني أن ما ندفعه " جميعاً " من ضرائب، يتم إهداره ونهبه من قبل المسؤولين، وفي ظل تنامي الفقر ومظاهر المجاعة وتفاقم البطالة، يصبح الفساد جريمة أخلاقية وقانونية لا يجوز السكوت عليها بأي حال، وإذن فإن اصطلاح " دافع الضرائب " سيعني حتماً " سياسي " !

حتى الأدب والشعر، في الغالب يأتي من خلال مشاركات سياسية، وهو ما أدى إلى وجود الأدب السياسي. يقول نزار قباني موجهاً نقده ولعناته إلى الكتاب العرب:

كتّابنا على رصيف الفكر عاطلون
من مطبخ السلطان يأكلون
بسيفه الطويل يضربون
كتابنا ما مارسوا التفكير يوماً
لم يقتلوا
لم يصلبوا
لم يقفوا على حدود الموت والجنون !

فما كان من صديقي محمد أبو عرف إلآ أن علق على الأبيات بقوله ( وهذا مش سياسة ؟؟؟ ) .. حتى عندما كتب غسان كنفاني ( رجال في الشمس / عائد إلى حيفا ) كان يشارك بأدبه وإبداعه في معترك السياسة.

في ألمانيا قامت الحكومة بتخفيض ميزانية التعليم 2 %، فماذا تتخيلون ما حدث في أعقاب هذا التخفيض ؟! لقد خرجت جماهير وجحافل الألمان في تظاهرة تاريخية حملت فيها يافطات جاء فيها ( نحن سنتحول إلى دولة في العالم الثالث ) أو ( نحن ندفع موازنة الدولة من دمائنا )، أو ( من حق أطفالنا تعليم نوعي ومتطور ) !! ولم تمضي سوى 24 ساعة حتى تراجعت الحكومة عن قرار التخفيض !

بالله عليكم كم يبلغ إنفاق أغنى دولة عربية على التعليم ؟! السعودية تنفق 5.4 % من دخلها القومي على التعليم، ولا نعلم كم ينفق أمراء آل سعود في نوادي القمار في لندن ولاس فيغاس ؟؟!

قارنوا بين دافع الضرائب في الغرب، وكيف يفهم معنى الدولة، ومعنى حقه في المشاركة السياسية بالمهازل التي تحدث لدينا ؟!

شعوبنا تحركها العاطفة وليس العقل، هل تذكرون التظاهرات وحرق السفارات والأعلام للتعبير عن رفض الرسوم المسيئة ؟؟! هل شاهدتم كيف انقلبت أحداث الربيع العربي، فتحولت من مطالب الديمقراطية إلى ردة ثقافية وحضارية وتدمير وفوضى وقتل ؟؟!

أثناء زيارتي لبريطانيا قبل 15 عام، تصادف بأن اشتريت علبة سجائر من منطقة سياحية، تفاجأت بأن العلبة تصدر صوتاً عند خضها، وتفاجأت أكثر عندما فتحتها، فوجدت فيها 13 سيجارة بدلاً من 20 .. قلبت العلبة فإذا بإعلان مطبوع عليها يقول ( بشرائك لهذه العلبة تكون قد تبرعت بثمن 7 سجائر لمركز مكافحة سرطان الرئة !!! ).

أليس هذا سياسة دولة ؟؟! ألا يحق لتلك الشعوب أن تحكم الكوكب ؟؟! هم يحققون الإنجاز تلو الإنجاز في التقدم والرفاه والمساواة والضمان الاجتماعي، بينما نحن نخترع داعش ولواء والتوحيد وجيش الإسلام وجبهة النصرة والقاعدة وبوكو حرام وغيرها من مظاهر الهمجية والتراجع والتقهقر الحضاري !

لا يمكن ترك السياسة لأننا دافعوا ضرائب مثل الشعوب المتقدمة، ولكن الفرق يكمن في أن تلك الشعوب هي التي قامت ببناء الدولة ومؤسساتها، ولم يحصلوا على تمويل لمؤسسة " تمكين المرأة " و " رعاية المرأة "، بل قاموا بتوفير الحريات الفكرية والسياسية، حرية الرأي والتعبير كانت هي كلمة السر في تقدم وتطور تلك الشعوب !

لا يمكن لمثقف أو مفكر أن يعتزل الكتابة السياسية، خاصة إذا علمنا أن كتب " داعش " التي تحرم الديمقراطية أصبحت توزع في ظل الفوضى وغياب الرقابة على المطبوعات والنشر. لهذا فإن المشاركة السياسية ليست حقاً مكتسباً فحسب، بل هي واجب إنساني وأخلاقي ووطني !



#عبدالله_أبو_شرخ (هاشتاغ)       Abdallah_M_Abusharekh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تعاني غزة من احتلال ثلاثي ؟؟!
- ماذا تريد حماس من داعش ؟!
- حول خطيئة طرد عميرة هس من جامعة بيرزيت !
- حماس ليست داعش وأبو مازن ليس خائناً !!
- بريطانيا منحت الصهاينة فلسطين وليس ( ياهو ) !!!
- أعطونا حقوقنا وخذوا السلاح !!
- استهداف الأطفال: جرائم لم يفكر بها النازيون !!
- الصهيونية هي الأب الشرعي للإرهاب !
- لماذا لا يثور الفلسطينيون على حماس ويعزلوهم ؟ رد على مقال سا ...
- الدولة ( اليهودية ) تفقد صوابها !
- دولة نووية تقتل الأطفال بأسلحة فتاكة !
- نقطة لصالح نتنياهو: لماذا الصمت يا مقاومة ؟؟!
- يهود مع حق الفلسطينيين بالعودة !
- ورقة للنقاش: هل من مخرج إنساني لدوامة العنف والإرهاب ؟!
- ملامح هزيمة إسرائيل: التفكير البدائي والفشل الأمني !!
- دفاع عن النفس أم حرب إبادة ؟!
- أوقفوا المجازر الصهيونية في غزة !
- محمد أبو خضير - 16 نجمة في سماء الحرية !
- قتل - غير المحاربين - ليس مقاومة مشروعة !
- حول خطاب أبو مازن المثير للجدل !


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله أبو شرخ - هل يمكن حقاً اعتزال السياسة ؟!