ملامح هزيمة إسرائيل: التفكير البدائي والفشل الأمني !!

عبدالله أبو شرخ
(Abdallah M Abusharekh)

الحوار المتمدن-العدد: 4511 - 2014 / 7 / 13 - 17:32
المحور: القضية الفلسطينية
    

لأول مرة منذ النكبة عام 48 لا تتمكن إسرائيل من فرض توقيت المعركة، ولأول مرة لا تتمكن إسرائيل من اللعب بالحرب السريعة الخاطفة اعتماداً على تفوق الآلة الحربية. ثمة ملامح كثيرة لهزيمة إسرائيل في هذه المواجهة، وهي كما يأتي:

1- جهل الجيش الإسرائيلي بصورة تامة لأماكن تصنيع أو تخزين أو إطلاق الصواريخ، ما يعني أن المقاومة تسجل تفوقاً أمنياً واضحاً على المؤسسة الأمنية للدولة الصهيونية.
2- - عدم وجود بنك أهداف واضح مثل الحروب السابقة وهذا أدى إلى ارتكابهم حماقات لقصف وتدمير المنازل على رؤوس أصحابها كما حدث مع آل البطش الكرام وغيرهم.
3- اختراق المقاومة للقناة الثانية الصهيونية ما يعني أنه لا سيادة للدولة على وسائل إعلامها، وهذه كانت مفاجاة كبيرة ومؤلمة لإسرائيل التي طالما تبجحت بتفوقها التكنولوجي على الشعب الفلسطيني بل على العرب والمسلمين قاطبة !
4- التخبط والتوهان والتفكير البدائي خاصة في محاولات تهجير سكان شمال غزة، وهذا تفكير قديم كان يصلح أيام الصواريخ البدائية التي كانت تقصف باستخدام منصة بدائية على وجه الأرض عندما كان مدى المقذوفات قصير جدا لا يتعدى 14 كيلو .. ولكن الآن الوضع اختلف والمقاومة تطورت كثيرا، وأصبح مدى الصواريخ يصل إلى 160 كليو متر ويمكن القصف من أي مكان من القطاع وليس بالضرورة من الشمال !!!
5- بحثهم بشكل غبي عن أي إنجاز يقدمونه لشعبهم بهدف تحسين نفسياتهم المنهارة، حتى لو كان مجزرة بشعة مثل مجزرة آل البطش مساء أمس ! هل رأيتم يهودية الدولة ؟؟!
6- محاولات الاختراق البحرية الفاشلة من نقطة شمال غزة واشتباك المقاومة مع القوة المخترقة وحضور طائرات عمودية لإجلاء الجرحى.
7- فشل ما يسمى بالقبة الحديدية في اعتراض أي صاروخ، وذلك بحسب تصريح قال الدكتور "موتي شيفر" خبير هندسة الطيران والفضاء والحائز على جائزة أمن "إسرائيل"، أن "القبة الحديدية" هي أكبر خدعة شهدها العالم, وهذه التصريحات كانت بمثابة الصاعقة التي نزلت على الإسرائيليين.
وأضاف شيفر في تصريحات له نشرت صباح اليوم الأحد، "لا يوجد اليوم أي صاروخ يستطيع اعتراض صواريخ أو قذائف صاروخية، والقبة الحديدية عبارة عن ضوء صوتي يعترض فقط الرأي العام الإسرائيلي وبالطبع نفسها أيضاً، ففي الواقع، جميع الانفجارات التي نشاهدها في الأجواء هي تدمير ذاتي، فلا يوجد أي صاروخ خرج من القبة اعترض صاروخ واحد على الأقل أطلق من غزة".
---------------------------------------
هذه كلها نقاط تفوق للمقاومة وهي نفسها نقاط تراجع للآلة الحربية الصهيونية العمياء التي لا تجد ما تفعله سوى المزيد من شراسة القصف ضد المدنيين !!
إن الحل الأوحد لدوامة العنف ونزيف الدماء الحادث على أرض فلسطين يكمن في تخلي الصهيونية عن ما تسميه بيهودية الدولة والتخلي عن معاملة الشعب الفلسطيني كحشرات أو حيوانات يمكن حشرها في بقعة ضيقة مدى الحياة .. هذا لن يكون من الآن فصاعداً .. من حقنا العيش بحرية وكرامة مثلما يعيش الإسرائيليون .. من حقنا العودة إلى بلادنا التي شردونا منها وفق القرار 194 .. من حق غزة مطار وميناء ومعابر مفتوحة .. من حق عمالنا لقمة عيش شريفة .. من حق موظفينا رواتب تقيهم وتقي أطفالهم شر الموت جوعاً .. من حقنا السفر والتنقل دون قيود ومضايقات .. من حق أطفالنا تعليم متقدم .. ومن حق شعبنا مشافي متقدمة مجهزة.

إذا لم تأخذ غزة حقها بالحياة الكريمة فلن يهدأ الشرق الأوسط برمته، والسبب بسيط، هو أن إسرائيل سلبت من أهل غزة كل شيء حتى لم يبق لديهم شيء يخسرونه !

#عبدالله_أبو_شرخ (هاشتاغ)       Abdallah_M_Abusharekh#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل