أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - شياطين الإنس أشد ضررا من مردة الجن ..














المزيد.....

شياطين الإنس أشد ضررا من مردة الجن ..


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 4850 - 2015 / 6 / 27 - 14:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إني لا أقصد هنا شياطين الجن ، الذين ينصرفون عنا بمجرد الاستعاذة منهم بالله ، والذين إن أكثرية مردتهم قد اعتزلوا الشيطنة بعد لم يُبق لهم شياطين الإنس دورا يقومون به. .
بل أني أعني شياطين الإنس الذين يتجولون بيننا ويأكلون من أكلنا ويجوبون أسواقنا وشوارعنا وبيوتنا ، والذين لا يبرحون أغلبنا حتى يوقعونهم في المعصية بما لهم من وقع اكبر من وقع شياطين الجن ، أعني تلك النوعية من الجن الذين يملكون من الشيطنة اللغوية ما لا يخطر على بال أكبر مردة الجن ، والذين يستطيعون تبطنينها بأقوال الله ، وأحاديث نبيه ومقولات أئمة المسلمين الكبار ، في محاولة منهم للبرهنة على أن ما يمارسونه ضد المسلمين المسالمين من مؤامرات دنيئة ، ومُخادعات مقيتة ، مليئة بالكراهية والتعصب ، إنما هو دفاع عن الدين ، كما يدعون ، وأنهم هم وحدهم من يمثلون حقيقته ، وأن كل فكرهم منهم ، –وكأن أمة المسلمين مرجعيتها شيء آخر- وأنهم ورثة محمد ، صلى الله عليه وسلم ، وخلفاء صحابته من بعده ، وهم يعلمون علم اليقين أنه سبحانه وتعالى ليس في حاجة لمن يدافع عنه ، وأنه هو الله الواحد الأحد الذي لا يهتز من كفر كافر ، أو من إنكار مُنكر ، مصداقا لقوله عز وجل "ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزلون مختلفين " 118 ، وأن أنبياءه ورسله ، هم عظماء معصومون ، لا يتأذون من مخلوقات غير معصومة ، وأن أديانه السماوية ، تكفل هو سبحانه بحفظها ، وأن الإنسان لم يُخلق لنصرة خالقه ولا رسله ولا دينه ، وإنما وُجد الدين ، ذلك النور الإلهي ، لنصرة الإنسان ، والأخذ بيده ليوصله إلى الأمان والاستقرار المؤدي نحو الاستقامة والكمال ، بينما تبقى حقيقة الذين يدعون الدفاع عن الله وعن الرسل وعن الدين ، أنهم ليسو سوى شياطين تعمل على غرس ذلك الاعتقاد في أذهان بسطاء البشر ، ليصبح مُلزما لهم كحقيقة ثابتة ، ينصاعون لمعادلتها بعقل مغيب ، وأفئدة مخدرة لتصبح عندهم التفسير المقدس ،و"الفهم" الأوحد الذي لا يقبل وجود غيره بجواره ، والذي يُجيز تحييد الرافضين له ، وبالتالي قتلهم تحت ستار حماية الدين الذي احتكر الداعون له حق تفسير نصوصه ، وتحليل تعاليمه وتحريم ما يشاؤون منه باسم الله ، وكأنهم اشتروا هذا الدين ، وأصبح ملكهم والباقي لهم عبيد ، بدعوى أن الخالق كلفهم بذلك لأنهم وحدهم علماء الدين، بينما علمهم ليس إلا محض اجترار لما قال أسلافهم الذين قتلوا الدين ، كل بسلاحه الخاص ، وعلى طريقته الخاصة ، وهم يظنون أنهم يحيونه ، بسلوكياتهم المتخلفة المتعصبة للمعتقد ، المتشددة له والممعنة في التمسك بفرضه على الناس ، وإكراههم عليه ، ناسين أو متناسين ، أن الإكراه على الفضيلة ، لا يصنع الإنسان الفاضل ، كما أن الإكراه على الإيمان لا يصنع الإنسان المؤمن ... وأن الحرية وحدها هي أساس الفضيلة والإيمان .
لكنه اللعب على المشاعر الدينية ، والمدخل السهل والسريع لمشاعر الناس لا عقولهم ، الذي يلجأ إليه الشياطين كلما أفلست أحزابهم وأفلس سياسيوهم ..
حميد طولست [email protected]



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على هامش تكريم مولاي مسعود
- رحيل نقابي متميز ..
- الجنين إلى الطفولة !!
- الاعتذار للأقوياء الذين يتحملون مسؤولياتهم ...
- استديو -باب جنان السبيل طالع وهابط- بفاس الجديد ..
- مراسلة عاجلة تكريم المقاوم مولاي مسعود اكوزال
- قصص سائقي الطاكسي بباريس 2 ..
- مسلكيات مجتمعية مناقضة للفطرة السليمة والذوق الرفيع ..
- قصص سائقي الطاكسي بباريس ..
- إلغاء منصب الوزير من الحكومات .
- صبيحة يوم جميل في إحدى ضواحي باريس .
- الاسقالة (2)
- الاسقالة (1)
- ما أبشع طعم الديمقراطية في البلاد العربية ، 4
- فاتح ماي وذكرى مقتل إبراهيم بوعرام !!
- خطاب سياسي لا يحمل برنامجا ثوريا للتغيير !!
- وزراء لا عهد لهم بالمناصب، فكيف يسيرون ؟
- ما أبشع طعم الديمقراطية 2
- فاتح ماي مكسب عمالي لا تحق المتاجرة به !!
- ما أبشع طعم الديمقراطية في بلادنا المغرب !! ما يقع تحت قبة ا ...


المزيد.....




- حماس: إغلاق المسجد الأقصى تصعيد خطير وانتهاك صارخ للوضع التا ...
- سلي أطفالك في الحر.. طريقة تحديث تردد قناة طيور الجنة 2025 T ...
- صحفي يهودي: مشروع -إسرائيل الكبرى- هدفه محو الشرق الأوسط
- نبوءة حزقيال وحرب إيران وتمهيد الخلاص المسيحاني لإسرائيل
- الجهاد الاسلامي: الإدارة الأميركية الراعي الرسمي لـ-إرهاب ال ...
- المرشد الأعلى علي خامنئي اختار 3 شخصيات لخلافته في حال اغتيا ...
- حماس: إحراق المستوطنين للقرآن امتداد للحرب الدينية التي يقود ...
- عم بفرش اسناني.. ثبت تردد قناة طيور الجنة 2025 على الأقمار ا ...
- تردد قناة طيور الجنة: ثبت التردد على التلفاز واستمتع بأحلى ا ...
- مصادر إيرانية: المرشد الأعلى علي خامنئي يسمي 3 شخصيات لخلافت ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - شياطين الإنس أشد ضررا من مردة الجن ..