أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - الاسقالة (2)














المزيد.....

الاسقالة (2)


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 4810 - 2015 / 5 / 18 - 14:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الاستقالة (2)
"بت هنا ننبت"
في الدول الديمقراطية مثلا ، وفاة رضيع بمستشفى أو حادث قطار أو سقوط طائرة ، أو إخفاق لمنظومة قطاع ما، يتحمله المسؤول الأول على القطاع وغالبا ما يقدم استقالته ، خصوصا إذا مس ذاك الإخفاق مبادئ النزاهة أو خرق القوانين أو عطل بند من بنود الدستور ، لكن الأمر في الدول غير الديمقراطية والتي تسير على رأسها ، هو مخالف عن ذلك تماما ، بل والمستفز ، أو الأشد استفزازا في الأمر ، هو أن المسؤولين الصغار هم دوما من يدفع ثمن أخطاء وتجاوزات رؤسائهم الكبار ، وغاليا .
ورغم أن جل ما تعرفه بلادنا الجميلة من فضائح فساد كبيرة ، لا يقترفها المسؤولوها الكبار، الذين من مفروض فيهم الاستقامة والنزاهة وعزة النفس والحرص على مال الشعب ، وتحت دوافع تندرج أغلبيتها ضمن المصالح الخاصة أو الكتلوية السياسية ، ولم يسمع –إلا لماما- أن أيا من هؤلاء المسؤولين الكبار تحمل تبعات تجاوزاته وخروقاته أو جوزي على فشله بالإقالة من منصبه ، حتى بدا الأمر وكأنه تحد للرأي العام.
ما دفع بالمواطن البسيط قبل المثقف والمتتبع السياسي ، إلى طرح العديد من الأسئلة المحيرة أمثال : لماذا لا يستقيل المسؤولون عندنا ؟ ولماذا لا يستمعون لنداء الضمير حينما يفشلون في أداء مهامهم ، ولا لصوت الشعب الذي يطالبهم بالرحيل عندما يضرون بمصالحه ، ويسيؤون لسمعته ؟ وما هي المعايير التي على أساسها لا يقال أحد من مسؤولي بلادنا ؟ ومتى تترسخ ثقافة الاستقالة عند ساستنا ، وتتجسد الحكمة الخالدة "المسؤولية تكليف وليست تشريف" ؟ بدل تشبث السياسيين بالكراسي إلى آخر لحظة ، وتطبيق مضمون المثل المغربي الدارج "ابت هنا ننبت " رغم ما فيه من إساءة لسياسة والسياسيين ، وتكريس للعزوف عن العمل السياسي ، وتأجيج للتطاحن على المناصب الوزارية.
ليجيء الجواب سريعا من رئيس الحكومة في قوله : "إن الاستقالة ومغادرة الحكومة شيء عصري، ككل ما هو عصري في زمننا وأن ما جاء به وزيرا حزبه "العدالة والتنمية لهو حدث غير مسبوق في بلادنا ولم تعرف مثله الحكومات السابقة ، لعدم توفر الشجاعة لدى لمسؤوليها السياسيين لتقديم استقالتهم ، رغم الكم المثير من الفضائح التي كانت تطاردهم ..
فعلا إن ما حدث داخل حكومة بنكيران لسلوك غير مألوف لدى المغاربة ، لأنه لم يكن من حق المسؤول أنداك أن يستقيل من منصبه إلا بإذن من الجهات العليا ولأسباب معقولة.. كما حدث في زمن المرحوم الحسن الثاني مع اثنين من المسؤولين الحكوميين.. وهما وزير الفلاحة السابق السيد عثمان الدمناتي والسيد وزير حقوق الإنسان محمد زيان اللذان سمح لهما بالاستقالة ، أما ما يسمى باستقالة وزراء حزب الإستقلال من حكومة بن كيران فالجميع يدرك وقتها وأهدافها ومراميها وأسبابها.
وكلنا يتذكر المقولة الشهيرة ""ما تكولوش ليا شكون نعين ، أنا الشيفور ديالي إيلا بغيت نردو وزير يولي وزير"."التي أوقف بها المرحوم الحسن الثاني بعض زعماء الأحزاب السياسية ، عند حدهم ، بعد أن تحفظوا على تعيين بعض الأسماء التي اقترحها الملك خلال مشاورات تشكيل الحكومة . ولم يكن غضب الملك يقتصر على تحفظات التعيين بل أيضا على طلبات الإعفاء من المناصب ، فمرة في سنة 1995 و أثناء محاولة التناوب الأولى التي باءت بالفشل رفض كل من امحمد بوستة(حوب الاستقلال) و محمد اليازغي (الإتحاد الإشتراكي) الاشتراك في حكومة تضم إدريس البصري ، وطُلب من وزير الداخلية أن يتقدم إلى الملك بطلب إعفائه حتى يحل المشكل ، إلا أن الفكرة أرعبته وجعله يصرخ: "شكون أنا لي نقول لسيدنا اعفيني ، راه هو لي كيتصرف ورحم الله من عرف قدر نفس ". ونفس الشيء يردده رئيس الحكومة الحالية عبد الإله بنكيران ، ويؤكد في كل المحافل ، على أن الذي يحكم المغرب بنص الدستور، هو الملك محمد السادس ، بينما تتولى الحكومة بعض الصلاحيات غير المطلقة. ولم يكتفي بنكيران على التصريح بذلك لوسائل الإعلام الوطنية بل يغرد به حتى في الدولية حيث قال في حلقة الأربعاء (13/5/2015) من برنامج "بلا حدود"، إنه عندما تولى مسؤولية الحكومة قبل نحو ثلاثة أعوام ونصف العام اتضحت أمامه بصورة كبيرة الأولويات كمسؤول لديه بعض الصلاحيات. وأوضح أن رئيس الحكومة في المغرب عضو في مجلس الوزراء الذي يترأسه الملك، بينما يرأس هو (رئيس الحكومة) اجتماعات الحكومة.
حميد طولست [email protected]



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاسقالة (1)
- ما أبشع طعم الديمقراطية في البلاد العربية ، 4
- فاتح ماي وذكرى مقتل إبراهيم بوعرام !!
- خطاب سياسي لا يحمل برنامجا ثوريا للتغيير !!
- وزراء لا عهد لهم بالمناصب، فكيف يسيرون ؟
- ما أبشع طعم الديمقراطية 2
- فاتح ماي مكسب عمالي لا تحق المتاجرة به !!
- ما أبشع طعم الديمقراطية في بلادنا المغرب !! ما يقع تحت قبة ا ...
- شعوب أصبحت لا تقرأ مثلنا !!
- المكتبات المدرسة
- تنقية الدين
- دنيا الاحفاد ..
- وداعا -إزم-
- التحدي المصري الجديد !!
- من ذكريات الطفولة
- الرجل المناسب في المكان المناسب
- عيد المرأة بنكهة جديدة
- أتهنئة أقدم للمرأة في يومها العالمي ، أم تعزية ؟؟؟
- التغيير ضرورة وليست ترفا ..
- يوم عالمي جديد للمرأة


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - الاسقالة (2)