أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله عيسى - كمن ينتظر الأبدية خلف السياج














المزيد.....

كمن ينتظر الأبدية خلف السياج


عبدالله عيسى

الحوار المتمدن-العدد: 4845 - 2015 / 6 / 22 - 19:19
المحور: الادب والفن
    


كمن ينتظر الأبدِيّةَ خلف السياج
شعر : عبدالله عيسى *

إلى انتصار أ. ع

1-
وكنتُ أصلّي بينهم ، مثلهم ، للهِ كي تتلطّفَ الحروبُ بنا
ولا يُرى الموت ٌ أعمى، بين حربينِ ، يصحو في أسِرّتنا،
وأشتكي في صلاة الغائبينَ لهم غيابَهُمْ .
مثلهم ،
أمضي إلى غدِهم حتى أحدّق في تفاحةِ الأبدِ الأولى .
الذين رموا أحجارَهم في البحيراتِ
فظلّوا ، كظِلٍّ ظلّ يتبعُهم ، أسرى الدوائرِ.
كانوا يكتفون من الحنين ذاك إلى الأرض القديمةِ بالذكرى ،
وتربيةِ الأطفال ِ والهندباءِ في المنافي ،
ويزرعون ، كالطير ، في الرياحِ آهاتهم
حتى يراها الرواةُ
والعُصاةُ
وأبناءُ السبيلِ
وسارقو ملحِهم والخبزِ
والصورِ التي تذكّرُ ، مذ جاؤوا، بسِيرتهم فوق الصناديقِ والجدران .
لم يجدوني بينهم كي يُطيلوا عتابَهم .
2-
لم نجدْ في حديثِ نساء المخيّم ما كان يبحث عنه الرواةُ الذين رموا حبرهم بين حربين ،
والمخبرونَ وهم يلهثون وراء خطانا التي لوثّتها مناخيرهمْ بالسُعارِ ،
ودوريّة ُ الأمنِ تلك التي كلما دخلتْ قريةً أفسدتها برائحة الموتِ ،
والصحفيون الذين أتوا من وراء التلال وقد لمعتْ قبّعاتٌ من القشّ ، قبل الظهيرةِ ، فوق رؤوسهمُ المائلةْ .
لم يقُلنَ لنا أنهنّ مضين إلى النهرِ
حتى يُذرّينَ رجعَ الغبارَ الذي تركتهُ الحروبُ على سِيَرِ الشهداءِ ،
وبعض َ كلامٍ قديمٍ رماهُ سُعاةُ البريدِ
على عتباتِ البيوتِ التي وصلتْ غرفَ الميّتينَ بأنسابهم وهي تعبرُ بين الأزقّة حتى تطيلَ المكوثَ وقوفاً على باب
فرع الأونروا ،
ولم ينتبهْ أحدٌ أنهنّ طوينَ الخرائطَ كاملةً في الصناديقِ
حتى تظلّ فلسطينُ أعلى من البحرِ في شجْرةِ العائلةْ
3-
بروائح ما بعد منتصف الليل ، حيث السماء تنام على بطنها
وضجيج ِ الظهيرة ِ ، حيث تخف ّ الظلال ُ الخطى كي تعود إلى نفسها .
بالذي يشبه أن ترى أثراً ليدي ّ العجوز على حجري ّ الرحى

كمن انتظر الأبديّة خلف السياج ِ المؤدي إلى بيته في ضواحي صفد ْ
دون أن يتذكر من سِيَرٍ الغائبين سوى ما تقول ُالرياح لعشب الطريق القديم ِ ،
ولم ينتبه ْ لعصاه التي عميت ْ ،
ويديه اللتين ، كما قطرتا مطر ، شاختا في انتظار ِ أحدْ .

كان " محمود عيسى " هنا في المخيم لا يشبه غيره .
بينما قالت امرأة ، لم تكن زوجه ، أنه لم يعد بيننا
ظلّه لا يزال على حجرٍ في الطريقِ
غفا بين عكا وبيسانَ .. ثمّ صحا
4-
أرتدي بين حربين خوذة جدّي التي كلحت ْ منذ حرب فلسطين فوق الجدار ِ
لأكبر في خلسة عنهما
وأردٌ السلام على قبره في حديث السلالة ، وحدي
لأرجع ، من حيث ُ جئت ُ ، إلى صورتي معه في الإطار ِ.
وما كنت ُ ذاك الذي خصّه ُ بالعباءة والسيف ِ عند الشريط الحدودي ّ
لكنني صرت ُ أشبهه
غير أن ّ يدي هرمت ْ في مصافحة ِ الغرباء
وعيني ٌ لم تعرفاني ، كما كانتا ، بعدما انتهت ِ الحرب ُ ..
...
يا ليتني مت ّ ، مثلك ِ ، يا جدّتي ،
قبل هذا الحصار ِ
5-
أكتفي بالقليل من الماء والخبز
، يا نهر ،
خذني على قاربي الورقيّ معك ْ
لأطل ّ على ذاكرات النوارس في بحر يافا
كأن ّ أصابع أمي تراني برائحة البرتقال هناك َ
وأحجارها لا تزال تئن ّ بصدر أبي كالرحى .
لست ُ أكثر من ألم ِالضوء
ذاك الذي مسّني بين عيني ّ ، ثم ّ امّحى

أكتفي بالقليل ِ من الشمس
قد أكتفي بالهواء القليل ، بما عاف َ
طير ُ البراري الحزين ، فخذني
لأحمل عنك َ الذي أوجعك ْ
*شاعر فلسطيني مقيم في موسكو






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعر الفلسطيني عبدالله عيسى يكتب تحية للشاعر الفلسطيني الم ...
- الشاعر الفلسطيني عبدالله عيسى يكتب عن معلولا
- الشاعر الفلسطيني عبدالله عيسى يكتب في الذكرى 67 للنكبة
- في ذكرى النكبة : ولهذا ما زلنا أحياء
- الساكت عن الإرهابي إرهابي أخرس
- السيد الرئيس : جل ّشعراء وكتاب فلسطين في الموسوعة الروسية إس ...
- التحالف الأصولي الإنجيلي - الإسلامي : الغاز أم الدم العربي
- إذا لم تبك ِ ، حاول فحسب ُ
- لا يفتى والمالكي في المدينة
- أنا والسيدة أم كلثوم
- محمود درويش . شعرية الخلق الجمالي
- من وصايا فوزية العشر
- بابا الأقباط : لن أدخل القدس إلا محررة
- قبل وإبان وبعد حرب غزة . وكلاء - المقاومة - : الجدار العنصري ...
- سميح القاسم : وما ذاك موت
- الحب الضائع
- الاختلاط بين الواقع والهوس
- الحرية الوهم
- خطر الاحزاب الدينية
- الموسيقي والحياة


المزيد.....




- وفاة الفنانة الإماراتية رزيقة طارش بعد مسيرة فنية حافلة
- ماذا بعد سماح بن غفير للمستوطنين بالغناء والرقص في الأقصى؟
- فيديوهات وتسجيلات صوتية تكشف تفاصيل صادمة من العالم الخفي لم ...
- مونديال الأندية: هل يصنع بونو -مشاهد سينمائية- مجددا لانتزاع ...
- الشاعرة نداء يونس لـ-القدس-: أن تكون فلسطين ضيف شرف في حدث ث ...
- هكذا تفعل الحداثة.. بدو سيناء خارج الخيمة
- امتحان الرياضيات تباين الآراء في الفروع العلمي والأدبي والتج ...
- أصداء حرب غزة تخيم على مهرجان برلين السينمائي -برلينالة-
- من يحمي الكنوز الثقافية في الشرق الأوسط من الحروب؟
- فيلم -في عز الضهر-.. هل ينجح مينا مسعود في مصر بعد نجاحه في ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله عيسى - كمن ينتظر الأبدية خلف السياج