أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إيمان أحمد ونوس - لا تُبنى الأوطان إلاّ بسواعد شبابها














المزيد.....

لا تُبنى الأوطان إلاّ بسواعد شبابها


إيمان أحمد ونوس

الحوار المتمدن-العدد: 4840 - 2015 / 6 / 17 - 21:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




تُبنى تطلعات ومستقبل سائر المجتمعات البشرية في جانب كبير منه، على ما يتصف به جيل الشباب فيها، باعتبارهم القوة الحقيقية الفعّالة في ميادين متعددة ومتنوعة، وذلك بسبب امتلاكهم خاصيّتين تميّزهما عن باقي أفراد المجتمع، وهما: خاصية الحركة والنشاط التي يمتلكونها، وخاصيّة المرونة الذهنية التي تؤهلهم لاستقبال وتلقي كافة أشكال المتغيّرات سواء في ميادين العلوم، أو الرياضة، أو الفنون، أو أيّ نوع من أنواع الأنشطة الإنسانية.
ولهذا، فإن المجتمعات والأنظمة التي تريد أن تسمو وترتقي، أوّل ما تعوّل على جيل الشباب هذا، فتمنحه كل ما يحتاجه بدايةً على المستوى الشخصي، من حيث تلبية الاحتياجات النفسية والفكرية والجسدية التي تؤهله بالفعل للقيام بالدور المنوط به في المجتمع. ومن ثمّ تقدّم له كل ما من شأنه أن يساعده على العلم والإبداع، كي ينهض بذاته وبمجتمعه وبلده.
غير أن مجتمعاتنا(أفراداً وحكومات)، والمُصنّفة من المجتمعات النامية أو المتخلّفة، فإنها لا تألُ جهداً في وضع جميع العراقيل أمام جيل الشباب، ومنذ مراحل حياتهم الأولى، وفوق كل هذا، فإن أقل ما هو شائع من صفات تُطلق عليهم، هي العبثية واللامبالاة والتسطيح و..... الخ من صفات أرى أنها مجافية للحقيقة في جزء كبير منها، حيث أن شرائح غير قليلة من هؤلاء الشباب يحملون من مفاهيم التطور والعلم ما يمكنهم من مجاراة تقنيات العصر ومفاهيمه الحديثة، بحكم تمتعهم بروح المحاولة والاكتشاف.
صحيح أن غالبيتهم يظهرون لنا بمظهر اللامبالاة حيال كثير من القيم والمفاهيم، خصوصاً تلك المتعلقة بالمجتمع وقيمه وآفاقه شبه المنغلقة- حسب رأيهم- إلاَ أن هناك فئات منهم ربما تُظهر(اللباس، الشعر، طريقة التعامل،...) ما لا يشير إلى ما تمتلكه من وعي وفهم وعمق في الرؤية تجاه مجمل القضايا التي تحدث في الحياة اليومية، وأيضاً القضايا الكبرى التي تظهر على الساحة السياسية أو الثقافية.
لقد عززت المتغيّرات التي طالت المجتمعات العربية في السنوات الأخيرة ما نقول، من حيث امتلاك أولئك الشباب روحاً مبدعة خلاّقة في التعامل مع أزمات المجتمع، وكوارثه في كثير من الأحيان، وذلك من خلال مجموعات عمل ميدانية تحاول جاهدة النهوض بالأفراد والمجتمع من قاع الحرب والموت والإرهاب إلى فضاءات أكثر إنسانية، من أجل تجاوز ما تعيشه تلك المجتمعات بأقل الخسائر المحتومة.
فهناك العديد منهم(الجنسين طبعاً) يعملون في منظمات مدنية تعمل على معالجة الأطفال الذين تواجدوا في مناطق ساخنة، معالجة نفسية، من أجل تخفيف حدّة ما عايشوه وشاهدوه، أو تعرضوا له مع أسرهم.
إضافة إلى مجموعات أخرى تعمل على إعادة العديد من أولئك الأطفال إلى تلقي التعليم ولو بالحدود الدنيا ضمن الإمكانات المُتاحة لديهم، وبعضهم لجأ إلى أنواع من الفنون علّها تُساهم ولو بالجزء اليسير في محاولة لتخفيف الآثار الكارثية لتلك الحرب.
إضافة إلى قيام العديد منهم بالعمل في مجموعات تُعنى بتخفيف آثار كافة أشكال العنف المُمارس على المرأة جرّاء ما يجري، وتقديم المساعدة الممكنة لأولئك النساء، كي يتمكّنَّ من تجاوز ما ابتلين به، والعودة للحياة وأسرهم بشكل شبه طبيعي.
وهناك الشباب الذين يعملون في مراكز الإيواء على مساعدة الموجودين في كل ما يحتاجون، ولا يمكننا أن نتجاهل العديد من الشباب المتطوعين في الهلال الأحمر، والذين يتعرضون للموت في كل لحظة(وقد استُشهد العديد منهم) أثناء تواجدهم في مناطق المعارك، للقيام بأعمال الإغاثة وإسعاف المحتاجين.
إنها جهود جبّارة واستثنائية، في ظروف قاهرة واستثنائية أيضاً، جهود علينا كمجتمع وحكومة تقديرها واحترامها والاعتراف بضرورتها وأهميتها في وقتنا العصيب هذا، ومحاولة تقديم كل ما يمكن ويلزم لأولئك الشباب من أجل الاستمرار في أعمالهم تلك، لاسيما من قبل الحكومة المعنية أكثر بإيجاد الفرص والحلول لشرائح شردتها الحرب، وحرمتها نعمة الاستقرار والأمان.
كما على الحكومة أولاً وقبل كل شيء، الإيمان بأن الشباب هم عماد الأوطان ومستقبلها، ومن ثمّ إفساح المجال رحباً أمام ما تبقى منهم، للاستفادة من إمكاناتهم وقدراتهم الهائلة من أجل النهوض بالمجتمع من آلام وخسائر ما جرى من جهة، ومن جهة أخرى كي تكون إعادة الإعمار بأيدي وعقول هؤلاء الشباب الذين آثروا البقاء في وطنهم رغم كل ما جرى، ورغم معاناتهم اليومية جرّاء بطالة تخطّت النسب العالمية بأرقام مرعبة.



#إيمان_أحمد_ونوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيوب الماضي مناقضة لمفاهيم الحاضر
- طاقات الشباب بين متاهات العولمة... والواقع
- الرجولة.. مفاهيم أم مواقف..؟
- ما بين الحاجة والواقع المرأة عماد اقتصاد الأسرة
- نساء سوريا طرّزن وشاح الجلاء وتحملن اليوم أسمال الحرب
- التحوّلات السياسية الطارئة وآثارها على المرأة
- البطالة والفقر والتهميش تخلق مناخات العنف والإرهاب
- الشرعة الدولية واتفاقياتها ومعاهداتها في مهب رياح الأزمة الس ...
- أمراء السعودية يشرّعون الاتجار بالقاصرات السوريات
- قرار أممي جائر بحق اللاجئين السوريين في الخارج
- الحكومة تعتمد جيوبنا المهترئة رافداً أساسياً لخزينتها.
- منظمات المجتمع المدني(الأهلي) ضرورة هامة للارتقاء بالمجتمع و ...
- هل انفرط عقد السوريين الاجتماعي..؟
- التعاطف الإنساني الاجتماعي
- التعاطف الإنساني الاجتماعي ترياق الأزمات ومرارة الواقع
- ما الإعمار في وطن أبناؤه مهشَّمون ومهمّشون..؟
- رغم القهر والدمار في بلادي ما يستحق الحياة
- القانون رقم/6/ لعام 2014 اغتيال وتهميش للهيئة السورية لشؤون ...
- وضع المرأة في الحروب والنزاعات المسلحة والموقف الدولي منه
- التربية الذهنية ضرورة مُلحة للنهوض بالإنسان والمجتمع


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إيمان أحمد ونوس - لا تُبنى الأوطان إلاّ بسواعد شبابها