أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إيمان أحمد ونوس - القانون رقم/6/ لعام 2014 اغتيال وتهميش للهيئة السورية لشؤون الأسرة














المزيد.....

القانون رقم/6/ لعام 2014 اغتيال وتهميش للهيئة السورية لشؤون الأسرة


إيمان أحمد ونوس

الحوار المتمدن-العدد: 4483 - 2014 / 6 / 15 - 10:32
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    




يأتي تطور القوانين والتشريعات انعكاساً لتطور المجتمعات والبلدان الذي يفرضه حكماً رقي الحضارة والعلوم التي وصلتها البشرية بكافة مجالاتها.
لكن أن يتمّ الرجوع للوراء في قوانين وُضعت أصلاً من أجل الارتقاء بالأسرة ومكوناتها، وبالتالي الارتقاء بالمجتمع ككل، فهذا ما يُثير الدهشة والاستغراب والتساؤل، لاسيما في ظل ظروف استثنائية تعيشها الأسرة السورية على كافة الأصعدة والاتجاهات، مما يستدعي سن قوانين وتشريعات تنهض بهذه الأسرة من تحت ركام أزمات نفسية واقتصادية وتربوية وما إليه من أزمات يصعب حصرها، لا أن نعود بتلك القوانين إلى الوراء، كي تبقى مجرد قوانين مؤجلة أو مجمّدة ومقيّدة وغير فاعلة أو متفاعلة مع حياة الناس وأزماتهم المتكاثرة يوماً بعد يوم، وعاماً إثر آخر.
وما أثار الشجون والدهشة والاستغراب، هو صدور القانون رقم/6/ لعام 2014 القاضي بإلحاق الهيئة السورية لشؤون الأسرة بوزارة الشؤون الاجتماعية، بعد أن كانت هيئة مستقلة تتبع مباشرة لرئيس الوزراء بالقانون رقم/42/ للعام 2003 حيث جاء في المادة/20/ من القانون رقم/6/ لعام 2014 ما يلي:
يُنهى العمل بالقانون رقم (42) تاريخ 20/12/2003
تأتي هذه المادة بمثابة اغتيال لهذا القانون والذي كان حين صدوره نقلة نوعية على صعيد الاهتمام بواقع الأسرة السورية من كافة الجوانب، ووضعها في الصدارة من اهتمام الحكومة باعتبار الهيئة مؤسسة وطنية تعمل على النهوض بواقع الأسرة السورية من كافة النواحي، لاسيما واقع العنف والتمييز الذي تُعاني منه المرأة المكون الأساسي والرئيسي لتلك الأسرة، للوصول إلى أسرة قادرة فعلاً وحقيقية على المساهمة في بناء وتطور المجتمع المعاصر. فقد عملت الهيئة فعلاً ومنذ تأسيسها على محاولة النهوض جديّاً بواقع الأسرة والمرأة والطفل، وكذلك الوضع السكاني بشكل عام من خلال الدراسات والأبحاث وورشات العمل التي أقامتها، إضافة إلى محاولة اقتراح مشاريع قوانين تنهض وترتقي بواقع مكونات الأسرة عملاً بالفقرة/ هـ/ من المادة/2/ في قانون تأسيسها والتي تنص على اقتراح تعديل التشريعات المتعلقة بشؤون الأسرة، وهو ما يمكن اعتباره روح القانون والهيئة حينها والتي أُلغيت من القانون الجديد وتمّت الاستعاضة عنها باقتراح مشروعات القوانين المتعلقة بشؤون الأسرة والسكان دون اقتراح تعديل التشريعات المتعلقة بالأسرة، وفي هذا رسالة واضحة لعدم الرغبة في تعديل الكثير من القوانين والتشريعات التمييزية ضدّ المرأة والأسرة بشكل عام، وبهذا الصدد كان أول وأهم ما قامت به الهيئة هو تقديم مشروع قانون الطفل استناداً إلى اتفاقية حقوق الطفل، بدل تلك المواد الخاصة بالطفل والمتناثرة في بعض القوانين السورية. غير أن الذهنية السائدة سواء في مجلس الشعب أو في دوائر التشريع ووزارة العدل حينها قد اغتالت هذا المشروع بإبقائه حبيس أدراج الذهنية الصدئة في مجلس الشعب منذ سنوات طويلة رغم الحاجة الماسّة إليه لاسيما في ظل واقع الطفولة السورية المزري حالياً بكافة جوانبه واتجاهاته ومستقبله المظلم والمخيف.
لسنا بصدد سرد ما قامت به الهيئة طيلة السنوات الماضية، لكن مجرد التفكير بتهميشها وإلحاقها بوزارة هو بحد ذاته كارثة حقيقية وفق الذهنية السائدة في عمل الوزارات والمؤسسات والهيئات التابعة لها، والأمثلة في هذا المجال كثيرة عن هيئات أخرى كانت مستقلة واغتيلت وتمّ تهميشها لمجرد إلحاقها بوزارة تشرف على عملها. وهذا معناه أننا فقدنا هيئة كانت مستقلة مالياً ومؤسساتياً وتعمل وفق ذلك على رفع مستوى مكونات الأسرة ومن جهة، ومحاولة وقف أو تخفيف العنف ضدّ المكونَين الأضعف في الأسرة( المرأة والطفل)، ومن جهة أخرى القيام بالعديد من الدراسات المعمّقة والأبحاث الجدية التي تناولت الوضع السكاني وملاحظة الفجوات الموجودة والتي تؤدي بالضرورة إلى تردي الوضع المعيشي والاقتصادي والصحي والعلمي في المجتمع في محاولة جادة لمعالجتها، وكذلك الدراسات الخاصة بالشباب السوري وتناول مشاكله المتأصلة أبداً والتي تُعيق تطور الحياة في أي مجتمع وتقديم الحلول المطلوبة للنهوض بتلك الشريحة التي تُعتبر ولا شك مستقبل البلاد والمجتمع على حدٍّ سواء وهذا العمل بمجمله يتطلب هيئة مستقلة مالياً أولاً، وإدارياً ثانياً بحكم حجمه ومتطلباته التي تعجز عنها ميزانيات وجهود الوزارات وروتينها الذي يُعيق ويُعرقل أكثر مما يُعطي.
كما أن الشكل المرسوم للهيئة في الفقرة/أ/ من المادة/6/ من القانون رقم/6/ لعام 2014 يشتت عمل ونشاط الهيئة بحكم تعدد الجهات المكونة لمجلس الإدارة وآرائهم المتباينة لدى تناول قضية ما مطلوب معالجتها، حيث تنص هذه الفقرة على:
المادة- 6
أ- يتكون مجلس الإدارة من:
* الوزير رئيساً.
* رئيس الهيئة نائباً للرئيس.
* ممثل عن الاتحاد النسائي يسميه رئيس الاتحاد عضواً.
* ممثل عن اتحاد نقابات العمال يسميه رئيس الاتحاد عضواً.
* خمسة خبراء أعضاء.
من مجمل ما تقدّم نرى أننا كمجتمع وحكومة نعود القهقرى للوراء ليس فقط بحكم ما نمرُّ به من أزمة ما زالت تُرخي بظلالها الكئيبة والكثيفة علينا جميعاً، وإنما أيضاً بفعل ذهنية حكومية يشي واقع عملها أنها لا تريد لا للمجتمع، ولا لأي من مكونات الأسرة النهوض من سبات التخلف والأزمات والقهر، وهذا ما هو مرفوض تماماً خاصّةً في هذه المرحلة التاريخية والحساسة والأليمة من حياتنا جميعاً، فهل للمسؤولين عن تلك القرارات والقوانين في الحكومة أن يعوا خطورة ما أقدموا ويقدمون عليه..؟



#إيمان_أحمد_ونوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وضع المرأة في الحروب والنزاعات المسلحة والموقف الدولي منه
- التربية الذهنية ضرورة مُلحة للنهوض بالإنسان والمجتمع
- قضايا المرأة والاستحقاقات القادمة
- في الزواج... المرأة تحمل أعباء التغيير والتعايش
- الجفاف كارثة إنسانية- اقتصادية تُضاف إلى كوارث السوريين
- المرأة... الغائب الأبرز عن قضاياها
- لا ثبات للقوانين الوضعية في مسيرة حياة متغيّرة
- حق النساء في معرفة الحقيقة
- المرأة حين تتحالف مع الموروث ضدّ إنسانيتها.
- ما الكامن وراء ظاهرة استغلال الشباب من قبل المتشددين..؟
- ثقافة الحوار ضرورة إنسانية- حضارية
- إِلامَ ترنو المرأة السورية في عيدها العالمي..؟
- وضع المرأة في العمل السياسي
- الزواج والطلاق العرفيان يسودان مناطق التوتر
- أهمية وضرورة الصحة الإنجابية
- الأزمة السورية... ويلات وكوارث لم يشهدها التاريخ.
- من لجّة الموت والدمار.. السوريون يصرخون كفى
- أطفال سوريا في مواجهة عواصف متعددة
- ما مصير الأطفال مجهولي النسب في النزاعات والحروب
- المرأة السورية في مواجهة عنف مضاعف


المزيد.....




- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...
- “مش حيقوموا من قدامها” جميع ترددات قنوات الاطفال على النايل ...
- الحكم على الإعلامية الكويتية حليمة بولند بالسجن بذريعة “الفج ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- شاهد.. أرجنتينية بالغة من العمر 60 عاما تتوج ملكة جمال بوينس ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - إيمان أحمد ونوس - القانون رقم/6/ لعام 2014 اغتيال وتهميش للهيئة السورية لشؤون الأسرة