أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد احمد الزاملي - ما بعد داعش















المزيد.....

ما بعد داعش


ماجد احمد الزاملي
باحث حر -الدنمارك

(Majid Ahmad Alzamli)


الحوار المتمدن-العدد: 4837 - 2015 / 6 / 14 - 16:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما بعد داعش

لا شك ان الحرب على داعش هي حرب مقدّسة وضرورة قصوى ،لذلك ينبغي أن تتوحد الجهود والإرادات لمواجهتها،وليس بخاف على احد مدى خطورتها ودموية ممارساتها، التي تعكس ملمحاً بربرياً سيئاً، لا يمت للقيم الإسلامية الحقيقية بصلة. سوف تنتهى داعش ولا احد يعلم من أنشأ هذا التنظيم ومن قدم له السلاح ومن فتح له الأبواب فى اكثر من بلد عربي!!, ولكن صورة الإرهاب التى قدّمها للعالم سوف تبقى فى ذاكرة الأجيال .إلاّ ان القرار الاممي (في تشكيل ما يسمى التحالف الدولي بمحاربة داعش)اغفل الكثير من التنظيمات الإرهابية القائمة في المنطقة، واعتمد على محاربة تنظيمات محدّدة بعينها، بما يخدم مشاريع سياسية لصالح دول في المنطقة وخارجها. الحكومة العراقية إستجارت بالولايات المتحدة الامريكية لمواجهة خطر داعش, فاشترط الرئيس الامريكي باراك اوباما قيام حكومة جامعة في بغداد , وبدا واضحاً ان ادارة اوباما ليست في وارد اقتلاع داعش بل تريد تفتيت دول المنطقة الى دويلات , لذلك أصبحت القناعة لدينا بأنّ داعش لن تزول وخلافتها لن تأفل إلاّ عندما ترتسم ملامح ما بعد داعش. من البديهيّ أنّ تنظيمات متطرّفة من نمط داعش لا تبرز وتتمدّد بهذا الشكل، إلاّ لأنّها تملأ فراغاً وتؤدّي دوراً على الأصعدة الإيديولوجيّة والمحليّة .
إرهاب اليوم الذي يتعرض له العراق والمنطقة قضية مستقلة؛ خلايا ذكية ومعقدة ولديها قدرة هائلة على التأثير والتكتيك الحربي على الأرض، حرب شوارع بأدوات إعلامية متفوقة تقود شبابا مستلبا فكريا ومحفّزا نفسيا على الموت في سبيل الحوريات وليس في سبيل فكر معين ، حيث تحول المشروع الإرهابي إلى مشروع مستقل، وليس مجرد استخدام السلاح ضد الأنظمة متى ما ساءت الأحوال مع الإسلام المعتدل كما يصور محللو الإسلام السياسي ، الذين تركوا كارثة داعش ليتمسكوا باستغلال هذا الخراب لإعادة الاعتبار لإنفسهم باعتبارهم بديلا عن الإرهاب الداعشي لا مسؤولين عنه بشكل من الأشكال. ليس القوى البريّة التي تحرّر الأرض والمواطنين من داعش من يمسك الارض فحسب، بل أيضاً الفكر الذي تحمله وتنضوي تحت رايته هذه القوى, لما لهذا الفكر من تأثير مباشر على هذه القوات , بالاضافة الى مسك الاراضي المحررة وفرض القانون والنظام فيها , حيث ستظهر الحاجة الى قوات أمنية لمسك المساحات الشاسعة من الاراضي والقرى والقصبات والمدن المحررة وحمايتها من عودة انشطة التنظيمات الارهابية وخلاياها النائمة . كما يتوجب حماية الاهداف الحيوية في المناطق المحررة مثل محطات الكهرباء والسدود المائية وانابيب النفط وطرق المواصلات والمصانع والمعامل وغيرها من الاهداف الحيوية الاخرى . وهذا الامر يتطلب اعادة النظر بطريقة واسلوب الانفتاح والتوزيع والانتشار والاستخدام القتالي لقطعات الجيش في عموم العراق ،واعفاء الجيش من واجبات الأمن داخل المدن والقصبات ،واسناد هذه المهمة لقوى الامن الداخلي والحرس الوطني . ما نحاول طرحه هنا, هو توجيه عناية الراى العام المحلي الى ما سيغزوا ساحاتنا العراقية من تجارب إرهابية مستقبلية بعد داعش.
ان مسؤولية حل و معالجة المحور العسكري والامني لمرحلة ما بعد داعش وتحديد اهدافها ومتطلبات بنائها هي مسؤولية القيادة العسكرية العراقية ،بالإضافة الى مراكز البحوث والدراسات المنبثقة وذات الصلة بتلك الوزارات اي المختصة بالشؤون الامنية والعسكرية والعراق يزخر بالإمكانيات المتخصصة في هذا المجال شرط فسح المجال لها دون احكام او تصورات مسبقة وان يكون الفيصل هو خدمة الوطن والدولة بعيدا عن أي انتماء اخر سواء عرقي او طائفي. وينبغي أيجاد منافذ اقتصادية لتغطية النفقات المكلفة للحرب على داعش وإعادة أعمار المناطق المتضررة ولعل ذلك يتم بجذب راس المال العراقي المتواجد خارج البلد بمنحه امتيازات خاصة لجذبه للعمل في الداخل وإيجاد تطمينات للمستثمرين العراقيين بالخصوص بالتعويض والأفضلية مستقبلا حتى في مجال الأسعار والشروط . ان الدولة العراقية لم تتمكن من الخلاص من مافيات الفساد,وهنا لابد لوضع أولويات في التدقيق في أي المفاصل اخطر ولعلها وبلمحة سريعة نجدها في السلك الأمني والاستخباري والاقتصادي للتحرك عليها وتطويقها .
ربما تشكل مرحلة ما بعد داعش همّا اخر للكثير لكن الامر ليس بصعوبة وجود داعش فاي اشكال اخر يمكن حله لو وضع للحوار الوطني واسس الحوار البناء الرامي لصناعة دولة مدنية متحضرة قوية شعبا وحكومة وجيشاً. أي تنشيط كل المجالات وخاصة المجال الاقتصادي الذي يشكل الحلقة الاولى في مرحلة ما بعد داعش مع اهمية الحوار والتواصل ألإجتماعي , أي قبل أي حوار سواء الحوار السياسي او الديني ,فاي خطوة باتجاه التقدم في المجال السياسي أو الديني ربما يصطدم بعقبات وخلافات سابقة تعيد الامر الى ماكان عليه. الحوار الاجتماعي والتواصل بين فئات وطبقات وشرائح المجمتع المختلفة حلقة مهمة ومفصلية ربما تسهم في جعل القوى السياسية والدينية تقبل بالرضوخ الى ما ينتج عن ذلك التواصل. مع اهمية اعادة تنشيط الصناعة الوطنية والعمل على احياء المصانع والمعامل المتوقفة عن الانتاج. مدى ذكاء القيادات الوطنية الحاكمة ونفوذ المؤسسات العسكرية في تكييف منظومات الحكم وإخضاعها لعملية بناء ربما تكون معقّدة. الصعوبات الاقتصادية وتحديات التنمية، المؤثرة في حالة الاستقرار والاجتماع السياسي، والنجاح الاقتصادي مرتبط بالأمن القومي لأي بلد. مواجهة التقشف المالي وتراجع أسعار النفط حيث اعتمد البلد في ميزانيته السنوية لعام 2015 على سعر النفط ب(56) دولارًا في حين انخفض سعر بيعه إلى ما دون (40) دولارًا مع توقف شبه تام لقطاعات الصناعة والزراعة والتجارة والسياحة. مافيات الدولة العميقة وسيطرتها على مفاصل الدولة المهمة, فقد انفق العراق منذ عام 2003 إلى يومنا هذا مئات المليارات من الدولارات ،دون أن نرى اي تأثير ملموس على بنية البلد الاقتصادية او التحتية ، بسبب استفحال ظاهرة الفساد المالي والإداري التي جعلت البلد يتصدر قائمة أكثر الدول فسادًا في العالم.
إن كيفية التعامل مع التحديات المذكورة أعلاه تعطي معالم مستقبل العراق ، إما في اتجاه إصلاحي ، أو إعادة إنتاج الأزمات، وانتظار زلزال إرهابي أخر قد يكون أشد وأكثر فظاعة، فأي زمن يختاره العراق بعد زمن داعش.



#ماجد_احمد_الزاملي (هاشتاغ)       Majid_Ahmad_Alzamli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اصل البراءة
- الدعوى العمومية
- مفهوم الجريمة
- المواطنة الحقوق والواجبات
- الطائفية وألإرهاب في العراق
- المردود السلبي للازمة المالية العالمية على مشاريعنا النفطية ...
- جريمة تمويل الإرهاب
- الجريمة المنظمة
- السياسة هي صراع القوى الاقتصادية
- انعكاس العولمة على الاقتصاد العربي
- التأسيس لنظم انتخابية قادرة على الاستجابة بشكل فاعل للتحول ا ...
- إعادة تأهيل المحكوم عليهم
- المشاكل العرقية في يوغسلافيا السابقة وتداعياتها دوليا
- التصورات الغربية حول الامن
- الارهاب يضرب اوروبا
- ضعف الدولة الشرق اوسطية
- الحروب الامريكية على مدى تاريخها ليست لها مشروعية
- اِستی-;-فاء حقوق ضحايا الجرائم الدولية في القانون الدو ...
- تأثير التكنولوجيا على القانون
- مستقبل سيادة الدولة


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد احمد الزاملي - ما بعد داعش