مصطفى ملو
الحوار المتمدن-العدد: 4837 - 2015 / 6 / 14 - 10:51
المحور:
كتابات ساخرة
اشتد المرض على والده فقرر مرافقته على وجه السرعة إلى المستشفى.
في المستشفى وجد أمامه طابورا طويلا من الناس,منهم الشيخ المسن المتكيء على عكازه ينتظر دوره و المرأة الحامل التي بالكاد تقوى على الوقوف و الطفل الرضيع الذي يئن فوق ظهر أمه من شدة الألم...
هؤلاء لم يأت أحدهم إلى هنا حبا في هذا المكان و لا عشقا فيه,بل هدف واحد هو الذي جاء بهم جميعا إلى هنا,إنه طلب الاستشفاء,و لكن صاحبنا لم يستحضر ذلك,فقرر الاتصال بأحد معارفه للتوسط له تجنبا للانتظار,بعد لحظة جاءته ممرضة حسناء سائلة:
-هل أنت هو الصحافي بوخبزة؟
-نعم أنا هو.
-مدير المستشفى يريد رؤيتك,هلا تفضلت معي؟
-أوكي.
و بينما كان يهم بالأخذ بيد والده ليصاحبه معه لرؤية الطبيب خاطبته الممرضة قائلة:
-لا عليك,عمي الحاج سنأتيه بكرسي متحرك.
حصل ذلك وسط ذهول عشرات المرضى و في تجاوز واضح "للخط المتصل" من الناس المنتظرين.
في اليوم الموالي خرج بمقال نشر في جريدة ذائعة الصيت يتحدث فيه عن الزبونية و المحسوبية والرشوة التي تنخر البلد,و في اليوم الذي تلاه كتب عن "السمعة الطيبة" و "الشفافية" و"نكران الذات" التي يتميز بها المستشفى الذي قصده هو والده !!
شارك بمقاله الذي كتبه عن الزبونية في مسابقة وطنية,ففاز بجائزة أحسن تحقيق صحفي أما المستشفى الذي كان فيه هو و أبوه ففاز بشهادة الشفافية و النزاهة و الحكامة الجيدة و... !!
#مصطفى_ملو (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟