من باريس الى بغداد !

حارث الخضري
كاتب وأكاديمي
(Harith Kadhim)

الحوار المتمدن-العدد: 4834 - 2015 / 6 / 11 - 00:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

« فالس يخسر كثيرا بسبب مباراته »
العبارة السابقة جاءت على رأس وسيلة اعلام باريسية، الاربعاء، في سياق حملة شنتها الصحافة الفرنسية والمعارضة ضد رئيس الوزراء مانويل فالس.
الرجل لم يسرق او يختلس او يتفق على عقود سرية، لم ينفق الملايين على زوجته او على اهلها. كل ما ارتكبه الوزير الاول يتلخص في حضور فعالية رياضية مستخدما الطائرة الخاصة الرسمية. الطائرة الحكومية اقلت فالس وعائلته الى العاصمة الالمانية برلين لحضور مباراة النهائي الاوربي في رياضة كرة القدم بين فريقي برشلونة الاسباني ويوفنتوس الايطالي السبت الماضي.
الزيارة ذهابا وايابا اثارت حفيظة المعارضة حول استغلال المال العام. تصرف رأس السلطة التنفيذية، باجماع المؤسسات الاعلامية الفرنسية الرئيسة، كان فعلا « احمقا » لا يمكن تبريره !
وبما ان المباراة اقيمت في برلين، فسهرة الشخص الثاني في الجمهورية كلفت الخزينة العامة مبلغا يقترب من ثمانية عشر الف يورو فقط .… لكن، على ما يبدو، فأن مشكلة الفرنسين ليست في القيمة المادية بل في المبدأ !
هناك، في بلد العلمانية الاول، ليس من حق اي كان، بما في ذلك رئيس الوزراء، تحميل الخزانة العامة مصاريف شخصية … هذه جريمة يمكن لها زعزعة مكانة الرجل وحزبه !
ازمة الفرنسيين وعقدتهم، كما جميع شعوب العالم الاول، انهم بلا تاريخ يمتد الى الاف السنين، ولم يكن لهم اي دور في اختراع الكتابة او العجلة او التقويم او الصلاة … هم عبارة عن شعوب بسيطة وواقعية وبلا اساطير!
لذا يسعون، بجد، نحو تأسيس تاريخ جديد، تاريخ حقيقي هذه المرة. فهذا التاريخ سيكون موثقا بالصوت والصورة.
والوقائع تؤكد ان الشعب الذي يؤسس مفاهيمه على الواقع لا على الخيال لا يمكن خداعه ابدا!
هذه هي المفارقة ببساطة !
على اي حال …
الاعلام الفرنسي،ايضا، سلط الضوء على اعلان الحكومة الكويتية تبرعها بمبلغ 200 مليون دولار أميركي لبغداد من اجل تخفيف المعاناة الإنسانية في العراق!
هكذا : ما بين بغداد وباريس واعلان الكويت … تتشكل مأساتنا الكبرى !

#حارث_الخضري (هاشتاغ)       Harith_Kadhim#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل