أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد على بدوى - أبانا الذى فى السماوات ..... ابانا الذى على الأرض














المزيد.....

أبانا الذى فى السماوات ..... ابانا الذى على الأرض


احمد على بدوى

الحوار المتمدن-العدد: 4824 - 2015 / 6 / 1 - 16:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


فخرى الدالى ونبيل غبريال مهندسان قبطيان بشركة أسمنت طره، عملا على تطوير نوع خاص من الأسمنت بالاشتراك مع سلاح المهندسين أستطاع الجيش بواسطته سد فتحات النابلم التى كانت ستحيل سطح القناه جحيما...
اللواء باقى زكى من سلاح المهندسين توصل إلى فكرة عظيمة على بساطتها، فقد اخترع المدفع المائي و طوره حتى تكونت له قدرة اختراق شديدة، أذابت الساتر الترابى دون الحاجة لقنبلة ذرية كما قدر الخبراء السوفييت...
اللواء فؤاد عزيز غالى أحد قادة الجيش الثانى و أحد من تولوا منصب محافظ شمال سيناء بعد تحريرها، و هما من أرفع المناصب العسكرية و السياسية....
هذه مجرد أمثلة.......

أما خلال الثلاثين سنة الماضية، و مع ارتفاع مد الخطاب الدينى، ليصبح المسيطر على عقول المصريين، فلا يسعل المصرى و لا يعطس إلا بعد استفتاء الشيوخ..
فقد أصبح المصريون كمن استيقظ صباح يوم بعد نومة هادئه ليفاجئ أن مخلوقات فضائية من كوكب بعيد قد أصبحوا جيرانه و زملائه فى العمل:
إن كان مسلما، فهم المسيحيون، و إن كان مسيحيا، فهم المسلمون...
ستون مليون مسلم أتوا من الفضاء ليحتلوا مصر، أو عشرين مليون مسيحي خرجوا من أعماق المحيط ليعيشوا فيها.
أصبح المسلم إن اضطرته الظروف ليتعامل مع شخص اسمه (نبيل زكى) ، أو (عماد صبحى) ، فإنه لا يستطيع أن يتم تعارفه به إلا إذا استوثق من الاسم الرباعى أو الخماسى حتى يعثر فيه على (جرجس، أو مرقص، أو حنا ....)، ليطمئن إلى نفسه سوف يعامل أو يجاور أو يزامل مسلما أم مسيحيا؟؟؟
و المسيحيون ما عادوا يسمون أبنائهم: (يعقوب، يوحنا، يوسف، ميخائيل..) و لكن (جاكوب، جون، جوزيف، مايكل...)
قسمنا أنفسنا فرقتين: ليس (وفديين و سعديين)، (أهلويه و زملكاويه)، أو (صعايدة و بحاروة)، أو (عمال، و فلاحين) ..... لكن للأسف (مسلمين، و مسيحيين)...
أصبحنا ننظر لأنفسنا كغرباء فى وطن واحد، كل منا يرى نفسه مواطنا و الآخر مغتربا أو وافدا.

لفد جعلنا الله حاجزا بيننا على الأرض، و الدين أسوار تعزلنا عن أنفسنا، و دار العبادة خندقا نظن فيه الحماية من وهم غارات تهددنا.
إننا نختلف فيما هو ظن، أى فهمنا و موقفنا تجاه الله (أبانا الذى فى السماء)، و نسينا أننا نتفق قطعيا فى أصلنا، و نسبنا تجاه آدم (أبانا الذى كان على الأرض)... نحن أخوة بنسب البنوة لآدم، ولا يستطيع أينا أن ينكرها.

إننا تركنا رسالة الله إلينا – حين أرسل آدم لهذه الدنيا - أن نعمر الأرض، و نتعاون لنبنى بلادنا و مجتمعاتنا، و نتكاتف لنزيح عن أنفسنا هموم الفقر و الأمراض، و أن نوحد جهودنا لنوفر لإبنائنا مستقبلا أفضل ..
و للأسف تفرغنا لنتحارب دفاعا عن الله، و هو الغنى فى ملكوته عن تنازعنا، و تشاحننا، و صرنا أحزاباً تتصارع لإنقاذ الله، وهو القابع فى القلوب، و لن يناله منا ضراً، و لانفعاً.

إن الله حين يزلزل الأرض تحت أقدامنا، لا يرسل ملائكته لتنقذ أحبائه، وترك منكريه، و لكنه يتركنا لسواعد جيراننا، و مجهود رجال الإنقاذ، و أيدى الأطباء..
إن حريقا حينما يشب فى مبنى سكنى، فإن الله لا ينزل سيلا من السماء لينقذ شقة مسيحى دون مسلم، و لكننا جميعا نهب لندرأ الكارثة بسواعدنا، مسلمين و مسيحين.
إن طائرات الأعداء حين كانت تمطرنا بقنابلها، لم تصب لعناتها على شقة المسلم، و تمنح عطفها لشقة المسيحى.
إننا أيها المصريون ركاب سفينة واحدة، و أمواج الفقر، و الأوبئة، و البطالة، و الجهل، لا ترى زبيبة الصلاة على جبهة، و لا الصليب على معصم.
إذا كنا نشكو من تقصير الحكومة نحون حق طائفة، أو إهمالها مطالب طائفة أخرى، أو إهانة أدميتنا جميعاً.... فلماذا نقصر ، و نهمل ، و نهين أنفسنا بأيدينا؟؟؟؟
إذا كنا لا نستطيع أن نلوم الحكومة، و لا أن نغير مواقفها، فلماذا لا نلوم أنفسنا، و نغير مواقفنا تجاه ذاتنا؟؟؟؟

من أين نبدأ:
من الأسرة، و داخل المنزل:
ليعلم كل منا أولاده، أن أبانا آدم – جئنا الحياة من نسله -، و أمنا أرض مصر الطيبة – ستعود إليها أجسادنا جميعا فتقبلها و لن تلفظ جسد هذا و تحتضن جسد ذاك –
لنعلم أولادنا أن الجار أقرب إلينا من أهلينا، يفزع إلينا إن سمع صرختنا، و يواسنا لحظة المصيبة، و يخلع ردائه ليستر بناتنا، بينما من يربطنا بهم النسب بعيدون عنا.
لنعلم أولادنا أن الله لا يعجزه أن يثيب أو يعاقب على الإيمان به - حتى ننصب نحن أنفسنا وكلاء عنه - لكنه لن يغفر لنا مظالمنا تجاه جيراننا، و لن يسامحنا على الإساءة أو جرح مشاعر زملائنا، و لن يعفو حتى يغفروا هم.
لنعلم أولادنا حب الوطن، و ما الوطن إلا الناس، و ما مصر إلا المصريين
كلنا يا إبنى و يا ابنتى: سمرتنا واحدة، خشونة شعرنا واحدة، لغتنا المصرية واحدة متميزة عن باقى لهجات العرب، ألمنا واحد، و أملنا واحد.
لنعلم أبنائنا أن التدين نعرفه فى حسن الخلق، فى الدماثة، فى الكلمة الطيبة، فى التهنئة بالعيد، و التعزية فى الوفاة، فى احترام ابنة جارك، و الحفاظ عليها، فى تقدير من فى سن أبوك، فى توقير زى رجل الدين (كل دين).
التدين يا أبنى أن تنام ليلتك ، و لم تسئ لزميلك، أو تجرح شعوره، أو تتعرض لإيمانه بما يؤذيه.
التدين يا أبنى أن تساعد الضعيف، و تمد يد العون لم يحتاج عونك، لا تنظر الا اسمه، ولا عقيدته.
الإيمان أن تجعل ما بينك و بين الناس لخير كل الناس، و ما بينك و بين الله سرا مع الله.
الإيمان أن توقن أن الله خلق لك أخاك فى الوطن ليعينك لا ليعاديك.
الإيمان أن تعتقد أن الله لو شاء لجعلنا كلنا ملة واحدة، لكنه شاء أن نختلف فيه ليختبرنا كيف نتحد فى أنفسنا، و كيف نحسن مع الآخر، قبل أن نحسن مع أنفسنا...فها ننجح فى الإختبار؟؟؟

علموا أولادكم، لتعلموا أنفسكم



#احمد_على_بدوى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأرقام لا تكذب (اقتصاد مصر قبل ثوروة يوليو 1952)
- نظام الإلتزام ... و الوسية
- من حكايات حارتنا: -أولاد البنّان-
- مجرد هوامش على.... ﴿رسائل الصبابةِ و الوجد﴾
- الإكتئاب فى رباعيات (صلاح جاهين)
- الأعور وسط العميان
- صباح يوم جديد
- كتاب التاريخ ... ستّة إبتدائى


المزيد.....




- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...
- 45 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد على بدوى - أبانا الذى فى السماوات ..... ابانا الذى على الأرض