أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعد محمد رحيم - إخفاق المثقفين















المزيد.....

إخفاق المثقفين


سعد محمد رحيم

الحوار المتمدن-العدد: 1337 - 2005 / 10 / 4 - 11:03
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


قبل الاسترسال في هذه الموضوعة، وفي هذا السياق، يجب تأشير ما نقصده بكلمة مثقف من دون إسهاب، على الرغم من أهمية الإسهاب بهذا الصدد. غير أن المراد هو تحديد أي مثقف نعني؟. وباختصار نقول؛ إن المقصود بكلمة مثقف ها هنا، في هذا السياق، وفي ضمن هذا المقال، هو ذلك الفاعل الاجتماعي الحامل لمفاهيم وقيم ليبرالية، أو يسارية ديمقراطية وعلمانية، والمروِّج لها، من خلال خطاب متبلور مطروح، أو قابل للطرح. والباحث لـه، داخل كيان المجتمع، عن وظيفة سياسية ذات أفق معرفي، مدني وحضاري.
* * *
في دوامة من التغيرات المهولة، ومن الفوضى السياسية يجد المثقف العراقي نفسه مصدوماً وعاجزاً ومتورطاً.. مصدوماً أولاً بفعل الحراك السياسي، غير المسبوق، وغير المنضبط الذي بات يسم الحياة السياسية العراقية. ففي خضم تراكم المعطيات بصورها المتداخلة والمتناقضة، وسرعة تبدل ملامح هذه الصور، وتلاشيها أحياناً في مواجهة تدفق وهجمة صور أخرى، والسرعة التي يجري فيها إفراز تلكم المعطيات، إلى جانب التنوع الذي يكاد يكون لانهائياً للموجِّهات المتحكمة بها، والمتفاعلة معها وفي إطارها، في الظاهر وتحت السطح.. نقول؛ في خضم ذلك التراكم والتسارع يقف المثقف العراقي عاجزاً عن استيعاب وفهم ما يجري حقيقة، والوقوع على مجمل الدوافع والمفاعيل والتمظهرات بسبب أن ما يجري لا يصمد أمام معاييره وتصوراته التي اكتسبها وكوّنها عبر سنوات نشأته منذ صعود العسكريتاريا الريفية إلى كرسي الحكم، وتسيد الفاشية التي دمرت مقومات المجتمع المدني الغض، وحتى السقوط التراجيكوميدي لتمثال صدام حسين في ساحة الفردوس قبل سنتين. ولقد تكشف إزاء ناظري المثقف بعض من الأنساق المضمرة لاختلالات اجتماعية وأخلاقية أصابته بالرعب والذهول. وقد أدرك متأخراً جداً أنه لم يكن لـه تأثير في واقعه إلاّ بنسبة ضئيلة قياساً بتأثير المؤسسات التي حسبها متوهماً عاجزة أو ميتة، وإن الزمن تجاوزها.. فالمثقف العراقي يصطدم اليوم بمعطيات مفاجئة لم تكن لتخطر على باله، ولم يحسب يوماً حسابها.. إنه الآن في عالم لم يعد يفهمه تماماً.. عالم يكاد جزء هام منه أن يكون خارج سيطرة وعيه، وأخشى ما أخشاه أن تتدهور بنية هذا الوعي، وأن يستسلم معه المثقف إلى اليأس والعدمية. فلا يوشك ـ المثقف ـ أن يصل إلى قناعة ما، وهو يواجه المتغيرات الحاصلة في محيطه، إلاّ ويبدلها بقناعة أخرى ـ مناقضة ربما ـ إذا ما ظهرت لـه معطيات أخرى. فما يجري معه وحوله لهو أكبر من عدته المفهومية التي استحصلها خلال سنوات تربيته الثقافية، وأعقد من أن يحيط به منهجه، وقدرته على الاستبصار والتحليل. وما زال كثر من المثقفين لا يستطيعون أن يدركوا حقيقة أنهم يعيشون سياقاً سياسياً ومن ثم اجتماعياً وثقافياً غير ما عاشوه في العقود المنصرمة، حيث كان للخطاب السياسي منطقاً مختلفاً، وكذلك الأمر بالنسبة للخطاب الثقافي. فمفاهيم ومقولات ومعايير عصر الحرب الباردة هي غيرها في عصر العولمة. وما كان يصح في ظل الدولة الشمولية ذات الطابع الفاشي، قد لا يصح بعضه أو كله، بعد تفكك وانهيار تلك الدولة.
طالب إدوارد سعيد المثقف أن يكون أحياناً معكراً للصفو العام. وهنا يجب أن يكون ثمة صفو عام ليتم تعكيره في ضوء وظيفة من وظائف المثقف. ولكن ماذا لو كان الصفو العام نفسه معكراً.. هل ستنقلب حينئذ وظيفة المثقف تلك لتستبدل بالعمل لإعادة الصفو للجو العام المعكر؟. قد يبدو هذا التخريج ساخراً على نحو ما، ومتهكماً وغير جاد، لكنه في وضع كوضعنا العراقي ـ المعكر أصلاً ـ ربما انطوى على مسوغات معقولة..
من يعيد الصفو إذن؟. أهو السياسي المحترف الذي تهيأ ليصطاد في الوضع العكر؟. إذ ماذا يفعل حين لن يعود الوضع عكراً؟. أم هو المثقف المصدوم أمام هول الواقع، والمتورط في الفضاء العكر من دون دربة، أو دراية لازمة؟.
إن ما يجري حوله ـ أي المثقف ـ يجعله على الدوام في حالة من الدوار، وفي حيرة من أمره، فأولاً يجد نفسه غير فاعل وغير مؤثر بالمرة.. سلبياً إلى حد بعيد، غير مشارك، حتى في ما يحدث في مجاله الثقافي، فبعد أن غادر مشاريعه القديمة لم يعد في جعبته سوى أن يطرح الأسئلة، ويتعامل مع افتراضات صعبة قد تسد لـه فجوات وثغرات معتمة من صورة الواقع، فهو واقع غير قابل للنمذجة البسيطة، ولن تفيه أية خارطة مسطحة حقه. فالمثقف مصدوم لأن الأمور لم تسر حسبما أراد وحسبما حلم، ولأن ما حصل فيه كثير من الغموض والالتباس، وهو غير قادر على فهمه بشكل يتيح له أن يصدر حكماً موضوعيا، نهائياًً عنه.
إن الشعور بالإحباط يغلب اليوم على شريحة المثقفين، وقد عبر أحد أبرز مثقفي القطر في حوار معه في جريدة المدى، في السنة الماضية، عن استغرابه من ظاهرة أخذ مشورة ورأي رجال الدين وشيوخ القبائل في الشأن السياسي العراقي ومستقبل البلاد، وتهميش رأي المثقفين. فالمثقفون اعتقدوا أن صانعي القرار سيلجأون إليهم لرسم إستراتيجيات صناعة مستقبل البلاد، غير أن الواقع أثبت أن صانعي القرار أولئك ليسوا بحاجة ماسة إلى المثقفين. وخلال أكثر من سنتين أعقبتا سقوط نظام صدام حسين أخفق المثقفون في خلق خطاب واضح يجعل منهم قوة ضغط ( لوبي ) مؤثرة في الواقع السياسي والاجتماعي والثقافي!! وفشلوا في إيجاد مؤسسات ذات آليات عمل فعالة تضمن لهم الاستمرار، وفرض خطابهم، ومن ثم احترامهم على صانعي القرار. وبالمقابل وجد المثقفون أنفسهم بلا قاعدة اجتماعية تتبنى وتدعم خطابهم، وقد تبين أن شريحة لا يستهان بنسبتها من المتعلمين ( طلبة وخريجون ) هم نتاج إما الثقافة الفاشية، أو الثقافة الأصولية، أو الثقافة العشائرية، وأنه ليس هناك حضور فاعل ومؤثر للثقافة الليبرالية واليسارية الديمقراطية والعلمانية بينهم.
إن لعبة خطرة، ذات طابع سياسي، خفية ومعقدة، لها امتداداتها الإقليمية والدولية، تتواصل أشواطها وفصولها، في الوقت الحاضر، على أرض العراق.. تتداخل فيها الحسابات والرهانات والتأثيرات وتتصادم. والفرد العراقي، المغلوب على أمره، والجاهل لأبعاد تلك اللعبة ومساراتها يكون هو الضحية في نهاية المطاف. وحال المثقف، بهذا الصدد، لا يختلف كثيراً عن حال الإنسان الاعتيادي ( إذا صح لنا أن نقوم بمثل هذا الفصل بين الإنسان الاعتيادي والمثقف لأسباب إجرائية تقتضيها طبيعة هذا المقال ). والمثقف العراقي المسيّس بحكم الضرورة يسعى للدخول في اللعبة من دون أن يعرف قواعدها كلها، والقوى الداخلة فيها، وأهدافها النهائية. وفي أحسن الأحوال لن يجد لـه فيها مكاناً إلاّ على الهامش، أو في موضع الاحتياط.. إنها لعبة جديدة عليه، وهو بحاجة إلى مدة تأهيل طويلة. والمفارقة أنه خلال تلك المدة ربما تكون اللعبة قد انتهت، أو أوشكت على الانتهاء، أو اتخذت مسارات وأبعاد وغايات أكثر تعقيداً، فماذا عليه أن يصنع عندئذ؟.إن ما يحدث، في حقيقة الأمر، ليس مجرد إعادة ترتيب للبيت السياسي/ الاقتصادي العراقي، أو حتى الإقليمي فحسب، وإنما إعادة ترتيب على جبهة أخرى، أخطر، هي جبهة الثقافة.. جبهة القيم والقناعات والأفكار والمفاهيم والتصورات، فكيف تكون المحصلة إذا ما كان المثقف نفسه غائباً عن... أو مهمشاً في هذا الميدان الذي ينبغي أن يكون ميدانه هو، لا غيره.
لا سبيل للخلاص في بلاد مثل بلادنا، وفي زمان مثل زماننــــــــا مــن اشتبــاك ( السياسي ) بـ ( الثقافي ). فـ ( السياسي ) يكاد يسم كل شيء بميسمه، ويطبعه بطابعه، ويطوعه لمقتضياته بما فيه ( الثقافي ). والمثقف الذي رهانه ( الثقافي ) ومسؤوليته ( الثقافي ) يبدو وكأنه عاجز عن مجاراة ( السياسي )، أو حتى الاستقلال عنه. وفي هذا المأزق يتلكأ مشروعه ويتخبط، إن كان ما يزال يعتقد بوجود مثل هذا المشروع.. إن مأزقه وورطته يكمنان في كون أن رأسماله هو رؤيته وإنتاجه لخطاب متلبس بتلك الرؤية، في وقت تضطرب فيه الرؤية، ويعسر إنتاج الخطاب.
كان المثقف العراقي إزاء خندق الفاشية يعرف أصول وقواعد اللعبة، ولقد ساعد لغطه وثرثرته في إنهاك تلك الفاشية وتقويض وتسفيه خطابها، غير أن نوعاً آخر من الفاشية يبرز الآن ، لا قبل للمثقف بها.. نوع آخر، أخطر وأدهى وأقوى.. نوع يدعي احتكار الحقيقة والمقدس، وتبعاً لـه يريد احتكار الواقع والمستقبل. ويبني موجبات سلطته على أسس معرفية يعتقدها قارة ونهائية، وغير قابلة للنقاش.. هذا النوع لا يقف في خندق محدد مثلما كانت الفاشيات السابقة وإنما ينبث من كل مكان.. من كل حارة وشارع ومعبد، مستفيداً من مناخ الجهل والفقر والاحتلال، ومستثمراً إياه من منظور إستراتيجي، وأحياناً بدعم استخباراتي وإعلامي لا يستهان به، تقف وراءه مؤسسات ودول. فالمثقف يواجه اليوم تحدياً يتمثل بالخطاب المضاد لخطابه.. خطاب يدّعي أنه يستعير مشروعيته من الموروث والأصل والتاريخ، فهو ـ في نظر نفسه ـ حارس للهوية والمقدس، في مواجهة الآخر/ الغربي الذي يريد الفتك بالهوية والمقدس وبالموروث والأصل والتاريخ.. إن الحضور الإشكالي للآخر يخلق شروطاً تاريخية ملائمة ومشجعة لإنعاش وتكريس الخطاب الأصولي المتطرف، وإزاء أمر كهذا يقف المثقف ( الليبرالي ـ اليساري الديمقراطي ـ العلماني، وحتى القومي غير الفاشي، الذي يتبنى واحداً أو أكثر من المفاهيم الثلاثة الآنفة الذكر ) على أرضية هشة، أو على كف عفريت.
إن نمطاً آخر من المثقفين، ومن الثقافة يريد أن يتسيد اليوم، ويحتكر إنتاج الخطاب الثقافي والسياسي. وذلك المثقف الذي كان في يوم ما يسارياً أو ليبرالياً، وحتى قومياً علمانياً بات مهدداً في وجوده الجسدي/ الفيزياوي، والرمزي/ الثقافي.
وفي الأحوال كلها، تبقى هذه هي التجربة الأعظم في حياة المثقف العراقي المثقل بعبء مئات التجارب، ولن يخرج منها معافى إلاّ عبر فهمها أولاً، وقد يبدو الكلام عن صراع فكري بغيضاً اليوم في ظل ما يفترض أنه تقاليد ديمقراطية وليدة تقول بالحوار، لا بالصراع، غير أن الحوار نفسه في هذا السياق ينطوي ـ بهذه الدرجة أو تلك ـ على صراع. وأن الحوار يشترط أن تكون الأطراف المتحاورة مؤمنة بمبدأ الحوار وجدواه، لا من أجل أن يفرض أي طرف رأيه على الآخر بل ليستمع لـه ويسمعه ما في جعبته.. هذا الشرط غير متوفر بالمرة، كما أحسب في أجندة ومنطق بعض الأطراف التي تزعق اليوم بالصوت الجهوري وتصم آذانها عن سماع أصوات الآخرين، وتبحث عن الفرصة الذهبية والمناخ الملائم لقمع أي صوت آخر، ولتصفية ما عداها. وواحد من مآزق المثقف العراقي هو اضطراره لطلب الحوار مع من لا يؤمن به ( سراً أو جهراً ).
استثمرت القوى المعادية للديمقراطية في العراق الجو الديمقراطي، المنفلت إلى حد مقلق، إلى درجة أكبر بكثير من استثمار القوى الديمقراطية لـه. وفي إطار هذه المفارقة المؤلمة اكتشف المثقفون العراقيون مدى عجزهم وخيبتهم، ولا سيما حين اكتفوا بدور المتفرج، والثرثرة التي لا تجدي نفعاً، في مواجهة أطراف وقوى كانت سريعة في مبادرتها للاستحواذ على المواقع، ومن ثم التحكم بقدر المجتمع ومستقبله. كذلك أثبت المثقفون الدرجة المؤسية لافتقارهم إلى روح المبادرة والجرأة. وأيضاً القدرة على التمأسس، وتقديم برنامج عمل ناضج ومؤثر، على الأقل في ميدانهم الذي يعد من أخطر الميادين، حيث تجري التهيئة لفرض أفكار وقيم وأنماط سلوك متخلفة على المجتمع برمته، بالترغيب والترهيب، في الوقت نفسه، مع إقصاء فاضح للثقافة الليبرالية واليسارية الديمقراطية والعلمانية، ولقيم المجتمع المدني.
وإذا كان مثقفو الداخل ( وهذا التمييز يضطرنا إليه المنطق الإجرائي والانتشار المكاني ) قد عولوا على قدوم مئات آلاف المثقفين والخبراء التكنوقراط ليتحولوا بمجموعهم إلى قوة ضغط سياسية واجتماعية وثقافية يعتد بها، فإن ما جرى هو العكس تماماً، فمعظم مثقفي الخارج لم يأتوا، واكتفوا بإسداء النصائح والوصايا عبر البحار والمحيطات، في الوقت الذي خرج فيه مثقفون وخبراء تكنوقراط، من الداخل للمرة الأولى، وبات كثر آخرين منهم يفكرون بالخروج، والهرب من واقع غير آمن يتهددهم جسدياً ونفسياً وثقافياً، تاركين فرصة قيام مؤسسات مجتمع مدني ونشر قيم الحداثة والعقلانية والحرية، في مهب الريح.
لا أظن أن المثقف العراقي قد شعر بالعجز والسلبية والتيه في أي يوم مثلما يشعر به الآن، ولقد فقد توازنه إلى حد بعيد، بعدما طوّح الواقع بأحلامه ليستحيل أمامه ـ هذا الواقع ـ إلى شبكة من الألغاز.. فالمثقف المعاصر في وضع لا يؤهله للإبداع والإنتاج الفكري والمعرفي، بسبب أن درجة اضطراب الواقع من حوله هي أكبر من قدرته على التكيف معها واستيعابها وفهمها.. وطالما أن المثقف لا يعرف ما جرى وما يجري حقيقة، بأبعاده كلها، فإنه سيخفق في إنتاج خطاب إبداعي ومعرفي رصين.. إن ملايين الكلمات المنطوقة والمكتوبة عبر وسائل الإعلام تفصح عن الحيرة والشك وعدم اليقين أكثر مما تفصح عن رؤية راسخة وواضحة وأكيدة.
وحتى في أجهزة الإعلام التي باتت تتشكل على أنقاض أجهزة إعلام الدولة التوتاليتارية المنهارة لم يجد المثقف لنفسه فسحة مؤثرة، في أحايين كثيرة، وقد يتحمل المثقف نفسه جزءاً من مسؤولية هذا الإهمال، لا المسؤولية كلها، ولا سيما مع فئة من أدعياء الفكر والثقافة أخذت تغزو المفاصل الإدارية والفنية لتلك الأجهزة، وتروِّج لخطابات فاشية محدودة الأفق تحاول تأصيل النعرات والولاءات العرقية والطائفية والمذهبية وقيمها على حساب قيم المواطنة والولاء للوطن. وإذا ما عرفنا أنه منذ عقود ـ حياة كاملة لجيل ـ قد تراجعت قيم المجتمع المدني وانكفأت مؤسساته أو تحطمت ليسود قيم الولاءات الضيقة وتتمأسس داخل كيان الدولة ذاتها. ودائماً عبر البطش بالطبقة الوسطى وثقافتها ودورها، يمكننا استخلاص أن المثقف بات بلا غطاء مؤسساتي، وبلا سند اجتماعي، وبلا ضمانات من أي نوع. ومع غياب إطار مؤسساتي وبرنامج فعال، وآليات عمل واضحة، ومن ثم مشروع متعين الأهداف، وخطاب متماسك، لن يكون بمقدورنا الكلام عن دور للمثقفين، وعن مشاركة في عملية إعادة ترتيب البيت السياسي والاقتصادي العراقي، وإعادة ترتيب حتى للبيت الثقافي نفسه، وعن قوة ضغط ( لوبي ) مادتها الثقافة العقلانية وقيم الحداثة والحرية وحقوق الإنسان، وأداتها المثقفون اليساريون الديمقراطيون والليبراليون والعلمانيون.



#سعد_محمد_رحيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطاب السلطة.. خطاب الثقافة
- الفاشية واللغة المغتصبة
- الفكر النهضوي العربي: الذات، العقل، الحرية
- اغتراب المثقفين
- في الثرثرة السياسية
- ماذا نفعل بإرث إدوارد سعيد؟
- أدب ما بعد الكولونيالية؛ الرؤية المختلفة والسرد المضاد
- الأغلبية والأقلية، والفهم القاصر
- قيامة الخوف: قراءة في رواية( الخائف والمخيف ) لزهير الجزائري
- الرواية والمدينة: إشكالية علاقة قلقة
- المجتمع الاستهلاكي.. انهيار مقولات الحداثة
- العولمة والإعلام.. ثقافة الاستهلاك.. استثمار الجسد وسلطة الص ...


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعد محمد رحيم - إخفاق المثقفين