أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد محمد رحيم - في الثرثرة السياسية














المزيد.....

في الثرثرة السياسية


سعد محمد رحيم

الحوار المتمدن-العدد: 1311 - 2005 / 9 / 8 - 11:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هكذا، لسبب غير معلوم، أصبح الجميع خبراء في الشأن العراقي.. جميعهم يحللون ويستنتجون ويحكمون ( إعلاميون وسياسيون وعسكر وأدعياء فكر وثقافة ) من أقصى المغرب إلى أقصى المشرق.. هكذا يخرجون بعد كل حدث فاجع أو غير فاجع ليدلوا بدلوهم على شاشات الفضائيات، ويتذاكوا رابطين حدثاً من هنا مع مقولة من هناك مع تصريحات لهذا أو ذاك، مع حكايات هي من نسج المخيلة أو هي من قبيل صناعة الشائعات، لينتهوا في معظم الأحيان بتخريجات غريبة وخرقاء، وهذا ما يدفعنا إلى التساؤل، بشيء من البراءة والسذاجة ربما؛ لماذا لا يتحدث رجال الإعلام والسياسة والثقافة العراقيون، عبر أجهزة الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، عن قضية الصحراء المغربية وسعي جبهة البوليساريو للانفصال، وعن التصفيات الدموية في الجزائر، ومجازر دارفور في السودان، وعن ضرورة الإصلاح السياسي في مصر، وأزمة لبنان الداخلية و كذلك من جهة علاقتها ـ أي لبنان ـ بسوريا، وعن مشكلة الحدود بين السعودية وشقيقاتها الخليجيات.. الخ الخ.. بينما ينبري من كل حدب وصوب أولئك الإعلاميون والسياسيون والمثقفون وأدعياء الفكر والثقافة العرب ليثرثروا ويتساجلوا في المعضلة العراقية التي لا يعرفون، في الغالب، جوانبها كلها وخلفياتها وتشعباتها المعقدة؟.
هناك خبراء إعلاميون وسياسيون وعسكريون عرب يمتلكون رؤية موضوعية وحاذقة، لا شك، يحاولون أن يقرءوا الحدث العراقي بحيادية وحسن نية وعمق، وذلك من حقهم، وذلك أيضاً ما نحتاج إليه فعلاً في خضم هذه الفوضى الإعلامية التي تحاصرنا وتشوش علينا. وبالتأكيد، ليس المقصود في ما أسلفنا هم هؤلاء الذين يعدّون من تلك القلة التي تشعر بالمسؤولية الأخلاقية إزاء ما يجري في العراق، وتسعى لاستجلاء الحقيقة، وتقول ما هو مفيد، بل المقصود هو ذلك الفيلق من جيش الغوغاء الإعلامي والسياسي الذي يلبس برقع الوطنية والقومية، ولا يمتلك سوى ذلك المعيار القاصر والسطحي الذي يضع الأشياء في خانة، إما الأبيض أو الأسود، ويخاطب انفعالات العامة بالزعيق الذي هو بضاعة الفاشلين والمفلسين بامتياز.
غدت السياسة لبعضهم محض ثرثرة لا تنقطع.. كلام مرسل غير مترابط، ولا شأن له بسياق الواقع.. كلمات تؤذي أكثر مما تنفع.. تعتّم أكثر مما تنير.. تهدم أكثر مما تؤسس.. كلمات فضفاضة، هائمة، جوفاء، تملأ الساعات الفقيرة، أو المساحات الشاحبة لعدد من القنوات الإعلامية. وفي هذا المقام أقترح إنشاء فرع آخر لعلم السياسة يختص بدراسة هذه الظاهرة المستشرية كالوباء في عالمنا الناطق بالعربية، أو على الأقل جعلها موضوعاً في رسالة دكتوراه, وقطعاً يفترض بمن يتحمل عبء هذه المهمة أن يكون ملماً، أيضاً، بعلم النفس وعلم الاجتماع وعلم التاريخ، وربما بعلوم مجاورة أخرى.



#سعد_محمد_رحيم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا نفعل بإرث إدوارد سعيد؟
- أدب ما بعد الكولونيالية؛ الرؤية المختلفة والسرد المضاد
- الأغلبية والأقلية، والفهم القاصر
- قيامة الخوف: قراءة في رواية( الخائف والمخيف ) لزهير الجزائري
- الرواية والمدينة: إشكالية علاقة قلقة
- المجتمع الاستهلاكي.. انهيار مقولات الحداثة
- العولمة والإعلام.. ثقافة الاستهلاك.. استثمار الجسد وسلطة الص ...


المزيد.....




- ردّا على ترامب.. الكنديون يلغون رحلاتهم إلى أمريكا.. من يدفع ...
- الجيش الإسرائيلي: قتلنا قائدا آخر بفيلق القدس.. ونخوض -واحدة ...
- لماذا رشحت باكستان ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام؟
- تايمز: أوكرانيا تلجأ لحل غير تقليدي لتعويض النقص بالجنود
- كاتب أميركي: 4 أسئلة حاسمة على ترامب التفكير فيها قبل الضربة ...
- إجلاء رعايا عرب وغربيين وصينيين من إيران
- على وقع الاقتحامات.. انطلاق امتحانات الثانوية العامة بالضفة ...
- تحذير خليجي من استهداف المنشآت النووية بإيران
- كاتب إسرائيلي: لهذه الأسباب الثلاثة تفشل إسرائيل في غزة
- عاجل | الجيش الإسرائيلي: نهاجم حاليا بنية تحتية عسكرية في جن ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد محمد رحيم - في الثرثرة السياسية