هشام عقراوي
الحوار المتمدن-العدد: 4822 - 2015 / 5 / 30 - 12:31
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هشام عقراوي: الحرب الدائرة منذ عقود بين الشيعة و السنه المسلمين و أستعار تلك الحرب في الاونه الاخيرة لتصبح واقعا ترك ضلاله على دول المنطقة، هذه الحرب لا يد للكورد فيها و لم يدخل الكورد في تلك الحرب مساندين هذا الطرف ضد الاخر.
و لكن كما كان الكورد يتأثرون بالحرب بين الدولة الصفوية و الدولة العثمانية و في عهدهم تم تقسيم كوردستان لاول مرة في التأريخ سنة 1514، فأن الحرب الدائرة الان بين الشيعة و السنة سيكون لها تأثيراتها على الكورد و على تشكيل دولتهم القومية و مصيرهم.
و أذا كان تأثير الحرب السنية الشيعية سلبيا في الماضي على الكورد و ألحق الضرر الكبير بالكورد كشعب و أرض، فمن المفروض أن يعمل الكورد بكل جهدهم كي يصبح هذا الخلاف بين الطرفين بعيدا عن كوردستان و أستغلال ما ينجم عن هذا الخلاف من أجل أستعاضة ما لحق بالكورد في الماضي من خسائر بسبب الحرب الصفوية العثمانية و لا حقا الحرب الايرانية العراقية الخليجية و الوقوف على الحياد من تلك الحرب و الافكار و التركيز بدلا من ذلك على حقوق الشعب الكوردي و تشكيل الدولة الكوردستانية. و هذا لا يأتي من خلال دعم هذا الطرف أو ذاك.
الحرب الشيعية السنية توسعت في الاوانه الاخيرة لتشمل أيران و العراق و سوريا و السعودية و تركيا و الكثير من الدول الاخرى و هذا يعني أن القتال الشيعي السني أصبح السائد في جميع الدول المحتلة لكوردستان ( ايران، تركيا، العراق و سوريا) و بناء على عالمية هذه الحرب و تدخل الدول الاوربية و أمريكا و روسيا و حتى الصين فيها لصالح طرف ضد اخر، فأن هذا يعني أن الكورد شاءوا أم أبوا سيكونون هدفا و ضمن مخططات تلك القوى في كسب الحرب و ترجيح كفة طرف ضد اخر.
و بما أن المجتمع الدولي و تركيا و ايران و العراق و دول الخليج هم بحاجة الى الكورد الذين لم يصطفوا شيعيا أو سنيا الى الان، فأن الاحتفاظ بهذا التوازن سيكون عامل قوة للكورد وتجعل جميع الاطراف يعملون أما على الحصول على تأييد الكورد أو على الاقل الاستمرار في الوقوف على الحياد و هذا يعطي فرصة كبيرة لاسترداد ما فقدوه من حقوق نتيجة الحرب الشيعية السنية طوال القرون الماضية.
و ما يؤسف له كورديا هي المحاولات الشيعة الايرانية و السنيه السعودية على فرض تعاون على بعض القوى الكوردية و جرهم الى محرقة صراع (أبوسفيان و الحسين) التي دامت 1400 و ستدوم لالف عام اخر. لذا من الاهمية بمكان أن لا يدخل الكورد في هذة المحرقة و يستمروا في وحدتهم و خطواتهم لاعلان وحدتهم و استقلال كوردستان المرتبط بتلك الوحدة و الحياد.
فما أن ينجر طرف كوردي للتعاون مع أيران أو تركيا أو السعودية و الخليج و يدخل طرفا في الصراع الشيعي السني فأن الجانب الاخر سيعمل المستحيل من أجل أثارة أطراف كوردية اخرى ضد ذلك الطرف الكوردي و يندلع بهذا أقتتال كوردي كوردي و يتراجع بها فرص تمتع الكورد بحقوقهم، فلا أيران و لا السعودية و لا تركيا يعترفون بحقوق الشعب الكوردي كاملة بالوحدة و تشكيل كوردستان الكبرى الهدف الذي قدم الكورد من أجله الاف الشهداء.
#هشام_عقراوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟