أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سوزان التميمي - أعرفه.. تمامًا














المزيد.....

أعرفه.. تمامًا


سوزان التميمي

الحوار المتمدن-العدد: 4820 - 2015 / 5 / 28 - 23:41
المحور: الادب والفن
    


أعرف هذا الجسد تمامًا
أعرف هذا الشوق تمامًا
أعرف هذا الليل تمامًا
لكني..
لم أعرف لماذا هذا الرجل..
له في الحزن حظٌ وافر؟
نهرٌ من الأغنيات الحزينة
يحطُّ على شرفته الفارسية
وسربٌ من الصباح المؤجل
يُراوح بين الفنار
وبين النهار.. نار
ويبقى وحده مشرقٌ في نتوء الغياب
كالليلك المشرقيِّ المستحيل
يُطل بغيرما مناسبةٍ أو سببٍ
سوى..
ضيق اشتعالات روحي الرهينة
وكالوردةِ الحمراء في شعري المجدول عِشقًا
كان يسطع..
هل لي مهربٌ من عيونه
من درب أيامه المستريبة
وقمر المرافئ.. لنا لا يبين !
نهاراتي لم تكن إلا إليه.. فقد استباح شروقها.
ثمار البحار البعيدة.. أرساني على مقلتيه العِذاب.
وثغرهُ المطمئن.. ووجدهُ المستكين.
وأما المساءات فكانت مرهونة للحنين.
أجده يحفظني مبحرًا
نحو بر ابتساماته
كي لا تنتهي زياراتي القصيرة جدا للسنديان.
أعرف هذا الوجه تمامًا
أعرف هذا العطر تمامًا
أعرف هذا الحزن تمامًا
ولا أعرف لماذا هذا الرجل
يزرع فيَّ شوقَ مُهاجر ؟
الحساسين..
أتترك أعشاشها في المساء
لتبني سماءً غير التي
شيدها الراحلون إلى المنافي؟
والعاشقان..
أسيتركان للساحة
بعض أحلامٍ تقاسما ظلها
كي تطيِّرها لغيرهما في المدى ؟
وتكتفي النسوة الساهرات
بأوراق حبٍ محاها الشتاء
ومزقتها القُبـَل ؟
وهل آن لي أن أواصل الحلم المستكين
في دمعةٍ قاسية
برجلٍ له أن يكون
بأول التذكار ناسيًا
وبآخر الترحال عائدٌ إليَّ ؟
مسكونٌ بالشجر الساحليّ
منذورٌ للتجلِّي
على الباب المسافر للمستحيل.
وعلى درجاتٍ من سلم خوفٍ حجري
كان ضفاف النهر يحتضن العرافين
ساعتها..
سجلتُه غيابًا
في دفتر حزنٍ خاصٍ جدا
لحين رجوع ربيعٍ
لا يأتي إلا من أجله.
أتراه تذكرني بعد نهارٍ مشحونٍ
وسهرٍ عادي
وسط صداقاتٍ عجلى ؟
كان مسائي مُلكي..
وكان القلب يباغته التحية
على باب الفراق الأخير.
صارت سمائي له.. وصافحته
لتفلت من عيني قـُبلة
إلى كفه المرتعش
فتهرب من كفه نظرتي.. قـُبلتي
ارتبكتُ.. واستدار بي زمنٌ ليس لي
زمنٌ لا أراه ولا يراني
صارت تلومني نفسي كي أبوح
فأسهر لتشغلني الكلمات الحزينة.. التي لا أجيد.
كم صرتُ مفتونةً برجلٍ سرمدي
جفنهُ من نعاسٍ
وصمته من هوى
وكم تبعثرت منـِّي
رسائل الشوق الكتوم إليه
تلك التي أشهدتها
احتراق دمي المسافر من الوريد
إلى النشيد.. كعاصفة
آآآآه.. كهدير المسافات كان
عنيدٌ كالوصايا في اللقاء المُبدّد
المسافات.. تسافر فيَّ ومنـِّي
فأطويها هاربةً من كل اشتباهات الشوارع
داخلةً.. بعض احتمالات الفصول
لعلي.. أعرف يومًا
دمع الموج تمامًا
أعرف عشق البُعْد تمامًا
أعرف درب الغيم تمامًا
لكني.. لا أعرف لماذا هذا الرجل
له في قلبي حبٌ غامر.



#سوزان_التميمي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا أحدَ إلا أنتَ.. أنا
- بعضُ وردٍ لهُ.. من دمي
- استعادة «محسن شعلان»
- دفوف الصبر
- لحن الغياب (قصة قصيرة)
- بين الحكمة والحزن.. لحظة
- ثلاثية الصمت (لون الحزن- ظل الوحدة- طعم الغياب)
- الشخصية الفنية للمبدعات التشكيليات المصريات
- أثر البيئة الاجتماعية والموروث الحضاري في الأسلوب الفني
- عزيزي الرجل الشرقي


المزيد.....




- تكريم الأديبة سناء الشّعلان في عجلون، وافتتاحها لمعرض تشكيلي ...
- ميريل ستريب تعود بجزءٍ ثانٍ من فيلم -Devil Wears Prada-
- ستيفن سبيلبرغ الطفل الذي رفض أن ينكسر وصنع أحلام العالم بالس ...
- أشباح الرقابة في سوريا.. شهادات عن مقص أدمى الثقافة وهجّر ال ...
- “ثبت الآن بأعلى جودة” تردد قناة الفجر الجزائرية الناقلة لمسل ...
- الإعلان عن قائمة الـ18 -القائمة الطويلة- لجائزة كتارا للرواي ...
- حارس ذاكرة عمّان منذ عقود..من هو الثمانيني الذي فتح بيوته لل ...
- الرسم في اليوميات.. شوق إلى إنسان ما قبل الكتابة
- التحديات التي تواجه الهويات الثقافية والدينية في المنطقة
- الذاكرة السينما في رحاب السينما تظاهرة سينما في سيدي بلعباس


المزيد.....

- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سوزان التميمي - أعرفه.. تمامًا