أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناهدة جابر جاسم - عن رواية -حصار العنكبوت-
-;- رواية حصار العنكبوت للروائي العراقي كريم كطافة















المزيد.....

عن رواية -حصار العنكبوت-
-;- رواية حصار العنكبوت للروائي العراقي كريم كطافة


ناهدة جابر جاسم
(Nahda Jaber Jassem)


الحوار المتمدن-العدد: 4816 - 2015 / 5 / 24 - 11:10
المحور: الادب والفن
    


عنوان رواية -حصار العنكبوت- ولوحة غلافها  يوحيان للقارئ وخصوصا لمن عاش تجربة الكفاح المسلح عن مضمون وتاريخ أحداث الرواية، فهي عن حملة الأنفال  التي بدأها الدكتاتور باستخدام قواته العسكرية للأسلحة الكيماوية، ضد القرى ومقرات الثوار في أرياف كردستان كوادي "زيوة"  الواقع على ضفة نهر الزاب، خلف العمادية في 5 حزيران 1987 وختمها في الحملة الشاملة للمناطق والقرى الكردية التي كانت خارج سلطة الدولة حال انتهاء الحرب العراقية الإيرانية في 8-8-1988.
رواية -حصار العنكبوت- اهتمت وركزت على معاناة مكون من مكونات المجتمع العراقي إلا وهي الأقلية الكردية وخصوصا عوائل الشيوعيين اليزيديين التي هجرت من سهل الموصل بسبب التحاق الآباء أو الأبناء أو الأزواج بثوار الجبل.  
كان لابد لي أن ابدأ بهذا المدخل لا لسبب فني بل حرقة في القلب  وسؤالا لازمني طيلة قراءة الرواية حيث نقل لنا الراوي تفاصيل مأساة حصار تلك العوائل المهجرة والتي كانت تسكن كلي (مه راني) مقر الفوج الأول التابع للحزب الشيوعي العراقي، وما لها من خصوصية في رواية تتخذ من الأحداث الحقيقية مادة سردها كأفعال ذات دلالات موحية ترتبط بشخوص معرّفين بأسمائهم الحقيقية بالنسبة للشهداء، وبأسماء رمزية للأحياء. 
السؤال هو:
لماذا لم تتخذ قيادة الفوج والحزب خطة طوارئ لإنقاذ تلك العوائل وهم حسب الراوي جّلهم من النساء والأطفال والرجال المرضى والمعوقين، مثلما فعل مقر قاطع بهدنيان عقب قصف مقره في زيوة بالسلاح الكيماوي في 5-6-1987، الذي أدى أستشهاد رفيقين هما – أبو فؤاد- في نفس الليلة و-أبو رزكار بعد سبعة أيام وأصابة أكثر من 150 رفيق، حيث نقل مقره إلى وادي أبعد –شيفيا- . خصوصا إذا عرفنا أن العوائل سلمت نفسها وضاعت إلى الأبد في المقابر الجماعية.
 ص 36 (سحب أبو منيب مسؤول الفوج ورقة من جيبه وسلمها لحاتم وأردف
-علينا أن ننتهي من موضوع العوائل، بقائهم قرب الفوج خطر عليهم وعبء علينا.
رد حاتم:
كان علينا أن ننجز هذا من زمان/ البركة في قيادة الفوج).
 رواية حصار العنكبوت سجلت تفاصيل ما حدث في حصار المقاتلين وعوائلهم زمن حملة –الأنفال- سيئة الصيت وما فعلته سلطة دكتاتورية همجية عاثت بأرض العراق وشعبه خراباً ودماراً، كما صورت مرحلة سياسية للحركة المسلحة وأحزابها الكردية عموما والحزب الشيوعي العراقي خصوصا، لكون كاتبها كان نصيرا وثائراً وشاهداً على تجربة الكفاح المسلح في ثمانيات القرن الماضي.
-;- يدخل القارئ في مناخ روائي متوتر يؤرخ  تراجيديا تجربة الحصار والموت في جبال كارا، ومأساوية مصير عوائل الأنصار الشيوعيين المحاصرين مع الفوج الأول. والسرد لامس عذابات البشر متجاوزا البعد الأيدلوجي للثوار، إذ صور التفاصيل من زاوية إنسانية وتعامل معهم كبشر لهم ضعفهم وقوتهم شرهم وخيرهم في معادلة عميقة.
كما تناولت الرواية ضعف أو انعدام التنسيق مابين الأحزاب الكردية والحزب الشيوعي.. موضحةً البنية العشائرية للأحزاب الكردية وتأثيرها على تجربة الأنصار والكفاح المسلح  ص75 (من هما طرفا القتال في النهاية؟  هما العشائر ذاتها، منهم من هو مع البيشمركة ومنهم من اختار السلامة وحياة المدن الرخية والامتيازات السخية بانضمامه إلى تشكيلات الفرسان). 

هناك العديد من الشخصيات المحورية التي تابع الروائي تفاصيلها كأبو منيب، سهراب، حاتم، الشهيد فؤاد يلدا (أبو أيار)،وضحة، وكمال، وافي، وحسام العاشق.
ولكن أريد التوقف عند شخصية وافي لما بها من دراما وعذابات مركبة للسياسي اليساري في العراق.
 النصير الشيوعي –وافي-  الذي التحق بحركة الأنصار الشيوعيين من خلال (جندي كُردي اسمه أنور، وهذا الجندي لم يزل في الجيش في إحدى الجبهات الجنوبية  ولاؤه السياسي غامض باستثناء أنه (خوش ولد طيب وثقة ومن أقاربي) حسب ما قاله الشيوعي الأربيلي الذي أوصل وافي) ص169. 
قضى وافي أياما عصيبة وهو سجيناً في سجن شيوعي وسجانيه  رفاقه الشيوعيين وهو الذي كان في إحدى مراحل عمره سجينا في أقبية الأمن الدكتاتور حيث أروه الويل والذل وجعلوه يشعر أنه اقل قيمة من حشرة ولكن لم يدر بخلده أنه سيكون يوما سجينا لدى رفاقه في سجن قاعدة (هيركي)!. والمحقق أبو سلام يسأله محاولا نزع الاعترافات منه ولكن بماذا يعترف وهو أصلا شيوعي كان حلمه الالتحاق برفاقه والخلاص من جهنم الدكتاتور وحربه.
- اقتلني أن كنت متأكد من عمالتي. سلامة الحزب والرفاق تهمني كذلك. أعدمني الآن!!ص165
 وبعد تناوب مجموعة من رفاقه على تعذيبه من اجل انتزاع اعترافات منه
- مرر وافي يده أسفل عينيه، مازالت هناك دماء متخثرة، أحس بسكاكين الألم تخرج من عينيه ، لم يعد قادرا على التمييز ، هل هو فخورا بأولئك الأنصار الذين يتناوبون على تعذيبه ، أم هو يكرههم؟ ص166.
هذه التجربة تذكرها وافي حين أنيطت به مع رفيقين آخرين مهمة التخلص من السجناء  الخطرين (هادي وفهد وصارم وسمير) حين طلب منهم النزول والتسليم إلى اقرب نقطة عسكرية ولكنهم رفضوا وطلبوا البقاء مع الأنصار لأنه سيكون حتما مصيرهم الموت.
استخدم الروائي -كريم كطافة- تقنية المشاهد سينمائية في بعض مواضع الرواية بطريقة بدت زائدة على بنية الرواية مما أثر على انسيابية الحدث وشّد القارئ
- أنبنى مشهد جديد على شاشة رأسه المأخوذ مازال بفلمه الطويل ص 130….
كما كان هناك استخدام لأفعال في غير موضعها بلاغيا إذ لم تتناسب مع طبيعة الحدث كحدث - حلبجة المدينة التي أبادت السلطة الدكتاتورية ساكنيها بقصف بالغازات السامة، فيستخدم فعل "نظف" بدلاً من "أباد" وهنالك العديد من الشواهد المشابهة
-نسوا مثال (حلبجة) المدينة التي نظفتها الغازات السامة من ساكنيها بدقائق  ص161
دور النصيرات في التجربة كان باهتا ولم يضيئه وهنَ الرائدات في المشاركة في تجربة الكفاح المسلح في العراق والشرق الأوسط.
 رغم حالات البؤس والشعور القاطع بفشل تجربة الكفاح المسلح والشعور بالعجز الكامل والخيبة والخيانة والقتل ورائحة الموت التي طغت على مناخ وسلوك الذوات البشرية في حصار العنكبوت يبقى القارئ راغباً في إكمال قراءة الرواية، متلهفا لمعرفة مصائر شخوصها وحتى العملاء منهم !

* رواية حصار العنكبوت/ الطبعة الاولى 2014 عن دار نون للنشر 
أعماله المنشورة:
رواية ليالي ابن زوال، عن دار الشؤون الثقافية في بغداد 2007. ثم رواية حمار وثلاث جمهوريات عن دار الجمل 2008.
مجموعة قصصية بعنوان الرجل والقِدر. كتاب ديمقراطية بدمها - يوميات بغدادية.
إضافة إلى الكثير من النصوص والمقالات الموزعة بين النقد الأدبي والعمود الصحفي منشورة في جرائد ومجلات عراقية وعربية ومواقع الكترونية مختلفة.
يقيم في هولندا ويعمل رساماً (في مجال الرسم الهندسي)

23-5-2015



#ناهدة_جابر_جاسم (هاشتاغ)       Nahda_Jaber_Jassem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة هي الوطن
- سيرة شخصية-مرحلة الصبا والشباب-
- زمان مضى
- أعتراف
- أنه خياري
- صرخة
- هجرة الأيدلوجيا ولكني أدمنت عشق بلدي وأبناء جلدتي!
- الواهمة
- عشق فرعوني
- نخلة في صحراء
- بستان عمر يحترق الى رجل لا يفقه معناها
- بلا خطيئة الى صلاح حبيب روحي وجذوة قلبي
- الحالمة
- كابوس
- لحظة شجن
- سماء بلا حروف
- - الحسن بن هانئ- المعروف بأبي نواس
- قصائد الى مجهول
- لقاء صحفي
- سيرة شخصية - الفصل الثاني


المزيد.....




- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناهدة جابر جاسم - عن رواية -حصار العنكبوت-
-;- رواية حصار العنكبوت للروائي العراقي كريم كطافة