أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناهدة جابر جاسم - المرأة هي الوطن














المزيد.....

المرأة هي الوطن


ناهدة جابر جاسم
(Nahda Jaber Jassem)


الحوار المتمدن-العدد: 4742 - 2015 / 3 / 8 - 08:42
المحور: الادب والفن
    



تعد المرأة  وتطورها ودورها الفعال النواة الأساسية في بنية المجتمعات المتطورة. أن النهوض بحياة المرأة، ودعمها علميا وثقافيا وأدبيا، وتغير النظرة الدونية لها باعتبارها أداة لمتعة الرجل، وإنها ناقصة عقل إلى شريكة حقيقة للرجل وطاقة بشرية تساهم في تطور المجتمع والنهوض به اجتماعيا واقتصاديا وحضاريا من خلال عملها خارج البيت وداخله، من خلال فسح المجال والحرية لها كي تمارس دورها في بناء المجتمع العراقي والنهوض به إلي مصاف المجتمعات المتطورة أو على اقل تقدير العودة إلى سبعينيات القرن الماضي، حينما كانت المرأة العراقية متساوية بالحقوق والواجبات مع أخيها الرجل كما نص عليه تقرير النساء والأطفال في العراق الصادر من منظمة اليونيسيف عام 1993م حيث ورد ما نصه (يندر أن تتمتع امرأة في الشرق الأوسط بما تتمتع به المرأة العراقية)، ففي مجال العمل صدر قانون 91 في عام 1975م القاضي بمساواة الرجل والمرأة بالحقوق والمزايا المالية. إذ تتلقى المرأة أجراً مساوياً لأجر الرجل ودخل الزوجة معترف به بشكل مستقل عن زوجها. وفي عام 1974م أصبح التعليم مجانياً في العراق على كل المستويات وإلزامياً للبنيين والبنات إلى عمر الثانية عشرة، وحتى أوائل التسعينيات كانت نسبة المتعلمات في العراق هي الأعلى في المنطقة العربية والشرق الأوسط. كما تسلمت العراقية المتعلمة في تلك السنين أعلى المناصب.
ومن الجدير بالذكر أن المرأة العراقية بدأت التعليم منذ نهاية القرن التاسع عشر عندما كان العراق تحت الحكم العثماني، فأول مدرسة بنات في بغداد كانت في عام 1890م - أي بعد ثورة فرنسا التنويرية بعامين- التحقت بها (90 فتاة).. كما كان للمرأة العراقية دوراً في ثورة العشرين ضد الاحتلال البريطاني. وما لخصته هو صورة مختصرة لوضع المرأة في العراق قبيل تدهورها بعد حروب الدكتاتور الثلاثة والحصار الاقتصادي والحملة الإيمانية التي فرضها نظام البعث في تسعينيات القرن الماضي والتي تعمقت بعد الاحتلال الأمريكي الذي جاء بالأحزاب الدينية الطائفية لتكمل ما بدأ به النظام الدكتاتوري السابق ضمن سياق يدعي الديمقراطية، فتولد وضع غريب لا عقلاني، يتجسد بزيادة حدة النظرة الدونية لها، رغم أنها عملياً تسير غالبية مؤسسات الدولة الإدارية والخدمية بحضورها الكثيف، مع تكريس الأشكال المتخلفة للعلاقة بين الرجل والمرأة بإشاعة زواج المتعة والمسيار يقابلها زواج النكاح في المناطق التي سيطر عليها داعش، ومن جانب أخر تقوم المليشيات المتشددة بين الحين والحين بقتل النساء ضحيا الجوع والفقر وتحطم مؤسسة العائلة بمجازر في بيوت يقال عنها أنها مشبوهة، في مؤشر على مدى رسوخ ظاهرة العنف ضد النساء ناهيك عن العنف المنزلي الشائع. الديمقراطية المقلوبة أظهرت أيضا عشرات من منظمات المجتمع المدني والتي تعمل على دعم المرأة ومساندتها في نيل حقوقها المدنية والتشريعية ولكن الجزء الأكبر من هذه المنظمات لم تسطع التصدي للمواقف المتطرفة من قبل الجماعات الإسلامية المعادية لكينونة وحرية المرأة وتشويه دورها الاجتماعي والعلمي والسياسي. وما تمارسه قوى الظلام السياسي من حركات دينية متطرفة من كافة الطوائف بلغت بها داعش ذروة لا مثيل لها في وحشية القتل محاولة العودة إلى العصور بالمرأة والمجتمع إلى عصور سالفة مظلمة كانت المؤسسة الدينية المتسلطة تمارس قتل وإحراق المفكرين والعلماء والنخب الثقافية التي كانت تسعى إلى إنهاض الشعوب ودور المرأة.
بالمقابل وفي أوربا الغربية تزداد المرأة قوة وحضورا وتطالب بالمزيد من الحقوق وهذا ما لمسته في تفاصيل الحياة اليومية. ومن خلال متابعتي للبحوث التي تخص المرأة وحريتها في الاختيار أسلوب حياتها وعيشها بما يليق بإنسانيتها. وهذا الجهد يتناسب مع تطور نضالها بما ينطوي عليه من معانٍ إنسانية تتعلق بمساواتها مع شريكها الرجل في العمل والحب منذ فجر الحضارات إلى اللحظة الراهنة.
أن الفهم الإنساني العميق  للمرأة ودورها في الحياة، وبناء المجتمع المتحضر والكافل لحقوق الفرد لا يتحقق إلا بالتخلص والتحرر من الأفكار الظلامية، وفصل الدين عن السياسة، وبناء نظام ديمقراطي علماني حقيقي، لا يشبه ديمقراطية العراق الحالية والتي جلبها المحتل، والتي عمقت الجهل والتشوه اللذين أصابا كل نواحي ومؤسسات المجتمع العراقي، والتي عمقها وصول رجال الدين إلى مركز القرار ففرضوا المزيد من القيود على حرية الفرد بشكل عام و المرأة بشكل خاص، مما أهدر كرامتها حتى وصل بالأمر إلى مطالبة البرلمانيات العراقيات بتشريع قانون يبح للرجل الزواج بأربعة أو تصرح وزيرة المرأة في الصحف بأنها تأخذ الأذن من زوجها قبل الذهاب للوزارة مقر عملها.
لنجعل يوم 8 آذار 2015 مناسبة لرفع صوت المرأة والحركات اليسارية والعلمانية  في العراق بمطالبة المؤسسات الحكومية والتشريعية
* بالعمل على تطوير النظم القانونية والاجتماعية التي تدعم حماية حقوق المرأة في المساهمة الفعالة في بناء المجتمع وتطوره
* المطالبة بالمساواة التامة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في ظل دستور علماني موحد غير طائفي ولا قومي
ناهدة جابر جاسم
كاتبة عراقية
8 اذار 2015



#ناهدة_جابر_جاسم (هاشتاغ)       Nahda_Jaber_Jassem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيرة شخصية-مرحلة الصبا والشباب-
- زمان مضى
- أعتراف
- أنه خياري
- صرخة
- هجرة الأيدلوجيا ولكني أدمنت عشق بلدي وأبناء جلدتي!
- الواهمة
- عشق فرعوني
- نخلة في صحراء
- بستان عمر يحترق الى رجل لا يفقه معناها
- بلا خطيئة الى صلاح حبيب روحي وجذوة قلبي
- الحالمة
- كابوس
- لحظة شجن
- سماء بلا حروف
- - الحسن بن هانئ- المعروف بأبي نواس
- قصائد الى مجهول
- لقاء صحفي
- سيرة شخصية - الفصل الثاني
- سيرة شخصية


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناهدة جابر جاسم - المرأة هي الوطن