أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناهدة جابر جاسم - سيرة شخصية














المزيد.....

سيرة شخصية


ناهدة جابر جاسم
(Nahda Jaber Jassem)


الحوار المتمدن-العدد: 4359 - 2014 / 2 / 8 - 00:54
المحور: الادب والفن
    


الطفولة

صحت باعلى صوتي افتحي الباب!
ولكن الطارق كان لا يفهم لغتي
حلم ناضلت وخسرت الكثير في تحقيقه- ان من يقدم لي مساعدة في شيخوختي ! يتكلم لغتي ويفهم ثقافتي-!
كانت دنماركية,,,شقراء العيننين وبيضاء القلب من طرقت بابي لكي تسألني , ان كنت محتاجة الى مساعدة!َ
نسيت موعد زيارتي مع هذه الفتاة ,,ملاك الرحمة بالنسبة لي ولكل من طعنت به سنوات العمر في اعوام الشيخوخة وعذاب الشعور بالوحدة القاتلة في توالي العمر ,,, انا القادمة من بحر دفء العائلة.
وعيني ازدحمت بالاسئلة لهذه الفتاة التي جاءت حسب الموعد المدون في رزنامة عملها! هي القادمة من مجتمع مرتب ومنظم بشكل لم تصله شعوبنا وحكومتنا العربية.
غرقت في حلم طفولتي. والطفولة هي الأساس في تكوين الشخصية واركانها الاخلاقية والانسانية ومنها تتحدد معالم الفرد ونظرته وكيفية تعامله مع الحياة والبشر.
رحلت الى ايام طفولتي وصباي كانا حلما جميلا , جالسة في باحة بيت طفولتي اسمع هديل طيور ابي متاملة حياتها التي لاتشبه حياة البشر والتي كانت من احدى اسباب رهافة حسي ومحبتي الشديدة والمطلقة للناس , هو حب أبي للطيور والحيوانات.  ولشدة تعلقي بأبي الذي ميزني من بين أخوتي وأخواتي فكان يحمل لي وردة بين الحين والحين يقدمها لي حال دخوله البيت وهو بملابس العمل، منيطا بيّ مسؤولية العناية ببرج الطيور الخشبي المشاد على سطح بيتنا، فكنتُ أصعد عصر كل يوم أبدل أحواض الماء الفخارية الصغيرة في البرج وأطعمهن الحبوب والخبز المفتت، وعند الغروب أقوم بإدخالهن البرج الكبير. كانت الطيور تنصاع لي وتفهمني مما ولدَّ لدي شعوراً وحساً بالأمان والحب المطلق لكل شيء أنا البنت الثانية من عائلة تتكون من أربع أخوات وثلاثة أخوة لوالدين جميلين بكل معنى البساطة والحب. ووجه والدي الذي كان أنسانا بسيطا وعظيما بحنانه وطيبة قلبه وحرصه علينا رغم عدم حصوله على اي تعليم ولكن الحياة ومخاضها علمته وجعلت منه انسانا احلم ان من ارتبط به ويكون شريك حياتي شبيه بطيبة قلبه وبساطته.

ترعرعت وسط عائلة حميمة ومستقرة، وضعنا الاقتصادي كان جيدا، لم أشعر يوماً أن شيئا ينقصني من ملبس أو مأكل أو حنان وحب ودفء عائلي، أسرة جميلة متكاملة، كان والدي متدينا بطريقة منفتحة إنسانية حتى أنه كان يأخذنا بصحبته إلى سينمات مدينتي الصحراوية التي اعشق, لنشاهد أفلاماً اجتماعية وإنسانية، ووفر لنا بعرق جبينه أفضل مستلزمات ظروف التعليم التي حرم منها بسبب طبيعة حياته كقصاب أبتلى بعائلة كبيرة بوقت مبكر بعد موت أخويه، والحكم على ابن اخيه محمود بالسجن لمدة عشرون عاما في قضية سرقة الطابعة في عام 1963 , إذ كان يعيل عائلتيهما مضاف إلى عائلته. قضيت طفولتي وصباي سعيدة حتى أنني لا أتذكر أن في يوما خلدت الى الفراش خائفة او حزينة او مكسورة الخاطر.

رحلت محلقة وبي شوق إلى جلسات ليالي الشتاء الطويلة حول المدفأة النفطية، نتحلق حولها. أمي, أبي, جدتي والدة أبي وأخوتي جميعهم.. الله.. يا ليتني أعيش ليلة واحدة من تلك الليالي السعيدة، هذه الرغبة كم تبكيني لحظة الكتابة الآن وأنا أتجاوز الخمسين وأعيش في بلدٍ باردٍ بأقصى شمال الكرة الأرضية. كانت جدتي ووالدي يتناوبون قص الحكايات التي ترحل بنا إلى عوالم خيالية لكنها رسخت فينا حكم عميقة حول الفرق بين الخير والشر وجعلتنا نحترم الإنسان كونه كائن يتوجب عليه أن يحب الجميع ويعمل من أجل الآخرين، حكايات كنا ننبهر بها ولكنها أبدا لم تكن بريئة. كانت ترمي إلى بناء قيم نبيلة سأشعر بأهميتها في أيام نضجي وصعاب التجربة العنيفة التي خضتها.

كان والدي رغم بساطته عميق في نظرته الإنسانية للحياة، فرغم ثقافة المجتمع العراقي الشديدة الذكورية، لأن الله رزقه بأربع بنات قبل أن يأتي الولد الأول، يعلق ضاحكاً، بأن لا فرق بين البنت والولد أبداً، وكان يعاملنا كصبيان حتى أنه كان يصحبني إلى محله في سوق القصابين المجاور إلى سوق التجار المسقوف في الديوانية وقتها، وكنتُ أساعده في تفاصيل عمله ويتعامل معي لا معاملة بنت ضعيفة بل كان يصطحبني حتى إلى حمام الرجال في السوق كي أحرس ملابسه حينما يدخل بعد عودته من العمل ليغتسل في الحمام، وكان يوصيني على دخل-رزق- اليوم المخبوء في جيب دشداشته، مما ولدَّ في نفسي المزيد من الثقة بحيث جعلني لا أخاف من شيء فاقتحمت الحياة بعنفوان وقوة دون التفكير بهول العواقب وأنا أخوض في خضم النضال السياسي في زمن أعتى دكتاتور مرّ بتاريخ العراق الحديث.



#ناهدة_جابر_جاسم (هاشتاغ)       Nahda_Jaber_Jassem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصائد
- حمامة زاجل
- المحبة
- صدفة أحنُ إليها
- وداعاً ابنتي
- السعادة في -حديقة أبيقور- إشباع للرغبات وموت لايخيف
- ذات صباح غائم
- رجال كالسمِ- قصة قصيرة
- ثلاثية -متاهة أدم-، متاهة حواء- ، متاهة قابيل-، للروائي العر ...
- تصوير تسجيلي لجحيم حقيقي
- الأرملة
- المرأة والتحرش الجنسي
- القديسة والشيطان
- النساء والحب لشير هايت
- العاشقة والسكير


المزيد.....




- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناهدة جابر جاسم - سيرة شخصية