أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حميد طولست - وزراء لا عهد لهم بالمناصب، فكيف يسيرون ؟














المزيد.....

وزراء لا عهد لهم بالمناصب، فكيف يسيرون ؟


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 4801 - 2015 / 5 / 9 - 12:09
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


وزراء لا عهد لهم بالمناصب، فكيف يسيرون ؟
تتطلع جل الأمم والشعوب عبر مختلف العصور إلى حكومات مسؤولة بوزراء أهل للحكم ، يملكون الحنكة والكفاءة ومميزات الريادة وصفات القيادة القادرة على تمثيلهم وتمثيل قيمهم التاريخية وأرصدتهم الحضارية في كل تصرفاتهم ، وترجمتها إلى ممارسات وقرارات وقوانين وتشريعات تحافظ على تلك القيم والأرصدة وتغنيها وتوسع من دائرة إشعاعها . وقد سارت أمم وشعوب عصرنا الحاضرِ على نفس النهج في تطلعها إلى القيادات الحكيمة ، والزعامات الرزينة ، والكبراء المتنورين ، الذين يصونون هيبتها ، ويحافظوا على مكانتها وتلميع صورتها بالداخل و بين الدول في الخارج ، ويسوقون صورتها ، ويكرسونها في أذهان الشعوب الأخرى ، على اعتبار أنهم مرايا عاكسة لتلك الأوطان دولا وشعوبا وحضارات ،التي تُنسب -دولا وشعوبا وحضارات - لقادتها وزعمائها ، وتستمَدُّ منهم هيبتها واحترامها ، وربما حتى جبروتها الذي تفرضه الكثير من البلدان والأنظمة من خلال زعاماتها وقادتها وصنّاع القرار السياسي بها. مناسبة هذا القول هو أن الشعب المغربي لم تحد هو الآخر عن هذا المنحى الذي سارت عليه الأمم والشعوب ، وتطلع إلى حكومات ووزراء يصلون إلى مقاليد الحكم عن طريق الديمقراطيّة بمعناها الأوسع والحق الذي تتجلى فيه ثقافة وأخلاق ومفاهيم تداول السلطة سلميا وبصورة دورية ، وقد تم له ذلك بنسبة كبيرة مع دستور 2011 الذي مكن بعض الأشخاص المغمورين من الاستوزار ، حيت وصل إلى منصب الوزير عدد من الذين لم يولدوا وفي أفواههم ملاعق من ذهب-كما يقال- ولا عهد لعائلاتهم بالمناصب المرموقة ، وزراء من عائلات بسيطة ومتواضعة وفقيرة أحيانا، عاش بعضهم في خصاص تام ، وذاق لسعات الفقر وضائقة الحرمان . جلهم من أبناء الشعب قضوا جزء من حياتهم في البوادي والمداشر البعيدة، وفي الأحياء الشعبية الهامشية الفقيرة، ودرسوا في المدارس العمومية ، وكافحوا من أجل شهادات جامعية تؤمن لهم وظائف محترمة…
شيء جميل ومشرف ولا يخجل أحدا ، لأنه هو المسار الصحيح الذي يفتخر ويعتز به أي نظام أيما اعتزاز، وإنه الديمقراطية الحقة التي كسرت قاعدة هيمنت العائلات المعروفة والنافذة وحدها لوائح الإستوزار ، التي تصدرت في فترات سابقة على مجمل المناصب الكبرى والمرموقة في البلاد ، قبل أن تنقلب الأمور ويتغير كل شيء ، منذ تسعينات القرن الماضي ، ويصبح متاحا أكثر لغير المنحدرين من العائلات الميسورة والأوساط الثرية، من "أولاد الشعب" كما يسميهم البعض ، أن يدخلوا عوالم الاستوزار والشهرة .. والذين كان من بينهم عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة ، ومحمد مبديع الوزير المكلف بالوظيفة العمومية وتحديث الإدارة ، ولحسن حداد وزير السياحة ، وشرفات أفيلال، الوزيرة المنتدبة الجديدة المكلفة بالماء، وأوزين وزير الشباب والرياضة السابق قبل أن يقال من منصبه ..
لكن وجه الغرابة والإثارة أن جل هؤلاء الوزراء الجدد إن لم يكن كلهم أتوا بما لم يأتي به الأوائل ، بعد أن تغير واقع حول بعضهم المادي، ومنصبه الاجتماعي ، وقدموا للشعب المغربي ما لم يكن ينتظرهم منهم ، من حكايات مختلفة شغلوا بها المواطن المغلوب على أمره ، من قصص شكلاطية ومغامرات عاطفية ، ميعت المنصب السامي بالسلوك الزنقاوي والتهور الكلامي لمحتقر لآدمية المغاربة والمستهتر بالمسؤولية وبالأمانة.
الشيء الذي دفع بالمواطن المغربي للتساؤل عما يشغل عددا من أعضاء الحكومة ويحتل مركز أنشطتهم واهتمامهم ، أهو الشأن العام ومصير الشعب ومستقبله أم هة الشأن الخاص والميول العاطفية والبطنية ؟ وهل المنصب الحكومي مسئولية من أجل خدمة الشعب والعمل على تحقيق مطالبه والاستجابة لإنتظاراته ، أسئلة ٌ كثيرةٌ طُرِحَتْ فجرت غيرها من الأسئلة إلى أن وصلنا إلى التساؤل حول أهلية الوزراء الجدد ، و هم أهل للحكم والتسيير ويملكِون صفات القادة والقيادة ، وهل لديهم حَميِّةٌ وغيرةٌ على هذا الوطن ومواطنيه ؟ وهل هم في نفس مستوى الوزراء المنحدرين من العائلات الميسورة والأوساط الثرية ؟..
وأختم بالتساؤل التالي : هل المشكلة في الأشخاص الذين يحكمون ، أم في المجتمع الذي جاؤوا منه ، أم في الديمقراطية التي جاءت بهم ؟؟
حمد طولست [email protected]





#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما أبشع طعم الديمقراطية 2
- فاتح ماي مكسب عمالي لا تحق المتاجرة به !!
- ما أبشع طعم الديمقراطية في بلادنا المغرب !! ما يقع تحت قبة ا ...
- شعوب أصبحت لا تقرأ مثلنا !!
- المكتبات المدرسة
- تنقية الدين
- دنيا الاحفاد ..
- وداعا -إزم-
- التحدي المصري الجديد !!
- من ذكريات الطفولة
- الرجل المناسب في المكان المناسب
- عيد المرأة بنكهة جديدة
- أتهنئة أقدم للمرأة في يومها العالمي ، أم تعزية ؟؟؟
- التغيير ضرورة وليست ترفا ..
- يوم عالمي جديد للمرأة
- ضرورة تغيير آليات التحاور؟؟
- التطرف يفسد العلاقة بين الناس
- الخطاب السياسي المستحدث ..
- عيد الحب .
- الخطاب السياسي لرجال الدولة !!


المزيد.....




- Xiaomi تروّج لساعتها الجديدة
- خبير مصري يفجر مفاجأة عن حصة مصر المحجوزة في سد النهضة بعد ت ...
- رئيس مجلس النواب الليبي يرحب بتجديد مهمة البعثة الأممية ويشد ...
- مصر.. حقيقة إلغاء شرط الحج لمن سبق له أداء الفريضة
- عبد الملك الحوثي يعلق على -خطة الجنرالات- الإسرائيلية في غزة ...
- وزير الخارجية الأوكراني يكشف ما طلبه الغرب من زيلينسكي قبل ب ...
- مخاطر تقلبات الضغط الجوي
- -حزب الله- اللبناني ينشر ملخصا ميدانيا وتفصيلا دقيقا للوضع ف ...
- محكمة تونسية تقضي بالسجن أربع سنوات ونصف على صانعة محتوى بته ...
- -شبهات فساد وتهرب ضريبي وعسكرة-.. النفط العراقي تحت هيمنة ا ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حميد طولست - وزراء لا عهد لهم بالمناصب، فكيف يسيرون ؟