أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عماد صلاح الدين - الإسلاميون والانتخابات














المزيد.....

الإسلاميون والانتخابات


عماد صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 4795 - 2015 / 5 / 3 - 15:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الإسلاميون والانتخابات
عماد صلاح الدين
المشكل الأبرز في المنطقة العربية تكمن في إنسانها، هذا الإنسان الذي يعاني اختلالات فادحة في مسار بناء تكوينه الشخصي المتكامل، فهو إنسان مشوه البنية الكلية لتكامليته النفسية والجسدية والعقلية، بتأثير عامل التراث الثقافي المشوه والمحرف عن أسسه ومنطلقاته الصحيحة، سواء في مرتكزها العقيدي أو حالة الحصر الشكلاني لممارسة الشعائر الدينية، دون أن تكون مقترنة بالتطبيق العملي لمنظومة القيم الأخلاقية، ضمن مشروع الحضارة الأهم، في عموم الفكر الإسلامي.
وفي التطبيقات الإسلامية لمشروع الفكر الحضاري، تبرز مسألة الضرورات والأولويات المتعلقة بحرية الإنسان وكرامته وحاجاته في الصحة والأمن والتعليم وغيرها، وهي مسائل تشكل البنية المطلوبة لحالة التأسيس الإنساني في النواحي النفسية والعقلية والروحية وأيضا الجسدية المنسجمة.
وهي ضرورات وأولويات تقع أيضا في المناسبية الزمنية فيما يخص تأسيس النشء الإسلامي أطفالا وشبابا، وإشكالية الفوات أو التأخير في النظر إليها يترتب عليها تعقيدات وعوائق خطيرة، حين يتم التفطن والانتباه إلى شرائح وفئات ناسية تغلغل وتشكل فيها عوامل المرض والإحباط والتخلف والارتكاس إلى الوراء، بعدما اغرق هؤلاء بالشكلانية الطقوسية، وهي في الأصل شعائرية، لان تجريد الشعائرية من أهدافها، بكون قيمتها تأتي من حصاد مخارجها الإنتاجية والعطائية، تصبح ولا شك حالة طقوسية، يترسب عليها شيئا فشيئا طبقات من الوثنية والحلولية، بل والتكفيرية.
وعليه، فان أي حديث أو مبادرة عن تطوير الاجتماع أو الاقتصاد أو الانخراط في السياسة والديمقراطية والانتخابات وغيرها، تتجرد بالصفة الغالبة لحال المجتمع إلى شكلانية أخرى لتتحد أو بالضرورة لتنسجم مع عموم الشكلانية والهياكلية الفارغة الغالبة والمتحكمة وصاحبة السيادة على الجميع، مع فارق الحضور الاجتماعي في نمطه الطبقي، فتتزاوج الأشباه والمترادفات، ويحدث النفر والفر بعيدا عن أو بين أفراد المختلف في الطبقة مالا وجاها وسلطانا.
اقصد أن الحركات الإسلامية، وفي المقدم منها حركة الإخوان المسلمين، أيضا هي الأخرى، وهي ضحية كما هو عديد الضحايا في المجتمعات التي نعيش، ذهبت إلى الدعوية السياسية والتغيير الشكلي ودون قصد، دون أن تتنبه إلى مسالة مشروع صنع الإنسان وبثقه إلى عالم وجود فيه يكون فاعلا، ضمن مشروع حضاري يبدأ مع الإنسان طفلا في صحته وتربيته وتعليمه وتوجيهه ضمن مجتمع آبائه وأمهاته مجرد هياكل إنسانية ذبحها داء الفقر والمرض والجهل، وفي غياب موجة حقيقية مراجعية تطهر مرتكزاتنا وثقافتنا وموروثنا من كل الشوائب والخزعبلات والأساطير الحلولية، حتى أصاب الإسلاميين داء شكلانية الانجاز بسبب الاغتراء بشكلانية السياسة الفارغة من مضامينها، نحو التسجل والانخراط في مشاريع انتخابية، نعم هم يفوزون فيها، لكنهم عما قليل لا يجدون كثير ناس يحمون ويساندون هذه التجربة على رغم انتخابهم لهم، ذلك لان الإنسان العربي مهلهل ومتعب ومنهار وغير متماسك ومتوازن في تحمل عبء وأثقال تماسكية وتوازنية بل وإنسانية المنظومة القيمية والأخلاقية التي تستند إلى موروثه الثقافي والقيمي وحتى التشريعي الأصيل والمجتهد.
باختصار نجد الإنسان العربي بموسع موروثه الثقافي يبحث عن نفسه فيه، فيرفع الراية سرا بالانتخاب للحركات الإسلامية، لكنه عند الجد وعلانية الأزمة يخذل هذه الحركات على صدق نواياها ونظافة يديها، لان الإنسان العربي افقد إنسانيته، وفي خضم التيه عبدنا السياسة ونسينا الإنسان.
ولعلي لا أبالغ إن قلت أن فوز التيار الإسلامي أو الكتلة الطلابية في جامعة بيرزيت مؤخرا في الضفة الغربية المحتلة، تقع في السياقات أعلاه، فالطلاب بسر الانتخاب ينتخبون حماس، أما أن يكون هناك استعداد لحماية انجازها في مواجهة السلطة الحاكمة، فيتم التخذيل من المصوتين لها لاحقا وبأسرع مما نتصور.
ولعل ذلك حدث في انتخابات 2006 في الأراضي المحتلة عام 1967، وهو ما حدث في انتخابات مصر عقب ثورة 2011 فيها، وبدرجة اخف في تونس.
المعنى أخيرا أن تتوجه الحركات الإسلامية إلى مسالة التأسيس والبناء للإنسان الذي يستطيع حمل الأمانة في سياق مشروع النهضة الإسلامية.



#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستهلاكية تحت الاحتلال ستؤدي إلى الانفجار
- إلى متى معاناة اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات
- فلسطين في زمن الانكفاء
- لماذا الوحدة الوطنية الفلسطينية ؟
- كامب ديفيد وأوسلو والحرب على الشعب الفلسطيني
- حقيقة المواجهة مع المشروع الصهيوني
- الافراط في التركيز على شكل القانون الدولي
- العدل وحق تقرير المصير
- عن السياسة والدين
- أساس القدرة على التحرر و تقرير المصير
- ماذا نريد من اسرائيل؟
- منطق الإيمان مقابل ما يسمى بالحرب الدينية
- في ضرورة التركيز على بنية الفكر الإنساني في الدين
- تعقيل المستوطن الصهيوني
- الحركات الاسلامية الفلسطينية وصراعها مع اسرائيل
- من الوضعية الى الواقعية
- الغيبوبة الاجتماعية السياسية
- في معنى الحالة الوظيفية في الحالة الفلسطينية بعد أوسلو
- طمأنة الشعب اليهودي الإسرائيلي على مستقبله في فلسطين
- لمن التاريخ في المنطقة العربية؟


المزيد.....




- “طلع البدر علينا” استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20 ...
- إعلام: المرشد الأعلى الإيراني يصدر التعليمات بالاستعداد لمها ...
- غارة إسرائيلية على مقر جمعية كشافة الرسالة الإسلامية في خربة ...
- مصر.. رد رسمي على التهديد بإخلاء دير سانت كاترين التاريخي في ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا لقوات الاحتلال الاس ...
- القائد العام لحرس الثورة الاسلامية اللواء حسين سلامي: الكيان ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان: مجاهدونا استهدفوا تجمعا لقوات ا ...
- قائد حرس الثورة الإسلامية اللواء سلامي مخاطبا الصهاينة: أنتم ...
- قائد حرس الثورة الإسلامية اللواء سلامي مخاطبا الصهاينة: لا م ...
- قائد حرس الثورة الإسلامية اللواء سلامي: -الاسرائيليون- يتصور ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عماد صلاح الدين - الإسلاميون والانتخابات