عنوان حكم السيسي :خيانة النيل

عدلي محمد احمد

الحوار المتمدن-العدد: 4795 - 2015 / 5 / 3 - 02:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ما اسمي وثيقة تقاسم مياه النيل بين مصر والسودان واثيوبيا لم تتضمن لمصر ما يضمن اي شئ وقد كان ذلك شئ غريب وسلوك مباغت من جانب الجنرال باعتباره تنازل يبدو مجانياُ تماماُ فاثيوبيا لم تقدم سوي وعودبدون تحديد وبدون مواعيد وقد قيل تبريراُ لذلك الغموض ان هناك اتفاقيات تفصيليه لتحديد التفاصيل وحتي اللحظه لا نجد الا الصمت التام فيما يخص ذلك فيما عدا خناقة المكاتب الاستشاريه التي اعقبت الزياره المشئومه حيث تتمسك اديس ابابا بمكتب استشارى والقاهره بمكتب استشارى آخر .
لقد كشفت النيوزويك الاوروبيه مؤخراُ عن طبيعة الصفقه السريه التي جرت بين السيسي واثيوبيا وبتدخل مباشر من الصهيوني محمد دحلان وبرعاية محمد بن زايد حاكم الامارات ولقد اعقب ما جاء بالنيوزويك مباشرة تصريح اثيوبي منذ اسبوع اشار الي ان نهر النيل الازرق الذي يقام عليه سد الكارثه سيعود الي مجراه الطبيعي في شهر سبتمبر المقبل وهي صياغه اخري لعدم استكمال السد الا في هذا الشهر وليس في 15 يونيو كما كان يقول الاثيوبيين قبل هذا التصريح السريع ....وهو امر يعني ان مياه الازرق ستعرف طريقها للجريان الي بحيرة اسوان بكامل تصريفها المعتاد وهوحوالي 45 مليار متر مكعب خلال شهور يونيو ويوليو واغسطس وبعض سبتمبروهذه الكميه من المياه ستبلغ تقريباُ عند الخرطوم خلال الفتره من يونيو باعتباره بداية الفيضان وحتي سبتمبر المشار اليه حوالي 25 مليار متر مكعب وهي ستصل الي اسوان بعد تعرضها للبخربما قيمته 20 مليار صافي تقريباُ وستحصل اثيوبيا من فيضان العام الميلادي الجاري خلال الشهور من سبتمبروحتي شهرديسمبرموعد تهالك تصريف النيل الازرق علي مقدار من المياه مشابه اي حوالي 20 مليار ايضاً
فتصريف النيل الازرق لمن يود مراجعة حساباتنا ووفقاً لرشدي سعيد يبلغ عند الخرطوم وقبل ان يختلط بالنيل الابيض وقبل ان يندمج مع مياه العطبره و بعد ان يكون قد حاز مياه الرهد والدندر والبالغه قرابة 5 مليار متر مكعب كالتالي بالامتار المكعبه :
في يناير :714 وفبراير :448 ومارس :407 وابريل :229 ومايو :503 ويونيو :1119 ويوليو :5497 واغسطس :15972 وسبتمبر : 13976 واكتوبر :7468 ونوفمبر :2426 وديسمبر : 1218
وهذا التصريف عباره عن متوسط للسنوات من 1912وحتي 1982.
و بناء علي هذا التصريح فان الامور اصبحت واضحه فلقد تنازل الاثيوبيين للسيسي عن نصف ايراد النيل الازرق وبذا فان مصر يمكن ان يصل اليها من حصتها المائيه البالغه 55مليارمتر مكعب حوالي 35مليار اذا لم يتحمل السودان جزءاً من هذا النقص وهو ما لا تشير اليه اي مؤشرات والامر المؤكد الان ان السيسي قد دفع مقابل هذه الكميه المؤقته من المياه ثمناُ فادحاُ هو الاقرار بالتنازل عن حصة مصر المائيه الي الابد واطاح باتفاقية 29 بجرة قلم فلا حصه تاريخيه لمصر ولا اجماع ولا ابلاغ مسبق وكذلك باتفاقية 59 مع السودان فلا حدود لحصة السودان الان اي ان السيسي سلم النهر الخالد لاثيوبيا وفرقاء بلدان حوض النيل مراهناُعلي امال فارغه فنكوشية الطابع كما عودناتتعلق بامكانية تخلي مصر عن الزراعه بالغمر التي تستهلك قرابة 45 مليار متر مكعب وهي مسأله لاتعني الا الاعتماد علي تحلية المياه التي يكلف المتر المكعب الواحد منها عن 20 جنيهاً مصريا وفق اقل تقدير ما يعني لو خفضنا احتياجات الزراعه حتي الي النصف من المياه المعتاده سنحتاج سنوياُ الي مالا يقل عن نصف تريليون جنيه لتحلية مياه للزراعه فقط بالاضافه الي ما لا يقل عن نصف هذا المبلغ البالغ للاستهلاك العائلي والصناعي اي اننا سنحتاج في الاجمال الي ما يقرب من نصف الناتج القومي الاجمالي وليس الدخل القومي وطبعا مع استحالة ذلك فان الامر بالتالي لا يتساوي الا مع تعريض الاغلبيه المصريه الفقيره للفناء.
ومما يترتب علي هذه الخيانه من جانب حكم السيسي قطع الطريق علي اي مقاومه مصريه من اي نوع للسد المشئوم فان مصر الرسميه المعاديه للاغلبيه الشعبيه صارت مع توقيع الجنرال لوثيقة العار في الصف الاثيوبي فاي عمل مناوئ الان لسد النهضه يعتبر عملاُ مناهضاُ لتوقيع الجنرال الذي باع بمقتضاه النيل مقابل نصف فيضان يرفع من مخزون البحيره علي الاكثر الي حوالي 130 مليارمترمكعب يتصور الجنرال ان في مقدور البلاد ان تستخدمها خلال عامين وبعدهما عليها التعايش مع عدم مائي طبيعي يكون فيه مجري النهر الخالد ومنشئاته التاريخيه المعجونه بدم الاباء والاجدادوعلي رأسها السد العالي شواهد قبور .
وفي المقابل فان اثيوبيا استثمرت عجزها عن تدشين سد النهضه في موعده في هزيمة الجنرال المستبعد للمصريين عن قضية هي قضيه وجودهم ذاته وحياتهم واستمرارها مقابل مياه ثبت انها تعجزعن حجزها حتي سبتمبر وبالتالي حصلت علي حريه مطلقه في التمويل من المؤسسات الدوليه كالبنك الدولي والشركات العالميه الاحتكاريه الطامعه في الاستثمار في الزراعه المستنزفه للمياه وزراعة الايثانول والديزل الحيوي باعتبارههم الشركاء المحتملين بالاضافه الي اطلاق سراح التمويل الصيني والخليجي الي ابعد مدي باعتبارهم العملاء الشركاء.
وفوق كل ذلك فان توقيع العار علي وثيقة خيانة نهر البلاد الوحيد منحت الحريه للسودان ومعه جميع بلدان الحوض الغربي لحجز مياه النيل الابيض النابع من منطقة البحيرات الاستوائيه وبحيرة فكتوريا.
وهكذافان محمد بن زايددفع بدحلان الصهيوني العتيد لا للضغط علي النظام الاثيوبي بل للضغط علي الجنرال لتسول مياهنا التاريخيه عبر استخذاء منقطع النظير امام برلمان الاحباش العاجز اصلاُ عن حجز المياه حتي سبتمبر
وقد يكشف قابل الايام عن دور للسعوديه فاحت روائحه مع انطلاق الطائرات المصريه من قواعد سودان البشير لتعصف بالبنيه الصاروخيه اليمنيه حتي لا تقض الكوابيس منام سلمان فقواعد طيران البشير مرتبطه باتفاقية دفاع مشترك مع الاثيوبيين ضد المصريين.
وهكذا يتضح ايضاُ بالدليل الدامغ طبيعة حلف نهب النيل كحلف افريقي صهيوني امريكي خليجي هدفه احتكار المياه العذبه في كل افريقيا للتوسع في الاستثمار الزراعي باعتباره اهم الروافد التي يمكن ان توفر امدادات الطاقه مع نهاية حقبة النفط الوشيكه للرأسماليه العالميه حتي لو كان الثمن حياة المصريين طالما انه يمكن استخلاص الرأسماليه المصريه وعائلاتها وجيشها من اهوال الجفاف الاكيدوهي طبقه تعمل منذ سنوات زراعة الايثانول في مقدمة الركب وتحوز الان ما لا يقل عن ثلاثة امثال ارضنا الزراعيه النيليه فليذهب النيل وشعبه المشاغب الي الجحيم فالعولمه ابقي من اي اوطان.
ان الرزالخليجي الذي يبدده السيسي علي بيروقراطيته العسكريه وبوليسه هو الثمن المر للنهر التاريخي العظيم الذي لن يري له المصريين مياها بعد سبتمبر المقبل المشئوم الا اذا هدموا سد السيسي ودحلان ومحمد بن مكتوموالبشير وماريام الاثيوبى .

#عدلي_محمد_احمد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات