أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدلي محمد احمد - الاشتراكيين الثوريين يلتحقون نهائيا بالاخوان















المزيد.....



الاشتراكيين الثوريين يلتحقون نهائيا بالاخوان


عدلي محمد احمد

الحوار المتمدن-العدد: 4518 - 2014 / 7 / 20 - 19:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في تطور مباغت علي اي حال , تراجع الاشتراكيون الثوريون عن التمسك بشعرة معاوية التي كانت تربطهم بموقف ثورة يناير من الاخوان المسلمين وتيارهم الديني الرجعي الذين اطاحت بحكمهم الموجة الثورية الثانية الواسعة للثورة المتواصلة .
وهو تطور بل بالاحرى تدهور لا يتعلق بتغير مستحيل طرأ على مواقف الجماعة الرجعية وحلفها الديني الرجعي , بل يتعلق بتغيير موقف الاشتراكيون الثوريون من الموجة الشعبية التي فرضت على السيسي وعسكر النظام الخضوع لمستويات غضبها العارم ضد حكم الاخوان وعزل مرسي في 3/7 وانهاء حكم الاخوان الذي كان السيسي عبر صيغة تمرد المخابراتية يحاول انقاذه من خلال صيغة الانتخابات الرئاسية المبكرة , خصوصا وان رد فعل الاخوان الرجعي الحاد على ثورة الشعب في 30/6 كان قد انتقل بهذا الغضب الجماهيري الى مستويات حادة هددت بالفعل باقتحام القصور , وبالتالي فرض حرب اهلية على قيادات نظام مبارك العسكرية باعتبارها الكتلة الصلبة في دولة المخلوع , وهو الامر الذي تحوم فوق سمائه اشباح جمعة الغضب التي انتهى يومها بنهاية شرطة النظام .
فاذا كانت كتلة الثورة المضادة الصلبة (العسكرية) من الجيش والشرطة التي قادت عملية تسليم السلطة السياسية للثورة المضادة الى الاخوان حاولت تحاشي الاطاحة بحكمهم والافلات من مأزق رد فعل الاخوان المتشنج والذي كان بحشد رابعة في مواجهة الشعب في الاتحادية ويهدد بالحرب الاهلية عبر توسيع الموجة الثورية الى اوسع نطاق وعبر التداخل معها بصورة "تمردية" ومتسعة الى ابعد حد وبما يسمح بتهويش الاخوان واخضاعهم لصيغة تمرد التي كانت حريصة على انقاذ حكم الاخوان بعد وضعه تحت شروط مشددة للبيروقراطية العسكرية تحاول توظيف الغضب الجماهيري المتواصل لصالحها فان السحر انقلب على الساحر , ونجحت الجماهير في فرض موقفها الثوري على السيسي وطغمته العسكرية والمدنية الانقاذية واجبرته على تحقيق الاطاحة بحكم الاخوان .
وهو الامر الذي جسد قدرة الجماهير على فرض موقفها مستفيدة من كل تفاصيل التفاعل لثاني مرة في تاريخ ثورة يناير حيث كان لمليونية 8/7 الواسعة نتيجة مشابهة عندما فرضت على حكم العسكر وحكومة الببلاوي محاكمة مبارك على الشاشات والخضوع للحد الادنى 750 جنيه , ومع اعلان يناير 2012 موعدا لتحقيق الحد الاقصى وهي التراجعات التي حاول حكم العسكر تفريغها من اي مضمون بمجرد صرف المليونية التي اعقبها مباشرة بالمذابح الواسعة في وسط البلد ضد الثورة والثوار.
لقد نجح حكم العسكرفي اخراج عملية خلع مبارك في نهاية الايام الثمانية عشر الثورية الاولى على انها استجابة من الجيش للشعب اعتمادا على عدم خروج الناس ضد العسكر بل ضد مبارك رغم الهتاف باسقاط النظام .
في 8/7 كانت المليونية ضد حكم العسكر فكان الافلات من براثنها مستحيلا دون التراجع الشكلي او شن الحرب الاهلية .
في 30/6 رغم ان الحشود لم تخرج ضد العسكر بل ضد الاخوان ,الا ان جماهيرها نجحت في فرض موقفها الثوري من حكم الاخوان ورغم تصدي الجيش لمهمة التنفيذ الا ان تقديم العزل على انه استجابة لموقف الشعب لم يكن له نفس التأثير هذه المرة لان وزير الدفاع كان قد اعلن عن تبنيه لصيغة الانتخابات الرئاسية المبكرة هذا الفارق الذي يبدو بسيطا عن الوضع في الحالة الاولى التي انتهت بخلع مبارك , ليس بسيطا بالمرة لانه يعني ان الجماهير قادرة على فرض موقفها على قيادات الجيش , وهو ما حاول السيسي معالجة آثاره عبر استثمار تشدد الاخوان في رابعة والنهضة بالتأخر في التصفية وبالاستعداد للتصفية العنيفة جدا عبر العنف المفرط الذي شهده الشعب والعالم اثناء فض هذه البؤر التي تحولت بالفعل الى بؤر اجرامية وطابعها الارهابي اصبح من الصعب على الاخوان التراجع عنه , ولقد كان الهدف من تصفية هاتين البؤرتين علي هذا النحو ارهاب الثوره وتصفية اي ثقة لدى الجماهير الشعبية كانت قد حازتها بعد ان نجحت في فرض موقفها على الجنرال , ولقد كان التفويض يستهدف الاقرار المعلن للجماهير بان ناصية القرارات الحاسمة في الثورة مازالت معقودة للجيش , فلم يكن التفويض موجهآ للخارج بالمرة بل للداخل , ففيما يخص هذا الخارج فان التصفية المبكرة التي كان يمكن ان تتم باقل القليل من العنف كفيله باخراس الاصوات وخصوصا انها رأت الحشود في 30/6 .
ان هذا التأكيد من جانبنا يستهدف استعراض هذه التفاصيل من زاوية البرهنه على مدى عدم خضوع هذه الموجة الثورية الهائلة لسيطرة العسكريين , واذا كان السيسي قد استخدم تصفية بؤر رابعة والنهضة لذبح القطة للجماهير , فان من فرط رعبه مما حدث استخدم يافطة الحرب ضد الارهاب والحرب ضد الاخوان التي جرى رفعها في الشهور اللاحقه فوق معارك الميادين الشعبية مع الجماهير ودعمها باصدار قانون التظاهر فانه كان يستهدف شن نوع من المذابح المموهة ضد شباب الثورة في الاحياء الذي كا ن ملح ارض مليونيات ميدان التحرير قبل استهداف تصفية تنظيم الاخوان الذي كان يمكن لاعتقاله كله في ظل مباركة الشعب ان يتم خلال ايام محدودة .
ان الجنرال حاول ان يحول شيء سيء للثورة المضادة الى شيء حسن , فمذابح السيسي لشباب الاحياء وارهابهم وقمعهم واعتقالاته الموسعة لا تشكل الا استمرارا لمذابح وسط البلد التي جاءت ايضا في اعقاب نجاح الجماهير في فرض موقفها في مليونية 8/7 بالتحديد .
ولقد حازت الجماهير في 30 /6 عبر اطاحتها بحكم الاخوان على اضافة نوعية جوهرية لثورتها فلقد حولت هذه الاطاحة الثانية برئيس الجمهورية ثورة يناير من مجرد حالة الانفجار التي جسدتها الموجه الثورية الاولى التي التهمت مبارك وعائلته وحاشيته الى وضع المسار الثوري الذي لا يوجد اي شيء يمكنه ان يعوق ديمومته واستمراره كسيرورة للثورة المستمرة مع استمرار التناقضات الطبقيه علي حالها بل اتجاهها للمزيد من الاحتدام , ولقد بات هذا الواقع الذي جرى فرضه في 30/6 علامة مميزة لتطور نوعي خاص بالثورة المصرية لا يميزها فقط عن الثورات العربية التي اندلعت ونجح المسار الشرعي في تطويقها نسبيا بل عن الثورات التاريخية الكبيرة , فاذا كانت الثورة الروسية مثلا قد نجحت بسرعة في الوصول الى حالة ازدواج السلطة بسبب من وجود تشابك بين الثورة البرجوازية والثورة الشعبية العمالية وبسبب من وجود حزب ثوري معتبر , فان الثورة المصرية التي تعتبر في تقديرنا احدى الحلقات التأسيسية للثورة الاشتراكية في بلادنا قد تمكنت من تخفيف اضرار اهم نواقصها ((الحزب الثوري)) عبر توصل العقل الجمعي الجماهيري لهذه الصيغة النوعية المتميزه والتي تعبر عن حاله نادرة ونموذجية من تحقيق ازدواج القوة (بدون حزب ثوري) نجحت الثورة عبره من الافلات من حالة توازن الضعف السابقة له مباشرة والتي كان يهددها اثناءها المسار الشرعي الذي كانت تعول عليه الثورة المضادة كل التعويل ليس فقط باعتباره خبرة نوعية رجعية مستقرة مازالت قادرة على استعادة الجماهير لحظائر الاستقرار الرجعي , كما برهنت خبرة الثورات البرتقالية في اوروبا الشرقية منذ عدة سنوات و كما اكدت حتى خبرة التعامل مع الثورات العربية (اليمن- تونس) التي اصبحت في اوضاع لا يمكن مطابقتها مع الوضع الراهن في الثورة المصرية الكبيرة , ان (ازدواج القوة ) لا يعني بالمرة مجرد تحسين ستاتيكي في حالة توازن الضعف بل يساوي قوة دفع ديناميكية جديدة رأت الثورة عبرها ان تتخصص في التهام رؤساء الثورة المضادة , وان تقف متربصة لاي نتائج للمسار الشرعي لتحولها الى خبر كان بمعدلات سريعة لا تعرفها المجتمعات المستقرة .
لقد شعر السيسي وبحسه الامني المخابراتي المفرط بخطورة ما حدث وفي الحقيقة لقد بذل الرجل جهودا يستحق عليها اقصى تقدير من جانب سا دته في الثورة المضادة العالمية و رغم استمرار نواحهم "الانقلاب" الا ان النواح كان يتحسب للفشل وهو يكتم عميق اعجابه بسلوك الجنرال المتورطة اياديه وطبقته و طغمته في النار والدم .
ان اكتشاف "الهنا بعده بسنه" كما يقول المصريون لا تليق بالمرة بمن يدعون حمل راية المنهج العلمي والتحليل المادي الذي يمكن الماركسيون الثوريون من التحليل الملموس للواقع الملموس ,وفي الحقيقة فان تفاوت القدرة على تحقيق هذا التحليل العلمي .. لا يتعلق بأي شيء قدر تعلقه بالامساك بالمنهج الماركسي , واي عجز هنا لا يساوي الا عجزعن ادراك كنه هذا المنهج فكيف يليق بماركسي الاعتذار بعد سنه من الهنا عن خيبته وينتظر احترام الناس لقدراته السياسية , ولكن السؤال الأهم : منذ متى عودنا هؤلاء الاشتراكيون – الثوريون على الاعتذار عن اخطاء بينه رفضتها الجماهير في حينها ؟
ان هذا القول في تقديرنا لايحتمل تعليق سوى احتمالين , اولهما : ان هذه المنظمة التي تعاني من النرجسية و من الذاتية والتعالي على الجماهير اخرسها عامآ بطوله موقف الناس من الاخوان الرجعيين الارهابيين المعادين للعمال والفقراء واصرارها علي الاطاحه بحكمهم فانتظرت لحظة مختلفة حتى تبث اوهامها عن الاخوان من جديد وهي اللحظة الراهنة التي تعالى فيها الغضب ضد الجنرال وحكمه ,وثانيهما : وهو ما نتشكك فيه ولانتمناه لانه يشكل لنا وسيشكل للجماهير انزعاجا فوق انزعاج من هذا الفصيل الذي يدعى الاشتراكية الثورية سيمتد اثره علينا وعلى كل اشتراكي في مصر, ونقصد به ما يقال عن الارتباطات المشبوهة بين التنظيم الدولي للاخوان وحزب العمال الاشتراكي البريطاني التي هدفت ومازالت من جانب الاخير الى حيازة اصوات المسلمين في بريطانيا وغيرها .
وهو امر لا يصعب الجزم باستبعاده من زاوية اصرار سامح نجيب على تطوير العلاقة مع هؤلاء الاخوان المجرمين على هذا النحو الفاضح, واذا صح ذلك فان الاشتراكيون الثوريون يكونوا قد تفوقوا على الستالينية فاذا كانت تفرط في الثورات لصالح الدولة العظمى باسم انها القطب الاشتراكي , فان الاشتراكيون المعنيون هذه المرة يفرطون وينسقون خطواتهم مع (قيادات 6ابريل والاخوان والمسار الشرعي ) لصالح امر مختلفا وتافها الى ابعد الحدود اسمه الحزب اللندني الذي لا يمكن ان نرى فيه وفي تقديراته الانتهازية اليمينية شيئا له اي علاقة بالنضال ضد الامبريالية العالمية تمامًأ كما كان يحاول ستالين ايهام الناس , وسنتعرض لهذا كله بالتفصيل اللائق في الجزء الثاني من المقال .
ان خطورة حديث "الانقلاب العسكري" لا تتعلق فقط بالشطب على انجازات موجه ثورية قوية اشرنا الي اهم اضافاتها لثورة يناير , على خطورة ذلك الحديث وعدم موضوعيته بل يتعلق لدى( اخوان ) الاشتراكيين الثوريين باعتباره الوجه الآخر للشرعية , بكونه نقيضها فالقول بالانقلاب هو المقدمة الوحيدة للاقرار بشرعية حكم الاخوان الدستورية .
فلفظ الانقلاب في حد ذاته يشكل تقاطع بين مستويين من النظر للامور , مستوى سياسي يتعاطى اللفظ للدلالة على طبيعة حدث سياسي عنيف باعتبارها طبيعة منحصرة بين الانقلاب او الثورة , ومستوى قانوني يتعاطى اللفظ للدلالة على طبيعة هذا الحدث من زاوية قانونية محضه باعتبارها طبيعة منحصرة بين الشرعية والانقلاب على الشرعية , ورغم ان سياق مناقشة سامح للامر تخضع للمستوى الاول , الا ان النتيجة تصب في طواحين اهتمامات المستوى الثاني لان الانقسام الحاد العالي الصوت عالميا ومحليا داخل صفوف الثورة المضادة حول طبيعة ما حدث لا يتعلق بأي تحديد سياسي بل بالتحديد القانوني الذي يستهدف منه الاخوان اعلاء راية شرعية المعزول .
ان مقال الاشتراكيين الثوريين فعليا لا يساهم سياسيا في اي اغناء للمناقشة السياسية حول طبيعة الموجة الثورية التي اهال التراب عليها ولكن يساهم بجدارة في اضافة بوق اخواني الطابع يصرخ بشرعية البهلول الذي مرغ الشعب كرامته وكرامة جماعته في وحل الاحوال رغم تأكيد الجماهير علي مدي صلابة رفضها للاخوان علي مدار اكثر من عام
ورغم انه بوق تافه ومحدود الاثر ورغم انه تأخر والتحق بالمسيرة الاخوانية الكربلائية في آخر صفوفها الا ان خطورته تكمن في كونه يرفع رأسه الى هذا الحد في لحظة تستعد الثورة فيها لاستقبال اهم موجاتها الثورية على الاطلاق والتي تعتبر مسألة قطع دابر اي علاقة بهؤلاء الاخوان والموجة الثورية الجديدة مسألة المسائل بالنسبه للثوره من اجل تحقيق انتصارحقيقي في مواجهة النظام وتجدر الاشاره هنا الي ان اهم جوانب هذه السياسه الآن كونها لم تعد في مواجهة حكم السيسي بعد كل ما جري من مياه خلال الشهور القليله المنصرمه وبعد تبخر شعبية الجنرال ومع الرضا السامي من الاداره الاستعماريه في واشنطن التي تراجعت عن اغنية الانقلاب وهي تطورات تفتح اوسع الابواب لقبول الثوره المضاده لاستعادة الاخوان الي ساحتها السياسيه طالما ان ذلك يمكن ان يتم بصوره محسوبه وتحت سيطرة النظام ويبدو ان اطرافآً عده يتحنجل الاشتراكيون الثوريون بين اقدامها تعمل الآن علي تحقيق احتياج الثوره المضاده المحسوب لاخوتها الاعداء فحديث الانقلاب العسكري الان لا يبدو رغم الحده الظاهريه الاحديثآً لصالح توجهات حكم السيسي
وصراحة فان هذه النقطة تحديدا كانت منطلق اهتمامنا باقوال ومقالات من يسمون بالاشتراكيين الثوريين , الذين يصفى الحساب معهم بصورة متكررة ومتواصلة , شباب ثورة يناير الذي يحاولون خداعه وتضليله متصورين ان شباب زمن الثوره كشباب الامس الكئيب .
ان الموقف الجديد للاشتراكيين الثوريين باهالته التراب علي موجه ثوريه عظيمه وعجزه عن استيعاب كنه مضمونها الثوري واختصارها في مجرد انقلاب عسكري وبالاحري اختصارها فقط في تحركات الثوره المضاده يفتح ابواب العوده بالثوره للخلف للنضال ضد مجرد حكم العسكر الذي كرسته الثوره المضاده في لحظه سابقه بهدف الدفع بالمسار الشرعي قدمآ في وجه ثورة ينايرواعلاء شأنه واختصار اي تغيير خلف اطاراته التقليديه الخانقه وهو الأمر الذي وجهت له الموجه الثوريه في 30-6 ضربه علي المشم وفرضت الاطاحه بنتائجه الاخوانيه واسترداد شرعية الميادين وكرست من جديد بصوره قويه شعار اسقاط النظام حيث تتأهل الموجه الثوريه الوشيكه للاندفاع من اجل انجازه الان ومع وضوح تقدم المعركه مع الاخوان للدرجه التي ازاحت خطرهم الي ابعد الحدود فالشعب صار يرك اكثر من اي لحظه انه لا يستطيع التعايش مع شرطه من هذا النوع ولا قضاء ولا جيش ولا اعلام كما انه لايستطيع قبول السماح المغرض من جانب جكم السيسي للصوص النظام بالافلات بالغنيمة حيث مصادرة الثورة صارت تحتل الآن اهتمام بل اولوية غير مسبوقة في الثورة ومن البديهي ان ذلك لايمكن الحصول عليه دون انتزاع السلطة , دون سلطة ثورية شعبية من الميادين ومن المصانع على جثة سلطة الطبقة المالكة والحاكمة , سلطة تؤسس لها حكومة ثورية من قلب الميادين ومن امام بوابات المصانع .
وما يؤسف له في حقيقة الامر ان اقل الاطراف ادراكا لعمق ما حدث وطبيعته السياسية الثورية الحادة , وتميزه كخبره وعلامه صارت تؤكد على عبقرية "المبادرة الجماهيرية التاريخية " وفقا لتروتسكي والتي صارت العقول اليابسة الميته لكوادر الاشتراكيين الثوريين وزعماؤهم على ما يبدو لا تتيح لها الا بضع سنتيمترات محددة بجوار الدور الخارق الفائق للحزب الثوري الذي لن يكون له اي قيمة حتى ولو كان على رأسه اباءا مؤسسين ككاوتسكي في المانيا او بليخانوف في روسيا. فوحدها المبادرة التاريخية الجماهيرية التي تحرك التاريخ بما في ذلك من ابتكار لحزبها الذي لا يمكن تصور وجوده الثوري لحظه بعيدآ عن زخم الميادين
وما يؤسف له اكثر ان منظمة قديمة وليس مجرد اشتراكيين مبتدئين تعجز عن ادراك العمق والقيمة التاريخية لتوجيه هذه الضربة القوية (اللازب) لكامل المخزون الرجعي للرأسمالية الكبيرة في بلادنا حتى من وجهة نظرهم في تقييم الاسلاميين بلغة كريس هارمان كاصلاحيين , فعلى اي حال فان كريس لم يساوي بين هذا "الاصلاح" الرجعي وما كان له ان يفعل وبين مواقف اي اصلاح ليبرالي او اشتراكي ام اننا يمكن ان نساوي بين اصلاحية الحزب الاشتراكي الالماني واصلاحية رجعية دينية اخوانية , نقول ذلك على سبيل مسايرة التحليل فنحن لا نرى في هذه التوجهات السياسية الدينية الا توجهات لاقسام من الرأسمالية الكبيرة , تغازل خلالها جماهير واسعة من البرجوازية الصغيرة الرجعية التي تستفزها مظاهر الازمة العامة شأن اي مغازلات من جانب جميع اشكال الاحزاب البرجوازية الكبيرة واطيافها للبرجوازية الصغيرة المتعددة الميول ولا نعتقد بالمرة ان كريس هارمان كان سعيدا بوجود الاسلاميين بهذا الحجم والاتساع والنفوذ في مجتمعاتنا بل كان يتعامل معه وكأنه شيئا سيئا بالتأكيد حيث خضعت اقسام من البرجوازية الصغيرة لهذه التوجهات الرجعية ولكنه كان يتصور عبر ما ورثه لاشتراكينا الثوريين قدرة هذه البرجوازية الصغيرة التي صارت رجعيه على اخضاع اي توجهات رأسمالية كبيرة لارادتها الاصلاحية خصوصا في زمن التحولات السياسية الحادة وهو الامر الذي كذبته ثوراتنا العربية في مصر وتونس وحتى ليبيا والانكى هو قدرة الامبريالية على اخضاع هذه التوجهات برمتها (صغيرة وكبيرة ) لارادتها وتحقيق مصالحها , فلقد اكدت الثورات العربية خصوصا الثورة المصرية على عكس هذه التوقعات.كما اكدت بكل اسف علي العجز البين لتلاميذ الرجل علي تحاشي تذيل ( الاسلاميين) مع عجزهم الصارخ عن متابعة قراءة (النبي والروليتاريا) وفقأً لوقائع الحياه الخضراء الثوريه التي كرستها الثوره المصريه وبعيدأً عن رمادية القراءه من بعيد وبعيدأُ ايضأً عن الاستخلاصات المعممه للرفيق كريس هارمان التي كذبها فعل فقراء المصريين عبر ثوره شعبيه كبيره لا تقل اهميه عن الثوره الايرانيه التي حاول التحذير من نتائجها المريره عبر الرهان الخاسر علي تناقضات بالغ من حجمها وحدودها بين البرجوازيه الصغيره الرجعيه والهامها الارضي والسماوي البرجوازي الكبير.
ومهما يكن من شيء فان ثورة 30/6 وجهت ضربة قاضية لهذه الاسطوره الدينيه الفارغه وعصفت بارادة جميع اطرافها عصفا بعد ان فرضت الجماهير وتداعيات موقفها على السيسي وطغمته مقاتلة اخوته الاعداء على الضد من كامل احتياج النظام لهذه التوجهات الرجعية .
لقد قال تاريخ تطورنا السياسي عبر هذه الثورة كلمته فهل نحن صرنا مثاليين الى هذا الحد المزري لنتحدى الموضوعي باسم قراءة ذاتية بائسة وخاطئة ومدمرة ومعادية الان لموقف اوسع جماهير الثورة .
ان ثورة 30/6 بالاضافة الى حيازتها لازدواج القوة وتوجيهها لضربة قوية لكامل المخزون الرجعي للرأسمالية الكبيرة وجهت ضربة قوية لكامل تصور المخططات الاستعمارية الامريكية ورؤيتها في احلال حكم الاخوان محل الانظمة القديمة المحاصرة او التي جرى اسقاطها بالفعل وبالاضافة الى ذلك فانها احدثت انطلاقا من هذه الضربة للمخططات الامريكية شرخا عميقا بين وحدة الثورة المضادة على الصعيدين العالمي والمحلي وهو شرخ يكتب ابعادا استراتيجية هامة في علاقته ببعثرة كرامة هذه الثورة المضادة محليا بعد ان نجحت 30/6 في ان تعرض على اطرافها هذه المستويات الحادة من التقاتل غير القابل للتوقف بسهوله بعد كل هذه الدماء وبعد كل هذا الانكشاف الذي صار عليه حكم السيسي امام الجماهير الشعبية , وهو الانكشاف الذي يعتبر نتيجة واضحة لمدى ثقة الجماهير في نفسها وفي ثورتها حيث عجز السيسي رغم كل الرقص والطبول عن الاستمرار في مغازلة الجماهير الا بصورة مؤقته جدا حيث تشير احدث التقديرات لمستوى الحركة الاجتماعية والاضرابات العمالية الى تجاوزها لـ 1400 اضراب واحتجاج في خلال الشهور السته الاخيرة .
ان اخوان الاشتراكيين الثوريين لم يصعدوا للحكم على " اكتاف الثورة " كما يتهته مقال سامح نجيب بل وصلوا اليه متوجين كقيادة سياسية للثورة المضادة التي اضطرت للدفع بهم الى هذه المكانة وفقا لتقديراتها الامريكية والعسكرية المحلية من ضرورة اللجوء لاحتماء الثورة المضادة بالاخوان وتيارهم الديني الرجعي , وكان المسار الشرعي هو الاداة السياسية المعتمدة عربيا , لتحقيق هذا الهدف الرجعي اعتمادا على ان الاخوان في ظل وجود اجهزة النظام " القديم " وسيطرتها السياسية على العملية الانتخابية قادرين على تحقيق هذا الوصول الكريه ,لقد ساهمت في تلك الجريمة القوى السياسية البرجوازية والبرجوازية الصغيرة التقدمية والرجعية من ليبراليين ويسار انتهازي يميني تصدره الاشتراكيين الثوريين ( هم يمينيون رغم كل الرطان اليساري العالمي – انتظرونا في الجزء الثاني ) كإكسسوار ضروري لماكينة المسار الشرعي من يدرك منهم ضرورة ذلك طبقيا كالليبراليين الذين كانوا بكل تأكيد يشاركون الامبريالية الامريكية وعسكر نظام مبارك تقديرهم بخصوص الدفع بالاخوان لتصدر مشهد الثورة المضادة ومن لا يدرك ولكن لا يرى في ثورة يناير شيئا لا يمكن التعويل عليه وان اقصى ما يمكن من استفادة منها هو تحسين الاحوال نسبيا والسعي من اجل اصلاح سياسي واقتصادي وهمي وبالتالي النظر الى المسار الشرعي باعتباره مساره كالاشتراكيين الثوريين والتحالف الشعبي والتجمع والاشتراكى المصري وبالتأكيد لم يكن يخلو المشهد عن يمين النظام ويساره من منتفعين ووجهاء ومتطلعين الى الوجاهة ومتنطعين وامنجيه من عواجيز فرح اليسار المصري .
ان الاخوان لم يساهم في وصولهم للحكم الا هذا اللفيف الاصلاحي الرجعي التقدمي العالي الصوت في ثورة يناير وفي القلب منه حركة الاشتراكيين الثوريين التي قادت جريمة " عصر الليمون ".
بعد وصول الاخوان للحكم وانفضاحهم كمعبر عن مصالح نظام مبارك وعن استعدادهم لتعميق استبداده واستغلاله وتبعيته الاستعمارية وبالتالي عن مدى عدائهم لاهداف الثورة , لم يتركوا للاشتراكيين الثوريين الا الفجيعه في من تصوروا انهم اصلاحيين ولكن الجماهير لا وقت لديها للنواح علي لبن التقديرات الخاطئه المسكوب فخرجت لملاقاة حكم الاخوان والحديث التافه المتعلق بهذا الخروج لا يقدم شيئآ سوي اهانة الناس التي خرجت وهي تحمل ارواحها علي اكفها لمواجهة ميليشيات الاخوان عندما ينسب موجه ثوريه بضخامة 30-6 الي دقة مؤامرات الثورة المضادة التي اتضحت حدود فعلها وتأثيرها على الجماهير الثائرة في استفتاءالدستور وعلى الاخص في انتخابات رئاسة الجمهورية التي رغم مدهايوما ثالثا ورغم التهديد بالغرامة لم تستطع إخراج الناس فكيف يتصور هذا السامح نجيب ان 30/6 هي فعله للجنرال وان ما حدث مجرد انقلاب عسكري ؟
لقد وصل زخم 30/6 الى ذروته في اليوم الموعود الذي صنعه وراكمه نضال 9 شهور ضد حكم مرسي نضالا جماهيريا قويا شهد عشرات الجمع الكبيرة كما رصعته عدة مليونيات كما شهد معارك المقطم ومذبحة الاتحادية ومئات الالاف من الاحتجاجات واضرابات العمال وقطع الطرق والمظاهرات ولقد فقدت الثورة في سياقه ما يتجاوز المائة من الشهداء الابطال كان في مقدمتهم جابر صلاح (جيكا) والحسيني وكريستي والجندي وشافعي الخ من ابطال ثورة يناير الذين دفعوا بدمائهم الطاهرة قربانا احترمه الشعب وقدرته الثورة التي نجحت في هزيمةخطة الجنرال الذي حاول انقاذ حكم الاخوان من خلال انتخابات رئاسيه مبكره عبر صيغة تمرد التي باركها سامح ورفاقه.
ان جوهر شعبية السيسي لا يرجع بالمرة الى مزيج من التوقعات والخوف من تفكك الدولة , من الفوضى والحرب الاهلية والارهاب وانهيار الامن , بل ويرجع الى طبيعة ازدواج القوة وبالاحرى طبيعة الثورة المصرية حيث لا تعتمد سيرورة الفعل الجماهيري على حزب ثوري قائد بل تعتمد الجماهيرفيها على زخمها العفوي الذي عند وصوله الى مستوى معين من الذروة التي تسمح بقهر الثورة المضادة فيتحرك الجيش لقطع الطريق على انتقال هذا الزخم الى مستويات اقتحامية ومستويات سيطرة جماهيرية مدعيا الاستجابة لموقف الشعب ( حالة الموجة الاولى ) وحالة ( عزل مرسي في3/7 ) فان الجماهير المفتقدة للقيادة الثورية من ناحية تكون مستعدة استنادا الى وعيها الاصلاحي الاصلي الذي لم يبلغ مستويات التجذر المتطابق مع مستويات الفعل , للاستجابة للدعوة الى التهليل لمن حقق ارادة الشعب وهي الحاله التي تهدد الموجه الثوريه المقبله بتحرير الوعي الجمعي منها ووضع الثوره مباشرة امام حتمية سلطتها الثوريه.
في 30/6 كان الوضع بالتأكيد يهدد بشن حرب اهلية من جانب الاخوان الذين صاروا ارهابيين بالفعل بما اصبحوا عليه من ذراع سياسي للقاعدة وبما صاروا وتحولوا اليه وانتقلوا من ( المشاركة لا المغالبة ) الى محاولة وضع تأسيس لدولة دينية ولكن لم يكن لهذا التوقع المؤكد اي تأثير سلبي على الحراك الجماهيري بل حرك ملايين جديدة من المصريين من اجل الاطاحة بالإخوان بعد ان تحولت الحياة اليومية للملايين الى شيء لا يطاق ويستحيل استمراره مع ازمات رفع الاسعار ورفع الدعم وانقطاع الكهرباء واختفاء المحروقات , ان وجود (منظمة) تمرد في قلب الحدث , ووجود جميع اجهزة المخابرات واوسع ما يمكن من الفلول الخ .. , استدعاه توسيع الموجه الثورية من اجل تهويش الاخوان وما استدعته محاولة الحيلولة بين تأثير الصفوف الامامية على وعيالصفوف الخلفية الواسعة , حيث كان لا يوجد متر مربع واحد في الميادين بدون زمارة ولا توجد 10 امتار مربعة بدون طبلة الخ.. كل ذلك يسهل مهمة دعوة الجماهير للتهليل للجنرال الذي ظهر وكأنه قد حال بين الاخوان واراقة دماء الشعب ولم يكن ذلك مرتبطا بالمرة برعب الناس من مستقبل داعش او خوفهم من الحرب الاهلية ولا رغبتهم في الاستقرار بأي ثمن كما يقول سامح وإلا فلماذا اخرجوا اصلا ؟ فهل يمكن شن الحرب الاهلية على الناس وهي في بيوتها وحجرات نومها؟ ان القليل من التردد المشروع الذي عالج نفسه بنفسه واحتمى بالكثرة والملايين غير المسبوقة في استجابة سريعة ونادرة وغريبة لمحاولة السيسي توسيع الموجة , لا يعبر الا عن شعور الجماهير السلبي المشروع نحو غياب القيادة وهي شعور من الطبيعي ان يتزايد مع التوجه ( للحرب ضد الاخوان ) فلم يكن هذا ابدا شعارا من عند السيسي بل شعار الجماهير في معركة المقطم , وفي معركة الاتحادية كان هذا الشعور موجودا بدرجة مختلفة وفي الحالتين فإن التردد الضعيف المشروع , جرى علاجه تلقائيا باللجوء العفوي الذي لايستطيع اكثر الاحزاب تنظيما تحقيق بالنزول الاوسع لجماهير جديدة , فلقد تضاعف عددنا خلال ساعتين تقريبا بمجرد هزيمة ( فيالق الجبل ) الاخوانية و "تشيير" الانتصار , وحدث ذلك في الاتحادية عندما جرى الاعتداء الاجرامي المتوحش الجبان على خيام العشرات الذي اصروا على الاعتصام من ابطال ثورة يناير حيث سرعان ما نزلت الالاف لتؤدب هؤلاء الارهابيين الذي كان يحتمي بهم (الرئيس الاصلاحي ) .
إن مد هذا التفسير "اللوذعي" لشعبية السيسي على السنوات الثلاث المنصرمة من عمر الثورة المستمرة المندفعة , وعلى اندلاعها اصلا يقف بنا الى الاحتياج الى تفسير هذا الانفجار الكبير , طالما انه من الممكن ( لجنرال وقطاع من الطبقة الوسطى وقطاعات واسعة حتى من الطبقة العاملة ) الوصول بنا الى "المربع الاول" ولنهاية مؤكدة للموجة الثورية الاولى التي اطاحت بالمخلوع "وارجاعنا الى ما قبل نقطة الصفر في ثورة مضادة ناجحة" والى الحكم بالاعدام على الثورة .
وفي الحقيقة فإن هذا التفسير وثيق الصلة بموقف الاشتراكيين الثوريين من الثورة وتقديرهم لها وتوقعاتهم لنتائجها واحتياجاتهم منها وثيق الصلة برؤيتهم الاستراتيجية للثورة ( ثورة عمالية عالمية ) الذي فضحته ثورة يناير وشقيقاتها العربية وثيق الصلة ( بقيادة العمال للثورة ) التي تحتاج ثورة يناير الى ابداع خصوصي فيما يخصه لا يركن الى الاجابات (الروسية) الجاهزة كما لم تركن الثورة الروسية للاجابة (الالمانية) وثيق الصلة بمفهوم الحزب الثوري وهل هو مجرد "عجل ابيس" الذي تختل عقائد المؤمنين بقداسته عند افتقاده ام هو جهاز مرن للفعل الجماهيري اليومي في زمن الركود والجذر وجهاز للحرب الطبقية السافرة في زمن الثورة , جهاز قادر على الانتقال من الاضراب العام والانتفاضة الجماهيرية الواسعة الى ما بعدها وثيق الصلة قبل كل ذلك بالمنهج العلمي , وبالنظرية كمرشد في ابتعاد حاسم عن ماركسية المعلبات الجاهزة المستوردة و الممهورة بخاتم الوصول , بروح الماركسية الثورية , بروح لينين1905 , لا بمجرد حفظ نص ما العمل ؟ بروح ماركس الذي لم يكن له اي "حزب" في الكوميونة الباريسية التي كان يقودها البلانكيين والبرودونيين , ورغم ذلك كان مشغولا بتسليح شعب باريسي , وكان مستعدا لشراء البنادق بارثه الشخصي من امه وهو المديون من "طوب الارض" لانشغالاته الثورية بروح بابوشكين (ام انكم لاتعرفون بابوشكين ؟) وابطال انتفاضة موسكو وفرسان اقتحام قصر الشتاء .
وآمل في قريب عاجل ان اقدم رؤيتنا التقصيلية نحن الاشتراكيون المصريون وتقديرنا لوصمة العار التي الحقها الاشتراكيون الثوريون بثورة يناير عبر دعواتهم التي لا تعرف الخجل ولا الانقطاع للثقة في الرجعية الدينية الاخوانية الداعشية ولإهالة التراب على نضالات ثورة بحجم ثورة يناير المستمرة الكبيرة والتي يستحيل على اي سيسي ان يحول بين الجماهير ورقبة حكمه "بطريق طويل" كما يتهته هذا المقال المذعور. ونعتقد ان الموجة الثورية الوشيكة الاندلاع ونكرر الوشيكة الاندلاع هي الجمله المتممة لمقالنا والتي ستشكل قولا فاصلا بين الثورةو بين هذه القيادة الانتهازية اليمينية المرتجفه لمنظمة كثيرا ما خدعت شباب الثورة وقدمت اليهم اشتراكية معلبة منتهية الصلاحية لايفوح منها الاروائح العفن والرجعية والتردد الذليل ومدى ضعف الثقة في الكادحين المصريين .
ولقد عبر شباب الثورة بوضوح ومنذ شهور عن مدى اهتمامه بالجنرال وخارطة طريقه في انتخابات الدستور وهو الموقف الذي صار موقف الشعب كله (شعب الثورة) الذي قاطع انتخابات الرئاسة مقاطعة شعبية هائلة شكلت اهانة قوية منذرة لحكم العسكر الذي يحاول التنكر خلف المسار الشرعي الذي حولته 30/6 الى عبء على الثورة المضادة قبل ان يكون له اي تأثير على الناس , حيث صارت اهميته بالنسبة للجماهير منحصرة في تحديد دوافع و مواعيد الخروج الثوري المؤكد الوشيك .
واذا كان لـ30/6 كل هذا التأثير , فإن العام الذي صار يفصلنا عن هذا التاريخ المجيد , كان عاما للتأكيد على مدى عمق ما كرسته الثورة خصوصا ضد الاخوان وتحالفهم من اجل الشرعية , بعد صارت مسيراتهم الكربلائية اللاطمة الجنائزية شبه الاسبوعية وعلى مدار العام محط احتقار الشعب , ومحط رفضه وامتعاضه خصوصا في الفترة الاخيرة بعد انتخابات الجنرال الذي زور الانتخابات في رسالة واضحة وقوية وحازمة من جانب الشعب الذي يرى ان " براقش " الاخوان او السيسي جنت على نفسها وان ثورة ينايرلن يساهم في تحقيق اهدافها النبيله الاعداء الطبقيين........................................................................................................................... الاشتراكيون المصريون



#عدلي_محمد_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكم السيسي --- يبيع النيل
- الكارثة المائية هجمة استعمارية جديدة
- قصيدة الفاسيشت من ديوان الحجر الصغير للشاعر عزت عامر
- الاشتراكيون المصريون من نحن
- مشهد 25 يناير 2014
- مشه25 يناير 2014د
- تسلم ايادى شهداء ثورة يناير الابطال ..تسلم ارادة الجماهير ال ...
- يسقط العسكر ام يسقط النظام


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدلي محمد احمد - الاشتراكيين الثوريين يلتحقون نهائيا بالاخوان