أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل عودة - إضراب خجول














المزيد.....

إضراب خجول


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 4791 - 2015 / 4 / 29 - 11:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



إضراب يوم الثلاثاء(28-04-2015) ضد سياسة هدم البيوت كان جزئيا، وبعيدا عن ان يكون إضرابا له أبعاده الوطنية المؤثرة.
رأيي عبرت عنه سابقا حول العديد من قرارات الإضراب التي رأيت أنها تستعمل هذا السلاح النضالي بطريقة ارتجالية تلحق الضرر بقيمة هذا الشكل النضالي، لدرجة انه يصبح غير ذات اثر سياسي وأشبه بنزوة سياسية، وليس بحركة سياسية لها قوة الزلزال ، وهو ما يفترض ان يكون لإعلان الإضراب العام للجماهير العربية داخل إسرائيل.
سئلت من الكثيرين حول الهدف من الإضراب، البعض كان يظن انه إضراب يوم الأرض. حتى ما شرحته للمتسائلين ان الإضراب هو ضد سياسة هدم البيوت العربية، لم يستطع بعضهم الربط بين الهدم الحالي وسياسة هدم البيوت عامة والفائدة المرجوة من الإضراب.
كان واضحا ان الجمهور العربي لم يجهز نفسيا وسياسيا لإضراب عام، كان يجب ان يحول الوسط العربي إلى بلدات مغلقة تماما.
الأحزاب التي أقرت الإضراب في لجنة المتابعة بدا قرارها أشبه بالتثاؤب لشخص يستصعب مغادرة سرير النوم.هل تضمن قرار الإضراب إقامة لجان تحضير لتنفذ الإضراب بشكل ناجح؟
لم تقم الأحزاب، ولا استثني أحدا، بأي حملة إعلامية تعبوية لتجنيد الجمهور حول هذه القضية الهامة جدا، ليس فقط هدم البيوت العربية، إنما سياسة التضييق العنصرية على كل تطور البلدات العربية، بما يخص توسيع مسطحاتها والتوظيف بقضايا الإسكان أسوة بما يجري في الوسط اليهودي.
ان سلطة الأراضي والتخطيط في إسرائيل تتميز بأنها قائمة على قاعدة التمييز ودفع المجتمع العربي إلى محنة خطيرة في موضوع الأراضي والتخطيط والبناء، تتناقض كليا مع أسس المساواة والديمقراطية. هذه السياسة واجهت هزيمة في قرارات هامة صدرت عن محكمة العدل العليا، مثلا كما جاء في قرارها بموضوع "قعدان ضد كتسير" حيث أكدت :" المساواة في الحقوق بين كل البشر في إسرائيل، مهما كانت ديانتهم أو قوميتهم".
ان عدد السكان العرب تضاعف أكثر من سبعة مرات منذ عام النكبة (1948)بينما مساحة الأراضي التي يملكونها تضاءلت ولم تسمح السلطة أو تبادر إلى بناء بلدات عربية جديدة وهناك عشرات البلدات العربية غير المعترف بها. هذا من جهة من جهة أخرى سياسة السلطة دفعت المجتمع العربي إلى الضائقة السكنية الرهيبة، التي تقود عمليا إلى ظواهر ما يسمى "البناء غير المرخص" ومخالفة قوانين التخطيط والبناء، لأن الحكومات الإسرائيلية لم تعط جوابا على واقع الضائقة السكنية للوسط العربي، بحكم مسؤوليتها ووظيفتها بالتخطيط الشامل وواجبها بوقف تنامي أزمة البناء والعلاقات بين الجمهور العربي ومؤسسات الدولة المختلفة وخاصة المسئولة عن التنظيم والبناء.
الوسط العربي يعاني من ظواهر بالغة الخطورة لا يوجد حلا لها إلا بالبناء غير المرخص، ليس من دوافع مخالفة القوانين، إنما بسبب الضائقة السكنية ومشاكل الترخيص بالغة التعقيد والتكاليف. هناك نقص في الأراضي الخاصة، وسوق الأراضي في الوسط العربي يتجاوز القدرات المالية للمواطنين العرب. ان 20% من مواطني إسرائيل ( العرب) تبلغ حصة سلطاتهم المحلية من الأراضي 2.5% من مجمل مساحة إسرائيل (بدون دولة الاستيطان). هذا، واقع يمنع بناء أحياء سكن جديدة في البلدات العربية، مناطق صناعية، حدائق للجمهور وحتى ملاعب للرياضة، عدا الضائقة في البناء للمدارس والمؤسسات التربوية والثقافية.
هناك موضوع بالغ الأهمية أشار إليه خبراء الأراضي في إسرائيل، بقولهم ان المفهوم السائد بخصوص الأرض على مستوى إدارة الدولة "ان الأرض هي ارض يهودية وليست ارض إسرائيلية"، مما يعني إسقاط مبدأ المساواة الذي تتشدق به حكومات إسرائيل. ارض يهودية لليهود. العرب خارج هذا التعريف!!
لذلك نجد ان العرب غير ممثلين بأجهزة السلطة التي تقرر بسياسة الأراضي والتنظيم والبناء.
طبعا الموضوع يستحق مراجعة خاصة، للأسف لم تطرح في الإعلام الرسمي للقوى السياسية التي من واجبها التعامل مع هذه القضايا، وتوعية الشارع العربي بها. كيف يمكن ان تقنع الجمهور العربي بإضراب لم يجر التحضير الإعلامي والتنظيمي له وبقيت التفاصيل والحقائق "سرا" على الجمهور الذي ابلغ بقرار الإضراب؟
كيف يمكن إعلان إضراب بطريقة ارتجالية ولا أريد ان استعمل تعبيرا من خارج التعابير السياسية!!
الموضوع ملح بلا شك. لكن الجاهزية للشارع العربي لخوض معركة ضد هدم البيوت كانت غائبة.
منذ اتخذ قرار الإضراب وحتى يوم تنفيذه لم تكن هناك تحضيرات مناسبة لجعل الإضراب هزة أرضية سياسية وليس اضرابا خجولا جزئيا لا فرق بينه وبين أي يوم آخر..
ما هي نتائج هذا الإضراب ؟
للأسف سلبيات الإضراب تجاوزت ايجابياته.
اسألوا التجار العرب عن التأثيرات السلبية التي ألحقت ضررا اقتصاديا بهم دون ان يحقق الإضراب أي من أهدافه.
الإضراب ليس هدفا بحق ذاته، بل وسيلة لتحقيق أهداف عينية وهنا فشلت لجنة المتابعة مرة وراء أخرى... هل بقيت قيمة لوجود لجنة المتابعة بتركيبتها الحالية؟
[email protected]



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظام والشعب
- قصتان غير قصيرتين جدا
- فلسفة مبسطة: النسوية (فيمينيزم)
- فلسفة مبسطة: القوة - العدالة
- فلسفة مبسطة: المضامين
- فلسفة مبسطة: التشابه الجزئي
- وفاة الأديب الألماني غونتر غراس الذي أثار غضب إسرائيل
- فلسفة مبسطة: جولة في الفلسفة الوجودية
- فلسفة مبسطة: هل الحقيقة هي جزء من التحول الذي نطمح اليه؟!
- يوميات نصراوي: دفتر موسكو
- فلسفة مبسطة: ماركس يتبرأ من الماركسيين!!
- وداعا جورج غريب ، صديقا ، مناضلا وأديبا
- يوميات نصراوي: من قصص الانتفاضة
- يوميات نصراوي: كنت معها
- الناصرة أولا...
- يوميات نصراوي: احدات في الذاكرة من -استقلال اسرائيل-
- فلسفة مبسطة: الجبروت= العدل؟
- الهزيمة ...
- مزبلة فيسبوكية اسمها -الناصرة بلدي-
- فلسفة مبسطة: المنطق مقابل الوحي


المزيد.....




- حسام زملط لـCNN: هل استشارتنا أمريكا عندما اعترفت بإسرائيل؟ ...
- الخارجية الروسية: الهجوم الأوكراني الإرهابي على بيلغورود هو ...
- دعوة لوقف التواطؤ في الجرائم الدولية عن طريق فرض حظر شامل عل ...
- المبادرة في شهر: نوفمبر 2023
- دراسة: الصوم عن منصات التواصل يعزز احترام الذات ويحمي الصحة ...
- قتلى وجرحى جراء انهيار بناء سكني في مدينة بيلغورود عقب هجوم ...
- مصر تعمل على إقناع شركة -آبل- بتصنيع هواتفها في مصر
- مصر تهدد إسرائيل بإنهاء اتفاقيات كامب ديفيد
- سلطان البهرة يشكر مصر على منح طائفته فرصة تطوير أشهر مساجد ا ...
- الإعلام العبري: مصر وقطر رفضتا عرضا إسرائيليا لإدارة مشتركة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل عودة - إضراب خجول