|
قصة موت و حياة
حسين علوان حسين
أديب و أستاذ جامعي
(Hussain Alwan Hussain)
الحوار المتمدن-العدد: 4789 - 2015 / 4 / 27 - 13:58
المحور:
الادب والفن
استيقظت إيناس من نومها المضطرب و هي تحسّ بموجة ألم رهيبة تعصف ببطنها . كان ذلك هو آخر يوم لها من فترة الحمل : تسعة شهور كاملة . جَلسَت على السرير و هي تجرّ أنفَاسها بالكاد جرّاء ضغط الحمل الثقيل اللائب في رحمها : تارة يضغط على ظهرها فيكاد يقصمه ، و تارة يتسلق حتى صدرها فيحبس أنفاسها ، و مرات يضغط على أمعائها فتصاب بنوبة رهيبة من حرقة البطن و الرغبة بالقيء ، أما آلام حوضها فتشبه آلام من تُهشَّم عظامه بساطور . لم تستطع أخذ قسط مريح من النوم طوال ليالي ذلك الشهر ، إذ كانت تحسّ كمن ينام رازحاً تحت ثقل صخرة ضخمة تزن أطناناً ؛ فإن استلقت في فراشها على اليمين ، أحست بالخدر ؛ و إن استلقت على شمالها دوّى قلبها بالنبض المثير للقلق ؛ و إن نامت على ظهرها ، أحست بالاختناق ، فيبدأ الجنين باللكم و الدفر . - إيناس ! لِمَ أنت متأخرة في النهوض هذا الصباح ، مدام ؟ سألتها عمَّتها - أم زوجها - و هي تقف عند باب الغرفة ، شابكةً ساعديها على صدرها . الحقيرة ! لَمْ تُكلف نفسها حتى عناء إلقاء تحية الصباح عليَّ . لن أُنَفِّه لها . لأعطيها على قدر عقلها الصغير ! - لقد تعذَّر عليَّ يا أمّي العزيزة القيام من الفراش . أحسُّ بحوضي كما لو كان مطبوراً بالسيف ! كما و لقد انتابتني موجة ألم رهيبة في بطني ! - متى أحسست بها ؟ - قبل دقيقة فقط . - لقد بدأت عندك آلام الطلق . عليك بالحركة الآن كي تلدي بلا مشاكل في المستشفى . - اليوم هو آخر يوم من الشهر التاسع ! - هيا قومي ! تحرَّكي ! كفى دلالاً ! كيف تأتيك آلام الطلق ، و لا تأتي لابنتي فاطمة ، و كلتاكما في نفس الشهر الأخير من الحمل ، ها ؟! حظوظ ! ما ذا أقول لهذه الغبيّة التي تعشعش الغيرة في دماغها و تفرِّخ ؟ لو كانت ابنتها هي التي قد أحسَّت بآلام الطلق قبلي ، لما وجَّهت إليها هذه العجوز المقرفة نفس هذا السؤال . لا بد من قول شيء لها يجعلها تنقلع عن وجهي . - هل عُدتي أبنتك فاطمة صباح اليوم ، يا أمّي ؟ - كلا ! - يا أمّي العزيزة ، اعتقد أن نزولك لغرفتها الآن و تصبيحك عليها سيجعلها تشعر بالكثير من الراحة . لا يجوز تركها لوحدها و هي في شهرها الأخير للحَمْل ، و زوجها غائب عنها في جبهة سيف سعد . - حسناً . أنا نازلة لغرفتها الآن . لا تَنسي جلب فطورنا أنا و فاطمة لغرفتها ، و بدون تأخير ! - صار ! عندما جلبت إيناس صينية أطباق و أكواب الفطور لأمِّ زوجها - الجندي الاحتياط الملتحق بجبهة الشلامجة شرق البصرة - و أخته ، شاهدت أسارير الفرح تعلو وجه عمَتها . - صباح الخير ، كيف هي حالتك اليوم يا أختي فاطمة ؟ - لا تزعجيها ، فقد بدأت لديها آلام الطلق ! ردّت عليها العجوز متباهية ، و هي تتناول الصينية منها . - لا تتحركي . اليوم أنا التي ستطعمك بيديَّ هاتين ، يا ابنتي العزيزة فاطمة . ما أن أنهت تنظيف و غسل أواني الفطور ، حتى أسرعت إيناس بالصعود لغرفتها لرزم حقيبة الولادة لها و لطفلها . الحمد لله أن أمها قد تكفلت بنفسها بشراء كل ما تحتاج إليه هي و وليدها من ملابس و حفّاظات ، مع حقيبة الكتّان اللوزية الأنيقة المقلّمة ، و المهد المصنوع عند النجّار من خشب الساج التايلندي الفاخر ، و المغطى بالناموسية الحريرية المطرّزة بالورود على الفراش الذهبي القطني الوثير . أمّي تعرف الأصول !! - إيناس ! إيناس ! أين وَلّيْتي ؟ ما وراء هذه العجوز الدنفة المولعة بمناداتها بالصراخ ؟ سأعطيها مرّة أخرى على قَدْرِ عقلها . هذا ما علمتني إياه أمّي العزيزة و هي تودِّعني في يوم زفافي : عليك بالعقل الذي يهديك للواقعية ، فهو كنز الكنوز ، و نعمة من الرحمن ! - أنا هنا يا أمّي العزيزة ؛ أرزم ملابس الولادة . - ألم أقل لك بوجوب دوام الحركة ؟ انزلي فوراً للمطبخ ! - صار ! عند دخولها للمطبخ ، شاهدت إيناس ثلاثة طسوت تغص بالفرّوج المذبوح . - ما هذه ؟ - هذه أربعون دجاجة . عليك هلس ريشها و تنظيفها كلها قبل الظهر لإطعام الضيوف : أخواتي السبعة و بناتي التسعة . الحركة مفيدة للحامل . هذا ما قالته الطبيبة لابنتي فاطمة ! - صار ! عندما فرغت من هلس و تنظيف الأربعين دجاجة ، عصفت بها الموجة الثانية من آلام الطلق . - إيناس ! إيناس ! أين أنت ؟ - بالمطبخ ! - هل أكملتِ هَلس الدجاج و تنظيفه ؟ - نعم . - أغسلي يديك ، و تعالي جُزِّي ثيِّل الحديقة بعربة الجز . الحركة مفيدة للحامل . هذا ما قالته الطبيبة لابنتي فاطمة ! - صار !
فيما هي تدفع عربة جَزِّ الثيِّل جيئة و ذهاباً ، أخذت موجات الألم العاصف تتقارب ، فتكرف معها البطن و الظهر . لقد اقتربت ساعة الولادة . - إيناس ! إيناس ! - نعم ، عمّتي ! - لماذا كل هذا التأخير ؟ ها ؟ هيا استعدي للذهاب لمستشفى الولادة الآن ، لقد انسكب ماء الرأس عند فاطمة ! فوراً و إلا تركتك لوحدك ! - صار !
رقدت فاطمة على السرير الوحيد الشاغر بصالة الولادة الأولى ، فتعيَّن إدخال إيناس صالة الولادة الثانية . ألقت إيناس جسدها المنهك على السرير و هي في حالة يرثى لها من الإرهاق . و تعجبت من مدى تضخم حجم الوليد الحاصل ببطنها ، و من التوقف المفاجئ لموجات عواصف آلام الطلق . تذكرت قول أمها لها : عند الطلق ، يقف عزرائيل على سرير الزوجة ، فيما تهفّي الملائكة للزوج ! يا لها من قسمة ضيزى : عزرائيل و شفى الموت للزوجة ، و الملائكة و الترويح للزوج ! لماذا لا يصبح الحمل و الولادة من الواجبات الحيوية للرجال ما دامت الملائكة لم تختر غيرهم كي تُهفّي له ؟ جاءت المولدة إلى سرير إيناس ، و فحصتها . ثم قالت : - هل هذا هو أول طفل لك ؟ - نعم ! - التوسع أربعة أصابع فقط . هل تشعرين بآلام الطلق الآن ؟ - كانت تعاودني كل خمس دقائق ، و لكنها توقفت الآن ! - ستتعسر الولادة ما دامت بِكراً . هل تستطيعين المشي قليلاً ؟ - لا ! أشعر كما لو كنت قد فقدت الإحساس بساقَيَّ ، و أن جسدي قد بلغ منتهى الإعياء ! - سأعود إليك بعد قليل لأرى ما الذي ينبغي عمله .
عندما تَرَكتْني المولدة ، غَفَوت إغفاءة الجندي المُنهك بعد انتهاء المعركة الطويلة . و شعرت كمن يحلم في اليقظة . رأيت التلاشي ، أسود طويلاً و فارغاً ، غير أني شعرت كما لو كان كل شيء على ما يرام و أن عقلي متقبل لهذا الوضع باعتباره أنه هو الوضع الطبيعي . و لكن لماذا مولدتي تتلمس رسغي بيد ، ثم تتلفت نحو العاملات مؤشرة بيدها الأخرى نحوي بعيون دامعة و بإيماءات مهتاجة ؟ لا بد أن تلك هي دموع السعادة بعد أن نجحت في توليدي ، و ها هي تومئ للجميع للتنويه بحسن صنيعها و بالجمال الأخاذ للوليد الجديد . كم هي عاطفية هذه المرأة الطيبة القلب ! و لكن لم استبد الوجوم على أوجه الجميع حولي و هم يستمعون إليها ؟ هل هناك مشكلة في الطفل ، لا سمح الله ؟ كلا ، مستحيل ، مثلي لا تلد غير الأطفال الأصحّاء التمام . أرى الجميع حولي يبكون . مساكين . لعلهم يشعرون بالقلق بسبب ضحاياهم الشباب في هذه الحرب العبثية التي أشعلها هذا المجرم الغبي صدام مع الجارة إيران و التي استمرت ثمانية أعوام عجاف أتت على الزرع و الضرع . الحمد لله أن كل شيء قد أصبح على ما يرام الآن ، و ما عاد هناك سبب للقلق بعد توقف الحرب . مسكينات . يا لهن من نساء طيبات القلب ؛ قلوبهن مثل قلوب الأسماك . آه كم أنا آسفة لعدم تمكني من مساعدتهن بشيء ، ولا توجيه عبارات التعزية اللطيفة لهن لمواساتهن و لتبديد قلقهن .
حسناً ، لقد فقدت الإحساس بالزمن تماماً و بدا العالم ضبابياً ناعماً . أتذكر سرير المستشفى و لكنني لا أتذكر شيئاً عن جسدي و لا عن الجنين ، كما غاب القلق عني تماماً . فجأة تدفق الضياء الأبيض الذي يعمي ببريقه العيون و الذي راح يتقدم نحوي و أنا أطوف بسلام طاغ في عالم كل شيء فيه بات أوضح و أدق و الألوان أبهج . تقدمت و تقدمت إلى أمام دون الحاجة إلى النظر إلى الوراء وسط تدفق مشاعر الفرح و الراحة حتى غمرني النور الوهّاج . و من وسط نهر الضياء الآسر ، تراقصت أمام عيني شفتان لوزيتان ساحرتان ، و قلن لي : - مرحباً بمقدمك ، يا سيدتي ! جِئْتِنا من العراق ؟ - نعم . و كيف عَرِفت ؟ - من رائحة طينته الزكية الأثيرة لدينا التي تفوح منك ! إنه الموطن الشهير للآلهة المغدورة ، و فيه أكبر بحيرة للدماء . مساكين أهل العراق الشرفاء ، لا مستقبل لهم داخل بلدهم . و لكنهم يحملون رائحة ترابه المتميزة . - أوه ! صحيح ! و لكن لماذا لا مستقبل لهم ؟ - لأن بلدهم فاحش الثراء ؛ و لذا ، فإن أولي الأمر فيه من الشرفاء ما يلبث أن يقتلهم أو يزيحهم المجرمون الحرامية بلمح البصر ، ليتسمروا على كراسيهم طوال عقود ، مستنزفين أقصى ما يمكن استنزافه من ثرواته و دماء شبابه . و أنت تعلمين بأن المجرم الذي لا يشبع من أكل الحرام لا يسلِّم الحكم إلا لمن هو أسفل منه . بلدكم منجم لأنفس الثروات الطبيعية و البشرية و التي ما فتئت سلباً مسلوباً على مر العصور . و لكن شعبكم ينتقل من جائحة لأخرى و هو دائخ بين سراق الداخل و الغزاة الطامعين فيه من الخارج ، و بين عبادة التاريخ . - عبادة التاريخ ؟ - نعم ! لقد حوَّل المجرمون ماضيكم البائد إلى صنم يحكم حاضركم ، فضاع حاضركم و مستقبلكم معاً في عبادة ذلك الصنم . إنها الصنمية التاريخية . و لكن ربك بالمرصاد ! - لم أفهم . و لكن لماذا ؟ - لكي يُشْغِلوكم بقتل بعضكم البعض و جيرانكم في حروب عدمية تترى ، فَتَنْسَون مصيبتكم الكبرى : حكامكم اللصوص السفلة ، و تتفرق كلمتكم بدلاً من توحدها لإسقاطهم ! - فهمت الآن . أوه ! كم هو مُحزن وضع شعبي العراقي المسكين ! - صحيح ، و لكن لا داعي للحزن الآن بعد أن خرجتي من الظلمات إلى النور ! - حمداً لله ! - ما اسم أمَّك ، يا إيناس ؟ - صَبا أحمد ! - صَبا ، بالفتح ؛ أم صِبا بالكسر ؟ - صَبا ، بالفتح . - أوه ! مع الأسف ! لقد حصل المحذور . أنّك لستِ أنتِ المقصودة ! إنّه تشابه الأسماء مرة أخرى ! عليَّ أن أعتذر منكِ للإرباك الحاصل ! و لكن عليك أنتِ مغادرة جنة السماوات ، و العودة إلى جحيم العراق ثانية فوراً ! - و لكن لماذا ؟ - لأنك لستِ أنتِ المقصودة . المقصودة هي امرأة أخرى أسم أمها هو : صِبا أحمد ، و ليس : صَبا أحمد . أنا آسفة ! - و لكن الفرق بين الاسمين بسيط و لا يكاد تمييزه ! ألا يمكنك عمل شيء لمساعدتي على البقاء هنا في الجنة ؟ - أخشى أنني لا أستطيع عمل شيء لك بهذا الصدد ، فنحن أعلى من ذلك ، فمثل هذا الأمر مُحال هنا ! - أرجوكِ ! ساعديني ، فقد تعبت من الحياة في العراق ! كما أنني أخشى أن يتزوَّج عليّ رجلي بامرأة ثانية فأمضّي بقية عمري و الغيرة تنهش قلبي ليل نهار ! أنت تعلمين أن الرجال طمّاعون للفراش ، و عيونهم زائغة على الدوام ، رغم عدم وجود فرق بين امرأة و أخرى ! كما أنهم لا يقدرون قيمة ما لديهم مثل تقديرهم لقيمة ما ليس لديهم ! - هذا صحيح ، و سببه خوفهم من الموت ؛ و لكنه أمر ضروري لإدامة البشرية ! - و لكن لماذا يجب على النساء الحمل و الولادة دون الرجال ؟ يمكن تعديل واجبات التعاون و المشاركة بينهما بجعل الحَمْل و الولادة على الزوج ، فيما تتكفل الزوجة بالرضاعة و الحضانة ، أليس كذلك ! - فكرة معقولة و عادلة ! - أرجوكِ ! أبقني هنا بدلاً من البهدلة في دوّامات العراق ! - و لم العجلة ؟ ألا تعلمين أن كل أهل العراق الشرفاء مأواهم الجنة ! - أكيد ؟ - هذا هو الأمر الوحيد الأكيد بصدد شعب العراق ! قوّاكِ الرحمن !
عندما جاءت عاملة الخدمة بعربة نقل الموتى لحمل جثة إيناس إلى برّاد جثثت الموتى ، تحرّك ساعدا الأخيرة ، و أمسكا ببطنها . - سليمة ! وِلِـﭻ-;- سليمة ! صرخت العاملة على المولدة . - ما بك تصرخين ؟ ألا ترينني و أنا أوَلِّد هذه المرأة الكبيرة بالسن ؟ - هذه المرأة هنا ! إنها تتحرك ، و هي ليست ميتة ! كيف تأمرينني بنقلها لبرّاد جثث الموتى و هي حيّة ترزق ؟ هل تريدين كسر رقبتي ؟ ها ؟ صخَّم الله وجهك ! تركت سليمة توليد المرأة الكبيرة بالسن ، و هرولت نحو سرير أيناس . و قفت فوقها ، و ضربتها بقوة على أم رأسها ، ثم راحت تحرك وجهها يمنة و يسرة ! - إيناس ، إيناس : كيف أنتِ ؟ إيناس ! - بخير . أجابت إيناس . - الحمد لله ! بعد فحصها ، أعلنت سليمة ، و هي تخاطب العاملة السليطة اللسان : - لقد نزل ماء رأس الجنين ! أنقليها إلى سرير التوليد حالاً ! و فيما كانت سليمة تُوَلِّد إيناساً ، صرخت الحامل الكبيرة بالسن من على سرير الولادة جنبها : - تالله لن أحمل مرة أخرى و لو قطّعوا أوصالي ! - كلكن تقلن هذا هنا . و لكن لا بأس عليك : ستسطرين السبعة أطفال الواحد تلو الآخر حسب الأصول ! ردَّت عليها العاملة . - آخ ، يُمّا ! - أسكتي و إلا دمغتك على أم رأسك ! أمرتها العاملة مهددة . - ولـﭻ-;- آخ ، يُمّا ألحقي لي ! - لعد بس تعرفين كيف تتفلقحين جوّاه ، و تأكليه للصُرَّة ، و تونِّسين روحك ؟ ألا تعرفين شوية تجمِّضين على روحك هنا ؟ أخرجت المولدة طفلة إيناس الوليدة ، فشعرت الأخيرة بالراحة و بالسعادة الطاغية و هي تسمع صوت بكائها المبحوح البهيج احتفاءً بخلق الحياة . - ضعيها مؤقتاً في الحاضنة ، لطفاً ، كي أتفرغ للمرأة الثانية . قالت المولدة للعاملة و هي تناولها الطفلة الوليدة . انتقلت سليمة لتوليد المرأة الكبيرة بالسن . دخلت عمّة إيناس صالة الولادة و توجهت نحو إيناس مباشرة ، و قالت لها : - لماذا ولدتي بنتاً و ليس ولداً ، ها ؟ - الأمر بيد الله ! - إنها الكارثة ! لقد كنت أتصور أنك ستلدين ولداً مثل ابنتي فاطمة كي أفرح به ، و ليست قنبلةً ذريّة ! - ولـِﭻ-;- ، إنتي ، مهمودة الشيب ، أخرجي برّه حالاً ، و إلا أخرجتك بالركلات ! ممنوع الدخول لصالة الولادة ! أمَرَت العاملة عمّة إيناس ، التي أسرعت بالخروج طائعة . - ست سليمة ، هل أنقل إيناس من سرير التوليد ؟ سألت العاملة . - كلا ، دعيها ترتاح قليلاً ؛ فلديها جنين ثان ينتظر التوليد . أجابتها سليمة . بعد نجاحها في توليد المرأة الكبيرة بالسن ، انتقلت سليمة إلى إيناس ، فأولدتها طفلها الثاني : ولد .
لدى انتقالها من سرير التوليد إلى سرير التمريض ، أحست إيناس بالفرح الغامر يلفها ، و بانزياح همِّ طن الصخور التي كانت ترزح تحتها رغم غزارة الدماء التي بللت ملابسها . كما أحست بشوق طاغ لمعانقة طفليها الوليدين ، و تحسس ملامستهما اللذيذة لصدرها . دخلت عمّة إيناس صالة الولادة مرة ثانية ، و توجهت نحو إيناس مباشرة ، قائلة لها : - إسمعي ، أنا أريد البنت لي كي أربّيها بنفسي ؛ أما الوَلَد ، فهو عليك ، و لا دخل لي به مطلقاً ! بغداد ، 27 / 4 / 1988 .
#حسين_علوان_حسين (هاشتاغ)
Hussain_Alwan_Hussain#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عطو و هابرماس و نهاية مدرسة فرانكفورت / 13-13 (الأخيرة)
-
عطو و هابرماس و نهاية مدرسة فرانكفورت / 12-13
-
عطو و هابرماس و نهاية مدرسة فرانكفورت / 11-13
-
عطو و هابرماس و نهاية مدرسة فرانكفورت / 10-13
-
عطو و هابرماس و نهاية مدرسة فرانكفورت / 9-15
-
عطو و هابرماس و نهاية مدرسة فرانكفورت / 8-13
-
عطو و هابرماس و نهاية مدرسة فرانكفورت / 7-13
-
عطو و هابرماس و نهاية مدرسة فرانكفورت / 6-13
-
عطو و هابرماس و نهاية مدرسة فرانكفورت / 5-13
-
عطو و هابرماس و نهاية مدرسة فرانكفورت / 4-13
-
عطو و هابرماس و نهاية مدرسة فرانكفورت / 3-13
-
عطو و هابرماس و نهاية مدرسة فرانكفورت / 2-13
-
عطو و هابرماس و نهاية مدرسة فرانكفورت / 1-13
-
حسين علوان حسين - الأديب و الباحث الأكاديمي العراقي - في حوا
...
-
القليل من الدعم اللوجستي فقط
-
ماركس ، و فرحان : عندما يفيض الغيض بسبب الظلم / 5-5
-
أقوى العلماء تأثيراً ماركس ، و فرحان : عندما يفيض الغيض بسبب
...
-
ماركس و فرحان : عندما يفيض الغيض بسبب الظلم / 3- 5
-
ماركس و فرحان : عندما يفيض الغيض بسبب الظلم / 2 - 5
-
ماركس و فرحان : عندما يفيض الغيض بسبب الظلم / 1 - 5
المزيد.....
-
“أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على
...
-
افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
-
بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح
...
-
سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا
...
-
جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
-
“العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024
...
-
مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
-
المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب
...
-
نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط
...
-
تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|