أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أفنان القاسم - مدام ميرابيل القسم الأول9















المزيد.....

مدام ميرابيل القسم الأول9


أفنان القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 4788 - 2015 / 4 / 26 - 13:04
المحور: الادب والفن
    


جعلتها تدخل المطعم أمامي، وقاعته المعطرة مغطاة بكرم وعطاء النباتات والزهور النامية في اللوار-و-الشير.
قادنا النادل الكهل، كما يلائم هذا النوع من المطاعم، إلى طاولة، وجعلنا نجلس بكل حِلم واحترام في جو محمر ومشجر من أجواء الخريف، على خلفية كونشرتو براندبورجوا لباخ.
تم تقديم المقبلات باحتفال من طرف الصادح الشيخ: شَكييير الملفوووف بجوز البيريغووورد.
بكل حرية، وكل حيوية، حكت مارغريت الأساسي في حياتها بسلامةِ طَوِيّة، والموسيو هازار (صدفة) الطيب الذي كنته يستمع إليها ببشاشة واهتمام بالغ في التفاصيل. في غضون ذلك، قدم النادل الطبق الرئيسي: فتيييلة سنجاب مشوووية مع شرائح برتقال وأوراق نعناع.
- إذن، قلتُ، إذا ما فهمتُ جيدًا، كانت أمك من وراء انفصالك عن زوجك كما كانت من وراء زواجك به: رسّخت في ذهنك مَثَلَهَا الأعلى الثقيل جدًا المتمثل بالسيد هنري، الذي، بشكلٍ واعٍ أم غيرِ واعٍ، انتهى به الأمر إلى التغلب في داخلك على كل حجة من الحجج الغرامية؟
- ربما... الحقيقة أنها دومًا ما كانت تترقب كل المقالات عنه وتقول لي دون توقف إن عليّ عندما أصبح كبيرة أن أتزوج رجلاً مثله، لأن أبي لو لم يمت باكرًا، وَفْقَها، لكنا أغنياء بقدر هذا الرجل.
- ولهذا السبب كنتِ على استعداد لقبول أي عمل في مصنعه.
أنعمت مارغريت النظر في عينيّ دون أن تعلم إذا ما كان عليها أن تحقد عليّ لِمَا قلت أو تعمل كمن توافق بصمت على تحليل يبدو أنها لم تتعمق فيه بهذا العمق. ثَبّتُ النظر، وأنا أضع كل ما بوسعي من ذكاء، في عينيها.
- والآن؟ لم يجر بعد أي شيء بينك وبين السيد هنري، أليس كذلك! ما عدا بعض الملاحظات عن جمالك يستطيع قولها أي رجل آخر خيّر القلب مكانه والتي لا تخون رغبته المكبوتة كبتًا خفيفًا في النوم معك. ما عدا هذا، لم يجر شيء، أليس كذلك؟ اعذريني، لديَّ عيبٌ معيب: غالبًا ما أكون مباشرًا في كلامي أكثر مما يجب. هي عادتي مع موديلاتي، وبعض الشيء مع الكل، وأجدني أميل إلى نسيان أنكِ لستِ بعد في كتابي...
- النوم معي، كما تقول، أو مع أخرى، بالنسبة إليه، أفترض أن الأمر واحد. أنا متأكدة من أنه لن يراني مرة ثانية، فهو مشغول جدًا، وكل نساء العالم على قدميه، لهذا...
- لهذا ماذا؟ هذا كل شيء؟ لن تحاولي؟ وثروته؟ و... العالم، المجد؟
- المجد؟ نعم... وبعد ذلك، ماذا سأفعل؟ لا، الأمر سواء، الآن. ما أريده اليوم أكثر من أي شيء آخر أن أجد الحب. الحقيقي. دومًا ما تأتي الثروة فيما بعد، وإذا أتت، فلن أقول لها لا. لكني الآن... بسلام مع نفسي.
خفضت عينيها.
- الحاصِل... لن أكون بسلام مع نفسي فعلاً إلا عندما أجد هذا الحب، لكن، طبعًا، من النادر ذلك، أليس كذلك؟
رفعت عينيها، وأرسلت إليّ ابتسامة كبيرة.
- ماذا! عدتُ إلى القول، أنتِ، ستكونين على استعداد لتضعي طموحك جانبًا وأحلامك لتسلمي مصيرك إلى صُدَفِ الأيام؟ من الصعب عليّ الاعتقاد بذلك. إذا كان هناك شيء تعلمته، فهو أن المرء لا يتغير، أن المرء...
- ها أنا أسلم مصيري الآن إلى موهبتك، موسيو هازار (صدفة)، وما سيثير الاهتمام أكثر إذا ما واصلتُ الاعتماد على حَدْسِكَ لتنجز شخصيتي.
ضحكتُ بسرور فاهمًا أن هذه الجملة مزدوجة، دون أن أدرك بوضوح سياقها. في تلك اللحظة، لم أعد أميز بين حصة الحيلة التي لدي من حصة الحقيقة. امتلكتني هذه المرأة، ولم أعد أعرف إذا ما كنت أريد التخلي لسحرها، إذا ما كنت أستطيع التملص منه، إذا ما كنت سأعرف رمي نفسي فيه دون أن أضيع.
- نارُكِ التي لا شفقة لها في داخلك لهي كنداء الفراغ، قلتُ بفطنة. أنتِ كمتسلق الألب أو أي جبل شاهق، الذي يهاجم الجبل الأبيض، الذي يصارع قمة الإيفيريست، تتركين حياتك بين يدي القدر، فسقوطك متوقع في أية لحظة، تخونك صخرة على شكل صقر، أو تجدين نفسك مرهقة في أسوأ لحظات صعودك، لكن طالما بقي لديك هدف، أنت لا ترين إلاه، على استعداد لكل شيء، تنسين حتى العدم الذي يناديك ويهددك بصمت.
- ليس لكل شيء: لن أرميني أبدًا على قدمي أحد.
- سيكون ذلك وكأن المرء يلقي بنفسه في الفراغ.
- أفضل أن أترك الصدفة تعمل ما تعمل، إلا إذا ما كان السيد هنري هو من يأتي إليّ، عندئذ سأغدو كل شيء له.
- غلط! خاطرتُ بقولي، وأنا أحضن بارتباك بعض الهواء. يجب كبح أكبر الغرائز الجنسية وكبتها، بهذا الشرط وحدة نشعر بالمتعة. المتعة في ذاتها عابرة! إذا ما نجحتِ في الصعود على رأس السيد هنري، ستستنفدين كل هذه الطاقة التي تمور فيك اليوم. وسقوطك في الفراغ سيكون ما أمرّه، لأنه أقل حسيًا، أكثر لا فهمًا. من الخطر الصعود عاليًا، إنها الطريق الأقصر لنهاية الشهوات والنزوات. أسوأ مما هو عليه في الشيخوخة، لن يوصل هذا، في رأيي، إلا إلى حالة للحب نهائية تعافها النفس، حب ميت-حي!
اعتدلتُ لأفسح مجالاً للنادل كي يضع التحلية: خِنّوص من عجييينة اللوز مغطى بالعسللل.
- تريد القول إن الموت يكمن لي؟ قالت وهي تنحني قليلاً أكثر مما يجب كمن يدلي بسر أو بشيء هكذا، ولكن دون أن ترحمني تاركة إياي طوال الوقت أتعذب. إذن أعتقد أن عليّ نسيان السيد هنري تمامًا أو أن أقطف في الحال كل ما تقدمه الحياة لي وأستعد للموت قريبًا. في هاتين الحالتين...
- هيا هيا، أحاول فقط أن أرسم تصميمًا لبطلتي...
ولكن يا لي من أبله!
اعتدلت مارغريت، وهي تشع تعاسة. كان من البداهة أن أترك دور الكاتب-المراقب في الحال، والدخول بشكل أفضل في لعبتها، وإلا ستذهب خلال لحظة.
- ولكني لست بطلتك، قالت ببسمة اجتماعية وخاوية حتى أنها لم تصوّبها باتجاهي، وأعتقد أنني سأتركك تنهي سهرتك معها!
ها نحن ذا!
- اعذريني، بطلتي لن تكون إلا على الورق... لا تزعلي مني إذا ما ذكرت بعض الأفكار السوداء...
لم تجب. خفضت عينيها على تحليتها، وبسمت للخِنّوص بسمة خفيفة. من أعماق الغموض حيث تغرق أفكاري بالتدريج، انبثق فجأة شعاع داكن أو ساطع، لم أكن أعرف بعد، فدندن موسيو هازار (صدفة) الذي كنته، وهو ينظر إلى زوجين آخرين غير بعيد: لا شيء، تعرفين جيدًا، الوقت يمضي...
فتحت مارغريت عينيها واسعًا.
- أين تسكن؟ سألتني جاهدة في تبديل الحديث بشكل طبيعي.
- في فندق صغير، شارع سان-دُني، لماذا؟
- للا شيء، همهمتْ.
أكلتْ دون أن تنبس بكلمة، عندما رفعت عينيها، رأتني أتأملها، بنظرة مشبوهة.
لم ألمس تحليتي.
- لا تأكل؟ لا تحب؟
- الحقيقة... قلت مع حركة صغيرة من رأسي وابتسامة زجاجية.
- كل، طيب الطعم!
- بدأتُ في الاعتقاد اعتقادًا جازمًا أنك لا تحبين أي نوع من الخنازير، لكن، في الواقع، يكفي أن تتبهرج بقليل من العسل أكثر مما هي على الطبيعة...
ضحكتْ قليلاً، وشعرتْ بالضيق أمام تحديقي المَرَضي، فصعد عسيرًا في حلقها، وجعلها تسعل. شل لسانها لعاب حامض، وتسلل إلى بلعومها، فسبب لها الغثيان. نهضت بسرعة راكضة نحو المغسلة، وتقيأت بعنف. تغطى وجهها بالقذارة، واجتاحتها الرائحة الكريهة. أحست لأول مرة منذ سنين بأحشائها ملجأً للتعفن، وبها لا شيء غير تسوية مغرضة بين المِعَى والأمعاء، لا شيء غير حيوان. وهي ترفع رأسها، وعيناها تنفجران بالدموع، لمحت وجهها المشوه في المرآة، أمامها، وصرخت في اللحظة التي أمسكتها فيها من كتفيها. غسلتُ وجهها، ونشفتُهُ بهدوء، بحنو.
- لا شيء، هكذا، أليس كذلك؟
حط الصمت فجأة بالأطنان: الظل أم الضوء، كان عليّ أنا أن أختار هذه المرة. كان من اللازم الاختيار. الآن أو أبدًا.
- أنتِ... رائعة، همهمتُ. على صفحات الوجود، مارغريت، أنتِ رائعة، أنتِ أجمل امرأة قابلتها على الإطلاق.
لففتها بذراعيّ بإحكام، ولم تبدِ أقل امتناع، أصغر نفاق للعبة جديدة.
تركنا الفندق، والليل يشحب في باريس، والنجوم تذوب في العِظَمِ اللازورديّ لسماء لم تكن سماء ليلة أمس تمامًا. كان نابليون بحاجة إلى بناء القناطر من أجل القضاء على مقاومتها، وكان نهر السين ينشق إلى فرعين داكنين من حول جزيرة سان-لوي كلسان الأفعى.
- تأخر بي الوقت بالفعل، قالت، عليّ واجب الرجوع إلى البيت.
رفعتْ قبتها بسبب البرد، فخلعتُ سترتي، ووضعتها على كتفيها.
- هل أرافقك؟ سألتُ حقًا بتهور ولكن عن حسن نية.
- لا، شكرًا، سآخذ تاكسي.
ها نحن ذا. بعد كل هذا، بعد كل هذه الجهود من طرفها ومن... طرفي لنتمكن من الالتقاء في ليلة، في ليلة واحدة، على تَخْمِ الحب، ها هي تبدل قوانين اللعبة من جديد، وتجعل من نفسها حساسة ورومانسية. هل كان من اللازم الإلحاح؟
مشينا عدة خطوات صامتين.
- متى سأراك؟
لم تجب مارغريت شيئًا.
- ستمرين لتعرفي أخبار روايتي؟ أعمل في جريدة على بعد خطوتين من هنا...
في أمواج نهر السين الداكنة، كانت الأسماك تضحك متشنجة.
- أجيبي بالإيجاب، فتسعدينني حق السعادة. سنتحدث من حول فنجان قهوة ساحة السوربون أو قرب بيتك شارع موفتار، تسكنين في الرقم 69، أليس كذلك؟
بهستيرية، سالت دمعة على خد مارغريت. وجدت نفسها غبية. ثم أخذت تضحك بِخَرَق، كسمكة تتعفن. نزلت النجوم عن سلالمها، وامتزجت بدموع ليلة بيضاء من ليالي باريس، فامتلأ الجو بالأحزان. انفجرت مارغريت باكية، وهي تضربني على صدري. أعادت إليّ سترتي، وهربت راكضة.
- ما...
انطلقتُ من ورائها.
- انتظري، اِعْذِرِيني، سأُرَافِ... أنا، يجب أن أقول لك شيئًا. مارغريت. أنا أيضًا كنت أعرفك، عندما جئتني على ساحة السوربون.
لم تكن تريد أن تسمع شيئًا، كانت تركض ركض الخنزير المهتاج، وتقفز قفز الجناح المحطم.
- الحقيقة، رأيتك للمرة الأولى أمس، لا، أول أمس، لم أعد أذكر، في محطة شاتليه، عندما كنتِ تنتظرين القطار، ولما رأيتك... عرفت في الحال أَيَّ راحٍ قادرٍ على إحداث الحب يسري في أوردتك، ففقدت عقلي. قلت لنفسي لا شيء في العالم أستطيع العذاب من أجله أكثر مما لو تركتك تختفين في الطبيعة. كنت تبدوين وكأنك تخرجين من أحلامي، أنت المرأة التي يحلم بها كل رجل، أو يمكنه الحلم بها، أو عليه الحلم بها... الحاصل، توقفي!
أمسكتها من كتفها، وبحركة حادة بعض الشيء جعلتها تدور نصف دورة. صفعتني، وابتسمت بغرابة. (ما أعترف به أنني ترددتُ، بقدر البرق في الظلام، بقدر الرعد في الخواء. كان من الصعب عليّ الاعتقاد أن هذا يقع لي. أعدت التفكير في الأمر لمامًا فيما بعد، و، حاصل الكلام، أعتقد أن هذا لم يقع إلا لموسيو هازار (صدفة). أضف إلى ذلك، في زمن عادي، لم يقع هذا لي أبدًا). أمسكتها بحيطة أكثر، وتابعتُ لاهثًا:
- تدبرت أمري بالصعود في مقصورتك، وسط عامة الناس، كي أستطيع النظر إليك... كانت لك نفس الابتسامة اللغزية الشفانية هذه، ابتسامة المحكوم عليه بالموت، الذي يستخف بكل شيء. إنه إغواء العدم، هذا ما ينفخ فيك الحياة، مارغريت، العدم الغريزي والخلاق الذي لا يصل إليه سوى أشخاص الاستثناء. اتفقي معي على هذا على الأقل: لقد قرأتُ ما في داخلك قراءة المحق، أليس كذلك؟
أخذت مارغريت تبكي باستسلام لا متوقع، لن يتأخر عن التحول إلى عداوة.
- عندما نزلتِ في محطة لوكسمبورغ، تأملتُ كما تأملتِ الناس الذين كانوا من حولنا، هل تذكرين؟ كانوا يرخون شفاههم كالبلهاء، في تلك اللحظة، قرأت في عينيك، وفي تلك اللغة التعبيرية جدًا التي تعبر بها حركاتك، أنك أحسست بكلمة "الرعاع" وما تعني. بعد ذلك، تبعتك حتى مسكنك في شارع موفتار. لم أجرؤ على التحدث إليك، فماذا كنتُ سأقول؟ صعدتِ، ورأيتك بعد عدة لحظات على نافذتك...
كان لابتسامتها المُرّة بريق عابر لابتسامة خجولة: كانت على حق، هناك من أحبها بصمت، من تبعها، من ترصدها، وتقريبًا من حماها، وهذا الحارس الملاك... رفعت رأسها نحو سماء باريس المحمرة: أينها الآن، النجوم؟ عادت إلى البيت لتنام، وسيصعد النهار عما قريب.
- هكذا، يا موسيو هازار (يا سيد صدفة)، تدخلت فجأة، واصل مرافعتك. كنتَ تفكر في الحصول عليّ لقاء وجبة شهية مع واحد من اعترافاتك المشبوبة العاطفة، هاه؟ هل هو اختصاصك، أم أنك أصبحت صادقًا الآن بعد فوات الأوان؟ لديك شكل الواثق من نفسه لما تكون مرائيًا ومخادعًا، ومن الخسارة بكثير أن تتغير. وقل إنني كنت على استعداد للإيمان بك وبالوقوع في حبك. الآن لن يكون لك شيء، حتى ولو رجوتني جاثيًا.
- لا، أنا... أقسم لك، لم أُعِدّْ شيئًا...
- مَثَّلْتَ عليّ من البداية حتى النهاية، فهل هناك أفضل من ضربة الكاتب؟ اعترف على الأقل بكونك لا أقل لديك ما تقوله لي...
- لكنني كاتب! على أي حال، لم أنشر بعد، أعرف جيدًا ما تفكرين، لكنني كاتب، و، أقسم لك، الرواية التي حدثتك عنها، ستكون... رائعة من الروائع. أرجو منك المعذرة، أطلب منك أن تغفري لي. دعيني أرافقك.
نظرت إليّ لِهُنَيْهَة، وكأنها لم تعد تعرفني.
- فلتذهب إلى الشيطان!
- من فضلك، يا مارغريت.
لم تكن تنظر إليّ –لماذا لم تذهب إذن؟- كانت تطبع عليّ أفكار التعفن والأفعال الخائبة، وكأن المقصود زوجها. مُكْرَبًا، مُعْدَمًا، تركتُني أسقط على ركبتيّ، وأخذتُ ساقيها الممتنعتين بين ذراعيّ.
- أمس مساء عندما كنتِ في شارع شامبوليون، وكأنكِ منبوذة في قعر الهاوية، رأيتك تصعدين هذا الشارع، وكنتُ أكثر انفعالاً، وأنا أراك أكثر إلهية من موسى أمام شوك النار. وفي شارع سان-جاك، أخذتُ أركض من ورائك كي أمنعك... لكن كان من اللازم ذلك، أليس كذلك؟
ساخطة منذ لحظة، لم تعد مارغريت تدري ما تحس به. إذن رأيتُ كل شيء، وعرفتُ كل شيء، إلا أنني بقيتُ. وبينما أنا أحكي، تأكد لها قليلاً قليلاً أن الوضع قد انقلب في صالحي. انحنت، أقعت، وداعبت لي شعري.
- هل تبكي؟
- لا. كنت أتمنى ذلك. لست أدري، لست قادرًا على ذلك. لم أتعلم البكاء أبدًا. سامحيني... دعيني أرافقك.
و، بنعومة، قبلتها، ولكن، قبلاً صغيرة، على الكتف، وبدا لي أنني أتعذب، وأنا أغامر على العنق، وأضيع، وأنا أمسّ مسًا خفيفًا الشفتين الفتانتين لشفتيها المُفْتَنَتين. كنا على وشك أن نمارس فعل الحب تحت المصباح، فقهرتُ نفسي فجأة، وهي تلهثُ:
- لا تتركني!
- تعالي!


يتبع القسم الأول10



#أفنان_القاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدام ميرابيل القسم الأول8
- مدام ميرابيل القسم الأول7
- مدام ميرابيل القسم الأول6
- مدام ميرابيل القسم الأول5
- مدام ميرابيل القسم الأول4
- مدام ميرابيل القسم الأول3
- مدام ميرابيل القسم الأول2
- مدام ميرابيل القسم الأول1
- الحياة والمغامرات الغريبة لجون روبنسون النص الكامل النهائي
- الحياة والمغامرات الغريبة لجون روبنسون الرواية الجديدة لحي ب ...
- الحياة والمغامرات الغريبة لجون روبنسون الرواية الجديدة لحي ب ...
- الحياة والمغامرات الغريبة لجون روبنسون الرواية الجديدة لحي ب ...
- الحياة والمغامرات الغريبة لجون روبنسون الرواية الجديدة لحي ب ...
- أبو بكر الآشي القسم الثالث الفصل الثالث عشر والأخير
- أبو بكر الآشي القسم الثالث الفصل الثاني عشر
- أبو بكر الآشي القسم الثالث الفصل الحادي عشر
- أبو بكر الآشي القسم الثالث الفصل العاشر
- أبو بكر الآشي القسم الثالث الفصل التاسع
- أبو بكر الآشي القسم الثالث الفصل الثامن
- أبو بكر الآشي القسم الثالث الفصل السابع


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أفنان القاسم - مدام ميرابيل القسم الأول9