أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حمزه الجناحي - اشبيه الجريدة أليوم ؟ عزة مات !














المزيد.....

اشبيه الجريدة أليوم ؟ عزة مات !


حمزه الجناحي

الحوار المتمدن-العدد: 4786 - 2015 / 4 / 24 - 23:45
المحور: كتابات ساخرة
    


مئات القنوات الاخبارية الفضائية والإذاعات ومنشورات الانترنيت التي تلتقط الخبر بعد وقوعه بدقائق معدودات ويملأ العالم ويبدأ المحللين والاختصاصيين بتلقفه وتحليله واسباب وقوعه وتداعياته وهذا ما حصل بعد مقتل عزة الدوري على يد القوات الامنية والمتعاونة معها من قوات الحشد الشعبي تحدث العراقيين عن الخبر بعضهم فرح فرحا وطار في السماء من شدة ذالك الفرح كون عزة الدوري الرجل الثاني بعد صدام لحزب البعث المحظور وله تاريخ اسود في قمع الكثير من الاحداث والانتفاضات العراقية شمالا وجنوبا وبعضهم بكى وتأسف ولعله لم يستطيع اخذ قيلولته ذالك اليوم بعد سماع الخبر لأن امل بقايا للبعثيين قد اندحر وصار الحلم بالعودة مجرد سراب ضاع ورحل ..
بما اني لدي اشتراك بأكثر من جريدة ورقية ولا استطيع التخلي عن هذه العادة الجميلة التي تعطيك فسحة من الهدوء اليومي والنشوة الجميلة وأنت تقرأ الصحيفة واضعا ساق فوق اخرى وأمامك استكان الشاي او فنجان القهوة وتقلب تلك الصفحات وتلتهمها التهاما مع العلم ان كل اخبار الجريدة تعرفها وقد مرت عليك من على شاشات التلفزة وتعرف كل تفاصيلها لكن تلك القنوات لا تعطيك هذا الجمال وانت تقرأ لكتاب في صفحات اراء ومقالات او الصفحات الثقافية فلا وقت لتلك القنوات بتداولها والحديث عنها لذا ارى ان الجريدة هي التي تعطيك ذالك الطعم وتقرأ وتناقش وتضيف لمخزونك الفكري والثقافي الكثير .
وأنا اسير في سوق المدينة الصغير دعاني احد الاصدقاء لشرب استكان شاي لم اشرب مثله من قبل وسيقى طعمه ما حييت وان هذا الشاي( تقف على راسه الذبانة) وهذا القول دلالة على كثافة هذا الشاي المصنوع في تلك المقهى العتيقة بالإضافة الى قول صديقي انه شاي من رأس القوري مع علمي ان الكثير من الزبائن يطلبون الشاي ويشترطون على صاحب المقهى ان يكون شايهم من راس القوري وصاحب المقهى ينفذ الطلبات ويضع الشاي امام الطالب وهو يردد من راس القوري !! وسألت ذالك الرجل الكبير صاحب المقهى عن عدد رؤوس القوري ابتسم بوجهي وذهب وهو يقول لي (عمي انت بطران) وما علي الا ان ارد عليه بقولي (عمي وأنت اتجذب ) وهو يضحك ويتقبل مزاحي برحابة صدره الصغير الذي اخذ منه سعال السكائر حقه فجعله كأنه جؤجؤ الحمامة ..
نفذت طلب صديقي لشرب الشاي الخرافي حسب قوله ما ان دخلت المقهى حتى شاهدني بائع الجرايد فلحقني ووضع رزمة جرايده بجانبه ناديت له بشاي من راس القوري ناولني جريدتي وبدا يبث همومه وهو يرحم ايام زمان وقراء الجرايد المنقرضين ويوميا العشرات من الصحف لاتباع ويعيدها الى الدار وهو يشتكي اين ذهب القراء اين المثقفين ختم يتيمته المسكين وشرب شايه ورحل وهو يحمل على قلبه تلك الرزمة من الصحف الكثيرة عل احدهم يشتري منه واحده على الرغم من الرجل يحاول نشر بعض الاخبار المهمة التي تجعل جرائده تباع بسبب ذالك الاغراء لكن اي شيء يقوله فهو قديم قدم اذاعة لندن ..
كان البائع يغري الناس بخبر مقتل عزة الدوري وشاهد الدوري مقتولا ..انه عزة الدوري فعلا ..يسير وهو يردد تلك العبارات بدأت بتقلب صحيفتي الجميلة التي انشر فيها بعض المقالات والقصص وقع بصري على صورة للمقتول عزة الدوري وهو ملطخ بدماءه .. لم يابه لي احدهم حتى اني نسيت ان اقول للحاج محمد الخامس وهو رجل سبعيني جلس ولم انتبه لجلوسه ولم ارد عليه السلام ولم اقل له (مساك الله بالخير ) اعرف الرجل جيدا رجلا كلاسيكيا لا يعترف بالمودرن والحداثة ولا يثق باي خبر من تلك القنوات الفضائية التي يعبث بها ابن ابنه ذو الخامسة من عمره وهو يتنقل بينها من واحدة ليذهب الى اخرى بجهاز الريمونت كونترول بما ان ذالك الطفل هو من يدير ويقلب تلك القنوات اذن ان الحاج محمد الخامس لا يعترف بها وهو يعترف بأذاعة لندن والجريدة مهما كانت تلك الجريدة ولأي اتجاه انها الجريدة وحسبه ذالك وتحدثت مع الرجل اكثر من مرة بهذا الخصوص ولكنه مصر على وجهة نظرة وهو يقول لي في احدى المرات ..
انت كل عقلك ابن قاسم يلعب بالتلفزيون كلساع جايبلة قناة وتريدني اصدك بحجيها .
شاهدت ابو قاسم وأنا اقلب بصحيفتي وأتنقل من صفحة الى اخرى فبادرته بالسلام والسئوال عن صحته وأحواله قائلا لي (بعد وكت عيني ) ابتسمت بوجه الرجل متعذرا بالجريدة واخبارها التازة ليسألني سؤاله المعتاد .
اشبيه الجريدة اليوم ؟
وهذا السئوال ليس لأبو قاسم فقط بل لكل من كان يراك تقرأ الجريدة من الرجال وخاصة الكبار في السن او العاجزين عن فك الخط ليسأل فتوقع ان يسألك الكثير السئوال ذاته وانت تقرأ الجريدة ..
(اشبيه الجريدة ) وما عليك الا ان تخبره بأهم وأقوى خبر وأكثر خبر تميزا ليبدا الحديث عنه والتحليلات وكل حسب ثقافته ورؤيته ..
ها اشبيه الجريدة اليوم ؟ اجبت الرجل بأقوى اخبار الجريدة المنشور على صفحتها الاولى وبصورة عزة الدوري التي اخذت نصف مساحة الصفحة الاولى بعد ان كانت هذه الصفحة ولكل جرايد العراق وصحفها حكرا على القائد الضرورة وبكل الاوضاع ..
عزة مات !
ها يعني الخبر صحيح !! اذن السيد الخامس لديه علم بأن عزة الدوري مات وسمع الكثير من التحليلات والاحاديث عن طريق تلفزوين ابن ابنه ولكنه لم يصدق كل تلك الاخبار ليتأكد ويصدق الان من جريدتي ان عزة الدوري فعلا مات وقتل في منطقة جبال حمرين .. متصنعا باستغرابه من الخبر ومفاجئته وهو يفتح فمه الفارغ من الاسنان وهو يقول ...هااااااا يعني الخبر صحيح..
وأنا اقول للجميع نعم ان عزة مات ومن كان يترجى منه خيرا له ولتاريخه الاسود فلينسى هذا الامل والرجاء ويلتفت ليعشه وبلده واهله ..
عزة مات ..صدق بذالك الحاج محمد الخامس والعالم كله ..وجثته تتناقلها الغرف العدلية وغير العدلية وكل يوم تعرض له صورة في مكان جديد لاذلال محبيه وكسر معنوياتهم وتدمير دواخلهم .
اشبيه الجريدة اليوم ؟
عمي والعباس عزة مات!

حمزه—الجناحي
العراق—بابل
Kathom [email protected]



#حمزه_الجناحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استسلم هيرو هيتو وأبتسم الحوثي ,,قنبلتان لغاية واحدة .
- داعش مرحلة الانقسامات المحتومة .
- السيد العبادي يطير على جسر بزيبز .
- الحشد الشعبي شكرا.. تستحق كراهية امريكا وبجدارة .
- اثار الموصل هجمة اقليمية بأيدي داعشية .
- لتحرير الانبار ارجعوا لدروس الحشد الشعبي .
- الشيعة تجسيد للإنسانية ...العراق إنموذجا .
- الحشد الشعبي وقائعه تدحض الاتهامات .
- الحشد الشعبي ..تكتيكات ذكية لقطف الانتصار.
- أهداف اتهام الحشد بسرقة اهالي تكريت .
- الرئيس يتحفظ ونائبه يدعم ..
- الهجوم على اليمن مخالفة للقوانين الدولية .
- لحفاة يخيفون الاثرياء .. اليمنيين قادمين
- المعدان مروا من هنا .
- قطر على الخط ثانية .
- اسوار الخلافة تخيف السيد وزير الدفاع .
- وطنية مسرور برزاني نابعة من عراقيته .
- ضعف الحكومة العراقية هو السبب .
- هل حان وقت التصدير.. الثورة الايرانية انموذجا .
- هل يحتاج العراق الى الوجود الامريكي ؟


المزيد.....




- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حمزه الجناحي - اشبيه الجريدة أليوم ؟ عزة مات !