أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد هديب - حماس والتدحرج نحو الهاوية














المزيد.....

حماس والتدحرج نحو الهاوية


ماجد هديب

الحوار المتمدن-العدد: 4784 - 2015 / 4 / 22 - 14:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حماس والتدحرج نحو الهاوية
بقلم: ماجد هديب
منذ انطلاقة حركة حماس وظهورها على خارطة السياسة الفلسطينية, وهي في حالة صراع وصدام, ليس مع استراتيجيتها وبرامجها فقط, بل وحتى في حالة صدام وصراع مع الشعب الفلسطيني ,حيث انها ومنذ ظهورها-بعد شهر من اندلاع الانتفاضة الاولى- وهي تعمل جاهدة وبالتدرج وكأنها كل الجسد الفلسطيني وما هو خارج عنه من قوى وفصائل يستوجب العمل على استئصالها ماض وحاضر ,والعمل ايضا على محو نضال تلك القوى من ذاكرة الشعب, الا انه ورغم ما قامت به من حسم وفق لما يحلو لقيادتها من تسمية انقلابهم وسيطرتهم على قطاع غزة بالدم فإن حركة حماس لم تفلح ورغم كل محاولاتها في جعل الشعب في حالة اصطفاف خلفها , كما انها لم تتمكن من استئصال كل من سعت للخلاص منه رغم ما قامت به من اجراءات من بينها السيطرة بالقوة وسن القوانين بحجة تمكين المقاومة من النصر وانهاء اسرائيل وهذا ما يذكرنا بنفس الاجراءات التي كان هتلر قد قام بها قصد دفع الشعب الالماني الى تمكينه من قيادة المانيا للاتجاه بشعبها نحو سنوات المجد .
واذا ما كان هتلر قد قاد المانيا الى الانهيار والتقسيم بعد ما قام به من قتل واعتقال وقمع بحق الشعب الالماني, بالإضافة الى سن القوانين لحماية حكمه من جهة, ولدفع الشعب نحو الاصطفاف خلفه لقيادة المانيا نحو سموات المجد كما قال من جهة ثانية ,فان حماس ان استمرت على نهجه من حيث دفع الناس الى الاصطفاف خلفها دون استراتيجية وطنية جامعة وموحدة تحت ذريعة التمكين من اجل النصر فإنها ستقود شعبنا الى زوال وانهاء تاريخه النضالي الطويل والمعمد بدماء الشهداء على امتداد انطلاق ثورته المعاصرة.
كان هتلر قد حقق سيطرته على مقاليد الحكم في ألمانيا من خلال مرحلتين رئيسيتين، حيث كانت الاولى من خلال احداث التفجيرات والحرائق قصد فرض حالة الطوارئ بحجة حماية ديمقراطية المانيا من الانهيار, فيما جاءت المرحلة الثانية في اتجاه احكام السيطرة على الحكم من خلال سن قوانينه الاستبدادية ,حيث افتعل هتلر حادثة حرق البرلمان الألماني في فبراير 1933 قصد اتهام الحزب الشيوعي ومنحه الفرصة لاستصدار مرسوم جمهوري لتحريم نشاط هدا الحزب الشيوعي وإعلان الأحكام العرفية في البلاد والذي قيدت بموجبه الحريات العامة ومنعت التجمعات والمظاهرات واتخذت الإجراءات المشددة بمراقبة الهواتف والرسائل وتفتيش الدور دون الرجوع إلى المحاكم, حيث قام هتلر بإقناع رئيس الجمهورية في حينه المارشال بول فون هندربرج بإصدار مرسوم جمهوري يقضي بتخويل وزير الداخلية وأجهزة الشرطة والأمن صلاحية منع أي تجمع عام أو مظاهرة قد تؤثر على الأمن الداخلي.
بدأ هتلر بتصفية معارضيه بشكل تدريجي ومدروس تمهيداً للسيطرة الكاملة على زمام الأمور وفرض ديكتاتوريته في ربيع عام 1933 مع نجاحه في انتزاع قرار من البرلمان الالماني يمكنه من سلطة إصدار قوانين من دون موافقة البرلمان، حتى إذا كانت تخالف الدستور داعيا الجميع الى حالة اصطفاف خلفه ليقود المانيا الى سماوات المجد في ظل صرخات النازيين المهددة بالإعدام لكل معارضي هتلر فكان لهتلر ما اراد وللنازيين ما خططوا الى انهم قادوا المانيا الى التقسيم والتخلف لا لسموات المجد كما قالوا بعد ان كانت في مصاف الدول المتقدمة علما وقوة.
ان على حركة حماس ان تدرك الان ,وقبل فوات الاوان ان ما تقوم به من التمسك بمبدأ محولات استئصال الغير, وما تقوم به من اجراءات قصد تكميم الافواه, ومن اعمال متصاعدة نحو قمع القوى الوطنية الفلسطينية والمواطنين في قطاع غزة، وسن ما يسمى بقوانين التكافل وما سبقها من فرض الضرائب والمس بالحريات العامة، ومنع الصحف ومحطات الإذاعة ومكاتب إعلامية ووكالات أنباء، والتضييق على الإعلاميين، المعارضين لسياسة «حماس» لا يدفع الشعب نحو الاصطفاف خلفها فالشعب الفلسطيني ليس قطيع من الغنم, بل هو صاحب قضية وطنية وذو قدرات ابداعية في كل مراحل نضاله الطويل وان محاولات اجراءات استئصال قواه الوطنية او قمعها لا يمكن حماس من قيادة الشعب الى الانتصار واقامة الدولة الفلسطينية بل يقودهم الى ما اوصل هتلر الشعب الالماني اليه من الهزيمة والاندثار لسنوات .
على حركة حماس قيادة وكوادر اذا ما ارادت لفلسطين ان تبقى ولشعبها ان ينتصر ان تخرج من عباءة "واطيعوا الامر" لإنقاذ نفسها بالعودة الى حض الشعب, لا بالاتجاه به نحو الانهيار وانهاء وجوده وفقا لما يصدر عنها من سياسات, وخاصة انها تعيش الفترة الأسوأ منذ تأسيسها ,حيث عليها ان تعيد حساباتها ,وهي مدعوة اليوم وقبل غدا لمراجعة مواقفها وتقييم سياساتها لتوضيح الملامح السياسية في المرحلة القادمة, ليس على مستوى سياستها الداخلية فحسب ,بل وعلاقاتها الخارجية ايضا ,فماهي مصلحتها مثلا لإبقاء الشعب رهينة لحساب مشروع الاخوان المسلمين وهل يؤدي موقفها من الحرب الدائرة بين نظام القاهرة الجديد وبين الجماعة وحلفائها وامتداداتها الى قوة او انتصار؟.
ما زلنا ننظر الى حماس على انها جزء من الشعب الفلسطيني ,وهي كما قال السيد الرئيس عنها من انها مكون اساسي من مكونات الشعب الفلسطيني فهل تتعظ وتتوقف عن النظر الى باقي مكونات الشعب على انها قوى يوجب استئصالها قصد التمكين بحجة المقاومة والاتجاه بالشعب نحو النصر والتمكين , او انها ستصر على ابقاء نفسها على خطى هتلر من سن ضرائب واحكام قاسية واجراءات امنية مشددة لتقود الشعب نحو الهاوية والسقوط الى اسفل لسنوات وربما لعقود كما حدث لألمانيا فترة نازيتها.



#ماجد_هديب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة من غزة الى ياسر عرفات بقلم: ماجد هديب
- صرخة من موظفي غزة إلى السيد الرئيس
- رسالة غضب من أخي الشهيد
- برقيتي الثالثة إلى السيد الرئيس -اخترناك وبايعناك-
- محمد دحلان مجدداً ... لماذا !! ؟
- صرخة من مخيم اليرموك فهل من مجيب؟
- حمد والقرضاوي ومصيرهما المحتوم
- السفر عبرمعبر رفح ما بين الإذلال والإبتزاز في المال
- في ذكرى اغتيال أحب الناس الشهيد محمد عباس هديب عبدالهادي
- همسة في أُذن الأخ أبو العبد هنية -ارحل-
- أعناق وأرزاق تحت مقصلة الحكومة
- البنطال الساحل وأولويات الأمن الوطني
- موظفي غزة ما بين مطرقة السلطة وسندان حماس
- غزة ما بين انعدام الرجولة فيها وتعاظمها
- برقية عاجلة إلى نشطاء الانتفاضة السورية
- فلسطين قيادة بلا شعب
- قبور العرفاتيين وأرواحهم تشارك السوريين ثورتهم
- مِنْ غَزَّةَ الْعِزَّةِ وَالْإِبَاءْ إِلَىَ سُوْرِيَّةَ الثَ ...
- الأردن لمن بناها وليس لمن نعاها
- الأنظمة العربية بين رياح من صنعتهم وغضب من استعبدتهم


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد هديب - حماس والتدحرج نحو الهاوية