أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ماجد هديب - في ذكرى اغتيال أحب الناس الشهيد محمد عباس هديب عبدالهادي














المزيد.....

في ذكرى اغتيال أحب الناس الشهيد محمد عباس هديب عبدالهادي


ماجد هديب

الحوار المتمدن-العدد: 4090 - 2013 / 5 / 12 - 23:59
المحور: الصحافة والاعلام
    


في ذكرى اغتيال أحب الناس
الشهيد محمد عباس هديب عبدالهادي
بقلم:ماجد هديب
ثلاثة وعشرون عاماً أبكي ،وصرخات الآهات تعلو،والدموع تنهمر ،وعلى الخدود تسيل, ثلاثة وعشرون عاماً كلها قسوة ,وما عاد البكاء يا محمد يشفي الغليل ,ثلاثة وعشرون عاماً وما زالت الروح من بعدك تائهة والقلب لغيابك أصبح عليلاً ... آه محمد من قسوة آهاتي, آه من ألم الرحيل .
غيابك جمر في الصدر ، فتزداد معه أهاتي , فراقك خنجر ينكأ جراحاتي ,أنت هنا لا تفارقني أنت قلبي ،وروح حياتي .. لم تغب عني للحظة ، فأنت كل حكاياتي, أنت معي في صلاتي في سجودي وركعاتي... أضمك كلما أشرقت الشمس أو غابت , أضمك مع كل فرح ٍأو حزن أضمك مع تحقيق أحلامي وأمنياتي. ..آه محمد لو تدري كم هي معاناتي ,آه محمد فقد اهتزت الجبال من شدة أناتي.
غدروا بك ، فقتلوك يا محمد ،وأسالوا دمك بالطُّرُقَات , بعد أن حاصروا المخيم بكتائب جند وأرتال دبابات, تحميهم من فوقهم أسراب من طائرات, لم يكن معك بندقية , أو حتى سِكِّين, بل حنجرة تصرخ بالآهات, وراية تلوح بها في وجوههم , وصوت يردد هتافاتٍ , لكن صوتك زلزل عروشهم ؛ لأنه أيقظ ما اختزن في صدور الشعب من حسرات...حسرات على وطن أضاعوه, على مقاتل سحلوه , وعلى سجين سياسي صلبوه, على طفل رفع راية عذبوه, على تاريخ شطبوه, على شعب يا محمد شتتوه, و في الخيام بعد أن سلبوا أرضه أسكنوه.
نعم ,لقد غدروا بك ، فقتلوك وأسالوا دمك بالطرقات , لكن الجموع هبَّت ،واحتشدت بالساحات وانطلقت شرارة الغضب ,من حطين إلى كل المخيمات, في البقعة, في جرش والوحدات,وتدافع من أحبك إلى ساحة المواجهات ؛ يصرخ في وجوه الطغاة ، يلوح لهم بالرايات.
وفي يوم وداعك يا محمد سقط جرحى وشهداء, أحمد غياض من بينهم حيث أقسم وكان منه الوفاء,قسم الإخلاص لفلسطين ,قسم الانتماء, فنم قرير العين محمد, فدماؤك أسقطت التجنس ولفلسطين أصبح الولاء, فما عادت الوصاية ,وفشلت كل محاولات الاحتواء ,وفي الأردن تنادت المآذن وصاح المؤذن إلى فلسطين هيا.. حي على الجهاد ..حي على الفداء, وفي القدس قرعوا أجراس الكنائس تحية لوحدة جسدها الشعب في كل الأرجاء.
وفي الضفة اشتد لهيب الثورة وزغرد الرصاص , تحية لشهداء عيون قارة ,ومن سقط من أجلهم على أيدي قتلة أنجاس,وفي يوم وداعك محمد توشحت بالسواد غزة بعد أن أقسمت على الخلاص, خلاص من محتل قاتل... من تاجر يدَّعي العروبة ... من كل من أقسم لإسرائيل على الإخلاص.
نعم يا شهيد فلسطين ، يا شهيد الهوية , لقد خلعنا ثوب الذل خلعنا ثوب العبودية , ما عدنا نخشى نظاماً فاشستياً عميلاً للأمريكان ربيباً للصهيونية , ما عدنا نخاف من مخابراته ,ما عدنا نأبه بجنسيةٍ منه أو هوية, وانتصر الشعب كل الشعب للدم وانتصر للقضية ,وعيوننا اتجهت هناك صوب الأرض المحتلة ,صوب الملثم بالكوفية, حيث الكرامة والشموخ حيث الانتفاضة والثورة لنيل الاستقلال والحرية.
نم قرير العين محمد، وارتحْ ،فالشعب كلُّ الشعب أقسم على درب الثورة ،والكفاح, وفلسطين التي سقطت من أجلها _مهرها قد اكتمل ويوم عرسها قد لاح ,وما من قاتل أو متآمر سيبقى أو سفاح, فعروش الاستعمار تتهاوى , تقاذفها العواصف ,تطايرها الرياح.
ملاحظة:
سقط الشهيد محمد عباس هديب عبد الهادي في 22/5/1990 برصاصات غادرة أثناء قيادته مسيرة غضب في مخيم حطين احتجاجاً على الصمت العربي على مجزرة عيون قارة, وما أن سقط محمد حتى انتقلت شرارة الغضب إلى كل المخيمات الفلسطينية في شرق النهر, فكان يوماً فاصلاً للاختيار ما بين الانتماء إلى فلسطين, أو الاحتواء فكان الانتماء الذي تعمَّد بدماء ستة من الشهداء, الذين أصروا على اللحاق بمحمد، مع النبيين والصد يقين والشهداء بإذن الله.



#ماجد_هديب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- همسة في أُذن الأخ أبو العبد هنية -ارحل-
- أعناق وأرزاق تحت مقصلة الحكومة
- البنطال الساحل وأولويات الأمن الوطني
- موظفي غزة ما بين مطرقة السلطة وسندان حماس
- غزة ما بين انعدام الرجولة فيها وتعاظمها
- برقية عاجلة إلى نشطاء الانتفاضة السورية
- فلسطين قيادة بلا شعب
- قبور العرفاتيين وأرواحهم تشارك السوريين ثورتهم
- مِنْ غَزَّةَ الْعِزَّةِ وَالْإِبَاءْ إِلَىَ سُوْرِيَّةَ الثَ ...
- الأردن لمن بناها وليس لمن نعاها
- الأنظمة العربية بين رياح من صنعتهم وغضب من استعبدتهم
- في ذكرى الانطلاقة:لنستمر في المفاوضات في ظل الاستيطان والانق ...
- رسالة مواطن في نار الدنيا الى الياسر في جنة الاخرة
- في ذكرى اغتيال أحب الناس


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ماجد هديب - في ذكرى اغتيال أحب الناس الشهيد محمد عباس هديب عبدالهادي