أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد عبد المجيد - اضحك فرئيسك يبتسم!














المزيد.....

اضحك فرئيسك يبتسم!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 4782 - 2015 / 4 / 20 - 08:59
المحور: كتابات ساخرة
    


اضحك فرئيسك يبتسم!
في عالمنا العربي الكبير الممتد من جزيرة طنب الكبرى شرقاً إلى جزيرة ليلى غرباً، ومن لواء الإسكندرونة شمالاً إلى ميناء القراصنة جنوباً لا يستطيع مرؤوس صغير أن يحرك فكيه قبل أن يبتسم رئيسه، ولا يمتنع عن الضحك إذا ألقى رئيسه نكتة سخيفة ، أو مزحة باهتة.
الناس على دين ملوكهم، والشفاه تتحرك حسبماً يتسع أو يضيق فكــَّـا الزعيم، والظهر ينحني، والركبتان تصطحكان، واليدان ترتعشان، ورغم أن عقد العمل بين السيد والخادم لا يشير إلى هذه الشروط، إلا أن العُرف أقوى من الوثيقة، وقراءة حُلم الرئيس واجب على المرؤوس، وتحقيق رغباته هي المادة الأولى، وإذا لم يُشر إليها أحد، فعلى الخادم أن يبين للمخدوم انحناءات الجسد ، ومواطن الضعف فيه.
راقب بتأمل حواراً بين رئيس ومرؤوس في العمل أو المدرسة أو الكلية أو المستشفى أو المصنع أو القصر أو المؤسسة وستصيبك دهشة عجيبة، فالتماثل يبدو كتقليد لا يستطيع أحد أن يغير فيه طرفة عين، فإذا ضحك الوزير فإن مساعديه ورجاله ووكيل الوزارة والحراس وكل من أتعسه أو أسعده الحظ ووقف على مقربة من معاليه ينبغي له نسخ تعابير وجه الوزير، ثم يحرك رأسه علامة الموافقة حتى لو لم يسمع كلمة واحدة، وأن يلتفت يمينا ويســاراً ليرى مجاوروه أن بذرة الطاعة لم تتركه، وأن العبودية المختارة أضحت واجباً عقدياً يقوم بحمايته من الطرد أو .. التفنيش.
عندما يخطيء السيد، يتبرع كل الذين حوله بالدفاع الطوعي عنه، بل إن بعضهم يحمّـــل نفسه تبعة ما حدث، ويلومها، ويتألم لذنب لم يرتبكه، وجريمة لم يعرف عنها شيئاً من قبل.
العبد لا يختار عبوديته قبل أن يشير السيد إليه، ولكن ماذا لو لم يُشر السيد بكرباجه أو سطوته أو رجاله أو مركزه أو منصبه؟
قضية معقده ظاهرياً، لكنها في عمقها مازوخية الإذلال، وجين يضرب في عُمق النفس غير السوية، فأكثر المرؤوسيين يحملون بين جنباتهم فلسفة ( إحنا أسفين يا ريــس) ، حتى لو كان الرئيس أو الزعيم أو الطاغية أو الملك أو الأمير أو الشيخ أو الدرويش أو السجان!
قال لي ضابط شرطة في عهد مبارك، وكنت قد دعوته على الغداء في بيتي في أوسلو، بأنه ضرب أحد المتهمين ، فجاءه المتهم مرة أخرى في نفس اليوم طالباً منه أن يكرر صفعه وركله وإيذاءه لأنه يشعر أن هذا شرف له!
قليلا ما أشاهد ابتسامة موظف لا تتماثل مع نظيرتها لدى المدير أو الرئيس أو صاحب العمل، فهناك رباط مقدس من العبودية والخوف والجبــن وضرورة الحفاظ على مصدر الرزق ، فكل مرؤوس هو الشعب، وكل رئيس هو السيد.
الابتسامة الباهتة الصادرة من عُمق النفاق هي سمة بارزة في كل مؤسسات الدولة بالعالم الثالث، فالسوط ليس بالضرورة حاضراً، وتكفي الإشارة إليه. والمسكنة من المرؤوس نوع من الحماية، خاصة إذا تكاثر الأسياد، وأضطروا لتقسيم العبيد!
الرعية لاتعطي قفاهاً مرغمة في كل الأوقات، والسيد لا يهوي بسوطه فوق ظهرها مرغماً، ففي الحالتين يختلط المازوخي بالسادي لكي يعيش الاثنان!

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 20 ابريل 2015



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصراخ وحده لا يكفي!
- عبثية الحُكم على السلطة و .. تبرئة المال!
- الإعلاميون الأُذُنيّون!
- المشهد الجديد لدولة الإمارات!
- الأحكامُ الجائرةُ عَدْلٌ!
- انتصار المسلمين في موقعة فاطمة ناعوت
- لا تحاول أن تفهم حتى تفهم!
- أيها الأشقاء المغاربة، أعتذر لكم باسم المصريين!
- رسالة إلى سيد القصر!
- قِرَدة مقارنة الأديان!
- لهذا يكرهون السيسي!
- فلسطين ..محامون فاشلون عن قضايا عادلة!
- الإعلام .. مهنة من لا مهنة له!
- تحذير من أجل مصر و .. أقباطنا!
- حوارٌ تَكْمِلَتُه تَطْبيقُه!
- متى نقوم بتحنيط الصحافة المصرية؟
- الارهاب والأشباح!
- حوار بين الضمير الديني و .. الضمير الاجتماعي!
- دعوني أفرح أياماً أو أسابيع فقط!
- القاضي الحُلم!


المزيد.....




- “مش هتقدر تغمض عينيك” .. تردد قناة روتانا سينما الجديد 1445 ...
- قناة أطفال مضمونة.. تردد قناة نيمو كيدز الجديد Nemo kids 202 ...
- تضارب الروايات حول إعادة فتح معبر كرم أبو سالم أمام دخول الش ...
- فرح الأولاد وثبتها.. تردد قناة توم وجيري 2024 أفضل أفلام الك ...
- “استقبلها الان” تردد قناة الفجر الجزائرية لمتابعة مسلسل قيام ...
- مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت ...
- المؤسس عثمان 159 مترجمة.. قيامة عثمان الحلقة 159 الموسم الخا ...
- آل الشيخ يكشف عن اتفاقية بين -موسم الرياض- واتحاد -UFC- للفن ...
- -طقوس شيطانية وسحر وتعري- في مسابقة -يوروفيجن- تثير غضب المت ...
- الحرب على غزة تلقي بظلالها على انطلاق مسابقة يوروفجين للأغني ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد عبد المجيد - اضحك فرئيسك يبتسم!