أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - كاظم حبيب - حين لا تقف مع المظلوم في الدفاع عن حقوقه، لن تجد من يقف معك حين تُظلم! --في الذكرى المئوية لعمليات الإبادة الجماعية العثمانية ضد الأرمن--















المزيد.....

حين لا تقف مع المظلوم في الدفاع عن حقوقه، لن تجد من يقف معك حين تُظلم! --في الذكرى المئوية لعمليات الإبادة الجماعية العثمانية ضد الأرمن--


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 4782 - 2015 / 4 / 19 - 22:28
المحور: حقوق الانسان
    


العنصرية والحق والكراهية والتمييز الديني والمذهبي كانت هي السمات المميزة لسلوك أغلب، إن لم نقل كل، سلاطين وحكام الدولة العثمانية وسياسييها، وهي التي كانت وراء عمليات الإبادة الجماعية ضد الشعب الأرمني في العام 1915 التي تحل ذكراها السنوية في اليوم الرابع والعشرين من نيسان/ابريل من كل عام. كما كانت تلك السمات وراء المذابح الدموية الكثيرة التي تعرض لها الإيزيديون الكرد في الدولة العثمانية والتي يشار إلى إنها بلغت 72 مجزرة وسبي واغتصاب وتشريد وتهجير ضد الإيزيديين، إضافة إلى فرض الدين الإسلامي على بعضهم بالقوة الغاشمة. كما تعرض المسيحيون من الكلدان والآشوريين والسريان إلى مذابح مماثلة أيضاً.
في أعوام 1894-1896 نفذت الجندرمة العثمانية مجازر بشعة ضد الأرمن بالدولة العثمانية حيث سقط فيها عشرات ألوف القتلى والجرحى وأضعاف هذا العدد من المهجرين والمشردين قسراً، وهي المذابح التي أطلق عليها بالمذابح الحميدية والتي شاركت فيها الفرق الحميدية التي أطلق عليها بـ "فرق الفرسان" أيضاً، وكان بينهم أكراد مجندون في هذه الفرق الحميدية. ولم تقتصر هذه المذابح على الأرمن وحدهم، بل شملت أيضاً مسيحيين كلدان وآشوريين وسريان، مما أعطى لهذه المجازر مضموناً عنصرياً ودينياً متطرفاً. ولم يكن السبب وراء هذه المجازر رغبة الأرمن في الانفصال عن الدولة العثمانية، بل كان نضالهم قد تركز في المطالبة بتنفيذ إصلاحات تمس أوضاعهم الإدارية والثقافية والاقتصادية. وكان جواب الدولة العثمانية بربرياً وقاد إلى قتل تلك الألوف المؤلفة من الأرمن، إذ تشير بعض المصادر إلى مئات ألوف القتلى والمشردين والمهجرين قسراً.
في 28 أيار / مايو 1914 أُعلنت الحرب العالمية الأولى، ضم طرفها الأول كل من بريطانيا وأيرلندا وفرنسا وروسيا، في حين ضم طرفها الثاني كل من الدولة ألمانيا والإمبراطورية النمساوية المجرية وبلغاريا، وفيما بعد الدولة العثمانية. وقد استمرت هذه الحرب الاستعمارية التي كان هدفها إعادة تقسيم مناطق النفوذ للدولة العثمانية، الرجل المريض، بين الدول الاستعمارية الأكثر قوة وقدرة عسكرية واقتصادية (بريطانيا وفرنسا) حتى 11 تشرين الثاني / نوفمبر 1918 وكانت خسائرها فادحة جداً.

أجمالي الخسائر البشرية في الحرب العالمية الأولى
الدولة القتلى والوفيات الجرحى الأسرى والمفقودون إجمالي الخسائر
الإمبراطورية الألمانية 1,773,700 4,216,058 1,152,800 7,142,558
الإمبراطورية الروسية 1,700,000 4,950,000 2,500,000 9,150,000
فرنسا 1,357,800 4,266,000 537,000 6,160,800
الإمبراطورية النمساوية المجرية 1,200,000 3,620,000 2,200,000 7,020,000
دول الكومنولث 908,371 2,090,212 191,652 3,190,235
إيطاليا 650,000 947,000 600,000 2,197,000
رومانيا 335,706 120,000 80,000 535,706
الإمبراطورية العثمانية 325,000 400,000 250,000 975,000
الولايات المتحدة 126,000 234,300 4,500 364,800
بلغاريا 87,000 152,390 27,029 266,919
صربيا 45,000 133,148 152,958 331,106
بلجيكا 13,716 44,686 34,659 93,061
البرتغال 7,222 13,751 12,318 33,291
اليونان 5,000 21,000 1,000 27,000
مونتينغرو 3,000 10,000 7,000 20,000
اليابان 300 907 3 1,210
المجموع 8,538,315 21,219,452 7,750,919 37,508,686
المصدر Irving Werstein, “1914-1918: World War I”, Cooper Square Publishers-;- Inc, New York, 1964.
راجع: قصة الحرب العالمية الأولى (1914-1918)، موقع الفجر المدونات العربية.

ومن الجدول يتبين إن الحرب كلفت البشرية 8,538,315 قتيلاً و 21,219,452 جريحاً و7,750,919 أسراً، أو ما مجموعه 37,508,686 نسمة. كما استنزفت الحرب أموالا طائلة حيث وصلت تكلفة الساعة الواحدة في نهاية الحرب عشرة ملايين دولار وبلغت التكاليف المباشرة لأعمال القتال والإنتاج الحربي أكثر من ١-;-٨-;-٧-;- تريليون دولا ر، فيما قدرت تكاليف وخسائر الاقتصاد المدني غير المباشرة بحوالي ١-;-٥-;-٢-;- تريليون دولار." (راجع: موقع مصراوي، بتاريخ 9 تشرين الأول /أكتوبر 2014).
لم تكن الدولة العثمانية في بداية الأمر طرفاً في هذه الحرب، بل التحقت بدول المحور وضد الحلفاء في شهر نوفمبر من العام 1914، أي بعد مرور ما يقرب من ستة شهور على بدئها. وكان وجود أرمن يحاربون في الجيوش الروسية من جهة، وتقهقر القوات العثمانية في مناطق القوقاز من جهة أخرى ذريعة عدوانية للاتهام الأرمن بالخيانة العظمى والتوجه صوب تصفية وجوده بالدولة العثمانية، فكانت تلك المجازر الرهيبة التي راح ضحيتها عدداً يتراوح بين 1,0 - 1،5 مليون من الأرمن، ومعهم جمهرة من المسيحيين الآشوريين والكلدان والسريان. ونسبة عالية منهم كانوا من الأطفال والنساء أيضاً وطاردوا من تبقى بهم. لقد كانت هذه العمليات بمثابة إبادة جماعية أولى في القرن العشرين تمارسها الإمبراطورية العثمانية وتطهير عرقي وثقافي وحشي يجسد الكراهية والحقد الذي تحمله الذهنية العنصرية والتمييز الديني. وكان موقف الجيوش الألمانية، حليف الدولة العثمانية في هذه الحرب مساوماً وساكتاً عن الجريمة البشعة ولم تطلب الإمبراطورية الألمانية إيقاف هذه المجزرة البشرية الرهيبة. والخارطة التالية التي نشرها موقع الموسوعة الحرة تشير إلى مراكز التفتيش ومواقع الترحيل القسري ومناطق التصفية الجسدية ومناطق الهروب من الجندرمة العثمانية.

الخارطة مأخوذة من الموسوعة الحرة، ويكيبيديا
وتشير المعلومات المتوفرة إلى إن جثث القتلى شكلت تلاً عالياً مليئاً بضحايا عمليات الإبادة الجماعية، إضافة إلى الصورة التالية التي تشير إلى جثث قتلى الأرمن المرمية في القرى والأرياف والمدن الصغيرة على امتداد المناطق التي كان الأرمن يقطنون فيها.

الصورة مأخوذة من الموسوعة الحرية ويكيبيديا
إن سكوت العالم على هذه المجازر ولعقود طويلة دون إدانتها باعتبارها عمليات إبادة جماعية وتطهير عرقي وثقافي وديني يعتبر إساءة كبيرة ليس للشعب الأرمني فحسب، بل وللبشرية جمعاء، كان أنه كان وراء وقوع أعمال إبادة جماعية أخرى في العديد من دول العالم ومنها العراق ولأكثر من مرة ومنها الإبادة الجماعية ضد الكرد في عمليات الأنفال وحلبجة وضد الكرد الفيلية بالعراق، ومن ثم عمليات الإبادة الجماعية التي مارستها وما تزال تمارسها قطعان داعش الوحشية بالعراق ضد الإيزيديين والمسيحيين والشبك والتركمان.
إن التضامن بين الشعوب في نضالها ضد الاستبداد والاستغلال والتطهير العرقي والثقافي والتغيير الديموغرافي هو الأسلوب الأمثل لمواجهة قوى الاستبداد والظلم والإرهاب وقطع الطريق عليها ومنعها من ممارسة مثل هذه الجرائم البشعة. فحين تقف مع الآخر في نضاله من أجل حقوقه ورفع الظلم عنه، سيقف الآخر معك حين تحتاج إلى دعم وتضامن في نضالك من أجل حقوقك المغتصبة. والعكس صحيح أيضاً حين لا تقف مع أخيك الإنسان، عندها لا يشعر بضرورة وحاجة الوقوف معك.
إن من واجبنا أن نسمي الأشياء بأسمائها دون تردد أو تلكؤ. فالجريمة التي ارتكبت في العام 1915 ضد شعب الأرمن في الدولة العثمانية هي جريمة إبادة جماعية بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى، إنها جريمة حرب أيضاً وجريمة تطهير عرقي وتطهير ثقافي وهي ضد الإنسانية في آن. وعلى الحكومة العراقية وكل الحكومات العربية وكل حكومات العالم أن تعترف بذلك وأن تضع الحكومة التركية الوريث الشرعي للدولة العثمانية أمام مسؤولياتها باتجاهات أربعة:
1. الاعتراف ببالجريمة التي ارتكبت ضد الأرمن في العام 1915 باعتبارها جريمة إبادة جماعية.
2. الاعتذار للشعب الأرمني عن الجرائم التي ارتكبتها الدولة العثمانية والجندرمة العثمانية وعن اتهام الأرمن بالخيانة العظمى ورفع الحيف عنهم.
3. الكف عن قطع العلاقات الدبلوماسية مع الدول التي تعترف بما حصل في تركيا في فترة الدولة العثمانية والتي كانت جريمة إبادة جماعية.
4. إعطاء تعويضات للعائلات الأرمنية التي تضررت من كل الجرائم البشعة التي مارستها الدولة العثمانية.
وأدعو الرأي العام العراقي والعربي والمجتمع الدولي إلى التضامن المتين مع الأرمن وبقية المسيحيين ومساندتهم في مطالبهم العادلة إزاء الدولة العثمانية، وأن يتم الاعتراف دولياً ومن قبل الأمم المتحدة باعتبار ما وقع ضد الأرمن في العام 1915 وما بعده إبادة جماعية وتطهير عرقي وثقافي وديني.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحية ودٍ واعتزاز وشكر جزيل
- أصالة الفن وأصالة الموقف الإنساني لدى الفنانين فيصل لعيبي ون ...
- أصالة الفن وأصالة الموقف الإنساني لدى الفنانين فيصل لعيبي ون ...
- أفكار للنقاش: هل من خلاص لشعوب الشرق الأوسط مما هم فيه الآن! ...
- ما المعنى الحقيقي للسعادة؟
- هل يمكن أن يصحو ضمير نوري المالكي؟
- هل من أهمية بالغة لهيئة الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب با ...
- ألا يحتاج السيد رئيس الوزراء العراقي إلى رؤية أكثر موضوعية ح ...
- رسالة تحية وتهنئة في الذكرى الحادية والثمانين العطرة لتأسيس ...
- زيارة لمتحف تضاريس الإرهاب ببرلين
- حوار هادئ حول قضايا تمس حركة حقوق الإنسان العراقية
- هل تعرض المسيحيون للإبادة الجماعية والتطهير العرقي على أيدي ...
- فوز الصحفية الكردية الإيزيدية الشابة نارين خلف شمو بجائزة كل ...
- وحوش داعش يجتاحون العراق ويستبيحون المرأة الإيزيدية!!!
- هل يجوز التعامل على قاعدة صم بكم عمي أمام التصريحات الإيراني ...
- هل حقق نوري المالكي ما كان يسعى إليه؟
- لنعمل جميعاً من أجل تحرير المرأة الإيزيدية وبقية النساء العر ...
- هل ستنتصر إرادة الشعب في معركته العادلة ضد دعش وسواها؟
- الأجواء الحزينة والغاضبة لمؤتمر -الإبادة الجماعية والتطهير ا ...
- الأجواء الحزينة والغاضبة لمؤتمر -الإبادة الجماعية والتطهير ا ...


المزيد.....




-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - كاظم حبيب - حين لا تقف مع المظلوم في الدفاع عن حقوقه، لن تجد من يقف معك حين تُظلم! --في الذكرى المئوية لعمليات الإبادة الجماعية العثمانية ضد الأرمن--