أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - كاظم حبيب - هل من أهمية بالغة لهيئة الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب بالعراق حالياً؟















المزيد.....

هل من أهمية بالغة لهيئة الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب بالعراق حالياً؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 4768 - 2015 / 4 / 4 - 12:49
المحور: حقوق الانسان
    


حين تأسست هيأة الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب بالعراق في العام 2004 كان النظام السياسي الطائفي قد فرض نفسه من خلال تشكيل الإدارة الأمريكية المحتلة عبر حاكمها المدني بول بريمر، إذ أدرك الزميلات والزملاء المؤسسون مباشرة المخاطر الكبرى التي تكتنف العملية السياسية بالعراق نتيجة حقيقة البرمجة المبكرة للخلافات والصراعات والنزاعات الدينية والمذهبية وما يمكن أن يقترن بها من صراعات ونزاعات قومية بالعراق. وكان الهدف تحريك الناس من ذوي الرؤية العقلانية والعلمانية صوب مواجهة هذه الحالة التي فرضها المحتل والعواقب المترتبة عليها من خلال خوض نضال سلمي وديمقراطي مناهض للطائفية السياسية والمحاصصة الطائفية في السلطات الثلاث للدولة العراقية، السلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية. وقد التف المئات من النساء والرجال بداخل العراق وخارجه. واستطاعت خلال تلك الفترة ورغم المصاعب الكبيرة أن تحرك الكثير من الناس ضد الطائفية والمحاصصة الطائفية. ولكن المشكلة إن القوى والأحزاب الإسلامية السياسية الطائفية الشيعية كانت مشغولة إلى أبعد الحدود في الحفاظ على ما كسبته من مواقع في السلطة السياسية ومنها في السلطات والأجهزة الأخرى، في حين كانت الأحزاب الإسلامية السياسية السنية تسعى إلى استرداد موقع متقدم لها أو مساوٍ في حكم البلاد، ولم تنتبه إلا قوى قليلة لتلك المخاطر التي نشأت عبى درب المحاصصة الطائفية المقيت الذي فرض على العراق منذ العام 2003 وبعد سقوط الدكتاتورية. لم تستطع هذه الهيأة عمل الكثير بسبب تطوع المسؤولين عن العمل فيها وعدم وجود ميزانية لنشاطاتها وضعف دعمها ممن كان في مقدوره دعمها، إضافة إلى محاربتها غير المباشرة من القوى والأحزاب الإسلامية السياسية.
لم يكن نشاط الهيأة موجهاً صوب الدفاع عن الديانات والمذاهب، فهذه ليست من مهماتها، بل كانت مهمتها المركزية هي الدفاع عن حق أتباع الديانات والمذاهب بالعراق كلها ودون استثناء في الانتماء لهذا الدين أو ذاك وممارسة طقوسه وعباداته بحرية وآمان دون ضغوط أو معوقات، إضافة إلى سيادة مبدأ الاعتراف والاحترام المتبادل بين أتباع هذه الديانات والمذاهب. وقد أكدت الهيأة هذه القاعدة في عملها لكي لا يتصور البعض بأننا نعمل من أجل هذا الدين أو المذهب، بل من أجل الحق في امتلاك حرية الانتماء والاختيار كمواطنة أو مواطن حر ومستقل في ما يتخذه لنفسه من قرارات مع احترام الآخر.
والأعوام المنصرمة منذ 2003 حتى الآن برهنت على صواب ذلك الحدس بالمخاطر. والمجتمع العراقي والإقليمي والدولي شاهد على ما حصل ويحصل حالياً بالعراق من خلافات وصراعات ونزاعات دموية وصل من قتل فيها مئات الألوف من الناس الأبرياء ومثلهم أو أكثر من الجرحى والمعوقين واليتامى من البنات والأبناء والنساء أو الرجال الثكالى، إضافة إلى مئات المليارات من الدولارات الأمريكية التي خسرها العراق بسبب التخريب والتدمير والنهب والسلب والفساد والإرهاب.
ولم يكن الصراع والنزاع الداخلي كافياً، بل وقع اجتياح لأرض العراق من بوابة الموصل، ونحن جميعاً شهود على من تسبب بها ومن سعى إليها وعواقب ذلك على مئات الآلاف من المواطنات والمواطنين من الإيزيديين والمسيحيين والشبك والتركمان ومن أهل الموصل المسلمات والمسلمين وعلى الحضارة والثقافة العراقية القديمة والحديثة. وقبل ذاك وما زال الصابئة المندائيون يتعرضون للتمييز الديني والاضطهاد من جانب القوى الإرهابية والطائفية وعصابات الجريمة المنظمة.
ومن هنا أشعر بما لا يقبل الشك بأهمية وضرورة استمرار عمل هيأة الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب بالعراق، لأنها الهيأة القادرة على نشر الوعي مع الكثير من منظمات المجتمع المدني وبعض الأحزاب السياسية المدنية والقوى المستقلة العلمانية والمتضررين من الحروب الطائفية الجارية بالعراق. ومن هنا أشعر بأهمية عقد المؤتمر الثاني للهيئة من أجل تعبئة القوى والإمكانيات لصالح عملها الراهن الذي أصبح أكثر ضرورة وإلحاحا من الفترة السابقة بسبب ضخامة الضحايا التي تتساقط بسبب الخلافات والصراعات والنزاعات الدينية.
لقد عقد المؤتمر الأول بالسليمانية وبدعم فكري وسياسي ومالي غير مشروط من السيد رئيس الجمهورية العراقية مام جلال الطالباني. وكان مؤتمراً ناجحا بكل المقاييس من حيث الحضور والنتائج والأعلام للتوصيات التي صدرت عنه والهيأة القيادية التي تم انتخابها. وقد حازت الأخت الفاضلة السيدة نرمين عثمان والأخ الفاضل نهاد القاضي أعلى الأصوات على التوالي. وبسبب مشغولياتها الكثيرة حزبية وسياسية ومنظمات مجتمع مدني عديدة رشحت الأخ الأستاذ نهاد القاضي للأمانة العامة لهذه الهيأة. وكان الاختيار صائباً جداً وحصل على تأييد جميع من شارك في المؤتمر والأمانة العامة. ونأمل أن تبذل الجهود لعقد المؤتمر الثاني لأسباب ترتبط بما جرى ويجري بالعراق خلال السنوات الأخيرة وخاصة بعد عدوان داعش الإجرامي ومن معه من تنظيمات إجرامية أخرى على البلاد وضد مكونات الشعب العراقي بمحافظات نينوى وغرب العراق وضد تراثه الحضاري الإنساني.
ومنذ تسلم الأخ المهندس الاستشاري نهاد القاضي مسؤولية الهيئة بث فيها الكثير من الحيوية والنشاط وتصدت بالتعاون مع منظمات أخرى بحيوية فائقة حين وقع الاجتياح للأرض العراقية وحين وقعت الاستباحة العدوانية من قوات داعش على المكونات الدينية للجماهير الشعبية بالموصل. وقد كان البروفيسور الدكتور تيسير الآلوسي دوره المميز إلى جانب الأستاذ نهاد القاضي في دفع النشاط إلى أمام والحفاظ على استمرار عملها.
كلنا نعرف بأن نشاط أي منظمة مجتمع مدني هو من مجموع نشاطات ومبادرات أعضاء الأمانة العامة بشكل خاص وأعضاء الهيأة بشكل عام. وحين يبرز تقصير من بعض الأعضاء ينعكس على عمل الجميع، بما في ذلك تأخر أو عدم الرد على رسائل الأمين العام مثلاً أو استفساره عن وجهات نظرهم بهذه القضية أو تلك. إن المشاركين في الأمانة العامة متطوعون وحين لا يجدون مبرراً لبقائهم في الأمانة العامة، فهذا حقهم المطلق، كما أشار إلى ذلك البروفيسور الدكتور تيسير الآلوسي في تحليلاته للعمل في مثل هذه المنظمات المدنية.
لدي الثقة التامة بقدرة الأمين العام الأستاذ نهاد القاضي وبقية أعضاء المكتب والأمانة العامة لهيئة الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب بالعراق على السير قدماً لإنجاز مهمات الهيأة النبيلة. إن المرحلة الراهنة ستجلب المزيد من التأييد لنشاط المنظمة ومهماتها الإنسانية النبيلة. سأبقى مؤيداً لهذا النشاط الإنساني من خلال كتاباتي، وهو أضعف الإيمان!
3/4/2015 كاظم حبيب




#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألا يحتاج السيد رئيس الوزراء العراقي إلى رؤية أكثر موضوعية ح ...
- رسالة تحية وتهنئة في الذكرى الحادية والثمانين العطرة لتأسيس ...
- زيارة لمتحف تضاريس الإرهاب ببرلين
- حوار هادئ حول قضايا تمس حركة حقوق الإنسان العراقية
- هل تعرض المسيحيون للإبادة الجماعية والتطهير العرقي على أيدي ...
- فوز الصحفية الكردية الإيزيدية الشابة نارين خلف شمو بجائزة كل ...
- وحوش داعش يجتاحون العراق ويستبيحون المرأة الإيزيدية!!!
- هل يجوز التعامل على قاعدة صم بكم عمي أمام التصريحات الإيراني ...
- هل حقق نوري المالكي ما كان يسعى إليه؟
- لنعمل جميعاً من أجل تحرير المرأة الإيزيدية وبقية النساء العر ...
- هل ستنتصر إرادة الشعب في معركته العادلة ضد دعش وسواها؟
- الأجواء الحزينة والغاضبة لمؤتمر -الإبادة الجماعية والتطهير ا ...
- الأجواء الحزينة والغاضبة لمؤتمر -الإبادة الجماعية والتطهير ا ...
- الأجواء الحزينة والغاضبة لمؤتمر -الإبادة الجماعية والتطهير ا ...
- الأجواء الحزينة والغاضبة لمؤتمر -الإبادة الجماعية والتطهير ا ...
- الأجواء الحزينة والغاضبة لمؤتمر -الإبادة الجماعية والتطهير ا ...
- الأجواء الحزينة والغاضبة لمؤتمر -الإبادة الجماعية والتطهير ا ...
- هل تمارس المليشيات الطائفية الشيعية المسلحة ما تمارسه داعش ب ...
- دور العراق والمجتمع الدولي في التصدي لقوى الإرهاب بالعراق وم ...
- ماذا يجري بالعراق الغارق في مستنقع الطائفية السياسية؟


المزيد.....




- مندوب الجامعة العربية بالأمم المتحدة: تضغط في كل الاتجاهات م ...
- إنفوجراف | أحكام الإعدام في مصر خلال شهر فبراير لعام 2024
- الصفدي: قبول فلسطين بعضوية كاملة في الأمم المتحدة انتصار للح ...
- واشنطن: لن ندعم قبول عضوية فلسطين في الأمم المتحدة
- روسيا تدعو مجلس الأمن لمنح فلسطين عضوية كاملة بالأمم المتحدة ...
- نيبينزيا لمجلس الأمن: أقل ما يمكننا ويجب علينا القيام به هو ...
- حملة مكافحة الفساد في الصين تطال النائب السابق لمحافظ البنك ...
- رئيس نادي الأسير: الاحتلال يعاقب الأسرى الفلسطينيين بقانون - ...
- الجزائر: حان الوقت لمنح فلسطين عضوية كاملة بالأمم المتحدة
- أكسيونوف يؤكد اعتقال كافة المجموعات التخريبية التي تم كشفها ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - كاظم حبيب - هل من أهمية بالغة لهيئة الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب بالعراق حالياً؟