أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - هل يمكن أن يصحو ضمير نوري المالكي؟















المزيد.....

هل يمكن أن يصحو ضمير نوري المالكي؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 4768 - 2015 / 4 / 5 - 14:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تسنى لي مشاهدة اللقاء التلفزيوني الأخير الذي بثته قناة آفاق التابعة لنوري المالكي بتاريخ 30/3/2015 والاستماع لإجاباته عن أسئلة القناة. بعدها قرأت الكثير من المقالات والتعليقات بشأن هذه الحديث ومنها المقال القيم للطبيب الأستاذ جعفر المظفر المنشور في الحوار المتمدن ومن ثم المقال المهم للزميل علي حسين المنشور في جريدة المدى بتاريخ 2/4 الذي فرض عليَّ طرح السؤال المشروع التالي: هل يشهد نوري المالكي بتصريحه هذا صحوة ضميرية حقاً إزاء ما فعله بالعراق وشعبه خلال الفترة الواقعة ابتداءً من تسلّمه رئاسة الوزراء في أيار/مايو 2006 حتى إجباره على الانسحاب من حكومة تصريف الأعمال في 14 أب/أغسطس 2014، أم إن الرجل يمارس السياسات ذاتها من موقعه الراهن؟
جاء اعتراف المالكي على النحو التالي:"هذه الطبقة السياسية، وأنا منهم، ينبغي أن لا يكون لها دور في رسم خريطة العملية السياسية في العراق، لأنهم فشلوا فشلاً ذريعاً". وحين استفسر الصحفي منه: وهل أنت أيضاً؟ أكد المالكي: "نعم وأنا منهم"، نعم أنا أيضاً!
سأحاول الإجابة عن السؤال الأول بعد أن أجيب عن سؤال آخر أكثر أهمية هو: هل إن ما ارتكبه المالكي والكثير من أعوانه خلال فترة حكمه كان مجرد أخطاءً وفشل سياسي، أم كانت جرائم بشعة دفعت بالعراق إلى ما يعاني منه اليوم من جرائم إبادة جماعية وتطهير عرقي وثقافي بمحافظة نينوى وغيرها، يفترض أن يقدم المسؤول الأول عنها وأعوانه إلى القضاء العراقي والدولي لينالوا الجزاء العادل؟
لقد أجاب الأستاذ جعفر المظفر بدقة وصواب عن هذا السؤال. فالسياسات التي مارسها نوري المالكي على امتداد سنوات حكمه كانت إيغالاً بامتياز في النهج الطائفي السياسي العدواني الشرس الذي بدأ به رئيسه السابق في الحزب إبراهيم الجعفري وواصله بتخطيط وتنظيم مسبق وتنفيذ لا يعرف الرحمة والمساومة ولا يريد مشاركة أحد غيره في حكم البلاد وإقصاء كل من يقف في طريقه ومستعد أن يمشي على جثث ضحاياه لكي يبقى في السلطة. إذ أدى وجوده على رأس السلطة ونهجه الطائفي الجامح إلى المزيد من عملية الاصطفاف والاستقطاب الطائفي المقيت وإلى موت المزيد والمزيد من العراقيات والعراقيين وخسارة المليارات من الدولارات الأمريكية وتفاقم البؤس والفاقة والرثاثة والفساد في الدولة والمجتمع. ينبغي أن ندرك ونعترف بأن نوري المالكي يعتبر المسؤول الأول عما حصل بالعراق منذ العام 2006 حتى الوقت الحاضر باعتباره رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة، وأخيراً نائب رئس الجمهورية والمشرف على الحشد الشعبي وبالتنسيق مع القائد السياسي والعسكري الإيراني قاسم سليماني. وهذا التشخيص لا يعفي كل الطائفيين السياسيين الآخرين من الشيعة والسنة لما وصل إليه العراق حالياً.
لقد كنت مواظباً على تعرية سياسات نوري المالكي الطائفية والشوفينية واستبداده الشرس في ممارسة الحكم بمئات المقالات المنشورة وتنبيه المجتمع العراقي إلى المخاطر الجمة المقترنة بنهج نوري المالكي وأتباعه في قيادة حزب الدعوة وقائمة دولة القانون وسياساته المدمرة لنسيج الشعب الوطني وروح المواطنة والتفاعل والتضامن الإيجابي بين أفراد المجتمع العراقي. وقد كتب المئات من الكتاب والإعلاميين المقالات والدراسات لكشف عورة هذه الشخصية المستبدة، وأعني بذلك وعيه الديني والمذهبي المشوه بالطائفية السياسة والشوفينية والحقد والكراهية والاستبداد. يكفي أن نتذكر تصنيفه السيئ والمشبوه للشيعة والسنة بالعراق إلى كونهم "أنصار الحسين وأنصار يزيد بن معاوية" حتى يومنا هذا!!!
كان نوري المالكي قد تنقل بالمجتمع من معركة سياسية إلى أخرى وأنتج المزيد من حالة الاصطفاف والاستقطاب الديني والطائفي والقومي الشوفيني ونشر الكراهية والأحقاد بين الناس بحيث أصبح العيش المشترك بين أتباع الديانات والمذاهب العديدة بالعراق، ومنها بغداد، أشبه بالمستحيل. ويكفي أن نقرأ لائحة الاتهام المهمة التي وجهها القاضي الأستاذ رحيم العگيلي ضد نوري المالكي لنتعرف على حجم الجرائم المرتكبة المتهم نوري المالكي وأعوانه وحجم الكارثة التي حلت بالعراق في العام 2014 على نحو خاص. (اقرأ اللائحة على هذا الموقع http://thejusticenews.com/?p=26747).
إن المالكي لم يرتكب أخطاءً فحسب، بل ارتكب، حسب تلك اللائحة ووأكثر من تلك اللائحة وعلى وفق ما أراه، جرائم بشعة ينبغي أن يقدم بموجبها للقضاء العراقي ومحاكمته بصورة عادلة, وبشكل خاص لما حصل بالفلوجة والرماد (محافظة الأنبار) وبتكريت وعموم صلاح الدين، ومن ثم بديالى وأخيراً بالموصل وعموم محافظة نينوى. وما تعرض له الإيزيديون والمسيحيون والشبك والتركمان وعموم أهل الموصل من جرائم إبادة جماعية وتطهير عرقي وثقافي وتدمير لحضارة العراق العظيمة.
حاول المالكي في هذا اللقاء، وهو يتحدث عن فشله وفشل كل الطبقة السياسية فشلاً ذريعاً، أن يعود إلى واجهة الأحداث السياسية ليقدم "النصائح" "وهو الفاشل فشلاً ذريعاً!!" للأمتين العربية الإسلامية ويدعوها لانتهاج السياسات التي مارسها قبل ذاك بالعراق. إن من يتصور حقاً بأن المالكي يعترف ولو بشكل متأخر عما قام به خلال فترة حكمه، فهو مخطئ ومخطئ جداً، فهذا الرجل مشوه فكراً وممارسة ولا يمكن أن يفهم ما جرى بالعراق والعواقب التي ترتبت على نهجه وسياساته الطائفية والشوفينية المقيتة. بل يعتبر ما جرى له لم يكن سوى "مؤامرة قذرة ضده!". وإذا كان يعي إنه كان سياسياً فاشلاً، فما كان عليه إلا أن يتخلى الآن وحالاً عن منصبه كنائب لرئيس الجمهورية وأن يختلي في مكان قصي أو يقدم نفسه إلى القضاء العراقي ويطالب بمحاكمته.
السؤال الذي يدور في بالي، كما شخصت ذلك في صدام حسين، هل إن هذا الرجل المدعو نوري المالكي، مصاب بجنون العظمة والنرجسية في آن واحد، وكلاهما، كما نعرف يقودان، شاء أم أبى، إلى السادية في السلوك العام وفي مواجهة من يعترض على شخصه وعلى سياساته ومن لا يقف خاشعاً خاضعا أمام عبقريته ومن لا يمجده كما فعي وما يزال يفعل بعض وعاظ السلاطين البائسين والطائفيين المقيتين!
استمعوا إلى تصريحاته كاملة في قناة اللقاء لتتعرفوا جيداً على شخصية نوري المالكي وماذا يريد الآن وهل سيبقى يتآمر من أجل العودة إلى الحكم ثانية. إنه الماسك حالياً بزمام الأمور في الحشد الشعبي حتى الآن وليس الدكتور حيدر العبادي، وما ترتكبه تلك الجماعات في الحشد الشعبي التي تأتمر بأمره ليس إلا عملية انتقام ممن يعتقد بأنهم كانوا السبب في إجباره على التخلي عن دورة ثالثة في الحكم، ويعني بهم أهلنا بالأنبار وصلاح الدين وديالى ونينوى، وهو ما ينبغي أن ينتبه له السيد رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي، وإلا فالمصيبة كبيرة لما يمكن أن يحصل في هذه المناطق بعد التحرير. بالأمس فقط نقلت وسائل الإعلام المحلية والدولية للعالم كله أخباراً خطيرة وأعمالاً شنيعة ومحزنة تثير غضب الإنسان لما جرى بتكريت بعد تحريرها من قطعان داعش المجرمين، بحيث وجد رئيس الوزراء نفسه مجبراً على إصدار أمر يقضي بإلقاء القبض على من يمارس التخريب والإساءة وغيرها بتكريت والمناطق الأخرى.
تجربة السنوات المنصرمة مع نوري المالكي تؤكد بما لا يقبل الشك بأن هذا الشخص ليس برجل دولة، بل هو جزء من المليشيات الطائفية المسلحة لا غير، وما لم ينتبه أعضاء حزبه والمتحالفون معه لطبيعة هذه الشخصية المتجبرة وأهدافها وأساليب عملها، فإنها ستقودهم جميعاً وتدفع بهم إلى طامة كبرى تذكرنا بما حصل لصدام حسين وحزبه وأعوانه.
5/4/2015 كاظم حبيب








#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل من أهمية بالغة لهيئة الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب با ...
- ألا يحتاج السيد رئيس الوزراء العراقي إلى رؤية أكثر موضوعية ح ...
- رسالة تحية وتهنئة في الذكرى الحادية والثمانين العطرة لتأسيس ...
- زيارة لمتحف تضاريس الإرهاب ببرلين
- حوار هادئ حول قضايا تمس حركة حقوق الإنسان العراقية
- هل تعرض المسيحيون للإبادة الجماعية والتطهير العرقي على أيدي ...
- فوز الصحفية الكردية الإيزيدية الشابة نارين خلف شمو بجائزة كل ...
- وحوش داعش يجتاحون العراق ويستبيحون المرأة الإيزيدية!!!
- هل يجوز التعامل على قاعدة صم بكم عمي أمام التصريحات الإيراني ...
- هل حقق نوري المالكي ما كان يسعى إليه؟
- لنعمل جميعاً من أجل تحرير المرأة الإيزيدية وبقية النساء العر ...
- هل ستنتصر إرادة الشعب في معركته العادلة ضد دعش وسواها؟
- الأجواء الحزينة والغاضبة لمؤتمر -الإبادة الجماعية والتطهير ا ...
- الأجواء الحزينة والغاضبة لمؤتمر -الإبادة الجماعية والتطهير ا ...
- الأجواء الحزينة والغاضبة لمؤتمر -الإبادة الجماعية والتطهير ا ...
- الأجواء الحزينة والغاضبة لمؤتمر -الإبادة الجماعية والتطهير ا ...
- الأجواء الحزينة والغاضبة لمؤتمر -الإبادة الجماعية والتطهير ا ...
- الأجواء الحزينة والغاضبة لمؤتمر -الإبادة الجماعية والتطهير ا ...
- هل تمارس المليشيات الطائفية الشيعية المسلحة ما تمارسه داعش ب ...
- دور العراق والمجتمع الدولي في التصدي لقوى الإرهاب بالعراق وم ...


المزيد.....




- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - هل يمكن أن يصحو ضمير نوري المالكي؟