أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الغاء عقوبة الاعدام - صبيحة شبر - أحرام أم حلال؟














المزيد.....

أحرام أم حلال؟


صبيحة شبر

الحوار المتمدن-العدد: 1329 - 2005 / 9 / 26 - 11:17
المحور: الغاء عقوبة الاعدام
    


عمر كامل ضاع بين سجن ومعتقل ، تعذيب وإهانات فوق مستوى الاحتمال ، صنوف من الحرمانات المتلاحقة ، المتكررة ، والتي لا تعرف التوقف ، نفي في بقاع الأرض المختلفة ، حرمان من أبسط الحقوق الإنسانية ، التي لايمكن الجدال بشأنها ، لايمكن أن تتكلم ، لاتتكتب ، وان كتبت لا أحد ينشر لك ، الكل يقاطعك ، وكأنك البعير الأجرب المطلي بالقطران
لا أحد يشغلك في بلاد المنفى التي التجأت إليها ، فكيف تنافس أهل البلاد وهم في أزمة عمل ؟ وان أثبت مهارتك في مكان معين ، فأنهم يمنحونك راتبا لا يفي بحاجاتك الإنسانية ، وحاجات أفراد أسرتك وتوفير الضرورات من طعام وشراب ودواء
ان ابتعت لباسا ، فانك تفضل حتما ، ان تذهب إلى أسواق البالة ، عندهم فقط مطلبك ، تعمل النهار كله ، وراتبك لا يسد حاجاتك الأساسية ، تضطر لإشباع مطالبك الى الاشتغال طوال النهار ، وجزء من الليل ، تصبح مجنونا ، كالثور العامل في النواعير ، تجري وتجري وعيناك معصوبتان
تحاول ان تعمل عندهم ، فماذا بامكانهم ان يفعلوا لك ؟ لا يستطيعون أن يقتلوك مثلا كما يفعلون مع أهلك في داخل البلاد ، يرحبون بمقدمك ، قائلين أنك كفاءة ، وانك فاهم لمناهجهم ، مستوعب لها ، وبدلا من رفع راتبك ، يخفضونه ،، وكنت تستطيع ان تثبت جدارتك في مهنتك ، فاذا بهم يعلمون أولادهم ان يثيروا الشغب أمامك ، وآنت صامت ، ما بمقدورك ان تفعل ؟
وأنت في هذا التيه ، تأتيك أنباء مفزعة من وطنك الذي تعشقه باستمرار ، أنهم اعدموا اخاك واختك ، ورملوا اخاك الثاني ، وأثكلوا شقيقتك ، وأمك الحنون تموت كمدا هي الأخرى ،وأنت مذهول ، تتساءل لماذا ؟ وأنت متأكد أنهم أبرياء لم يفعلوا شيئا
تحاول ان تكون اخرس ، لا تتكلم ، تسمع دون ان تتفوه بكلمة ، تأتيك الاتهامات انك تخاف ، وأنك حتما تدبر شيئا أثيما ، مخيفا ، مرعبا ، لا تدافع عن نفسك ، لأنك واثق ان دفاعك لن يجدي شيئا ، أنت مذموم متهم ، مدان
تتغرب ، تعاني ، تحيا منبوذا ، لا احد يسأل عنك ، او يهتم بك ، او يرفع سماعة الهاتف ليطمئن على سلامتك ، ولكنك اذ تعرف ان اهلك يمتازون بالعطف والحنان وان أصدقاءك لا يحيون حياة طبيعية ، كما انك لاتحيا ، تجد لهم أعذارا
وأنت بالرغم من كل المصاعب متفائل ، نؤمن تمام الإيمان أن الغد آت ، تأتيك الأخبار دائما ان محاولات عديدة تجري لاستبدال محنتك بمحنة أخف وطأ ، تعرف أخيرا أن أمريكا مصممة على التغيير ، فهي تريده الآن ، تفرح بالنبأ ، يمكن أن تتنفس ، ستقدر على الكلام كبقية أبناء جنسك ، فرحتك لاتتم ، تتعاون اياد كثيرة ، لوأدها داخلك ، سيارات مفخخة ، انفجارات ، عبوات ناسفة ن أحزمة ، فدائيون يرغبون بالعشاء مع النبي بدمك ، وأنت الضحية دائما
تتساءل وأنت في حيرة من أمرك ، لماذا أكون كبش الفداء أبدا ؟ ماذا جنيت ؟ وما اقترفت يداي ؟ فلا تلق جوابا ، الذي تعرفه ان الجميع يرغب بالتضحية بك ، تتساءل مرات ومرات : ومن المسئول عن كل هذه المجازر التي تحدث ؟ من المسئول عن غربتي وغربتك ، عن ضياع العمر الجميل في المنافي والحرمان ؟ من المسئول عن إصابتنا بالقرحة والكآبة
والأمراض النفسية المختلفة ؟ أليس المسئول يستحق العقاب على فعلته ؟ أليس الجزاء من جنس العمل ؟ لماذا يبيد آلاف الناس ، ويهجر الملايين ، ويعذب ويهين ، ويسلب ، ثم يعفى من العقاب ، عاقبوا بالإعدام من سلب حيوات الملايين من البشر وشوههم ونفاهم وجعلهم يعانون في طول الأرض وعرضها ، ثم الغوا حكم الإعدام بعد ذلك

صبيحة شبر



#صبيحة_شبر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نوع من العنف مسكوت عنه
- الايجابي والسلبي في الاديان
- ثرثرة حول حقوق المرأة
- الامثال والحكم يمثلان الطبقة الحاكمة
- الوشاية : قصة قصيرة
- رسالة الى صديقتي المقتولة
- الطاعون : قصة قصيرة
- استاذتي .... ماعاد لك : قصة قصيرة
- البناية
- سطو : قصة قصيرة
- ساق للبيع


المزيد.....




- سلام وجراندي يشددان على أهمية توفير الظروف الملائمة لعودة ال ...
- لاكروا يؤكد سعي الأمم المتحدة الجاد لضمان تمديد مهمة اليونيف ...
- الأمم المتحدة تحذر من ظهور بؤر مجاعة في اليمن خلال الأشهر ال ...
- فرنسا: نشر 4 آلاف عنصر أمن في -عملية تفتيش وطنية- لاعتقال ال ...
- مسئول إيراني يعلن اعتقال 24 جاسوسا إسرائيليا غرب طهران
- ممثلو عملية التشاور العربية: قضية اللاجئين جوهر القضية الفلس ...
- الأمم المتحدة: أكثر من مليوني سوري عادوا إلى مناطقهم الأصلية ...
- رايتس ووتش: -اللعبة الجميلة- في خطر بسبب سياسات الهجرة الأمي ...
- تقرير أممي عن انتهاكات حقوق الإنسان بإريتريا ومناخ القمع الم ...
- الأمم المتحدة: أكثر من مليوني سوري عادوا إلى ديارهم منذ ديسم ...


المزيد.....

- نحو – إعدام! - عقوبة الإعدام / رزكار عقراوي
- حول مطلب إلغاء عقوبة الإعدام في المغرب ورغبة الدولة المغربية ... / محمد الحنفي
- الإعدام جريمة باسم العدالة / عصام سباط
- عقوبة الإعدام في التشريع (التجربة الأردنية) / محمد الطراونة
- عقوبة الإعدام بين الإبقاء و الإلغاء وفقاً لأحكام القانون الد ... / أيمن سلامة
- عقوبة الإعدام والحق في الحياة / أيمن عقيل
- عقوبة الإعدام في الجزائر: الواقع وإستراتيجية الإلغاء -دراسة ... / زبير فاضل
- عقوبة الإعدام في تونس (بين الإبقاء والإلغاء) / رابح الخرايفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الغاء عقوبة الاعدام - صبيحة شبر - أحرام أم حلال؟