أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جورج كتن - معن بشور والتكامل القومي مع الإرهاب الصدامي والأصولي















المزيد.....

معن بشور والتكامل القومي مع الإرهاب الصدامي والأصولي


جورج كتن

الحوار المتمدن-العدد: 1328 - 2005 / 9 / 25 - 13:48
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


معن بشور من بقايا مجموعة الرموز العربية للعهد الصدامي من سياسيين وإعلاميين عرب أمثال: عطوان وشبيلات والبكري وحسيب ...، التي تحالفت مع النظام العراقي السابق، واستمرت في الدفاع عنه رغم اتضاح مدى الضرر الذي ألحقته سياساته بالعراق والمنطقة، وما سببته من كوارث طالت المواطنين من كافة الفئات.
بشور بشكل خاص يراهن على عودة البعث للحكم في العراق، ليستمر في دعم المؤتمر القومي العربي الذي يترأسه، فمصلحته تقتضي معاداة العملية السياسية الديمقراطية الجارية في العراق، ففي مقاله "فراريج العراق" المنشور –بالنهار, 12 أيلول- يعتبر أن الغرض الحقيقي للعملية "مساعدة الرئيس بوش على مواجهة المعارضة المتصاعدة لسياسته في العراق", متجاهلاً ما يجري من تطبيق لبرنامج مجلس الأمن حسب قرار 1466 الذي حدد مراحل العملية, التي وصلت حالياً للتحضير للاستفتاء على الدستور منتصف الشهر القادم، لتليها انتخابات لمجلس تشريعي حسب بنود الدستور الجديد.
يفضل بشور تجاهل القرارات الدولية لأنه يعتبرها مجرد استنساخ لقرارات الكونغرس الأميركي عندما تأتي مخالفة لتصوراته, كما في القرارات حول العراق ولبنان وسوريا والسودان، بينما يتمسك بالشرعية الدولية فيما يخص المسألة الفلسطينية ويطالب بالضغط على إسرائيل لتطبيقها.
ولكي يقلل بشور من أهمية العملية السياسية العراقية كان لا بد له من تجاهل خروج 8.5 مليون ناخب من شتى أنحاء العراق, عدا المناطق الموبوءة بالمسلحين, للمشاركة في انتخاب ممثليهم للجمعية الوطنية, وهي مشاركة تمت بكثافة رغم التهديدات الإرهابية بقتل أي مرشح أو مقترع, مما شكل انتصاراً كبيراً للشعب العراقي الذي أثبت جدارته بالديمقراطية التي حرم منها لعقود طويلة.
يكتفي بشور عند ذكر هذه الانتخابات التاريخية بأنه "شارك فيها عراقيون" –دون ال التعريف- " ظانين أنها ستقودهم إلى خروج الاحتلال" فخاب ظنهم, متجاهلاً أن خروج الاحتلال مرهون باستكمال العملية السياسية وبتزايد الاعتماد على القدرات العراقية لمواجهة الإرهابيين دون الحاجة لمساعدة القوات متعددة الجنسية. وحسب قرار مجلس الأمن فالحكومة العراقية المنتخبة مخولة طلب خروج القوات في الوقت الذي تراه مناسباً, وهذا أمر يعلمه العراقيون الذين شاركوا في الانتخابات. وحتى الأقلية التي قاطعت عادت للاعتراف بخطأها، وبأنها ستشارك في الاستفتاء والانتخابات القادمة. ولم يبق معارضاً للعملية السياسية سوى بقايا البعث والزرقاويين والمتضررين العرب من قيام نظام ديمقراطي وبشور.
وليدلل على صحة موقفه يسوق حججاً واهية من قبل أن الحكومة العراقية الحالية تشكلت بعد تعثر! أو أن أحزاباً ووجوهاً شاركت في العملية السياسية سابقاً اعترضت على ما يحصل! فهو رغم إعلانه عن نفسه كعروبي "ديمقراطي" يتناسى أن الاعتراض أو عدم الاشتراك حق ديمقراطي, فقد اعتاد على القرارات الجماعية الفورية للأنظمة الاستبدادية التي لا تقبل بمشاركة أطراف مختلفة لكي لا "تتعثر" قراراتها التي يصدرها فرد وينفذها الجميع.
يلجأ بشور لمخيلته ليقول أن الدستور ستسقطه "المقاومة" كما أسقطت مشاريع سابقة، أي كما فشلت عملياً في منع الانتخابات السابقة, وإذا بدا الاستناد إلى المخيلة ضعيفاً يخمن بشور أنه يمكن "إسقاط الدستور عبر الاستفتاء ذاته إذا أجمعت القوى المناهضة للاحتلال على المشاركة في التصويت", دون أن ينتبه إلى أن المشاركة التي يتحدث عنها هي جزء من العملية السياسية التي يسفهها ويعتبرها, متناقضاً مع الوقائع, منافية لإرادة الشعب.
من الواضح أن بشور متفائل بانتصار مجاهدي المقاومة البعثية الزرقاوية، مما جعل الخروج من المستنقع العراقي "الشغل الشاغل للإدارة الأميركية "، علماً أنه يفضل في أمكنة أخرى وحسب الحاجة, أن يقول أن أميركا عازفة عن الانسحاب من العراق–مداخلة ندوة جريدة البعث, أيلول2004-. و"المقاومة" برأيه حركة شاملة لكل العراق, يبرئها من أعمالها الإجرامية كقتل المدنيين والهجمات على المساجد والحسينيات والكنائس...، فقوات الاحتلال هي التي تقتلهم؟! والزرقاوي برأيه غير موجود. والمقاومة أنهكت قوات الدولة الأعظم وستغير موازين القوى ليس في العراق والمنطقة فحسب بل في العالم بأسره !! ولا بأس من تأكيد ذلك بأرقام خيالية عن 50 ألف جريح من القوات الأميركية!! ومن إظهار بوش بلا إرادة وأن النصائح الإسرائيلية المسمومة هي التي قادته للحرب وتبقيه في العراق!!
والمقاومة برأيه لم تعد تنظيمات بل "يقودها تنظيم محوري"، دون تحديده. ويحق لنا أن نستنتج أنه يقصد حزب البعث إذ أنه يمدحه في مقالات متعددة كحزب عريق يضم الملايين من الأعضاء، والحرب ضده هي حرب صهيونية كما كانت ضد عبد الناصر وضد الحركات الإسلامية المجاهدة. ويسعى لتنظيفه من جرائمه، فيقول في فضائية الجزيرة إن ضحايا صدام في مذابح الشمال والجنوب "يستحقون القتل لأنهم خونة". ويتحسر على العراق الذي كان برأيه آمناً في ظل صدام, متناسياً تسببه بثلاث حروب كارثية وعبثية، فالأمن المغمس بدماء الشعب أفضل إنتاج لأنظمة الاستبداد العربية.
ولا يمكن أن نلومه لتأييده النظام السابق، الذي رغم فاشيته رفع الشعارات التي تغنى بها بشور في المؤتمرات القومية التي يرأسها, حيث تجد الأحلام القومية من يدغدغها، إذ يمكن تجميلها بمفاهيم "ديمقراطية" دون التوقف عن مديح الأنظمة الاستبدادية "القومية", فالعراق قبل سقوط البعث, برأي بشور, حقق انتصاراً في بناء قاعدة تكنولوجية وعلمية!!
وهو يشيد بدور سوريا الإقليمي والقومي وبالوجود السوري في لبنان، ويرى أن " ليس هناك أي شكوى حول هذا الوجود" !!–من مداخلة ندوة البعث-, متجاهلاً المظاهرات التي نظمتها أحزاب لبنانية ضد الوجود السوري خلال السنوات الأربع المنصرمة, والمعارضة الواسعة لفرض التمديد السوري للحود، قبل أن تنفجر "شكوى" الملايين بعد اغتيال رفيق الحريري، التي كان من الممكن أن يتنبأ بها سياسي محنك مثل بشور, لولا انحيازه للأنظمة "القومية" الاستبدادية، ودفاعه عنها مع اعترافه الخجول بشوائب لحقت بممارساتها.
وعندما يعي بشور ضعف التمسك بالأحلام القومية وصعود "الصحوة الإسلامية"، فإنه يندفع للمساهمة في بلورة "العلاقة التكاملية بين العروبة والإسلام", ففي مقال له لنفي سقوط الفكر القومي العربي، يتبنى مقولة عفلق: "العروبة جسد روحه الإسلام", ويعتبر العلاقة التكاملية بينهما عنصر التوحيد الرئيسي في المنطقة، ولا يستثني من أفضالها غير المسلمين إذ يقحمهم في اعتبار الإسلام ثقافة وحضارة لهم، دون أخذ موافقتهم على هذه المقولة التضليلية.
كما ينفي بشور الظلامية والتخلف عن التيارات الإسلامية، وهو في تكامله معها متأكد أن الشعب الباكستاني سيرد على اللقاء الباكستاني- الإسرائيلي مؤخراً، وربما تلبي الحركات الجهادية الباكستانية دعوته هذه للعمل. ويساهم بشور في مؤتمرات قومية-إسلامية مشتركة، ليصل إلى رفض عزل المعركة في العراق عن "بعدها الإسلامي" كعنصر تعبئة وحشد, وبذلك يمهد لقبول "مجاهدي" قطع الرؤوس والسيارات المفخخة وفسطاط الكفر وتصفية الروافض...كأبطال مقاومة، ففي مرحلة انحطاط الفكر القومي يمكن الإقدام على تجريده من علمانيته للتحالف مع قوى الجريمة المنظمة والإرهاب الأصولي بالاعتماد على التنظير للتكامل بين العروبة والإسلام.
نأمل إلا تنجرف أطراف الحركة القومية العربية إلى مواقف بشور، فإن تجديد الفكر القومي ومراجعته لمنع أفوله النهائي لا يكون بإلباسه ثوباً ديمقراطياً مع الاستمرار في تأييد الأنظمة الاستبدادية والقوى الأصولية الإرهابية، وتشويه العملية السياسية الديمقراطية الجارية في العراق بحجة مقاومة المحتل.



#جورج_كتن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فهمي هويدي وغلاة الكرد
- وداع العروبة
- الطالبانية في مواجهة الحداثة
- الإرهاب في مواجهة الحداثة
- ماذا تريد حماس من هجماتها المسلحة على السلطة الفلسطينية؟
- حزب الله، ماذا يقاوم؟
- الازدواجية في ديمقراطية جماعة الإخوان السورية
- فصائل فلسطينية ترفض مشروع -سيفيتاس-
- حركة -كفاية- المصرية تتجاوز الأحزاب الأيديولوجية
- حقوق الأقليات في رؤية الإخوان المسلمين السورية
- نقد بقايا الأيديولوجيا ومفاهيم الحرب الباردة في وثائق حزب ال ...
- الهولوكوست اليهودي : حقيقة أم أسطورة
- حتى لا يكون المؤتمر القطري الأخير
- المجزرة الأرمنية المنسية في ذكراها التسعين
- هل يتسارع الإصلاح السوري السلحفاتي؟
- هواجس معارضين سوريين وعقدة عدم الاستقواء
- انعطافات هامة في حياة الأيزيديين
- الربيع السياسي السعودي
- الزلزال اللبناني - كرة الثلج الديمقراطية
- لكي لا تتكرر أحداث القامشلي


المزيد.....




- اكتشاف ثعبان ضخم من عصور ما قبل التاريخ في الهند
- رجل يواجه بجسده سرب نحل شرس في الشارع لحماية طفلته.. شاهد ما ...
- بلينكن يصل إلى السعودية في سابع جولة شرق أوسطية منذ بدء الحر ...
- تحذير عاجل من الأرصاد السعودية بخصوص طقس اليوم
- ساويرس يتبع ماسك في التعليق على فيديو وزير خارجية الإمارات ح ...
- القوات الروسية تجلي أول دبابة -أبرامز- اغتنمتها في دونيتسك ( ...
- ترامب وديسانتيس يعقدان لقاء وديا في فلوريدا
- زفاف أسطوري.. ملياردير هندي يتزوج عارضة أزياء شهيرة في أحضا ...
- سيجورنيه: تقدم في المحادثات لتخفيف التوتر بين -حزب الله- وإس ...
- تواصل الحركة الاحتجاجية بالجامعات الأمريكية للمطالبة بوقف ال ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جورج كتن - معن بشور والتكامل القومي مع الإرهاب الصدامي والأصولي