أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - أكلة الجوز الفارغ














المزيد.....

أكلة الجوز الفارغ


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 4775 - 2015 / 4 / 12 - 16:58
المحور: الادب والفن
    


جميل السلحوت:
بدون مؤاخذة-أكلة الجوز الفارغ
"في الصّدق نجاة" هكذا قال العرب من غابر الأزمان، فهل يتوخّى أبناء هذا العصر الصّدق في حياتهم؟ فالكذب مذموم عند جميع الشّعوب، ومن اللافت أنّ كثيرين من "المبدعين" والسّياسين والتّجار والموظفين وغيرهم يتعمّدون الكذب في حياتهم، ظنّا منهم بأنّ ذلك يرفع شأنهم، فينسبون لأنفسهم أشياء ليست فيهم ولم يعيشونها، فهم يتنكّرون لماضيهم وظروف الحرمان والبؤس التي عاشوها، ويزعمون بأنّهم ولدوا وملعقة ذهبيّة في فم كلّ منهم، مع أنّهم ولدوا في ظروف فقر وحرمان مبكية، ولا يدرون أنّ إنكارهم لمرحلة من حياتهم هو شطب لكفاحهم وجدّهم في هذه الحياة، أو هو إثبات دون أن يدروا على أنّهم وصلوا ما وصلوا إليه بالمحسوبيّات أو بفعل غيرهم...وقد انتبهت حكمة الشعب لمثل هؤلاء، فالمثل يصفهم بأنهم" مثل اللي ياكل جوز فارغ" أيّ أنّهم شكل بلا مضمون. ولو أنّهم يقولون الصّدق لكان ذلك زينة يتحلّون بها، "فحبل الكذب قصير" وسريعا ما ينكشف الكذب، فيهوي الكاذب إلى الحضيض مهما تظاهر بالرّفعة.
وممّا يروى أن شخصا أساء لأحدهم بقوله:" الله يلعن أبوك اللي مات من الجوع!...فردّ عليه: الله يلعنه اذا لقي ما ياكله ومات جائعا...لكنّ اللعنة تحلّ على أبيك الذي مات تخمة من الرّزق الحرام"! فالفقر ليس عيبا تماما مثلما هو الغنى ليس مفخرة. وممّا يروى أنّ الشّاعر الأمويّ جريرا مرّ بوالد الفرزق يرضع الحليب من ثدي ماعز، فهجا جريرٌ الفرزدقَ واصفا أباه بالقرد الذي يرضع من الحيوانات الأخرى! فردّ عليه الفرزدق مفاخرا بأبيه بقصيدة طويلة جاء فيها:
أولئك آبائي فجئني بمثلهم *** إذا جمعتنا يا جرير المجامع
فهل أكْلُ الجوز الفارغ يسمن أو يغني من جوع؟
ومّما ينسب للامام عليّ قوله:
كن ابن من شئت واكتسب أدباً*** يُغْنِيكَ مَحْمُودُهُ عَنِ النَّسَبِ
فليس يغني الحسيب نسبته*** بلا لسانٍ له ولا أدب
إن الفتى من يقول ها أنا ذا*** ليسَ الفَتَى مَنْ يقولُ كان أبي
ومن الصّدق اللافت ما كتبه الرّوائيّ السّوري العربيّ الكبير حنّا مينا في كتابه"كيف حمت القلم" وما كتبه الرّوائيّ الروسيّ في كتابه"طفولتي" حيث كتبا عن الحرمان والبؤس والحرمان الذي عاشاه في طفولتهما، فهل نتعلم منهما وممّن هم على شاكلتهما؟
12-4-2015



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدّراية ثورة في الفكر الدّيني
- يوميّات الحزن الدّامي-لقاء
- استشهاد جعفر عوض يدقّ ناقوس الخطر
- ديوان أجنحة الأنين في اليوم السابع
- مخيم اليرموك والجريمة المستمرّة
- بدون مؤاخذة- يعقوب زيادين والمرحلة
- ريتا عودة في ندوة اليوم السابع
- قصّة-فهمان وحسّان-والعنصريّة
- كتاب -أغرب زواج- في اليوم السّابع
- بدون مؤاخذة- انظروا إلى أفعال نتنياهو
- جمعة السّمّان يكتب عن أغرب زواج
- ريتا عودة تختزل الرّواية بقصيدة
- رواية لفح الغربة في اليوم السابع
- ريتا عودة وجنون اللغة
- رواية لفح الغربة والأهداف النّبيلة
- الرواية الفلسطينية لوحيد تاجا في اليوم السابع
- بدون مؤاخذة- القائمة الانتخابية المشتركة
- الانتخابات الاسرائيلية والتطبيل للحرب
- بدون مؤاخذة-داعش وليدة الهزائم
- حصاد جميل السلحوت في اليوم السابع


المزيد.....




- -أعرف مدى دناءة دونالد ترامب-.. جيفري إبستين في رسالة عن قضي ...
- قمر كوردستان
- الشارقة... عاصمة الكتاب وروح اللغة
- الفنان المغترب سعدي يونس : مثلت مع مائدة نزهت، وقدمت مسرحية ...
- لبنان.. تقليد الفنان صلاح تيزاني -أبو سليم- وسام الاستحقاق
- فيلم -ذا رَننغ مان-.. نبوءة ستيفن كينغ تتحوّل إلى واقع سينما ...
- -العطر والدولة- لكمال القصير يبحث في تناقضات وتحولات الوعي ا ...
- مؤسسة منتدى أصيلة تفوز بجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون ...
- فيلم ”نسور الجمهورية” في مهرجان ستوكهولم السينمائي
- هل انتهى عصر الألعاب حقًا؟.. الشاشات هي العدو في الإعلان الت ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - أكلة الجوز الفارغ