أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جورج حداد - الحكومة الثورية اليونانية تنتقل من الدفاع الى الهجوم















المزيد.....

الحكومة الثورية اليونانية تنتقل من الدفاع الى الهجوم


جورج حداد

الحوار المتمدن-العدد: 4773 - 2015 / 4 / 10 - 14:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان انتصار اليسار الراديكالي في الانتخابات النيابية الأخيرة في 25 كانون الثاني الماضي في اليونان لم يكن فقط بسبب فشل الحكومات السابقة في حل الازمة المالية والاقتصادية التي تتردى فيها البلاد، والا لكان الناخب اليوناني منح صوته لما يسمى "اليسار المعتدل" الذي يسير في اذيال الاحتكارات الأوروبية التي تسيطر الى الان على الاتحاد الأوروبي. فقد انتسبت اليونان الى حلف الناتو سنة 1952، والى الاتحاد الأوروبي سنة 1981، ومع ذلك ظلت اليونان تعامل معاملة "الطير الغريب في السرب". وحينما حدث الانقلاب العسكري في اليونان سنة 1967 تم ذلك بتدخل من المخابرات المركزية الأميركية، وحينما قام الجيش التركي باحتلال شمال قبرص في 1974 وقتل الاف الأبرياء وطرد اكثر من 200 الف يوناني من بيوتهم، وقسم الجزيرة ومنع وحدة اليونان وقبرص، تم ذلك بصمت مطبق وتأييد ضمني من قبل الناتو والاتحاد الأوروبي. واقتصر دور الأمم المتحدة على "الاشراف الفني" على تقسيم الجزيرة اليونانية (قبرص). وطوال المرحلة السابقة، بعد الحرب العالمية الثانية، كان هناك دائما "علاقات باردة" مع اليونان وما يشبه "خطة سرية" لابقاء اليونان ضعيفة و"تحت السيطرة" نظرا لموقعها الجيوستراتيجي الحساس الذي يتحكم ببحر ايجه، وبالتالي يتحكم بمخارج ـ مداخل مضائق الدردنيل والبوسفور ذات الأهمية الاستثنائية، ستراتيجيا واقتصاديا وسياسيا.
"مجزرة بيضاء" ضد الشعب اليوناني
والازمة المالية والاقتصادية الحالية هي امتداد او جزء مكمل لتلك "الخطة السرية". وتأكد ذلك بالاخص في الحلول التي تطرحها "ترويكا" الدائنين الخارجيين (صندوق النقد الدولي، البنك المركزي الأوروبي واللجنة الأوروبية) والتي تتمحور حول ما يسمى "الإصلاحات" التي تنص على التقشف (تخفيض الأجور والمعاشات التقاعدية والخدمات الصحية والتعليمية والبلدية)، والخصخصة وتصفية القطاع العام، وزيادة الضرائب غير المباشرة على السلع والخدمات والعقارات. أي عمليا ارتكاب "مجزرة بيضاء" ضد الشعب اليوناني، باجبار غالبية السكان القادرين على العمل وخصوصا الشبان على مغادرة اليونان والهجرة الى أي بلد اخر بحثا عن لقمة العيش.
خطة "دعوشة"اليونان
وفي الوقت ذاته (وبتنسيق سري مع الناتو والمخابرات الأميركية والألمانية والانجليزية) تعمل تركيا على تسريب مئات الالاف من اللاجئين البائسين من الشرق الأوسط، الذين يتم عبرهم تسريب جيش "داعشي" كامل، مدرب ومسلح وممول تماما، الى داخل اليونان، تمهيدا لاشعال الفتن الاتنية والدينية في اليونان المستضعفة، والسيطرة والتسلط على الشعب اليوناني الصغير والفقير والضعيف، والعمل على ضم اليونان الى تركيا، من ضمن خريطة "تركيا الكبرى" التي نشرتها الصحف التركية منذ اكثر من سنة، والتي تضم ـ فيما تضم ـ كامل الأراضي اليونانية وقبرص، وذلك في انسجام تام مع الوعود التي اطلقها رجب طيب اردوغان اثناء حملته الانتخابية للرئاسة، والتي قال فيها انه ينبغي ان نستعيد ما سماه "ارض اجدادنا" وكانت اليونان على رأس القائمة.
"فلسطين"جديدة... يونانية!
أي ان هذا المخطط كان يقضي بتنفيذ نسخة جديدة من التراجيديا الفلسطينية، أي إبادة الشعب اليوناني وإزالة اليونان عن الخريطة، وتتريكها او حتى "دعوشتها"، تماما كما يجري تنفيذ خطة إبادة الشعب الفلسطيني وازالة فلسطين عن الخريطة، وأسرلتها وتهويدها. مع فارق "بسيط!" هو ان وحشية احفاد "الفاتحين العثمانيين" ووحشية الدواعش تفوق وحشية اليهود، وان "دولة إسرائيل" تبدو "رحمة الهية" امام "دولة داعش".
ازمة وجود وطني وقومي
وبكلمات أخرى ان حزب "سيريزا" الراديكالي اليساري، بزعامة ألكسيس تسيبراس، يدرك تماما ان اليونان تواجه ازمة وطنية عامة، لن نخطئ اذا سميناها: ازمة وجود وطني وقومي: تكون اليونان، او لا تكون!
إزالة اليونان هو زلزال يقوض البنيان الحضاري العالمي
وهنا لا يسعنا سوى لفت النظر والتأكيد ان المخطط القديم ـ الجديد (الصليبي ـ اليهودي ـ العثماني (قديما) ـ الأميركي ـ الناتوي ـ التركي ـ اليهودي (حديثا) ) لإزالة اليونان، انما يمثل زلزالا لتقويض جميع القيم الأخلاقية للمجتمع البشري ولتدمير بنيان الحضارة الإنسانية برمتها، التي يعتبر الشعب اليوناني (الى جانب الاقباط والفينيقيين والاشوريين واليمنيين الاقدمين) احد اكبر بناتها ورموزها. واذا ما امكن لهذا المخطط ان ينجح فإن جميع شعوب العالم المتحضر ستندرج على "اللائحة" واولها الان الشعوب العربية والبلقان وأوروبا الشرقية.
الازمة المالية مظهر للازمة الوطنية
وان الازمة المالية والاقتصادية في اليونان ما هي سوى مظهر جزئي للازمة الوطنية العامة. وبالتالي فإن الجماهير الشعبية اليونانية، ذات التقاليد العريقة في الكفاح ضد الفاشستية والرأسمالية والملكية والدكتاتورية العسكرية، والتي انفضحت امامها تماما جميع الأحزاب الموالية للغرب، بمختلف الدرجات والتلاوين، قد أعطت اصواتها للحزب الثوري الرئيسي في المرحلة الراهنة في اليونان، ليس لاجل تشكيل "فريق تفاوضي" اكثر مرونة واكثر "شطارة" واكثر قابلية للنجاح في المحادثات مع الترويكا والدائنين الخارجيين مجتمعين ومنفردين. بل فاجأت العالم بإعطاء اصواتها لحزب سيريزا الثوري من اجل التصدي لازمة الوجود الوطني والقومي لليونان والشعب اليوناني.
ومن اجل النجاح في المهمة التاريخية الملقاة على عاتقه، يتوجب على الحزب (وحكومته) الان:
المناورة لكسب الوقت
1ـ التفاوض المرير مع "الترويكا" والمجموعة الأوروبية والدائنين الخارجيين الرئيسيين، من اجل التوصل الى حلول مقبولة ولو على مضض، ومهما كانت جزئية ومؤقتة، لمنع خروج او اخراج اليونان من منطقة اليورو، ووقوع حرب اقتصادية بين الطرفين، تعجل في تفجير الأوضاع الاجتماعية والسياسية في اليونان، مما يقضي تماما على أي امل للدائنين الخارجيين باستعادة أي جزء من "مساعداتهم!" السابقة للاقتصاد اليوناني المنهار.
أوروبا تنسى تاريخها القريب والبعيد
2ـ ان المفاوضات، التي يشارك فيها شخصيا الزعيم الوطني ورئيس الحكومة الكسيس تسيبراس، هي مناسبة جيدة جدا لتذكير جميع المسؤولين الأوروبيين والمجتمع المدني في أوروبا بأسرها، ان الحسابات المالية الصرف (القائمة فقط على موازنة حساب الربح والخسارة ـ ماليا) ليست دائما هي الطريقة المناسبة لحل الخلافات والأزمات المالية الكبرى التي تتخذ طابعا وطنيا واجتماعيا شاملا. ففي اعقاب الحرب العالمية الأولى فرضت الدول المنتصرة على المانيا عقوبة ما سمي "تعويضات الحرب". ولم يعد يهم تلك الدول سوى استحلاب المانيا المغلوب على امرها. فانهار الاقتصاد الألماني وعمت البطالة والتضخم، وصار سعر المارك الألماني لا يساوي سعر الورق الذي يطبع عليه. وامام انسداد افق الحل الاشتراكي للازمة العامة في المانيا، بفعل خيانة قادة "الاشتراكية الدولية" التي تسيطر احزابها الان على القسم الأكبر من أوروبا، انفتحت الطريق لظهور النازية تحت شعارات "الانتقام" و"المانيا فوق الجميع"، وتحول المجتمع الألماني الى مجتمع عسكري حاقد على الجميع، مما ساعد الاحتكارات الألمانية والعالمية في اشعال الحرب العالمية الثانية للقضاء على الاتحاد السوفياتي ونهب الثروات الروسية وإعادة تقسيم العالم بين الضواري الاستعمارية.
الحريق في أثينا يمكن ان يقضي على أوروبا وأميركا معا
3ـ كما ان المفاوضات ستكون مناسبة لتوجيه التحذير قبل فوات الأوان لجميع قادة أوروبا وأميركا والناتو خاصة، وقادة العالم عامة، ان اندلاع الحريق في اليونان سيؤدي حتما الى انفجار "برميل البارود" البلقاني، وانفجار الكيان المصطنع للدولة الفاشستية المصطنعة ( العصرية او الدينية) المسماة تركيا، والقائمة فوق جماجم اليونانيين والبلغار والتراقيين والارمن والاكراد والاشوريين والسريان والعرب الاخرين. وان هذا الانفجار يمكن ان ينتقل فورا الى القوقاز، ومنه الى روسيا، عبر العلاقة الناتوية ـ الداعشية الممتدة من تركيا الى جورجيا الى الشيشان الى داخل روسيا. وبما ان المسبب الأول للحريق سيكون الترويكا ومطالبها التعجيزية ـ الاذلالية التي يرفضها الشعب اليوناني، فإن إشعال الحريق ومساره سيكون من الأول للاخر من "نظم وتلحين" المخابرات الأميركية والناتوية والإسرائيلية والتركية. وفي هذه الحالة الواقعية والملموسة فإن روسيا ستعتبر عن حق ان ما يجري هو تهديد لامنها القومي وهو تحضير للعدوان المباشر عليها. وفي هذه الحالة فإن القائد الكسيس تسيبراس، ذا التوجه الغيفاري والثقافة الأيديولوجية التروتسكية، لن يفوته ان ينبه قادة الناتو وأوروبا وأميركا: أولا، انه لا يقف على رأس الاتحاد السوفياتي (وبالتالي روسيا) الان الخائن يوسف ستالين (الشوفيني الكارتفيلي، عميل اليهودية العالمية، الذي كان يكن حقدا عميقا لروسيا) الذي وقع معاهدة "عدم الاعتداء" مع هتلر سنة 1939، والذي حينما كان هتلر يحضّر لمهاجمة روسيا بالحرب الصاعقة، كان هو "مشغولا" بإعدام عشرات الاف المارشالات والجنرالات والضباط السوفيات من اجل تفكيك وبلبلة الجيش السوفياتي وتسهيل توجيه الضربة الأولى الساحقة لروسيا على يد الهتلريين. بل ان الذي يقف على رأس روسيا الان هو قيادة سياسية ـ عسكرية ـ ارتودكسية، روسية قومية حقيقية. وقد أعلنت هذه القيادة على رؤوس الاشهاد انها لن تسمح في أي حرب قادمة ان تتلقى روسيا الضربة الأولى كما حدث في حزيران 1941، وانه لدى ظهور أي بادرة نية عدوان ستكون روسيا سباقة الى توجيه الضربة الصاروخية ـ النووية الأولى. وهذا يعني انه قبل ان يحك قادة الناتو رؤوسهم ليفكروا من اين يبدأون بضرب روسيا الشاسعة الواسعة ستكون أوروبا الناتو (الحلف الأطلسي) كلها قد تحولت الى حفرة جهنمية كبيرة تغمرها وتطفئ النار فيها مياه الأطلسي، وقبل ان يكون سيد البيت الأبيض قد غادر المكتب البيضاوي وذهب لوداع عائلته الوداع الأخير، تكون القارة الأميركية قد انقسمت الى قسمين وانشقت الأرض وابتلعت القسم الشمالي كله والتقت فوقه مياه المحيطين الباسفيكي والاطلنتيكي، وتحولا الى اوقيانوس واحد جديد على علماء الجيولوجيا ان يجدوا له اسما جديدا.
علاقات دولية جديدة لليونان
4ـ خلال المفاوضات مع الترويكا والدائنين الخارجيين، وخارج نطاق تابوهات وممنوعات اميركا والاتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو، ستسعى الحكومة الثورية اليونانية لفتح افاق دولية جديدة للمساعدات والتعاون المالي والاقتصادي مع روسيا والصين ودول البريكس وغيرها.
مهمة إعادة تأهيل الجيش اليوناني
5ـ من اجل مواجهة المخاطر على مستقبل وجود اليونان، فإن على الحكومة الوطنية الجديدة إعادة تأهيل الجيش اليوناني وتحويله الى جيش وطني حقيقي. فطوال اكثر من ستة عقود من انتماء اليونان الى حلف الناتو جرى تبليد وتخدير وتزييف وعي وافساد الجيش اليوناني، و"تثقيفه" بالثقافة الخيانية المعادية للشعب اليوناني، والقائمة على الاستخذاء امام تركيا، والتحول الى قوة قمعية بوليسية، والعداء لروسيا. وقد جرى خلال الحقبة الماضية تقليص تسليح الجيش اليوناني وتدريباته، كميا ونوعيا، واضعافه تماما وتحويله الى فريسة سهلة امام الجيش التركي. وتترتب على حكومة حزب سيريزا الان مهمة إعادة تأهيل وتسليح الجيش اليوناني كي يكون جيشا وطنيا حقيقيا قادرا على الدفاع عن استقلال ووحدة وسلامة أراضي البلاد.
كسر حالة "التعايش السلبي" مع الاحتلال التركي لقبرص
6ـ وفي هذا السياق يتوجب على الحكومة الوطنية اليونانية الجديدة إعادة تمتين العلاقات، على المستوى الرسمي والشعبي، مع قبرص، وعدم تركها تواجه مصيرها لوحدها بوجه التحالف الأميركي ـ التركي ـ الإسرائيلي. وان يبدأ بشكل فعّال كسر حالة "التعايش السلبي" مع الاحتلال التركي لشمال الجزيرة، واستنهاض الجماهير الشعبية القبرصية للنضال ضد هذا الاحتلال وطرده ولاعادة توحيد أراضي الجزيرة وعودة المهجرين اليونانيين الى بيوتهم واراضيهم. وإعادة طرح وتنفيذ شعار "وحدة اليونان وقبرص".
ومهمة خلق جيش شعبي ثوري يوناني
7ـ وامام المخاطر الوجودية التي تواجه اليونان والمهمة المطروحة لاعادة بعث الدور التحريري ـ الحضاري التاريخي للامة اليونانية العظيمة، تواجه حزب سيريزا مهمة تسليح الحزب وتحويله الى نواة لتأسيس جيش شعبي ثوري يوناني جديد، يتجاوز الانقسامات الأيديولوجية القديمة، والجروح العميقة للحرب الاهلية في 1946 ـ 1949، ويستطيع مواجهة المخاطر الخارجية والفتن والمؤامرات الداخلية في وقت واحد. وفي هذا الصدد سيكون هناك تأثير كبير ودور خاص للتحالف القائم بين حزب سيريزا اليساري الراديكالي وحليفه في الائتلاف الحكومي حزب "اليونانيين المستقلين" ذي التوجه الديني الأرتودكسي، برئاسة بانوس كامينوس وزير الدفاع.
شطرنج الجيوستراتيجيا الدولية
8ـ هذا وقد بدأ يوم 8 نيسان الجاري رئيس الوزراء الكسيس تسيبراس بزيارة الى موسكو، وصفها جميع المعلقين الموضوعيين بأنها "زيارة تاريخية"، فيما يتعلق بمصير اليونان وعلاقاتها مع الاتحاد الأوروبي من جهة، وروسيا من جهة أخرى. وكان من المخطط ان يجتمع تسيبراس خلال هذه الزيارة بكل من الرئيس فلاديمير بوتين، ورئيس الوزراء دميتريي ميدفيدييف، ورئيس "دوما الدولة" (البرلمان) سيرغيي ناريشكين، وبطريرك موسكو وسائر الروسيا كيريل.
ويرافق تسيبراس في هذه الزيارة وفد سياسي وتكنوقراطي كبير. وهو يحمل معه جميع "الملفات اليونانية" ذات الأهمية المشتركة.
ويقول بعض الخبراء المطلعين ان هذه الملفات تتضمن:
أ ـ طلب دعم روسيا، المنتصر الأول وفي الوقت ذاته المتضرر الأكبر في الحرب العالمية الثانية، لمطالبة اليونان لألمانيا بـ"تعويضات حرب" تفوق 270 مليار يورو حسب التقديرات الأخيرة.
ب ـ البحث الملموس في إقامة تعاون مشترك بين روسيا واليونان وقبرص وسوريا ولبنان وفلسطين في التنقيب عن واستخراج وتصنيع وتسويق النفط والغاز في شرقي البحر الأبيض المتوسط.
ج ـ البحث في قيام اليونان بتأجير بعض الجزر اليونانية غير المأهولة في بحر ايجه الى روسيا لاستغلال بعضها سياحيا من قبل روسيا، ولاقامة قواعد عسكرية بحرية وجوية ورادارية ولقوات الانزال الخاصة المؤللة الروسية. وبمقدرا ما لمثل هذا الاتفاق المحتمل من أهمية مالية ودفاعية لليونان، فإنه سيكون بمثابة انقلاب كامل في الجيوستراتيجيا الإقليمية والدولية، لان مضائق البوسفور والدردنيل ستتحول جذريا من "سدّادة" للبحر الأسود بوجه روسيا، الى "فتحة مصيدة" روسية ـ يونانية مشتركة، لكل من وما يدخل ويخرج من البحر الأسود. وبطبيعة الحال فإن مثل هذه القواعد ستجعل القاعدة الجوية الأميركية في جزيرة كريت بدون أي قيمة عسكرية سوى كونها مركز استراحة واستجمام للجنود والضباط الاميركيين، كما انها ستقطع الطريق بين تركيا وجيشها المحتل في قبرص، وأخيرا لا آخر ستجعل تركيا محاصرة عسكريا من كل جانب من قبل روسيا وحلفائها، وستسقط نهائيا من رأس الرئيس رجب طيب اردوغان فكرة بعث سلطنة بني العثمان و"دعوشة" اليونان والبلقان والعربان.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
*كاتب لبناني مستقل



#جورج_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجيش الروسي يتحول بسرعة الى قوة عالمية لا تقهر
- الحكومة الراديكالية اليسارية الارتودكسية تقلب صورة: اليونان ...
- جورجيا لن تبقى خنجرا في خاصرة روسيا
- اليونان: بداية تحول راديكالي في المشهد الجيوستراتيجي العالمي
- رب ضارة نافعة!
- التفوق الشامل للجيش الروسي
- تأثير انتصار اليسار الراديكالي في اليونان على مسار الحرب الا ...
- فوز اليسار الراديكالي القومي في البونان يربك الكتلة الغربية
- فوز اليسار الراديكالي القومي في اليونان يربك الكتلة الغربية
- منتدى دافوس صورة مقلوبة عن الانحطاط الرأسمالي
- الهند تعيد النظر في علاقاتها مع فرنسا
- فرنسا ستنهار... كأوكرانيا
- روسيا: العدو الشرقي الأعظم للامبريالية الغربية
- روسيا تنتقل الى الدبلوماسية الهجومية في الشرق الاوسط
- فرنسا كومبارس أميركي صغير
- خطوة ستراتيجية روسية مذهلة: تحويل خط -السيل الجنوبي- الى ترك ...
- روسيا الارثوذكسية العدو التاريخي للغرب الاستعماري واذنابه
- أوكرانيا تنهار اقتصاديا وستنهار كدولة
- الفاشو دمقراطية أميركية ستتحطم في بولونيا ايضا
- التحضير لفيلم أميركي في هنغاريا على طريقة -الربيع العربي-


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جورج حداد - الحكومة الثورية اليونانية تنتقل من الدفاع الى الهجوم