أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - جورج حداد - اليونان: بداية تحول راديكالي في المشهد الجيوستراتيجي العالمي















المزيد.....



اليونان: بداية تحول راديكالي في المشهد الجيوستراتيجي العالمي


جورج حداد

الحوار المتمدن-العدد: 4745 - 2015 / 3 / 11 - 02:07
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


يعتبر انتصار اليسار الراديكالي في اليونان نقطة تحول مفصلية في تاريخ اليونان الحديث، وهو سيكون نقطة انطلاق ليس فقط للتطور القادم لليونان فقط، بل ولاوروبا وروسيا وحوض البحر الأبيض المتوسط والعالم كله.
الانقسام العميق للمجتمع اليوناني
فالمجتمع اليوناني هو مجتمع منقسم سياسيا بعمق. وخاصة منذ الحرب العالمية الثانية. وقد جرى طمس وتمويه هذا الانقسام بفعل الوضع السياسي الراهن، العالمي والإقليمي والداخلي، الذي ساد بعد الحرب العالمية الثانية. والان يعود هذا الانقسام ليطفو بشدة على سطح المسرح السياسي.
والحكم السابق في اليونان (بكل مراحله: الملكية، والدكتاتورية العسكرية، و"الدمقراطية الليبيرالية" او "الاشتراكية الإصلاحية") لم يكن سوى نتيجة لسحق قوات المقاومة الشعبية بقيادة الشيوعيين خلال الحرب الاهلية اليونانية سنة 1946 ـ 1949.
الثورة اليونانية سنة 1946 اول ضحية لاتفاقية يالطا
فخلال الحرب العالمية الثانية وبمواجهة الهجوم الإيطالي ثم النازي الألماني على اليونان، فر الملك الى بريطانيا، واستسلمت القوات الانجلو ـ ساكسونية للالمان بسهولة. واضطلع الحزب الشيوعي القديم بدور مركزي في المقاومة الشعبية المسلحة ضد الاحتلال النازي الألماني. وهذا ما اهله كي يحوز شعبية واسعة تمكنه من الاضطلاع بدور مميز في الحياة السياسية للبلاد بعد نهاية الحرب. وكان الحزب قادرا على الفوز في أية انتخابات نيابية وإعلان اليونان كـ"جمهورية دمقراطية شعبية" (مثل باقي بلدان اوروبا الشرقية حينذاك) او على الأقل المشاركة الائتلافية بقوة وبشكل واسع في السلطة الجديدة بعد الحرب. وهذا ما ارعب الجبهة الغربية بقيادة اميركا وبريطانيا (قبل انشاء الناتو) فصدر في سنة 1946، بمبادرة من الرئيس الأميركي ترومان ما يمكن تسميته "قانون الولاء"، الذي طبقته حكومة الملك العميل، والذي كان يتوجب فيه على كل مواطن ان يقدم بيانا عن ميوله السياسية وانتمائه الحزبي الخ. وكان المواطنون "المشكوك في ولائهم الوطني" (أي للسلطة) يمنعون من ممارسة حقوقهم المدنية، ويمنعون من العمل في المؤسسات، ويمنع أولادهم من الانتساب الى الكليات والجامعات. أي انه، بوجود الملكية والاحتلال الانجلو ـ ساكسوني، كانت "الدمقراطية الغربية" تطلب من ملايين اليونانيين ان يموتوا جوعا او يرحلوا من ارض اجدادهم.
وفي مثل هذه الظروف القاهرة اتجه الحزب الشيوعي اليوناني نحو اعلان الانتفاضة الشعبية. وبدأت في 1946 الحرب الاهلية اليونانية التي استمرت حتى سنة 1949. وتشكل ما يسمى "الجيش الدمقراطي في اليونان" بقيادة الجنرال الشيوعي الشهير ماركوس فافياديس. وشق الجيش الشعبي طريقه من الجبال لتحرير أثينا ذاتها. وكانت فلول الجيش الملكي تفر امامه او تستسلم. ولكن الجيش الشعبي اضطر للتراجع عن تحرير أثينا بسبب المقاومة الضارية من قبل القوات الانجلو ـ ساكسونية وخاصة بفعل القصف بالمدفعية الثقيلة والحديثة وقصف الطيران الأميركي واستخدام قنابل النابالم. وكانت غالبية أسلحة الجيش الشعبي من مخلفات الحرب العالمية الثانية، من الأسلحة التي تم الاستيلاء عليها من معسكرات الجيش الملكي المهزوم، والتي صار يصعب الحصول على ذخيرة لها. وقد اعتمدت القوات الانجلو ـ ساكسونية سياسة "الأرض المحروقة" في ضرب قوات الجيش الشعبي وقواعد انطلاقه. وتقول الإحصاءات الرسمية اليونانية انه سقط في الحرب الاهلية 70 الف قتيل من المقاومة (ما عدا المدنيين) وتم تهجير اكثر من مليون نسمة. وقد اتجه الجيش الشعبي لطلب المساعدة اللوجستية من الدول "الديمقراطية الشعبية" المجاورة ومن الاتحاد السوفياتي. ولكن حال دون ذلك من جهة خلاف تيتو ـ ستالين (حول مسألة الدولة الفيديرالية اليوغوسلافية والدولة الفيديرالية لشعوب البلقان، وهو ما لم تكن الكتلة الغربية والخائن ستالين موافقين عليه. وتحت ضجيج الفرقعة الستالينية حول "التحريفية التيتوية" تم دفن شعار "الاتحاد الفيديرالي لشعوب اليلقان" التي كانت الأحزاب الشيوعية:البلغاري والالباني واليوناني موافقة عليها، فاقتصر التوحيد على يوغوسلافيا. وفي نهاية القرن تم أيضا تفكيك وتدمير يوغوسلافيا وخاصة صربيا) ومن جهة ثانية واساسية تقيّد ستالين باتفاقية يالطا التي كانت تعتبر اليونان "منطقة نفوذ غربية". ويقول القائد الشيوعي اليوغوسلافي المنشق دجيلاس في احدى كتاباته انه خلال لقاء بين وفد شيوعي يوغوسلافي وستالين في شباط 1948 قال لهم ستالين: "هل تفكرون ان بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية ـ اقوى دولة في العالم ـ سوف تسمحان بأن نقطع عليهما خطوط امدادهما في البحر الأبيض المتوسط؟ هذا هراء. ونحن لا نملك اسطولا. ان الانتفاضة في اليونان ينبغي ان تتوقف فورا". (راجع: ويكيبيديا ـ تحت عنوان "الحرب الاهلية في اليونان" ـ باللغة البلغارية).
ويفسر بعض المحللين التاريخيين امتناع القيادة الشيوعية اليوغوسلافية عن الاستمرار في دعم الجيش الشعبي اليوناني بخوف تيتو من ان يتم تطبيق اتفاقية يالطا على يوغوسلافيا أيضا وان يتم هجوم انجلو ـ ساكسوني ساحق على يوغوسلافيا، بموافقة ستالين. وقد تحققت تخوفات تيتو في نهاية القرن كما ذكرنا، كما تحقق تفكيك المنظومة السوفياتية ذاتها والاتحاد السوفياتي ذاته، والان يراد تفكيك روسيا الاتحادية أيضا، لان الامبريالية العالمية لا ترضى بأية وحدة للشعوب ولا وحدة أي شعب بحد ذاته، من اجل اضعاف الجميع وإبقاء "المتروبول" (المركز العالمي للامبريالية) هو المسيطر سيطرة مطلقة على الجميع.
وبعد هزيمة الجيش الشعبي الديمقراطي اليوناني سنة 1949 سمح لبقاياه بأن تنسحب في مجموعات صغيرة، عبر الأراضي التركية بالذات، الى بلغاريا والاتحاد السوفياتي. وطبعا القى ستالين كل مسؤولية عدم مساعدة الجيش الشعبي اليوناني بوجه الدعم الانجلو ـ ساكسوني للحكم الملكي اليوناني، على قيادة تيتو. وسارت القيادات الشيوعية الانتهازية خلف ستالين كقطيع الماعز. والذي لم يسر مع ستالين في "الدول الاشتراكية" السابقة تم إعدامه بشتى التهم او قتله بالسم كما جرى لغيورغي ديميتروف زعيم الحزب الشيوعي البلغاري. وفي البيلدان الأخرى تم طرد جميع القادة والكوار والمثقفين الشيوعيين غير الستالينيتن. وفي لبنان ذاته تم طرد وابعاد مجموعة الاديب الكبير رئيف خوري بتهمة "التيتوية". وبعد ان كانت القوات الانجلو ـ ساكسونية قد قامت، بمباركة ستالين وتطبيقا لاتفاقية يالطا، بسحق قوات الجي الشعبي اليوناني بستراتيجية "الأرض المحروقة، قامت الأجهزة الستالينية العمياء بتصفية الاف المقاتلين والمناضلين الشيوعيين اليونانيين الذين كانوا يقاتلون الاحتلال الانجلو ـ ساكسوني لبلادهم، والذين لجأوا الى الاتحاد السوفياتي، بارسالهم الى "معسكرات الموت" الستالينية بتهمة... "العمالة للانكليز"! (وكان "الممسك القانوني الستاليني" على هؤلاء المناضلين والمقاتلين أبناء الشعب البسطاء والشرفاء انهم "بقوا احياء"، وان الإنكليز والاميركان سمحوا لهم بالعبور من الأراضي التركية لاجل التجسس على الاتحاد السوفياتي) اما الجنرال ماركوس فافياديس ذاته فقد وجهت اليه انتقادات شديدة واتهامات ملفقة عديدة (كما يقول عشرات المقاتلين اليونانيين الذين التقيتهم شخصيا في بلغاريا في مطلع الستينات من القرن الماضي) وعزل من كل مسؤولياته ولكنه شملته "الرحمة الستالينية" وسمح له بالعمل والعيش كعامل بسيط في معمل للاحذية. (وللمقارنة والعبرة نذكر ان الزعيم الكردي المشهور مصطفى البارزاني حينما انسحب مع بقية قواته الى الاتحاد السوفياتي بعد سقوط "جمهورية مهاباد" الكردية سنة 1946، "بفضل" اتفاقية يالطا أيضا التي كانت تعتبر ايران كاليونان "منطقة نفوذ غربية"، أعطي رتبة جنرال في الجيش الأحمر، وعومل على هذا الأساس حتى عودته الى العراق بعد ثورة تموز 1958).
ان الذاكرة الشعبية الثورية اليونانية تختزن كل هذا التاريخ المليء بالدروس والعبر، وهي ستعيد انتاجه من جديد تبعا للظروف القائمة. وكما ظهرت الثورة الكوبية، وظاهرة غيفارا وهوغو شافيز، فإن ظهور الحزب الراديكالي اليساري اليوناني بقيادة الكسيس تسيبراس، هو نتيجة حتمية لاعادة انتاج الحركة الثورية، على حساب افلاس الحركة الشيوعية المنحرفة، الستالينية والنيوستالينية، والتحاق رموزها وممثليها بركاب الامبريالية الأميركية والصهيونية العالمية، مع التستر والمتاجرة بماضيهم الشيوعي واليساري، كما يفعل الأساتذة المحترمون فؤاد النمري ويعقوب الابراهامي وفخري كريم وكريم مروة والياس عطالله ونديم عبدالصمد وصلاح بدرالدين وجريس الهامس وامثالهم.

تغيرات نوعية في المجرى التاريخي
وطبعا انه خلال الاكثر من الستة العقود الماضية جرت مياه كثيرة في اليونان والعالم، فالملكية اندثرت، والكنيسة الارثوذكسية التي كانت تلتصق بالملكية أصبحت اكثر استقلالية واكثر شعبية واكثر وطنية، وانفضح اليمين الموالي للغرب، الفاشستي والليبيرالي و"الاشتراكي ـ الدمقراطي الاصلاحي"، وانهارت المنظومة السوفياتية والاتحاد السوفياتي، وسقطت موضوعيا اتفاقية يالطا التي كانت تلزم اليونان بأن تكون تابعة للغرب، وانشقت وتبعثرت الحركة الشيوعية العالمية، وانفضحت الستالينية والخروشوفية (النيوستالينية)، وظهرت شتى الأحزاب اليسارية، ومنها "الشيوعية الاسمية" و"شيوعية (!) الخيانة الوطنية" (كشيوعية كريم مروة والياس عطالله ونديم عبدالصمد، الذين استبدلوا ماركس وانجلز ولينين بالحريري والسنيورة والبترودولار)، و"الشيوعية الهجينة" التي لم تعرف طريقها بعد، كما ظهرت وتقوت الأحزاب والكتل والتيارات اليسارية والراديكالية: التروتسكية والماوية والغيفارية الخ.
بوصلة ألكسيس تسيبراس
وقد تشكل حزب "سيريزا" (وهو اسم مركب من الاحرف الأولى لاسم "الائتلاف الراديكالي اليساري" باللغة اليونانية) كاتحاد تحالفي لعدة أحزاب يسارية راديكالية: تروتسكية، ماوية، غيفارية، وانصار البيئة الراديكاليين. واضطلع ألكسيس تسيبراس بدور رئيسي في توحيد هذه الأحزاب والجماعات. وكان هو نفسه منذ الخامسة عشرة من عمره مناضلا في صفوف الحركة الطلابية الشيوعية، ثم تحول الى الغيفارية. واضطلع تسيبراس بدور رئيسي في التقريب بين هذه الأحزاب ثم توحيدها في الائتلاف. مما يدل على ثقافته الواسعة، والقدرة على إيجاد لغة فكرية مشتركة مع كل منها، واخيرا جمعها حول برنامج عمل سياسي ـ اجتماعي ـ وطني، موحد، يرضى به الجميع. وكانت تلك نقلة نوعية في التخلص من الشرذمة الشاملة لليسار وتشتيت الجماهير الشعبية اليونانية ذات التقاليد النضالية التاريخية. وفي سنة 2013 عمدت الكتل والأحزاب السابقة التي كان يتشكل منها "الائتلاف الراديكالي اليساري" الى حل نفسها وتحويل "سيريزا" الى حزب يساري راديكالي موحد، يستطيع أي مناضل فرد موافق على برنامجه ونظامه الداخلي ان ينتسب اليه، بدون ان يكون ملزما ان يكون عضوا في أي جماعة راديكالية أخرى من الجماعات التي تشكل منها حزب "سيريزا" بالأساس. وانتخب الكسيس تسيبراس من جديد رئيسا لحزب "سيريزا" الجديد. ومنذ تأسيسه قاد تسيبراس الحزب من نصر انتخابي الى نصر انتخابي اكبر، الى ان فاز في الانتخابات الأخيرة بنسبة اكثر من 36% و149 مقعدا نيابيا من اصل 300. أي لم ينقصه سوى مقعدين ليحوز نسبة النصف زائد واحدا كي يشكل الحكومة منفردا او بالتحالف ذي الخلفية السياسية مع أي حزب آخر، صغيرا او متوسطا.
قيادة تحمل عبء التاريخ
ومع تشكيل الوزارة الجديدة وعلى اثر التشكيل أعطى تسيبراس وحكومته الإشارات القوية التالية التي تدل على التوجهات الرئيسية للحكومة:
ـ1ـ لدى تأدية القسم التقليدي امام رئيس الجمهورية كارولوس بابولياس امتنع تسيبراس عن ان يكون الاحتفال بحضور رجل الدين الأرثوذكسي كما هي العادة تقليديا، واكتفى بتقديم قسم يمين مدني بموجب الدستور، وبدون أي محتوى او طقوس دينية.
وبذلك، ومنذ الخطوة الأولى نحو تحمل المسؤولية الوطنية، اكد تسيبراس وحكومته العزم على بناء دولة مدنية تعترف بحقوق جميع المواطنين على أساس المواطنية، بدون تفضيل أي دين او مذهب على اخر، بما في ذلك الدين او المذهب الأرثوذكسي الذي ينتمي اليه جميع افراد الحكومة وغالبية الشعب اليوناني.
ولكن في الوقت نفسه قام تسيبراس بزيارة خاصة الى البطريركية الارثوذكسية للتأكيد على المكانة والدور الخاصين للكنيسة الارثوذكسية في التاريخ اليوناني، ومن ثم مسؤوليتها الخاصة في إعادة بناء اليونان الجديدة، بدون التطلع الى حيازة أي امتيازات على حساب الأديان والمذاهب الأخرى، او حيازة امتيازات خاصة في السلطة.
حكومة وحدة وطنية
ـ2ـ لتشكيل الوزارة الائتلافية كان من الاسهل لحزب "سيريزا" اليساري ان يختار احد الأحزاب اليسارية الصغيرة الى جانبه. ولكنه فضل ان يختار كحليف حزبا يختلف معه تماما على المستو الايديولوجي وهو حزب "اليونانيين المستقلين" ذي التوجه الديني الأرثوذكسي. ولكنه لم يمنح الحزب الحليف أي وزارة محددة، بل عين وزراؤه كوزراء دولة، باستثناء رئيس الحزب بانوس كامينوس الذي سلم احدى اهم الوزارات وهي وزارة الدفاع. وهذا يعني ان حزب "سيريزا" أراد، أولا، ان يبعد عن الوزارة اللون الحزبي ـ الأيديولوجي الواحد، وان يضفي عليها الطابع الوطني الشامل. واراد، ثانيا وهو الأهم، ان يؤكد ان اليسار الراديكالي لا يمثل "انقطاعا" بل "استمرارا" للتاريخ الأرثوذكسي لليونان، وان يقول للصليبية الغربية وللاسلاموية العثمانية ان الارثوذوكسية خصوصا والمسيحية الشرقية عموما "ما زالت هنا!"، وستدافع عن وجودها وعن الحقوق التاريخية للشعب اليوناني بسبب ارثوذكسيته.
التوجه الستراتيجي الاوراسي
ـ3ـ عين نيكوس كوتزياس وزيرا للخارجية اليونانية. وهذه نقطة مهمة جدا تدل على كامل التوجه الستراتيجي، الثقافي والاقتصادي والسياسي والعسكري، لليونان في عهدها الجديد. فنيكوس كوتزياس هو أستاذ جامعة على علاقة وثيقة بروسيا، وهو من انصار التوجه الاوراسي، الذي يقوم على مبدأ التفاعل والتكامل والتعاون، حضاريا واقتصاديا وسياسيا وعسكريا، بين أوروبا واسيا (بمواجهة التوجه الاورواطلسي، بزعامة اميركا، للناتو والاتحاد الأوروبي). والجدير ذكره ان الرئيس الروسي بوتين هو من انصار الفكرة الاوراسية. وكل السياسة الروسية مبنية على فكرة التوجه الاوراسي. والفكرة الاوراسية ليست فكرة سياسية طارئة بالنسبة لليونان، بل هي تدخل في صميم ثقافة وتكوين الشعب اليوناني منذ الاف السنين. وتعبر عن هذه الفكرة خير تعبير الأسطورة اليونانية حول الاله الأسطوري اليوناني زفس (زيوس) والاميرة الفينيقية أوروبا (شقيقة قدموس) ابنة ملك صيدا الفينيقي أجينور. وتقول الأسطورة ان زفس شاهد أوروبا وهي تتنزه على شاطئ البحر الفينيقي فأعجب بها، فتحوّر في شكل ثور وخطفها الى بلاد اليونان وتزوجها. وإكراما لها تم تسمية الأرض الواقعة خلف البلقان، أي قارة أوروبا، باسمها. ومنذ ذلك الحين جملت قارة أوروبا اسم الاميرة الفينيقية. وسافر قدموس الى جزر اليونان بحثا عن اخته أوروبا. وخلال ذلك علم اليونانيين الابجدية الفينيقية وبنى مدينة طيبا. ولذلك يلقب قدموس بـ "المعلم" و"الباني". ومن الثابت تاريخيا ان الاغريق اخذوا الابجدية من الفينيقيين، ونحتوا منها الابجدية الاغريقية، ومن الاغريقية أخذت الابجدية الكيريلية (السلافية) واللاتينية (الأوروبية الغربية). وظهور الحضارة الهيلينية ما بعد الغزو الاسكندري للشرق هو احدى اكبر ثمرات الاوراسية، وتم نتيجة لتفاعل وتدامج الحضارة الاغريقية الكلاسيكية القديمة مع الحضارات الارامية (السريانية والاشورية) والقبطية والفارسية. ولا يزال اليونانيون الى اليوم يسمون انفسهم "الهيلينيين" وبلادهم "هلاس" او "إلاس" وجمهوريتهم "الجمهورية الهيلينية". ومن ابرز علائم الاوراسية الفلسفة الرواقية التي وضعها الفيلسوف زينون الفينيقي (334ق.م ـ 262ق.م) الذي ولد في قبرص وعلم ومات في أثينا. وقد مهدت الرواقية لظهور المسيحية وانتشارها في الأوساط المثقفة، على مستوى الدعوة للفضيلة والأخلاق ومعارضة العبودية والمبادئ الفلسفية، المتناقضة مع الثقافة العبودية والعنصرية واللااخلاقية، الرومانية.
العداء التاريخي الغربي لليونانيين
ومنذ الإمبراطورية الرومانية وحتى الحروب الصليبية، وبالرغم من ان فئة من الطبقة العليا الاغريقية تعاملت مع الغرب الأوروبي (الروماني) لاجل مصالحها الطبقية، فإن الشعب الاغريقي او الهيليني او اليوناني عومل دائما كعدو. وفي القرون الوسطى تآمر اليهود والبابويون مع العثمانيين وساعدوهم على الاستيلاء على آسيا الصغرى، والقسم الأوروبي مما يسمى اليوم تركيا، والقسطنطينية، وذبح وطرد غالبية اليونانيين من أراضيهم التاريخية. وفي الحرب العالمية الاولى وفي اعقابها دعم الانجليز "اعداءهم" الاتراك للتغلب على "حلفائهم" اليونانيين وذبح وطرد الأقلية الباقية منهم في اسطنبول، واستمرار سيطرة تركيا على مضائق الدردنيل والبوسفور. وبعد تنسيب اليونان الى الاتحاد الأوروبي والناتو بعد الحرب العالمية، عوملت اليونان دائما ككمية مهملة، وانتهجت حيالها سياسة الإهمال والافقار والحصار المبطن، من اجل اضعافها الى اقصى حد وتقوية تركيا عليها، ومنعها من المطالبة بحقوقها التاريخية والسكوت المطبق عن الاحتلال التركي لشمال قبرص تمهيدا للاستيلاء على النفط والغاز المكتشف منذ عشرات السنين في شرقي المتوسط (وتم الاحتلال التركي لشمال قبرص كنتيجة لهذا الاكتشاف) ولمنع اليونان وقبرص اليونانية من الاستفادة منه الا بما تسمح به الاحتكارات العالمية. والازمة المالية والاقتصادية الراهنة، في اليونان وقبرص، ما هي الا نتيجة "طبيعية" للهيمنة الغربية على اليونان. والتوجه الستراتيجي الاوراسي الجديد للسلطة اليونانية الجديدة، وعودة اليونان "الى الشرق" سيقلب كل البانوراما الجيوستراتيجية القائمة حاليا رأسا على عقب.
مع روسيا ولكن ليس ضد اوروبا
ـ4ـ كان اول سفير اجنبي قابله رئيس الوزراء الجديد تسيبراس هو السفير الروسي. ولم يرشح شيء الى الصحافة عما دار في الاجتماع سوى ان السفير نقل رسالة تهنئة من الرئيس الروسي الى الحكومة الجديدة. ولكن غالبية المعلقين أشاروا الى أهمية إعطاء الأولوية للاجتماع مع السفير الروسي. وهو ما يدل على رغبة السلطة اليونانية الجديدة في طي صفحة الماضي في العلاقات اليونانية ـ الروسية التي لم تكن تخرج عن نطاق املاءات الناتو والاتحاد الأوروبي. وبالمعيار ذاته فإن جميع العلاقات الخارجية اليونانية، بما في ذلك مع الدول الشرقأوسطية والعربية ستتحرر تماما من هذه الاملاءات.
القضية الوطنية اليونانية
ـ5ـ ان اول زيارة خارجية قام بها رئيس الوزراء ألكسيس تسيبراس هي الى قبرص. وهذا يدل على ان الحكومة اليونانية الجديدة تعطي الأولوية للقضية القومية اليونانية، داخل وخارج "الدولة اليونانية" الراهنة، التي فصّلتها الامبريالية العالمية كما تشاء، بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية. وهو يعني ان السلطة اليونانية الحالية، بما تمثله من حركة شعبية راديكالية وامتداد تاريخي لكفاح الشعب اليوناني، بدأت تستعد، بشكل دبلوماسي وغير دبلوماسي، رسمي وشعبي، لطرح القضية الوطنية للشعب اليوناني، بكل تفاصيلها، كتحرير شمال قبرص من الاحتلال التركي بدعم أميركي ـ ناتوي، وعودة مئات الاف المهجرين القبارصة اليونانيين الى أراضيهم وبيوتهم، واجلاء القاعدة العسكرية الأميركية من جزيرة كريت، وفك الارتباط العسكري مع الناتو، وانهاء التعاون العسكري مع إسرائيل، مما يهدد الامن القومي لليونان ويتعارض مع المصلحة الوطنية العليا لها في إقامة علاقات متوازنة مع روسيا والصين وايران والبلدان العربية وغيرها. كما ستطرح من جديد وحدة قبرص واليونان، ومشاركة اليونان في استثمار النفط والغاز المكتشف في شرقي البحر الأبيض المتوسط. ولن يتم ذلك بعد الان تحت سقف املاءات الناتو والاتحاد الأوروبي، بل تحت سقف علاقات الصداقة والعلاقات ذات المصلحة المتبادلة اليونانية ـ الروسية، اقتصاديا وسياسيا وعسكريا. ولن يطول الوقت الذي ستبدأ فيه الغواصات النووية والسفن الحربية الروسية تتنزه في المربع بين قبرص وسوريا ومضائق الدردنيل والبوسفور وجنوب ايطاليا.
حل الازمة ليس على حساب الجماهير الشعبية
ـ6ـ بعد نيل الثقة القى رئيس الوزراء ألكسيس تسيبراس خطابا مطولا في البرلمان ركز فيه على مواجهة الازمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد، انطلاقا من النقاط التالية:
أولا ـ وقف إجراءات التقشف التي كان يفرضها برنامج الإنقاذ للدائنين الخارجيين، والذي كان يهدف الى حل الازمة المالية على حساب الجماهير الشعبية الكادحة والصناديق الاجتماعية، أي تخفيض مستوى المعيشة ورفع معدلات البطالة والفقر و"القتل الجماعي" بالجوع والمرض للمتقاعدين والمرضى الفقراء واجبار الشبان القادرين على العمل على الهجرة، وتغيير التركيب القومي والديني للسكان على المدى المتوسط والبعيد.
ثانيا ـ وقف دفع الدين الخارجي لحين الاتفاق على برنامج انقاذي جديد، والتفاوض مع الدائنين الخارجيين حول ذلك. وتركيز المفاوضات مع المجموعة الأوروبية والاستبعاد العملي لصندوق النقد الدولي (أي عمليا استبعاد اميركا) عن المفاوضات. وذلك بدون أي وهم حول النوايا الحقيقية للدائنين الأوروبيين انفسهم (وبالأخص المانيا) بأن هدفهم الأساسي ليس مساعدة اليونان بل نهبها اكثر واستعباد شعبها الابي. بل ان وزير الدفاع (من الحزب الأرثوذكسي) ادلى بتصريح صحفي قال فيه: لسنا نحن الذين ينبغي ان ندفع الديون لألمانيا، بل على المانيا ان تدفع لنا تعويضات حرب عن الخسائر المادية الكبرى والبشرية (300.000 قتيل من المقاومة و400.000 مدني) خلال الاحتلال النازي لليونان في الحرب العالمية الثانية. هذا وتجري الان مفاوضات صعبة بين وزير المالية اليوناني الجديد يانيس فاروفاكيس الذي يعتبر من صقور حزب "سيريزا" وبين المجموعة الأوروبية. وقد تم الاتفاق على تمديد برنامج الإنقاذ الحالي مدة أربعة اشهر، ستتابع خلالها المفاوضات للتوصل الى اتفاق مرضٍ للطرفين.
ثالثا ـ وقف خصخصة مشاريع القطاع العام، وإعادة تشغيل بعض القطاعات التي تم توقيفها وصرف العاملين فيها من اجل برنامج "التقشف" الذي فرضه الدائنون الخارجيون.
رابعا ـ مكافحة تهريب الأموال والتهرب من دفع الضرائب.
وتقول إحصاءات مؤسسة UBS ان عدد اليونانيين الذين يملك واحدهم اكثر من 39 مليون دولار يبلغ 565 مليونيرا. وفي سنة 2014 نمت ثروة هؤلاء 10 مليارات دولار وبلغت 70 مليار دولار مما يشكل نسبة ثلث الدخل الوطني القائم. كما يقول الفرع اليوناني للمؤسسة الإحصائية الدولية "ترانسبيرينسي انترناشيونال" ان نسبة التهرب من دفع الضرائب بلغت ما بين 25 و 30% من الدخل الوطني القائم.
وتقول إحصاءات السفارة اليونانية في بريطانيا انه يوجد في لندن حوالى 40 الفا من اليونانيين الاغنياء الذين يعيشون عيشة بذخ في لندن، بعد ان قاموا بتهريب أموالهم الى بريطانيا متهربين أيضا من دفع الضرائب المتوجبة عليهم. وهم يعيشون حياة باذخة في الوقت الذي تغرق فيه بلادهم في الازمة الخانقة.

اليونان همزة وصل بين روسيا واوروبا

خامسا ـ لقد قام وزير الخارجية اليوناني الجديد بزيارة موسكو، وقابل نظيره الروسي سيرغيي لافروف، الذي صرح بأن روسيا مستعدة لتقديم المساعدة الاقتصادية والمالية الى اليونان متى قدم طلب بذلك اليها. وادلت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية بتصريح مماثل.
ولكن أثينا تتريث في طلب المساعدة من روسيا والصين، وتستفيد من التجربة المريرة لاوكرانيا التي ورطتها المجموعات الفاشستية واليمينية في الخيار العنصري: اما أوروبا واما روسيا. والحكومة اليونانية الجديدة تريد ان تستند الى الدعم الروسي من اجل تعزيز مواقعها الأوروبية وليس للخروج من الاتحاد الأوروبي. وروسيا تؤيدها في هذا التوجه السليم. لان أوروبا هي ليست فقط أوروبا الحكومات بل هي أيضا أوروبا الشعوب. والموقف الأوروبي قابل للتغيير. ويقول رئيس الوزراء تسيبراس ان اوساطا شعبية ومنظمات أوروبية كثيرة بدأت تدعم اليونان ضد الدائنين الخارجيين، وخصوصا استبعاد صندوق النقد الدولي الذي هو أداة هيمنة أميركية.
"علم النصر" سيبقى مرفوعا
بل تذهب بعض الأوساط اليسارية الراديكالية الى مهاجمة المانيا وانجيلا ميركيل شخصيا (انجيلا يعني: ملاك) بالقول: "لتخرج المانيا من الاتحاد الأوروبي، ولكن اليونان: لا!" وان "انجيلا" هي هتلر في ثياب ملاك، وان المانيا تريد ابتلاع أوروبا، ولكن بغير طريقة هتلر. وما يمنع المانيا من ابتلاع أوروبا هو فقط الصورة التي لا تمحى: صورة الجندي السوفياتي الذي رفع العلم الأحمر فوق الرايخستاغ في برلين في 8 أيار 1945 (مات هذا البطل منذ فترة غير طويلة في بلدته في ابخازيا على البحر الأسود، رحمه الله). ومعلوم ان العلم الأحمر يعتبر في روسيا المعاصرة "علم النصر". ولا تزال جميع وحدات الجيش الروسي، من وحدات الصواريخ النووية من وزن المائة طن واكثر، الى اصغر زمرة ضفادع بشرية مؤلفة من بضعة انفار، ـ لا تزال ترفع "علم النصر" جنبا الى جنب العلم الوطني الروسي.
وهذا ما يعرفه تماما المناضل اليساري الراديكالي ألكسيس تسيبراس.
كما تعرفه تماما انجيلا ميركل والبيت الأبيض وبروكسل وجميع قادة الناتو والبنتاغون وتركيا وإسرائيل واذنابهم من الدواعش والجعاجعة والسنايرة والشيوعيين واليساريين السابقين الخونة.
ونظرا للموقع الجيوستراتيجي المميز لليونان، ورصيدها الحضاري التاريخي لدى شعوب العالم اجمع، ونظرا لمكانتها الخاصة المسيحية الشرقية، ونظرا للتجربة النضالية العريقة للجماهير والحركة الثورية اليونانية، نقول: ان انتصار اليسار الراديكالي اليوناني ليس "نهاية"عملية انتخابية عادية، بل هو "نقطة بداية" لسيرورة تغيير جذري في المشهد الجيوستراتيجي العالمي!
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
*كاتب لبناني مستقل



#جورج_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رب ضارة نافعة!
- التفوق الشامل للجيش الروسي
- تأثير انتصار اليسار الراديكالي في اليونان على مسار الحرب الا ...
- فوز اليسار الراديكالي القومي في البونان يربك الكتلة الغربية
- فوز اليسار الراديكالي القومي في اليونان يربك الكتلة الغربية
- منتدى دافوس صورة مقلوبة عن الانحطاط الرأسمالي
- الهند تعيد النظر في علاقاتها مع فرنسا
- فرنسا ستنهار... كأوكرانيا
- روسيا: العدو الشرقي الأعظم للامبريالية الغربية
- روسيا تنتقل الى الدبلوماسية الهجومية في الشرق الاوسط
- فرنسا كومبارس أميركي صغير
- خطوة ستراتيجية روسية مذهلة: تحويل خط -السيل الجنوبي- الى ترك ...
- روسيا الارثوذكسية العدو التاريخي للغرب الاستعماري واذنابه
- أوكرانيا تنهار اقتصاديا وستنهار كدولة
- الفاشو دمقراطية أميركية ستتحطم في بولونيا ايضا
- التحضير لفيلم أميركي في هنغاريا على طريقة -الربيع العربي-
- روسيا تستعد لحرب كونية شاملة
- طاعون -التحول الدمقراطي الغربي- في بلغاريا
- الكتلة الغربية تهدد السلام وأمن الشعوب وكل الحلول تأتي من مو ...
- روسيا ستحطم التحدي الغربي في اوكرانيا


المزيد.....




- -بأول خطاب متلفز منذ 6 أسابيع-.. هذا ما قاله -أبو عبيدة- عن ...
- قرار تنظيم دخول وإقامة الأجانب في ليبيا يقلق مخالفي قوانين ا ...
- سوناك يعلن عزم بريطانيا نشر مقاتلاتها في بولندا عام 2025
- بعد حديثه عن -لقاءات بين الحين والآخر- مع الولايات المتحدة.. ...
- قمة تونس والجزائر وليبيا.. تعاون جديد يواجه الهجرة غير الشر ...
- مواجهة حزب البديل قانونيا.. مهام وصلاحيات مكتب حماية الدستور ...
- ستولتنبرغ: ليس لدى -الناتو- أي خطط لنشر أسلحة نووية إضافية ف ...
- رويترز: أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأو ...
- سوناك: لا يمكننا أن نغفل عن الوضع في أوكرانيا بسبب ما يجري ف ...
- -بلومبرغ-: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تت ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - جورج حداد - اليونان: بداية تحول راديكالي في المشهد الجيوستراتيجي العالمي