أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جورج حداد - منتدى دافوس صورة مقلوبة عن الانحطاط الرأسمالي















المزيد.....

منتدى دافوس صورة مقلوبة عن الانحطاط الرأسمالي


جورج حداد

الحوار المتمدن-العدد: 4704 - 2015 / 1 / 29 - 14:36
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


دافوس هو منتجع شتوي في سويسرا. و"منتدى دافوس" هو تسمية مجازية (إعلامية) للمنتدى الاقتصادي العالمي World Economic Forum (WEF) الذي انعقد لأول مرة في جنيف بسويسرا سنة 1971، بمبادرة من كلاوس شْواب (بالالمانية Klaus Schwab) وهو عالم اقتصاد سويسراني، ألماني الأصل، ويعتبر مؤسس ورئيس "المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس". قد حمل المنتدى اسم منتجع "دافوس" بعد ان صارت اجتماعاته الدورية السنوية تنعقد هناك.

وتنعقد الاجتماعات الدورية لمنتدى دافوس كل سنة عادة في أواخر شهر كانون الثاني ـ أوائل شهر شباط. وقد انعقد هذه السنة في 21 ـ 24 كانون الثاني 2015.
منتدى "النخبة" العالمية
ويحضر المنتدى خليط من نخبة المجتمع الرأسمالي العالمي من شتى الدول، وبالأخص من الدول الغنية في الكتلة الغربية، ويتضمن هذا الخليط أبرز رجال الاعمال، والبنوك، والصف الأول من رجال السياسة، وقادة الدول، ومليارديرات التكنولوجيا العصرية، ونجوم موسيقى البوب، والاقتصاديين الحائزين على جائزة نوبل، ومشاهير الاعلام والصحافة. وكان في عداد الحضور هذه السنة المستشارة الألمانية انجيلا ميركيل، التي عرضت رؤيتها للانكماش والازمة الوشيكة في منطقة اليورو، والأمير البريطاني اندرو، والمرشح الرئاسي السابق في اميركا آل غور، والكاتب والمنتج الأميركي فاريل ويليامز الذي عرض نظريته المثيرة للجدل حول "الخطوط المشوشة".
المنتدى يتحول الى "شوو" سنوي للاميركيين
ان الاجتماع الأول للمنتدى الاقتصادي العالمي الذي عقد في جنيف سنة 1971 حضره 444 مدعوا.
اما هذه السنة فكان عدد المدعوين 2500 مدعو، ربعهم اميركيون، و10% منهم انجليز. وهذا وحده يعطي فكرة واضحة عن التوجه الأساسي للمنتدى.
والمنتدى هو مفتوح تماما امام الاعلام العالمي. وهو مناسبة سنوية كبرى للقاءات والمباحثات والصفقات الجانبية بين شتى الأطراف المعنية. ويعرض مشاهير رجالات السياسة والاعمال والاعلام و"الفن" رؤاهم و"وصفاتهم" لمجريات السياسة والاقتصاد والمناخ والعلوم والفنون، العالمية، وللمشكلات المزمنة والطارئة في العالم، طبعا من وجهة نظر اقلية الأقلية من اغنى اغنياء العالم.
الغائب "الوحيد" عن المنتدى
في حين ان هذا المنتدى المسمى "عالميا" يغيب عنه تماما 99,99% من سكان الكوكب الأرضي الذين، بالعرق والدماء والدموع، ينتجون كل خيرات العالم.
"السياق" العالمي الجديد
ويستمع المندوبون الى التحليلات التي يقدمها خطباء لامعون وملمعون باسم اللجان الفرعية المخصصة للبحث في مختلف القضايا. وكان الموضوع الرئيسي للمنتدى هذه السنة تحت عنوان "السياق العالمي الجديد" "the new global context"، وهو تعبير "أدبي" مهذب ولطيف للشعار الهتلري القديم، والأميركي (البوشي والاوبامي) الجديد: "النظام العالمي الجديد". أي انه ليس اكثر من "قفاز حريري" للقبضة المتوحشة للفاشودمقراطية الأميركية، التي تقتل أطفال فلسطين بالقنابل الذكية، لمجرد انهم "عرب ومسلمون"، وتقتل المواطنين الأبرياء في شوارع كييف، بهراوات البيسبول، بحضور جو بايدن، وببركة الفاتيكان، لمجرد انهم "روس ـ ارثوذوكس".
الصفقات الكبرى من وراء ظهر الشعوب والحكومات
والى جانب حضور الاجتماعات العامة والتقاط الأفكار الجديدة في الخطب المنمقة، يعطي منتدى دافوس الفرصة لعمالقة الشركات العالمية الكبرى للقاء وتقبـّل التحيات من قبل وزراء المال لمختلف الدول، ورجال البنوك والصحفيين المشهورين، وليعرضوا امامهم مشاريعهم الكبرى التي تقرر مسار الاحداث في العالم للسنوات القادمة.
وسيلة لـ"تحسين أوضاع العالم"
ويدعي المشرفون على منتدى دافوس وممولوه ان الهدف منه هو "تحسين اوضاع العالم". وهي فكرة جيدة. ولكن ليس جميع المشاركين يرون ان دافوس هو قوة تعمل للخير.
ومنذ سنوات فإن عالم السياسة الأميركي المحافظ صاموئيل هنتنغتون، الذي وُصف سنة 2004 بأنه "رجل دافوس"، والذي كان من انصار العولمة، قال: "انهم ينظرون الى الحدود الوطنية بأنها عقبات، ولحسن الحظ فهي تزول، كما ينظرون الى الحكومات الوطنية بأنها من مخلفات الماضي، وان وظيفتها المفيدة الوحيدة هي ان تسهل عمليات العولمة، الخاصة بالنخبة".
"حاميها" حراميها
وبعد سنة واحدة فقط من ازمة 2008 فإن الكثير من السياسيين ورجال البنوك، الذين لعبوا ادوارهم في الازمة، عادوا الى دافوس لتحقيق نتائج جديدة.
ويحاول المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس الان تحسين سمعته. وقد عقدت هذه السنة حلقات بحث عديدة حول عدم المساواة في الدخول، وحول الأديان، وحول مواضيع مختلفة تتعلق بالتحولات الاقتصادية.
ومع ذلك ليس بالضرورة ان يكون الشخص ماركسيا او عضوا في حركة Occupy المعادية للرأسمالية حتى ينظر بارتياب الى منتدى دافوس.
كلاوس شواب لا يزال يقوم بدوره
ولكن كلاوس شواب الذي اصبح في الـ 76 من عمره هو اقل ارتيابا ويعتقد ان منتداه ينبغي ان يعمل "لاجل بعث الثقة بمستقبلنا". وقد تحادث شواب مع انجيلا ميركيل. وخلال وجود ميركيل في دافوس فإن البنك المركزي الأوروبي كان يقوم بضخ مئات مليارات اليورو من اجل انقاذ منطقة اليورو من الانكماش، ومن البطالة في صفوف الشباب التي وصلت الى القمة، ومن النمو الهزيل.
وبالطبع ان العملة الموحدة هي مشروع نخبوي آخر، يتقبله بسرور الكثير من المشاركين في دافوس.
بي بي سي تحذّر
ولكن بي بي سي اذاعت انه خلال انعقاد المنتدى أعلنت دراسة تقول ان المدراء التنفيذيين للشركات الكبرى ينظرون الى الاقتصاد العالمي هذه السنة بأقل من التفاؤل مما في السنة الماضية.
وتشير الدراسة العائدة الى PwC
PricewaterhouseCoopers
(برايس وتر هاووس كوبرز أو PwC تعتبر واحدة من أكبر شركات الخدمات المهنية في العالم) انه بالكاد 37% من قادة البيزنس يعتقدون ان الاقتصاد العالمي سيتحسن سنة 2015، بالمقارنة مع 44% في مطلع السنة الماضية.
ويعلق دينيس نالي مدير PwC بالقول "ان الثقة لدى مختلف المدراء التنفيديين في مختلف البلدان المنتجة للنفط في جميع بلدان العالم هي منخفضة، بسبب الانخفاض الحاد في أسعار النفط.
وقد شارك في دراسة PwC 1300 مدير تنفيذي من 77 بلدا تم استطلاعهم في الثلاثة الاشهر الأخيرة من عام 2014.
و Oxfam تقرع جرس الانذار
هذا وقد اذاعت منظمة Oxfam أوكسفام ( وهي منظمة خيرية عالمية لمكافحة الفقر والامراض وسوء المناخ) دراسة جاء فيها ان 1% فقط من سكان العالم اصبحوا يسيطرون على حوالى 50% من الثروات العالمية. وان 80 شخصا فقط من اغنى اغنياء العالم اصبحوا يملكون ما مجموعه 1.9 تريليون دولار سنة 2014. وتضيف دراسة اوكسفام انه في وقت قريب جدا فإن 1% من السكان سوف يملكون اكثر مما يملكه 99% من سكان الأرض اجمعين.
وتشير الدراسة ان حصة الـ 1% من اغنى اغنياء العالم، كانت تشكل 44% (فقط!) من الثروات العالمية سنة 2009. وان هذه النسبة قد ارتفعت الى 48% في السنة الماضية. واذا استمرت الاتجاهات الاقتصادية على حالتها الراهنة، تتوقع الدراسة ان ترتفع هذه النسبة الى 50% سنة 2016.
وكانت اوكسفام قد أعلنت في منتدى دافوس في السنة الماضية ان 85 شخصا من اغنى اغنياء العالم يمتلكون ثروة تعادل ما يملكه نصف سكان العالم (حوالى 3.5 مليار نسمة).
وخلال سنة واحدة انخفض هذا العدد الى 80 شخصا فقط.
وفي سنة 2010 كان اغنى 80 شخصا في العالم يمتلكون 1.3 تريليون دولار. وفي سنة 2014 ارتفعت ثروة هؤلاء الـ 80 شخصا الى 1.9 تريليون دولار.
وتتقدم اوكسفام ببعض الاقتراحات ذات الطابع الإصلاحي، التي لا تخرج عن نطاق "ترقيع" النظام الرأسمالي القائم.

قـَتـَلة المسيح يحكمون العالم
ولكن بهرجة منتدى دافوس والصورة البائسة التي يقدمها تقرير اوكسفام يؤكدان من حيث يقصدان او لا يقصدان ان المجتمع الذي لا يزال يحكمه منذ 2015 سنة اليهود و"الرومان" الذين بصقوا في وجه "المخلص" وجلدوه وصلبوه على ارض فلسطين، ـ هذا المجتمع لم ينضج بعد لفكرة العدالة الإنسانية، بوجهيها الاجتماعي والسماوي، او هو لا يستحقها!
ــــــــــــــــــــــــــــ
*كاتب لبناني مستقل



#جورج_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهند تعيد النظر في علاقاتها مع فرنسا
- فرنسا ستنهار... كأوكرانيا
- روسيا: العدو الشرقي الأعظم للامبريالية الغربية
- روسيا تنتقل الى الدبلوماسية الهجومية في الشرق الاوسط
- فرنسا كومبارس أميركي صغير
- خطوة ستراتيجية روسية مذهلة: تحويل خط -السيل الجنوبي- الى ترك ...
- روسيا الارثوذكسية العدو التاريخي للغرب الاستعماري واذنابه
- أوكرانيا تنهار اقتصاديا وستنهار كدولة
- الفاشو دمقراطية أميركية ستتحطم في بولونيا ايضا
- التحضير لفيلم أميركي في هنغاريا على طريقة -الربيع العربي-
- روسيا تستعد لحرب كونية شاملة
- طاعون -التحول الدمقراطي الغربي- في بلغاريا
- الكتلة الغربية تهدد السلام وأمن الشعوب وكل الحلول تأتي من مو ...
- روسيا ستحطم التحدي الغربي في اوكرانيا
- الحرب الاقتصادية الروسية ضد الكتلة الغربية
- اوروبا ستدفع ثمن العنصرية الغربية ضد روسيا
- حرب البدا ئل وسقوط الائتلاف الحاكم في اوكرانيا
- الناتو بمواجهة روسيا: نمر من كرتون
- تيوس الناتو تتنطح للصخرة الروسية
- الفاشودمقراطية الاميركية تنتحر سياسيا وعسكريا في اوكرانيا


المزيد.....




- -التعاون الإسلامي- يعلق على فيتو أمريكا و-فشل- مجلس الأمن تج ...
- خريطة لموقع مدينة أصفهان الإيرانية بعد الهجوم الإسرائيلي
- باكستان تنتقد قرار مجلس الأمن الدولي حول فلسطين والفيتو الأم ...
- السفارة الروسية تصدر بيانا حول الوضع في إيران
- إيران تتعرض لهجوم بالمسّيرات يُرَجح أن إسرائيل نفذته ردًا عل ...
- أضواء الشفق القطبي تتلألأ في سماء بركان آيسلندا الثائر
- وزراء خارجية مجموعة الـ 7 يناقشون الضربة الإسرائيلية على إير ...
- -خطر وبائي-.. اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود
- مدفيديف لا يستبعد أن يكون الغرب قد قرر -تحييد- زيلينسكي
- -دولاراتنا تفجر دولاراتنا الأخرى-.. ماسك يعلق بسخرية على اله ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جورج حداد - منتدى دافوس صورة مقلوبة عن الانحطاط الرأسمالي