أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حدوي - الديموقراطية.. والعادة السرية















المزيد.....

الديموقراطية.. والعادة السرية


محمد حدوي

الحوار المتمدن-العدد: 4770 - 2015 / 4 / 7 - 08:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


«المظاهرات» لمن لايعرفها :هي تجمع بشري غاضب يطالب بشيء ما!!
«المظاهرات »تخرج لكي تقول "لا" لشيء ما«غير مرغوب فيه»!!
و«المظاهرات»: كما تعلمون عادة أوروبية..وهي في الأصل عادة ديموقراطية!!
و«المظاهرات» أيضا تقليد جديد في العالم العربي المتعطش الى الحرية و الديموقراطية!!
»المظاهرات» دائما : تخرج إما.. «عفوية أو .. نظامية موجهة«!!
في الغرب: يبلل المطر رؤوس.. المتظاهرين!!
في العالم العربي: تبلل الدماء وخراطيم المياه المدرار رؤوس.. المتظاهرين!!
في« الغرب»: المظاهرات.. «عادة ديموقراطية «!!
في «العالم العربي» : المظاهرات.. «عادة سرية «!!
من غرائب «المظاهرات» في العالم العربي:
خرج الناس في «المظاهرات » الى الشوارع والميادين إبان "الربيع العربي" يطالبون بمحاربة الفساد والرشوة وبللت دماء كثيرة ومياه خراطيم كثيرة رؤوس الناس.. الإسلاميون الذين رفعوا شعار "الإسلام هو الحل" دخلوا به قلوب الملايين في أنحاء العالم، ووصلوا به إلي قلب السلطة ، وأصبح الطريق معبداأمامهم لكي يثبتوا للناس صحة شعارهم "الإسلام هو الحل"، والى حد الساعة لايزال الناس لايعرفون عن أي إسلام يتحدثون ؟ هل هو الإسلام الوهابي أم اسلام المرشد أم إسلام السلفيين أم إسلام الزوايا أم إسلام طالبان أم إسلام تنظيم القاعدة أو داعش الذين يودون محاربة العالم كله بما فيه المسلمين أنفسهم من أجل إعلاء كلمة الإسلام!!..المهم ،سطع نجم الإسلاميين الذين رفعوا شعار محاربة الفساد و"الأسلام هو الحل" .وفازوا بحكم عدد من الدول بعد ان حصدوا أحلام ملايين الناس الذين وعدوهم بأن حزن هذه الأرض لن يدوم الى الأبد ، ودسسوا أصابعهم في عجلات أوطان كثيرة بعد ان عملوا تحت الأرض أكثر من 80سنة..
سعد الكثير من الناس حين فاز الإسلاميون بقصب السباق ..منهم من سعد ، لأن في اعتقادهم الإسلاميين "رجال الله " الذين يستطيعون "علاج كوارث أمة العرب والمسلمين"والذين سيقتدون بالمسلمين الأوائل ،رضوان الله عليهم،في زهدهم وبساطة عيشهم واكتفائهم بالقليل طمعا في الجنة والآخرة.وسعدوا لأنهم سيقفون ضد وجه الشر والفساد والرشوة والبطالة التي حملوا شعارمحاربتها لبناء ملكوت الله على أرضه الذي استفحل فيه النهب والقتل العشوائي والإختطافات وقطع الرؤوس والتمثيل بالجثث وانتهاك كرامة الإنسان . .وللتذكير ،فمن تعاليم الإسلام السمحاء:« لا تقتلوا صبياً ولا امرأة ولا شيخاً كبيراً ولا مريضاً ولا راهباً ولا تقطعوا مثمراً ولا تخربوا عامراً ولا تذبحوا بعيراً ولا بقرة إلا لمأكل ولا تغرقوا نحلاً ولا تحرقوه ..»..
الصنف الثاني الذي سعد بفوز الإسلاميين ،هو صنف سعد ليراهم وهم يغوصون –حتى حلقهم-في وحل مشاكل الملايين من المواطنين الذين يعتقدون خطأان الإسلاميين «رجال الله »الذين سيعملون بتفان وإخلاص على حل مشاكلهم في انتظار ان يكذب الواقع والتاريخ والأحداث والأفعال أنهم كغيرهم رجال "سلطة وكراسي وحكم " لاغير..وفي انتظار ان يتبين وهم على كراسي الحكم أن للسلطة سحر وللدينار والدرهم رنين ساحر،وان لبريق الطائرات والسفريات العابرة للقارات واقتناء الفيلات الفخمة ، سحر لايقاوم...وفي انتظار ان يفشلوا في محاربة الفساد والعفاريت والمفسدين ليشرعوا في محاربة كل من يشير اليهم.هذا الصنف الثاني يرون أن الإسلاميين بلا شك كمثل من سبقهم شلة من المنتفعين جاءوا لإعادة ترتيب طبق السلاطة، تخرج بعض الأيادي من الطبق وتدخل أياد جديدة.فهم يبحثون عن حل مشاكلهم الخاصة ومشاكل جماعاتهم لاغير . أما الذين صعدوا على اكتافهم من ملايين أبناء الشعب مواطني العشوائيات في الحواضروالأرياف المهجورة ،فلن يحصلوا من الطبق إلا ما سقط من فتاتهم سهوا يتسابقون لإلتقاطه مع نمل الأرض و طيورالسماء. وهكذا سيكتشف الناس المخدوعين ان الحديث عن الفساد الذي رفع الإسلاميون شعاراته هو حديث شعبوي يدغدغ مشاعر الجماهير المحرومة أو المستفزة من التفاوت الهائل في الدخول أوالثروات بين أبناء المجتمع الواحد.
فاز الإسلاميون بلا برامج تنموية ولابطيخ..واستفحلت البطالة ..وعم الفساد والإجرام في الحواضر وانخفظ الدخل وضاقت سبل العيش في الأرياف المهمشة..واتخموا اسماع الناس بحكايات أبي الهول وتماثيل الفراعنة وقصص الجن والعفاريت والتماسيح.. الى حديعتقد فيه البعض اننا فعلا في حاجة الى حرق بخوركثيرة وتعليق خرزات زرقاء وتلاوة تعاويد تفك النحس وتطرد اللعنة والأرواح الشريرة..واسوأ ما في الذين يرفعون شعار محاربة الفساد والبطالة أن تزداد معدلاتها في عهودهم .وأسوأ ما في الذين يرفعون شعار "الإسلام هو الحل"أن يساء للإسلام بإسمهم .. الحقيقة ان الأحزاب الإسلامية في حيص بيص.ولاتزال لم تستوعب بعد ان مايحاك للأمة أكبر من ان يستوعبه لاعبو لعبة الكراسي على جميع المستويات الداخلية والخارجية.. أمام الأحزاب السياسية الدينية اليوم طريقان لاثالث لهما:إما تغيير برامجها بمايتلاءم ومتطلبات القرن الواحد والعشرين، أو يتمسكوا بالحلم والسماحة عندما يصوت الشعب ضدهم مثلما فعل مع الذين من قبلهم..
مع حكم الإسلاميين في بعض البلدان ،وفي زمن تقصف فيه أمة الإسلام في عقر دارها بالقنابل الذكية والغبية وبالطائرات بلاطيار الموجهة عن بعد ،تبدد الطاقات الذهنية للناس في شطحات كثيرة: ما معنى ان نتحدث عن حكم من ابتلع سهوا "ذبانة" وهو صائما، أونتحدث عن حكم معتوه نكح زوجته وهي ميتة..وننسى حكم من ابتلع «موسى الحلاقة» على هذا الكوكب وهو.. حي صامت!!..
خرج الناس في «المظاهرات» وقاموا بالثورة لأجل أشياء كثيرة، أولها الإنسان، وآخرها الإنسان الذي سجدت له الملائكة إلا إبليس.. الإنسان بكل دياناته وفئاته وشرائحه ، ولكنها أبداً لم تقم من أجل ان يأتي «بعض الأشخاص» لتعلم الناس بعد أكثر من ألف وأربعمائة سنة من إسلامهم، الوضوء.. ودخول الدار بالقدم اليمنى.. والعياذ بالله ان يكون كلامي هذا استخفافا بالإسلام كما قد يتبادر الى ذهن بعض أصحاب العقول المريضة والشاذة الذين لايرون أبعد من أنوفهم وما أكثرهم ..
نار تجتاح بلاد العرب والمسلمين هذه الأيام وتستعصي على المكافحة،والخسائر فادحة،والفاعل مجهول،وما أكثر الذين يشعلون في بلاد العرب والمسلمين حرائق بلا نار ،والخسائر أفدح. صواريخ من صنع المسلمين وأخرى تم شراؤها بنفط المسلمين يوجهها مسلمون لقتل مسلمين.فتاوي مسلمين تجبز اعدام مسلمين وفتاوي أخرى لمسلمين أخرين تحرم نفس الفتاوي..اولاد الناس يموتون يوميا في برد وجوع عراء مخيمات اللاجئين والبراري ..أولاد الناس في المهجر والمنافي التي يدوخون فيها كل يوم مع الأزمة العالمية «السبع دوخات» من أجل تحصيل القوت اليومي والطاقات الذهنية تبدد في الخواء الخاوي..وها هي المقولة الهامة التي تنسب إلى الإمامين الجليلين ابو حنيفة النعمان وابن تيمية تتأكد مرة اخرى في هذا الزمن :"إن الله ينصر الأمة الكافرة العادلة على الأمة المؤمنة الظالمة".
وفي الأخير اود ان أختم كلامي هذا بما جاء في الجزء الثاني من كتاب الذخائر: انه قيل لمجنون، أيسرك أن تصلب في صلاح هذه الأمة؟ فقال: لا، لكني أحب أن تصلب الأمة في صلاحي.والله عنده حق.



#محمد_حدوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المخ المغربي من نوع-دوبل ڨ-;-يww-
- الشرق والغرب خطان لايلتقيان حتى في الصحة
- العدالة الركن الاساس لبناء المجتمع وتنميته..
- هل العالم فعلا بخير؟
- أقوى رجل في العالم
- خطان لايلتقيان..
- مائة كيس أرزللتنمية البشرية..
- مائة كيس أرزللتنمية البشرية..
- أنا حرامي وتمساح .. وافتخر!؟
- نحن في حاجة الى قانون حمو رابي
- الاخوان ومشكلة إقصاء الاخر
- حين يلتقي فساد الأشرار بصمت الاخيار
- الغرب و مواطنيه الجهاديين في سوريا
- التهم الجاهزة للقضاء على الخصوم
- النيران التي احرقت مبارك ومرسي..
- من على حق في مصر..؟
- ثورة مصرالثانية..
- كتب الأعاجيب القديمة
- لمن نكتب ما نكتب؟
- لمن نكتب؟


المزيد.....




- أحد قاطنيه خرج زحفًا بين الحطام.. شاهد ما حدث لمنزل انفجر بع ...
- فيديو يظهر لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريب ...
- بسبب محتوى منصة -إكس-.. رئيس وزراء أستراليا لإيلون ماسك: ملي ...
- شاهد: مواطنون ينجحون بمساعدة رجل حاصرته النيران داخل سيارته ...
- علماء: الحرارة تتفاقم في أوروبا لدرجة أن جسم الإنسان لا يستط ...
- -تيك توك- تلوح باللجوء إلى القانون ضد الحكومة الأمريكية
- -ملياردير متعجرف-.. حرب كلامية بين رئيس وزراء أستراليا وماسك ...
- روسيا تخطط لإطلاق مجموعة أقمار جديدة للأرصاد الجوية
- -نتائج مثيرة للقلق-.. دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف أهداف لحزب الله في جنوب لبنان ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حدوي - الديموقراطية.. والعادة السرية