أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كامل السعدون - الفاشوش في دستور قراقوش














المزيد.....

الفاشوش في دستور قراقوش


كامل السعدون

الحوار المتمدن-العدد: 1327 - 2005 / 9 / 24 - 08:21
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



- 1-
من أكثر الشخصيات إمتاعا في التاريخ الإسلامي ، شخصية قراقوش ، الغلام الرومي الذي خدم صلاح الدين الأيوبي ، وصار نائبا للعزيز حاكم مصر إبان فترة غيابه .
لا نشك في أن الرجل قد ظلم كما ظلم غيره في تلك العصور الحافلة بالفتن والصراعات ، وكان المفتري عليه هو الأسعد مماتي ناظر الديوان في عهد صلاح الدين ، الذي كتب هذا الكتاب المسمى (الفاشوش في أحكام قراقوش ) .
ومهما يكن السبب وراء هذا الإفتراء ، فإن الكتاب طريف للغاية ومنه نستمد هذا الحكم التراجيدي المضحك : يقال أن رجلين تنازعا على ملكية دار ، أحدهما شيخ والآخر لما يزل فتيا ( مثل وزراء الصدر وقياداته العبقرية الفتية في المعارضة والبرلمان بذات الآن ) ، ولم يكن الفتى يملك أوراقا ثبوتية أو ربما أضاعها ولكنه قطعا يملك شهودا ، المهم جاء الرجلين لقراقوش وكل يقسم أن البيت بيته ، فحكم الرجل بسرعة :
- حيث أنك لا تملك كتابا يثبت ملكية الدار لك ، فإنها لا بد أن تكون للشيخ الكبير فهو أكبر منك ومتى صرت في عمره أعاد لك الدار ثانية .
-2-
تنص المادة 39 : من دستور الطوائف على أن ( العراقيون ( أحرار !! ) في الإلتزام بأحوالهم الشخصية حسب دياناتهم أو مذاهبهم أو معتقداتهم أو إختياراتهم وينظم ذلك بقانون ) .
لا أعرف أي إختيارات أخرى ترك لنا الطيبون من عباد الماضي وعشاق السلطة الرجولية على نعاج الله البائسات ، نساء العراق . ماذا تركوا لنا من إختيار وقد حكموا علينا بحرية مفجعة في أن نتبع أهواء الشيوخ والكبار والمعممون ، وأظن نساءنا وبناتنا غدا سيُلزمن بأحكام الكبار حتى يغدون رجالا أو يبلغن من العمر عتيا .
سيهتف أكثر من هاتف قائلا بالمرأة : يا امرأة صحيح أنك حرة بأختيار احوالك الشخصية ، لكن هل أنتِ رجل لتنافسي الرجال ، أو كبيرة بسن أباك لتقولي له أريد هذا ولا اريد ذاك .
ثم ، أنتِ شيعية فهل تريدي أن تذلي عشيرتك وقومك وأشياخنا المقدسين ، وتتزوجين على مذهب الحكومة المسمى قانون الأحوال الشخصية ، لا هذا عارٌ ما بعده عار و... ( الموت أولى من ركوب العار ) .
وإن كانت سنية أو مسيحية فأظن أن الموقف ذاته يتكرر ، فالأب سلطة مطلقة في البيت ، وخلف الأب يقف الإمام أو الكاهن أو الأب الكنسي أو الفقيه الحنبلي .
وهم أحرار ، الوحيدون الأحرار بيننا هم الشيوخ والفقهاء الذين ينضح الفقه العادل من أردان جلابيبهم وأذيال عباءاتهم وأطراف عماماتهم الهاشمية السوداء .
الوحيدون الأحرار في دولة قراقوش التي حررها الأمريكان من صدام وأسلموها للزرقاوي ورجالات إيران المتسلطون على رقابنا والكاتبون لدستورنا ، اسلموها بالمجان أو ربما بثمن لاحق أكبر سندفعه نحن العراقيين للمحررين الأمريكان ) .
أي حرية تركتم لنا وقد أغلقتم الباب أمام الخيار العقلاني العلماني الوحيد الذي يمكن أن يرحم كل العراقيين ويحمي المرأة والطفل من قوانين العشائر والقبائل والطوائف ، إلا وهو قانون الأحوال الشخصية الذي يوحد كل العراقيين ويحمي كل العراقيين من الإنتهاك من قبل الأب والأسرة والقبيلة ورجل الدين . كأنكم بهذا تقولون أن كل العراقيين أحرار في أن يرفعوا على بيوتهم ومراكز شرطتهم ونقاطهم الحدودية أي علم لأي دولة يريدون ... !
لا أدري من هي هذه العراقية أو هذا العراقي القادر على أن يحمي نفسه في بيته أو في الشارع إذا رفعت الدولة مظلة حمايتها عنه ؟ من يحمي الضعيف من قانون قرقوش القائل ( كل واحد ويده له ) ؟
من يحمي المرأة والطفل يا ترى إذا سحبت الدولة يدها وقالت ، الناس أحرار في أن يحموا أنفسهم ؟
في دول العالم المتحضر ، يمثل القانون والبرلمان راي الأغلبية من أهل البلد ، وتقوم السلطة التنفيذية بحماية المظلوم من نفسه ومن أهله ومن الشارع عبر قوانين ملزمة تمنع ضرب المرأة أو الطفل أو المعتوه ، ومن يتعرض للظلم تقوم الدولة بحمايته وتوفير المعيشة له ومحاولة رأب الصدع بينه وبين أهله ومجتمعه ، أما أنتم فتريدون أن تتركوا الضعفاء نهبا لسوط العشيرة ورجل الدين والأب الفاسق السكير تحت ذريعة الحرية المزعومة .
أنتم تنحطون بالمجتمع وقيم المجتمع ووحدة المجتمع إلى مستوى الغابة وقوانين الغابة ، وإذا مرر هذا الدستور بمثل هذه المادة فإن على وحدة المجتمع العراقي وحريته الحقة وتقدمه الحقيقي السلام .
هذه المادة كارثة لا ينبغي أن تمر أبدا .
_______________________________________________________________________________
أوسلو في ال23 من أيلول 2005
[email protected]









#كامل_السعدون (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس هؤلاء بصالحين للسباق يا جلبي يا رائع
- لماذا الإصرار على عروبة العراق ؟
- إنتظروا علاوي العائد في القريب
- أهلنا عرب الجنوب …أدفنوا ماضيكم وأنهضوا
- الخطاب الصحفي الكردي القاسي على عرب العراق
- !..أضاعوه وأي عِراق أضاعوا
- عن الإسلام والعلمانية – رد متواضع على مقالة الأستاذ صائب خلي ...
- المرأة والحيوان مفسدات وضوء السيد الرجل
- عن المرأة والدستور في هذا العراق المقهور
- عن المرأة والدستور والإسلام وما به من جورٍ وفجورْ
- عن المرأة والأنفال ودستور أهل الإسلام
- الإسلام مصدر التشريع – خزعبلة دستورية -1
- - ملاحظات على الدستور العراقي المقترح - ج3
- ملاحظات على الدستور المقترح -ج2
- - ملاحظات على الدستور العراقي المقترح - ج1
- أنت تملك القوة في داخلك - الفصل السادس - بقلم لويزا هاي
- أنت تملك القوة في داخلك -الفصل الخامس- بقلم لويزا هاي -
- أنت تملك القوة في داخلك - بقلم لويزا هاي - إعادة برمجة التصو ...
- أنت تملك القوة في داخلك - بقلم لويزا هاي -الفصل الثالث
- أنت تملك القوة في داخلك - بقلم لويزا هاي - الفصل الثاني


المزيد.....




- كريم محمود عبدالعزيز كما لم ترونه من قبل في -مملكة الحرير-
- متظاهرو البندقية يزعمون انتصارهم في تغيير مكان حفل زفاف جيف ...
- ترامب يرد على طرح أن إيران نقلت اليورانيوم المخصب قبل ضربة أ ...
- ترامب يُشبه ضربات إيران باستخدام النووي في هيروشيما وناغازاك ...
- دبلوماسي ومفاوض إيراني سابق يحذّر عبر CNN: إذا سعت واشنطن إل ...
- ترامب يُشبّه ضربة إيران بـ -هيروشيما- ويؤكد: أخبار جيدة عن غ ...
- الرئيس الإيراني يعلن -نهاية حرب الـ 12 يوما المفروضة على بلا ...
- بقرار إداري.. هبوط أولمبيك ليون بطل فرنسا سبع مرات إلى دوري ...
- افتتاح فندق إسرائيلي فاخر في حي فلسطيني مسلوب غربي القدس
- 10 أشخاص كانوا خلف تطور الذكاء الاصطناعي بشكله اليوم


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كامل السعدون - الفاشوش في دستور قراقوش