أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مهتدي رضا الموسوي - ما هو العقل الباطن؟















المزيد.....

ما هو العقل الباطن؟


مهتدي رضا الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 4768 - 2015 / 4 / 4 - 19:45
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أن فرويد أول من اكتشف في الإنسان عقلاً ثانياً غير هذا العقل الواعي الذي اغتر الإنسان فيه طويلا، وقد أسماه بـ(العقل الباطن) أو (اللاشعور).
ومما تجدر الإشارة إليه أن فكرة اللاشعور كانت معروفة قبل فرويد، ولكنها كانت في الغالب فكرة غامضة غير واضحة المعالم، ويعزي إلى فرويد الفضل الأكبر في توضيح هذه الفكرة وفي أقامة بناء نظري شامخ عليها. وبالرغم من تهافت فرويد في بعض تفاصيل هذه الفكرة الهيكل العام الذي شيده حولها لا يزال مكيناً، ويعتبر الآن ضرورياً لفهم طبيعة الإنسان.
وخلاصة القول ما جاء به فرويد في هذا الصدد إن العقل الظاهر الواعي ضعيف الأثر في توجية السلوك البشري. أما الذي يوجه الإنسان في معظم أحواله فهو العقل الباطن. واليه إن يلتفت الباحثون في الشخصية البشرية، ونضرب مثلا في ذلك كانت لدي سيارة اذهب بها للجامعة وأعود إلى المنزل بصفة يوميه (تكرار) وفي يوما ما ركب معي شخص أراد أن أوصله إلى منطقة معينة وخلال ذلك تحدثنا مع بعض كثيراً ونسيت الطريق وسرت في الشارع المؤدي إلى منزلي بصفة لا شعورية، هذه الحالة تعزي إلى إن التكرار المستمر يطبع باللاشعور ويوجه سلوك الفرد. يقول جبريل تارد في هذا الصدد أن عملية المحاكاة الاجتماعية تكون بسبب التكرار ويضاف إلى ذلك أن محاكاة الماضي قد تكون هي النموذج السائد في الوقت الحاضر وهذا ما نعبر عنه بسيادة التقاليد، لذلك أن التقاليد هو ضرب من الانطباعات للسلوك في العقل الباطن للفرد والمجتمع ويمارسونها بصفه لا شعورية مع بعضهم بعضاً.
وكل شخص منا مر بموقف أو حادث معين ويعتبر ذلك سبب غيبي ولا يعلم أن هناك عقل باطن هو سبب ذلك الموقف، فان العقل الباطن يعمل وكأنه بعيداً عنا، ففي النوم أو الغفوة بعد الغداء مثلاً نرى الخواطر تجري متلاحقة وفيها السخيف وفيها المعقول ونكاد لا نعي بها إلا أذا وقفنا في مجراها. وكذلك في النوم تجري أحلامنا على غير وعي منا وفيها من السخافات ما نضحك منه عند اليقظة.
وفي حالتي النوم والاستسلام للخواطر فيغفوا العقل الواعي وينتبه العقل الباطن ولا نعي بذلك أنه كان نائما فأنتبه. بل نعي في اليقظة تحت سلطان العقل الواعي فهو مكبوت مقيد فإذا نمنا أو غفونا انطلق يسير في مجراه فنراه عندئذً يفكر بعقل الحيوان أو الثقافة القديمة أو يستسلم للملاذ.
لو أخذنا مثلا النسيان ففي اليقظة كثير منا ينسى المواعيد وهذا بسبب انشغالات العقل الواعي في الحياة اليومية التي يؤدي إلى سلطته على العقل الباطن فبذلك يفقد العقل الباطن تنبيهه للفرد فينسى مواعيده أو أي شيء آخر، أما في المنام فأن العقل الواعي يعطل تماماً وينتبه العقل الباطن كما أسلفنا فبذلك ينبّهك للموعد فتستيقظ بالوقت الذي تريده، لذا أن الفرد كلما يكون عقله الباطن قوي النباهة يكون قليل النسيان. فالعقل الباطن هو ذلك العقل الذي يحفظ الصور الأولى وينبهك فيها عبر الزمن، فيعرفه سلامة موسى: هو ذلك العقل الحيواني القديم امتزجت به ثقافة الإنسان الأول وهو يجري في أساليبه على طريقة التفكير الذي نراه عند الأطفال، ونحس نحن بوجوده في الخواطر وقت اليقظة الغافية أو في الأحلام، وهو في الأحلام اقوي مما هو في الخواطر. وقد تكون مادة الحلم أو الخواطر حديثة خاصة بحياتنا المعيشية بشأن الزواج أو المنصب أو الدرس ولكنها في الحلم تجري على أسلوب الأطفال وتسير على النسق الذي كان يجري عليه أسلافنا القدماء. وهذا تعريف غير صحيح إلى حداً ما، فلا نستطيع ان نتهم العقل الباطن بالعقل الحيواني او الطفولي، فالعقل الباطن صح أنه لا يتطور منذ الانسان الاول إلى يومنا وهذا بخلاف العقل الواعي، لكن لا نتهمه بالحيونة او الطفولة، لأنه يمتلك من الخوارق ما لا يمتلكه العقل الظاهر، فتأمل.
كما أن العقل الباطن يؤثر على الإطار الفكري في المجتمع فإن الفرد ينظر للكون مؤلف جزءه الأكبر من المصطلحات والمألوفات التي يوحي بها المجتمع إلية ويغرزها في أعماق عقله الباطن، والفرد متأثر بها من حيث لا يشعر، فهو حين ينظر إلى ما حوله لا يدرك أن نظرته مقيدة ومحدودة وفق ما تعلمه من وسطه الاجتماعي، وكل يقينه أنه حر في تفكيره، وهنا يكمن الخطر، فأن اغلب الحروب والاضطهادات التي شنها البشر بعضهم على بعض في سبيل مذهب من المذاهب الدينية أو السياسية ناتجة عن وجود هذا الإطار الفكري الذي غرزه المجتمع في العقل الباطن لدى الإنسان.
وقد يسأل القارئ: لماذا نتكلم عن العقل الباطن في هذا المقال . والجواب: صحيح أن العقل الباطن يحمل من السذاجة في الأحلام ويسير وفق سلوك الأطفال أو كما يجري عليه أسلافنا القدماء، لكن تكمن في أعماقه حكمة لا حدود لها وقوة مطلقة وإمداد لا نهائي وتكون طاقة لاواعية خارقة للإنسان .
وإن ظهور علم الخوارق (الباراسايكولوجي) جاء متزامناً مع ظهور فيزياء الكم الذي جاء بها إنيشتاين، لذلك ان التطور الفيزيائي الحديث يدرس الطاقة اللامرئية ويتعامل مع العقل الباطن للكون، فإن العقل الباطن الشامل للكون او الطاقة هي التي تحرك المادة والاشياء الظاهرية امامنا، فالمادة شيء ثانوي، اما الطاقة هي الاساس في الكون.
لذلك نرى ان التقانة الحديثة اخذت تستخدم النانو في اجهزتها التكنولوجية، وتعني كلمة النانو جزءاً واحداً من مليار جزء. ويساوي النانومتر الواحد 000000000/1 من المتر، إي ما يقارب الـ 000000000/1 من الياردة، ولتكوين احساس بسلم المقاسات النانوية نشير إلى إن قطر شعرة الإنسان يساوي 50000 نانومتر، ويبلغ قطر خلية جرثومة بضع مئات من النانومترات، ويساوي عرض اصغر خطوط الاشكال المحفورة الشائعة في شرائح الدوارات المتكاملة المكروية في عام 2002 نحو 130 نانومتراً، ويبلغ مقاس عشر ذرات هدروجين مصطفة في خط مستقيم نانومتراً واحداً. حقاً إن النانومتر صغير جداً.
وعلم النانو، بأبسط تعاريفه، هو دراسة المبادئ الأساسية للجزئيات والبنى التي يوجد فيها بعد واحد على الاقل يقع مقاسه بين 1 و 100 نانومتر. وقد سميت هذه البنى، وعلى نحو غير موفق، بالبنى النانوية. والتقانة النانوية هي استعمال تلك البنى النانوية في تجهيزات مفيدة نانوية الابعاد. على أن هذا التعريف ليس جذاباً أو مرضياً تماماً، وهو بالتأكيد ليس التعريف الذي يفسر الضجة القائمة، فتفسير النانو من المهم أن نفهم أن السلم النانوي ليس صغيراً فحسب، بل هو نوع خاص من الصغر.
لذلك ان العصر الآتي هو عصر دراسة الماورائيات أو دراسة العقل الباطن الشامل للكون والانسان، وهذه الظواهر كانت موجودة في الانسان القديم بشكل كبير لكن فسرها تفسيراً رمزياً واسطورياً، وبمرو الزمن تعامل الانسان مع المادة والطبيعة فأضمحلت تلك الظواهر واستبدلت بالمادة وتقنياتها، لكن اخذت تظهر من جديد بشكل علمي وليس رمزي ونأمل بالمستقبل ان تتطور بشكل متزايد، لخدمة البشرية.
فهناك علاقة ثنائية تكاملية بين الكون والمجتمع، فقديما كان المجتمع يتعامل مع ابعاد الكون من خلال عقله الباطن. لذلك كان تفسيرة للكون رمزي اسطوري واضمحل هذه العقل بمرور الزمن. والان يتعامل المجتمع مع ابعاد الكون بعقله الواعي. لذلك كان تفسيره علمي تأويلي. وكلا العقلين ناقصين لفهم ابعاد الكون لذلك ما زال الانسان يخاف من المجهول. اما مستقبلا فان المجتمع سيتعامل مع ابعاد الكون بكلا العقلين فتخضع كل ابعاده لإرادة الفرد والمجتمع.



#مهتدي_رضا_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النعل في المفهوم الشعبي
- سوق هرج من الثقافات الفرعية
- سبايكر من جريمة جنائية إلى قضية سياسية
- أنت والمصير
- رؤية حول تشكيل الحكومة العراقية الجديدة
- البغاء السري
- فرق القتال بين داعش والعراق
- الديمقراطيّة والتغيير السياسي
- أبناء المثقفين: كيف ينشئوّن ؟
- مخادعات حب
- الجهل المركب في الثقافة الاجتماعية


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مهتدي رضا الموسوي - ما هو العقل الباطن؟