مهتدي رضا الموسوي
الحوار المتمدن-العدد: 4604 - 2014 / 10 / 15 - 22:26
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
وردت كملة نعل في معجم ابن منظور بمعنى ما وقيت به القدم من الأرض، وقال الجوهري: النعل الحذاء، كما أن هناك أسماء شعبية للنعل منها ما يسمى بـ(النعال) أذا كان يغطي الكف الأمامي للقدم فقط، أو (القندرة) أذا كانت تغطي كف القدم كلها، أو (الشحاطة) أذا كان النعل ماركة تجارية أو نوعية ممتازة أذا صح التعبير.
للنعل نظرة منبوذة في المفهوم الشعبي العراقي فإذا أراد أحدهم أن يشتم أحداً قال له (أبن النعال) أو (أحط النعال بحلكك) أو (أوكلك نعل) أو (أنت ونعالي أو أنت وقندرتي) تعتبر تلك الجمل شتيمة كبيرة في الوسط الشعبي، حتى قيل أن احد شيوخ العشائر زار الحاكم العسكري الانكليزي أبان الاحتلال في الحرب العالمية الأولى فجلسا مع بعض وكان الحاكم واضع قدمه فوق الأخرى ومرتدي الحذاء فكانت قاعدة الحذاء نحو وجه الشيخ فطلب الشيخ من الحاكم إن ينّزل قدمه بسبب الحذاء فقال له الحاكم لماذا أن قاعدة حذائي نظفيه فأنبهر الشيخ وتشاجر مع الحاكم فأعتبرها تلك أهانه له كما أن الحاكم لا يدرك إن الحذاء منبوذة اجتماعية في المجتمع العراقي .
فهنا يتبادر سؤال لماذا الحذاء منبوذة في المجتمع الشعبي وغير منبوذة في المجتمع الغربي، كما أن في المعجم اللغوي لا توجد أساءه أو نبذ في تفسير كلمة نعل. فلماذا هذا النبذ في المفهوم الشعبي؟
وهنا وجدت الإجابة وربما لم تكن كافية. أن النبذ للنعل ليس للنعل بالتحديد وإنما ما يحمله النعل من أوساخ ونجاسات من خلال لبسه والسير عليه في كل مكان وبما أن الشوارع العراقية والأماكن متسخة على الدوام فيحمل النعل من تلك الأوساخ ما يحمل، وأن الأوساخ منبوذة في كل المجتمعات، لكن الفرق في المجتمعات المتقدمة هناك أماكن مخصصة للأوساخ وثقافة عامه للنظافة فنلاحظ أن شوارعهم نظفيه فلا تحمل أنعلهم أوساخ لذلك هم لا ينظروا لها بنظرة نبذ على العكس في مجتمعاتنا الشعبية، لذلك نحن لا نستنكف من رمي أوساخنا في أي مكان أو لا نهتم بالنظافة العامة ولكن نستنكف من الحذاء عندما تحمل أوساخنا، ومن ثم إن تلك النظرة المنبوذة للحذاء أصبحت ثقافة متناقلة عبر الأجيال سواء كانت الحذاء نظيفة أو وسخة فحتى الأحذية في المحلات التجارية ننبذها رغم أنها غير ملبوسه، وحتى الشخص اليوم يهتم بتلميع نعله عند الخروج لكن هو يحتقره في نفس الوقت.
#مهتدي_رضا_الموسوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟