أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل عطية - دموع أنوبيس!














المزيد.....

دموع أنوبيس!


عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري

(Adel Attia)


الحوار المتمدن-العدد: 4764 - 2015 / 3 / 31 - 20:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لأننا على أرض مصر؛ فالتاريخ ليس ببعيد!
تأخذنا صفحاته إلى أكثر من سبعة آلاف سنة، مضت..
لنقرأ:
لقد انبهر الفراعين بهالة الوفاء المضيئة بقلب الكلب؛
فقدّسوه..
وتوّجوه إلهاً ضمن أربابهم؛ باسم: أنوبيس!
وجعلوه يربض على قاعدة تمثل واجهة المقبرة؛ ليحمي، ويحرس الجبّانة!
*** *** ***
يأخذنا أنوبيس إلى موطن العرب البدو في جاهليتهم..
نراهم:
يستخدمون الكلاب لحراسة خيامهم، وتنبيههم بالعواء، عند اقتراب الأقدام المعادية؛ للاستيلاء على متاعهم، ونسائهم!
لم تنتظر الكلاب كلمة شكر، واحدة.
ومع ذلك..
صدمهم البدوي بنكرانه الجميل:
فلا تقدير لهم.
ولا عطف عليهم.
بل كل الاحتقار، بجعلهم أداة للسب، وللسخرية من بعضهم البعض!
*** *** ***
يشير أنوبيس بأسى إلى أطفال..
ـ شبّوا على تحقير الكلب، ووصفه بالنجاسة، وبأنه لا يجوز اقتنائه في المنازل.
ـ وشاهدوا بأعينهم القتل الهمجي للكلاب الضالة.
كانوا: يتسلّون بالجري خلف الكلاب، ويقذفونها بالطوب، والحجارة!
لم يكتفي أنوبيس بهذه المشاهد، المروّعة..
طلب منا أن نشاهد، أيضاً، الوثيقة المرئية، التي تحمل عنوان: "كلب شارع الأهرام"..
نرى مجموعة من الأشخاص، وكأنها كائنات وحشية، جاءت من الأدغال البعيدة..
تقيّد كلباً إلى عمود في الشارع..
وبسكاكينها، المسنونة..
تتبارى في طعنه، وتجريحه..
والكلب لا حول له، ولا قوة!
ينظر إلى صاحبه؛ مستنجداً، ومتوسلاً:
أن ينقذه من الموت الدامي، المر...
.. دون جدوى.
فلم يكن المسكين، يدرك:
أن صاحبه هو الذي سلمه للذبح عوضاً عنه؛
لأنه كان يرهب به أهل منطقته،
بينما هو كان يعض من يشير عليهم؛
ظناً منه أنه يدافع عن صاحبه!
.. وأخيراً خرّ الكلب صريعاً إلى الأبد، غارقاً في دمائه!
*** *** ***
قبل أن يتركنا أنوبيس..
قصّ علينا هذه القصة، المؤثرة:
كان هناك كلب ماهر..
تابع لجهاز الشرطة الأمريكية.
شارك بكفاءة، وإخلاص في العديد من عملياتها الأمنيّة الناجعة.
بعد فترة من خدمته..
ظهر عليه آثار التعب، والإرهاق الشديد.
وبدأ يعاني من القيء، وفقدان الشعر، والتورّم.
كان التشخيص:
أنه مصاب بداء "كوشينج"..
(وهو مرض معقد وغير منتشر، يأتي نتيجة زيادة نسبة الكورتيزون في الدم).
حاولوا كثيراً معالجته بالعقاقير،
وفشلوا.
طلبوا من مستشفى في بنسلفانيا:
إجراء عملية لإستئصال أورامه، وتطبيبه باسلوب غير تقليدي.
وجاء الرد:
الحالة متأخرة جداً، يستحيل معها إجراء أي عملية جراحية!
لم يأخذوا قراراً صادماً، بإعدامه..
وأصرّوا على متابعة علاجه..
وبسببه..
تطلب الأمر زيادة ضخمة في الميزانية المخصصة لعلاج الكلاب الشرطية!
زادت حالته سوءاً على سوء،
وأصبح يعيش في عذاب من شدة الألم، ومعاناة الموت البطيء!
فقرر جهاز الشرطة الأمريكي: إعدامه..
رأفة، ورحمة به..
وبطريقة تليق به كبطل!
أقامت الشرطة حفلاً كبيراً؛ لتكريمه..
ووداعه..
حضر الحفل ثلاثون ضابطاً، بكى جميعهم لأجله!
وقاموا بأداء التحية العسكرية الرسمية له!
وودعهم الكلب..
وفي فمه اللعبة التي كان يحبها، وكان دائم الأحتفاظ بها مع مدربه!
*** *** ***
ان التعامل القاسي مع الكلاب يفضح مشاعرنا، التي تقسّت بالجلافة، والفظاظة!
ويكشف لنا:
أن الإرهاب، بدأ عندما أصبح حب الحيوانات الأليفة بعيداً عن فكرنا، وتفكيرنا!...



#عادل_عطية (هاشتاغ)       Adel_Attia#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا نحتفل بيوم مولدنا؟!..
- مثل القمر!
- ولماذا الموت في سبيل الحق؟!..
- قوة الوردة!
- عبقرية: الاسم، والكتابة، والرسالة!
- من سخرية القلم!
- تقسيمات إرهابية!
- سارق!
- ومضات قصصية
- كاشف نفسه!
- كتابات متناثرة (12)
- كتابات متناثرة (11)
- كتابات متناثرة (10)
- كتابات متناثرة (9)
- كتابات متناثرة (8)
- صوت الله يتكلم في ديسمبر!
- كتابات متناثرة (7)
- كتابات متناثرة 6
- في اليوبيل الذهبي للتأمين الصحي!
- كتابات متناثرة (4)


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عادل عطية - دموع أنوبيس!