|
قامة منتصبة
اليزيد البركة
الحوار المتمدن-العدد: 4763 - 2015 / 3 / 30 - 00:14
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
قامة منتصبة اليزيد البركة لم تتح لي فرصة اللقاء مع الفقيد المناضل أحمد بنجلون ، داخل المغرب في الستينات،إلا مرتين في ندوة للإتحاد الوطني لطلبة المغرب في ثانوية مولاي يوسف بالرباط حول التعليم، وفي لقاء حزبي ضم المؤتمرين الحزبيين استعدادا للمؤتمر التاسع للمنظمة الطلابية بعد هذا التاريخ سنلتقي في خمس محطات مختلفة هي : 1-الجزائر 2- فرنسا 3- سوريا 4- دولة الاعتقال والسجن بقوانينها المزاجية القروسطية 5- دولة المغرب الموازية للسابقة بقوانينها الاستبدادية والتسلطية ، والتي كانت فيها للأجهزة البوليسية اليد الطولى في تحديد مصير أي مغربي ومغربية. طلب مني إخواني في الحزب أن أقدم شهادة في حق الفقيد المناضل بمناسبة الذكرى الأربعينية ، وهي مناسبة تتطلب الإيجاز. لذا كنت حائرا لأن الوقت لا يسعف في عرض حياة المناضل أحمد الزاخرة في كل تلك المحطات بطموحاتها وأهدافها ، وبأفراحها وأحزانها ، وبتأملاتها واقتحاماتها ، لذا أرتأيت بعد تفكير أن أقتصر وبإيجاز على فترات الاعتقال والسجن الثلاث . لماذا اختيار محطة الاعتقال والسجن ؟ لأنها محطة ، جهنمية بكل معنى الكلمة ، في نظام بوليسي، لا رادع قانوني له، في شططه وتجاوزاته . وفي مثل هذا الوضع الذي لم يعرف بعض التغيرات إلا في أواخر الثمانينات، يلفظ الاعتقال والسجن كل أنواع المعادن ،الردئ والنفيس، حتى وإن دخل الفرد هذا العالم الكريه وهو حجر كريم ونفيس . ففي هذا الجو تعرف قيمة الناس ، سواء من طرف المعتقلين أو من طرف الجلادين والحراس . لأنه في تلك المحطة وفي ذلك التاريخ ،كان التعذيب ، أولا وأساسا ، من أجل الإذلال وكسر شوكة الصمود للوصول إلى المعلومة ، بل والتعاون في بعض الحالات في استنطاق باقي المعتقلين. وكان السجن تكملة لنفس الفلسفة السادية في قتل الضمير كما يحلو للفقيد أن يصف به الغاية من أساليب التعذيب . عشت مع الفقيد ثلاث فترات مختلفة من الاعتقال والسجن ، أعنفها وأشدها هي التي بدأت مع اعتقالات 1969 مرورا بمحاكمة مراكش في 19971 وانتهت في دجنبر 1975. في كل هذه الفترات كان الفقيد قامة منتصبة ورأسا مرفوعة ، لقد سقطت قامات لها وزنها ، وتعثرت أخرى، وطأطأت أخرى رؤوسها ، وركع بعضها ، لكن الآلة الجهنمية التي لا يمكن تصور بشاعتها وبشاعة من يحركها لم تنل من إيمانه بعدالة الأهداف وبهمجية الحاكمين. لا حاجة لتصويرها لأن الفقيد، رسم أهم تضاريس وجهها القبيح أمام الرأي العام، من خلال رسالة " لمن تقرع الأجراس " ومن خلال ما جاء في مذكراته . كان كلما أحس بأن ما يعيشه من نكال وتعذيب لا يطاق، يستمد من مخزونه المعنوي ، من أسباب الصمود والتحدي . بل ما أرمي إليه من العودة إلى الاعتقال والسجن، هو رسم صورة ولو جزئية للشخصية النضالية للفقيد ، التي بها انتصر على آلة التعذيب وعلى الجلادين بالرغم من أنهم نهشوا لحم أخمص قدميه حتى ظهر العظم. ليس من الصدف أن يستشهد الفقيد في عدة مناسبات برواية " والفولاذ سقيناه " للروائي الشيوعي الأوكراني نيقولاي أوستروفسكي ، و أن ينوه مرات كثيرة ببطل الرواية بافل ، وهو نفس المؤلف لأن الرواية واقعية، تحكي صمود الجيش الأحمر ضد جيوش الإمبريالية والعصابات المناهضة للثورة، وتقدم صور التضحية والنبل ونكران الذات من أجل الثورة . وليس من الصدف أن يأتي ذكرالرواية وبطلها في بداية مذكراته بعد أن أقعدته الحادثة المؤلمة . ذلك أن مؤلف الرواية وهو البطل نفسه، أصبح مقعدا من جراء كثرة الجراح الثاخنة التي تعرض لها في الحرب .وتقول الكاتبة آنا كرافايفا عن نيقولاي : " كانت الطبيعة غير رحيمة به، فقد انتزعت منه صحته ، ويديه ورجليه..إلا أنه تغلب على وهن الجسد والداء العضال والأسى والضعف وفقدان القدرة على الحركة وأثبت كمنتصر ، حياته وإبداعه ونضاله ". ذلك أن الرواية ملحمة بطولية للصلابة والصمود والتضحية بالدم والأجساد وقد عبر العنوان عن ذلك " والفولاذ سقيناه " بمعنى : حتى الفولاذ نفسه سقيناه أيضا بدماءنا حتى ارتوى شبع ، وتأسيسا على هذا يرمي الفقيد إلى أن يقول : وحتى إسمنت المسلخ سقيناه بدمنا حتى ارتوى وشبع . ما جعل الفقيد المناضل يجد نفسه في تناغم مع أبطال مكسيم غوركي ونيقولاي أوستروفسكي وأندري مالرو، ليس هو التقليد أوالمحاكاة وإنما أصوله الشعبية وتربيته الأسرية ومحيطه الرافض للاستبداد . يعشق دائما الأبطال الذين يحبون الشعب ويواجهون الاستبداد والاستغلال ، أبطال يعشقون الحرية ومستعدون لأن يقدموا أغلى ما لديهم من أجلها . ولهذا كان يسترجع دائما وحتى في أحلك الظروف عبارة : الثورة هي الأمل ، لأندري مالرو أو عبارة طائر الفينيق الذي ينهض من رماده ثانية. لهذا كله تجد الفقيد وإن اختلف مع أحد في الممارسة السياسية ، وكان ممن يناضل من أجل الحرية والانعتاق، لا يتوانى أبدا عن الدفاع عنه . إنه في معركة الاشتراكية والديمقراطية والحرية يمحي الذات تماما ،مثله في ذلك مثل، أبطال نيقولاي أوستروفسكي، وتجده في المقابل في عداوة وكراهية مع شخصية راستينياك في " الأب غوريو " لبلزاك شخصبة الوصولي المحب للعظمة المنتهز لكل الظروف . إن من يعرفه جيدا يجده يغضب كثيرا ، ويمكن أن يكون عنيفا في حالات ما يشم - بالإيحاء أو التصريح- النيل من مثله ومبادئه وتاريخه النضالي ، إنه يكره عند الخلاف والجدال أن يسارع المختلف معه إلى استنتاجات سريعة حسب خانات معدة سلفا مثل الإصلاحية والانتهازية والمهادنة وغيرها ... في مثل هذه الحالات تحضر أمام عينيه دائما قامات لها وزنها وتحملت كثيرا الآلة الجهنمية ، كي لا تركع، وفي الأخير استسلمت. ويتساءل مع نفسه عند مجادلة من يطلق العنان للكلام على عواهنه " هل يمكن لمحدثي هذا أن يكون فقط في مستوى تلك القامات" ؟ غير هذا تجده يحب النقاش والجدال ويتعاطى مع الخلاف السياسي بأريحية ورحابة الصدر. وفي المعركة من أجل الاشتراكية والديمقراطية ومن أجل الطبقات الشعبية ليس فقط سياسيا يحسب موازين القوى ويدقق في قدرة التنظيم الحزبي على تحقيق هدف ما ، ويزن القرار بميزان دقيق ؟ وإنما كان أيضا عاطفيا في انحيازه للطبقات الشعبية وفي طليعتها الطبقة العاملة. وكرفيق له في دروب النضال لم يسبق لنا في بعض خلافاتنا السياسية أن انحدر بنا النقاش إلى مستوى الطعن والنيل من مبادئ ومثل أي منا، لأن كل واحد منا مقتنع أن تلك المبادئ تجري في دماءنا . خلال الاعتقال والسجن، وبدون الدخول في سرد مشاهد وليمة الأنذال، الذين كانوا يعربدون ليلا ونهارا بدمائنا كأنها خمرة معتقة ، لابد من أن أتعرض لجوانب أخرى أشار إليها الفقيد في مذكراته ، وهي جوانب كانت أحداثا في بدايتها يمكن أن تقع في أي حركة ثورية، ولكن مع الإصرار على الخطأ فيها أصبحت ككرة الثلج ، كلما تدحرجت إلا وكبرت وحملت معها كل ما هو قابل أن يعلق بها . - لما خضنا عدة إضرابات عن الطعام في سجن بولمهارز، دفاعا عن حقوقنا كسجناء لم نكن نعرف أن الفقيد والأخ المناضل سعيد بونعيلات كانا في وضعية سجناء مولاي اسماعيل ، لقد كنا ثلاث مجموعات واحدة لا تعرف شيئا عن الأخرى، وكنا نعتقد أن كل المجموعات تتعرض لنفس القبضة الحديدية لشخص يقال أن اسمه " بقاس " وكان يتبجح أمامنا أنه كان مسؤولا عن معقل في الجنوب المغربي أيام الاستعمار الفرنسي يضم أسرى الألمان، وكان ذا شارب مثل شارب هتلر ، كان يرأس في السجن كل المجموعات التي تحصي أنفاسنا وكان جاهلا أجلف ، كآلة صماء في تنفيذ الأوامر . ولفهم مستوى الفرد أعود إلى حادثة وقعت في السجن العسكري قبل نقلنا إلى بولمهارز، ذلك أنه والمسؤول العسكري عن السجن كانا يسهران على تنفيذ فسحة خارج الزنازن لمدة 15 د لكل مجموعة تتكون من 20 مناضلا وذلك بعدما اجتزنا تحقيق القاضي. في إحدى المرات وكان المسؤول العسكري غائبا أحسسنا أن المدة كانت ناقصة بحوالي النصف فقال له الأخ بلعقدة من الجديدة : "لا يمكن أن نكون قد قضينا 15 د إنك تتعسف علينا فرد بقاس غلى الفور ،لا والله ما كانعفس عليكم واللي كالها ليكم راه كيكذب عليكم كول واحد كانوصلو ل سيلون ديالو أونسد عليه ".في بولمهارز حافظ نفس الشخص على 15 د لكل مجموعة وأبقى على الأصفاد ،ويمنع الحديث في الساحة ،أو عبر الزنازن ،ويوقظنا ليلا كل نصف ساعة ،بإحداث صخب مفتعل في تفقده للزنازن، ويفرض عقوبات من سجله وتاريخه على كل من يحتج . لكن بعد الإضراب الأول اطلعت بعد أن اصطنعنا خناقة ، في الساحة ، مع أحد الحراس التابعين له ، ويا لهول ما رأيت :الفقيد ما يزال بالسلسلة الحديدية ونفس الأمر سعيد بونعيلات والسلسلة مثبتة في الحائط ، والجدران رطبة من السهل ملاحظة الندى مع بقع خضراء طحلبية ، أخبرت المناضلين بما رأيت، كثير اعتقد أنني أبالغ ، وتم تحضير خناقة أخر للتأكد من الأمر، خضنا إضرابين آخرين كانا محط خلاف كبير مع قادة لهم وزنهم . وكان يمكن ألا يحدث الخلاف أي تصدع خصوصا أننا نصحنا كل من لا يستطيع أن يمتنع عن الأكل ،ألا يقوم بالإضراب . لكن كثيرا ما تجري الرياح بما لا تشتهي السفن. شارك في الإضراب 120 من 134 ولم يصمد فيه في الأخير إلا 42 مناضلا ، والذين تراجعوا فعلوا ذلك ليس لأنهم يخافون على حياتهم لقد شاركوا في الإضراب الأول، لكن احترموا الهرمية الحزبية الموجودة معنا والتي كانت ضد الإضراب . لقد بدأ هجوم القادة إبان المعركة والأدهى أنهم كانوا ينادون على المناضلين من الزنازن من طرف الحراس ، لأن" بقاس" حرمنا من الفسحة وكل ما اكتسبناه في الإضراب الأول وما أن يخرج المناضل إلى الساحة وهو يمشي ويتنفس الهواء النقي وينصت للحجج السياسية والدينية للقادة حتى يفضل الفسحة حتى المساء بعد أن كانت 15 د فقط . ولكن لا بد هنا من التنويه بعدد من المناضلين الذين خرجوا بناء على طلب القادة ولكنهم رفضوا حججهم وأصروا على الإضراب، وأخص بالذكر الحاج أحربيل من تنانت بدمنات والحاج المدني من مراكش لماذا هما بالذات؟ لأن كل المناضلين الآخرين الذين خرجوا إلى الساحة وعادوا كانوا أقوياء جسميا وصغار السن لا يتعدون 30 سنة لكن الحاج المدني كان إذاك قد قارب السبعين سنة أما الحاج أحربيل فقد تجاوز السبعين بكثير وكان قد شارك في جيش الهيبة وعمره حوالي 20 سنة وكان معنا في السجن مع إثنين من أبناءه . عندما انتهى الاضراب ونجحنا فيه قلت للحاج أحربيل : اسمح لنا الحاج مشيتي معانا في الإضراب حنا راه صغار نتا راه كتخصك لماكلا وإلا غادي تمرض ، قال لي : " ما تكونش دري راه عار علي ناكل وهما في ديك الحالة راه برا كناكل غير رغيف د الخبز أوشوييا ديال زيت العود " اغرورقت عيناي بالدموع ولا أدري كيف ربطت بين الحاج أحربيل وشجرة الزيتون المباركة التي تقاوم لكي تعطي الحياة . كنت أناقش أحد الذين جندتهم القيادة في الجانب الديني وكان يقول لي : إن كل ما ذكرت صحيح ولكن سنتجاوز ذلك كله بالتضرع لله وقراءة اللطيف، وأنا طبعا لست جبريا مثله ولا الحاج أحربيل والحاج المدني وكانا شديدي التدين، وكان النقاش يحتد أحيانا مع هذا المعتقل عندما أقول له أنه لا يمكن أن نفك الحبل عن أعناقنا إلا بالتحدي ، ولما أعياني النقاش معه قلت له طيب أدعو ما شئت من الوقت كي ينبت العشب في هذا الإسمنت ، نظر إلي مشدوها وتركني من ذلك الوقت لكن بقي هذا الجواب عالقا في ذهنه إلى الآن وكل ما رآني يقول هل تتذكر عندما طلبت مني أن أنبت لك العشب ؟ وآخر مرة كان في ندوة بمراكش أعتقد منذ 6 أشهر أو أكثر قليلا وكان في الصف الأول وفي المنصة عدد من أطر الأحزاب التقدمية ولم يبق إلا ثوان لبدء المداخلات حتى تقدم في اتجاهي راسما ابتسامة بلهاء على وجهه وقال مرة أخرى : هل تتذكر الأخ اليزيد عندما طلبت مني أن أنبت لك العشب ؟ أجبته من المنصة : ليس هذا هو الموضوع لقد كان حول الإضراب عن الطعام. الطرح الثاني في الهجوم كان في السياسة والايديولوجيا وكان يشرح أحد القادة رأيه أن ماو تسي تونع كان بؤكد على ألا تستعمل مدفعا لقتل فأر ، وأن حياة حوالي 140 مناضلا تغامرون بها ، وأننا لو نسأل الأخوين أحمد وسعيد لما وافقوكم على هذه المغامرة . لكن من وراء الظهر كان يقول أيضا إنهم مهددون بالإعدام والمؤبد ولا شئ يخسرونه إنما أنتم نت الداخل، على العكس، العودة إلى النضال في ظروف أحسن تنتظركم ، وأولادكم في انتظاركم.لقد كان هذا طعنة مؤلمة،لأنه لم يخطر في بالنا أبدا ،ونحن كنا نتطلع إلى ثورة حقيقية ،أن نترك مناضلينا في محنة حقيقية ونحن نستطيع أن نفعل الكثير. ماذا كان سيكون عليه موقف هؤلاء تحت النيران وقد تم تطويق مجموعة من المناضلين وهم قادرون غلى فعل شئ ما ؟ هل الهروب والاختباء أم العمل على فك التطويق ؟ لم تتوقف تداعيات الموقف في بولمهارز بل ولد مولودا مشوها آخر في السجن المركزي، وتم تصنيف جديد بالإدعاء أن مجموعة من المناضلين هم شيوعيون وملاحدة والباقي مسلمون وكان يصلي بهم المرحوم الفرقاني في الساحة ويشرح لهم ما يسميه الاشتراكية الاسلامية . لقد كان جحيما داخل جحيم وهذا ما جعل الفقيد يستشهد دائما بعبارة لجان بول سارتر " الجحيم هو الآخرون ". بعد الخروج من السجن المركزي لم تتوقف المخلوقة الشمطاء من الولادة : إذا ما تجاوزنا الميدان السياسي الذي يعرفه الكثير من المناضلين فإن الحملة الدينية لم تتوقف، هجوم لا هوادة فيه :هنالك شيوعيون داخل الحزب ويجب فضحهم ويظهر أن المرحوم عبد الرحيم بوعبيد أراد أن يقف بنفسه على ما يقال، وأمر بعقد ندوة حزبية حول الدين والتراث ترأسها بنفسه ،ولما لاحظ أن ما كان يقال، فيه مبالغة ترك الرآسة للأخ الحليمي ولحد الآن لم يظهر أي أثر لذلك النقاش الرفيع ما عدا بعض المداخلات القليلة التي لم تكن تفهم لا الشيوعية ولا الاشتراكية ولا الدين ولا التراث ولا السياسة كانت موتورة ومشحونة لا تفقه شيئا. لقد أكدنا على أن الشيوعية كنظرية لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون أي اشتراكي ضدها ،إنها فترة يتم فيها القضاء على كل أشكال الاستغلال والاستلاب ،وعلى كل الطبقات وعلى الدولة ،وماديا يجب أن يحصل تقدم تكنولوجي هائل تصبح الآلة هي التي تنتج وهذا أفق آلاف السنين ولا ندري كيف يطرح هذا النقاش وهناك ضعف حزبي في فهم حتى الاشتراكية فأحراك الشيوعية. في الدين قلنا أنه لا يمكن لنا أن نكون مع تصور عمرو بن العاص الذي رأى غيمة تمر فقال لها صبي أينما شئت فخراجك لي ،إننا لن نوافق على أي فهم للإسلام يقوم على الاستغلال ولا ندري لماذا ينزع بعض المناضلين إلى أن يمحوا أي فرق بين إسلام الشعب الذي يحلم أن يكون مع العدل ومع المظلومين وبين دين الحكام الذين يستعملونه للتدجين والاستغلال؟. لقد حظيت تدخلاتنا باستحسان وتقدير المناضلين ومنذ هذا التاريخ تراجعت الاتهامات الدينية وانسحب المرحوم الفرقاني تماما من الحلبة لأنه اكتشف أن هناك توجها حزبيا قويا يمضي قدما للقضاء على كل التاريخ النضالي للحزب لجعل هذا الأخير حزبا جافا من أي قطرة من القيم الرفاقية والمبادئ النضالية وحزبا للطموح الفردي ومعرضا لكفاءاته أمام أنظار المخزن ليختار منها . - ليست المرة الوحيدة التي كانت فيها حياتنا مهددة بالتصفية . فمباشرة بعد فشل محاولة الانقلاب العسكري في 1971 ونحن في سجن بولمهارز ، وقد أشار إليها الفقيد في مذكراته والباحث محمد لوما في كتبه التي تتناول المرحلة ، حدق بنا الخطر في مناسبتين أخريتين . وللتأكيد فقط على أن أمر التصفية ليست من بنات أفكار المجموعة الأمنية التي كانت تحرسنا هو أنها أولا مجموعة لتنفيذ الأوامر فقط ، ومعلوم لدينا أن المشرفين عليها كانوا تابعين مباشرة لأفقير والدليمي ، وأكثر من هذا أن الذي أخبرنا في بولمهارز قائلا :غدا سيقع حدث كبير في صالحكم ، هو خال أوفقير وقد فقد أثره بعد مقتل هذا الأخير ، ثانيا هو أننا أنا والفقيد قال لنا الفقيه البصري أنه يفضل أن تكون قوتنا مع قوة الجيش وقد رفضنا الموضوع على الفور ، ولا زلت أتذكر كلام الفقيد للفقيه : " أبدا لن نشارك في تغيير نظام استبدادي بنظام آخر استبدادي وربما يكون أبشع من الحالي". لما تم نقلنا إلى السجن المركزي وحسنا من شروط سجننا بعد نضالات جديدة اضطر فيها وزير العدل آنذاك أن يبعث لجنتين مشكلتين من عدة وزارات بما فيها الجيش والدرك ، وبعد أن التحق بنا المعتقلون السابقون حيث كان هذا مطلبا لنا من ضمن المطالب ، اقترح الفقيد أن نبدأ سلسلة نقاشات سياسية كل يوم أحد بالإضافة إلى الرياضة يوميا : كرة القدم والهوند ، أنا قليلا ما ألعب الكرة لقد كنت مهووسا بتعلم اللهجة الأمازيغية للأطلس المتوسط خصوصا وقد كان معنا ددا محا من مجموعة القايد البشير وكان شيخا قد تجاوز الثمانين سنة أنذاك ولكنه كان ما يزال قوي البنية حاضر الذهن ولأنه كان يمشي طوال النهار في الصباح وبعد الزوال فقد اشترط علي أن نتحدث ونمشي ولهذا لم أكن في حاجة إلى الرياضة . في أحد الأيام وكان ذلك في ربيع 1972 لاحظت حركات غير عادية يقوم بها أحد المعتقلين من مجموعة شيخ العرب إذ كان يدخل إلى كل زنازننا أثناء وجودنا في الساحة ، لقد كان من العادي جدا أن يدخل أحدنا زنزانة الآخر وهو غائب من أجل غرض ما، لكن من الغريب جدا أن يدخل إلى كل الزنازن ، لما أخبرت الفقيد قال لي ضاحكا وبنبرته الساخرة : " اليزيد لقد تقمصت من جديد شخصية شرلوك هولمز" ، لم استسلم بالرغم من ملاحظته ووضعت المعتقل تحت مراقبتي وكان يوميا يقوم بدوريته المعهودة بعد أن يكون الجناح فارغا . في أحد الأيام قررت أن أدخل زنزانته وكان بابها دائما غير مشرع على عكس أبواب زنازننا لأننا نريد أن يتجدد الهواء فيها، وكان دلك أيضا أثار فضولي . دخلت إلى الزنزانة وتفحصتها جيدا ولما أردت أن أخرج لاحظت أن الجفاف مبلل واسمنت الزنزانة ناشف تماما ، تفحصت الجفاف فوجدت فيه ذرات رملية وترابية داكنة، لما أخبرت الفقيد بأن المعتقل يرفع في الليل غطاء المرحاض ويحفر لإحداث ثقب إلى الساحة وكان الأمر سهلا جدا لأن المسافة لا تبعد إلا أقل من مترين وأنه يتلف التراب عبر مراحيض زنازننا قال ضاحكا : " و الله كنت عارفا أنك لن تتخلى عن المراقبة " فقال إننا ننظم عملية هروب وكنت أريد أن أخبرك من البداية ولكن فضلنا في النهاية أن نخبرك عندما نتقدم في العملية " بعد أن هدأت قليلا لأنني كنت غاضبا من الفقيد لعدة أيام لا أكلمه إلا في ما هو ضروري رافضا الخوض في الموضوع بعد محاولات قام بها ليضعني في الصورة ، وذلك لما نكون في الساحة لأن الأخ عيسى انتظام كان معنا، وهو الآخر لا يعرف شيئا عن العملية ، قررت أن أنصت لتفاصيل تنظيم عملية الهروب . كان كل شئ جيدا بالنسبة إلي الخروج إلى الساحة وتجاوز حائطها والنزول إلى الممر الأخير والصعود إلى قمة الجدار الكبير و النزول منه إلى الأرض . والوصول إلى القاعدة العسكرية بالقنيطرة . بعد هذا أثار انتباهي وسيلة النقل إلى ليبيا إنها طائرات F5 قلت للفقيد هذه الطائرات ليست لنقل الجنود ؟ وبخزانات الوقود لا تستطيع أن تصل ليبيا، لها خزانات إضافية لكن وضعها على الطائرة سيثير الشكوك ، وبعد قليل قلت للفقيد أنه لا شك أن العسكري الغامض ما يزال يلاحقنا ،وهذه عملية لتصفيتنا ليس إلا ، بعد أن فكر الفقيد بعض الوقت قال بأن الوسيط لا شك لدينا فيه ،غير أنه يمكن أن يخدعوه . وقال سأتحرى الأمر بنفسي . بعد حوالي 10 أيام أخبرني الفقيد أنه تم التخلي عن العملية وأنها مشوبة بالغموض . في اعتقالنا في 1980 بالمركب بالرباط أنا والفقيد ومنير عمر وكان الدليمي ما يزال حيا تناوبت على تعذيبنا فرقتان واحدة التجأت إلى نفس أساليب التعذيب الشديدة، تتدعي أننا شكلنا تنظيما داخل الاتحاد الاشتراكي تابعا للفقيه البصري وتطالب بأسماء التنظيم والثانية تكتفي بجعلي أنا على الأقل أقف ويدي مغلولتان وراء ظهري ووجهي إلى الحائط طوال النهار حتى أسقط من الإغماء ، وكانت تطلب أن أصرح بما كنت أقوله في اللقاءات الحزبية في عدد من الأقاليم وكانوا يؤكدون أن لا حيلة لي للنجاة إلا بفضح المعني ، وإلا سلموني له .خلاصة الحكاية أن الأخ عبد الغني بوستة كان قد اتصل بي تلفونيا بمنزل أحد الحزبيين بالدار البيضاء وقال لي أن أحد الضباط الكبار يحضر لانقلاب وأن صاحبنا يلتقي به . لم أجد أي صعوبة في أن أعرف أن الضابط هو الدليمي وأن صاحبنا هو الفقيه . كما لم استبعد أن تكون الأجهزة قد اعترضت المكالمة . المهم أخبرت الفقيد بالأمر وقلت له بأنه يظهر أن أوفقير والدليمي كانا يدا واحدة منذ البداية . في العروض السياسية التي كنت أقدمها كنت أؤكد على أن ضابط عسكري كبير يحضر لانقلاب وأنه لا يمكن أن نكون إلى جانبه . وجاء الاعتقال. ولحد الآن لا نعرف كيف نجونا من يد الدليمي في هذه المرة ولكن بعد خروجنا تبين أن الدليمي كاد أن يفلح في أن يتسلم عبد الغني بوستة من ليبيا لولا أن وفدا فلسطينيا لفتح بقيادة أبو إياد قد هبط في مطار طرابلس وشاهد عبد الغني وهو مكبل والأمن يحيط به ولما سأله ما الأمر رد عبد الغني بإنهم بصدد تسليمه للمغرب اتصل أبو أياد بالحكومة الليبية وبالقذافي أيضا وأقام ضجة وكان المرحوم عبد الغني معروفا لدى القيادة الفلسطينية بشكل كبير، وكان أن أمر القذافي بطرده إلى فرنسا وربما تكون نجاة عبد الغني من التسليم من إلى المغرب هو الذي نجانا من مصير مجهول. - كان الفقيد يتبادل الرسائل مع البعض من مجموعات الحركة الماركسية اللينينية ربما لا يتعدى العدد إثنين ، كان الأمر عاديا في البداية ولاحظت أنا وانتظام أن الفقيد يجد متعة في الرد على الرسائل ، لا أدري لحد الآن كيف انزلق النقاش إلى جو مشحون لا أعرف تفاصيله الكاملة كل ما أعرف أن مدة المراسلة شهرين وأن الجو المشحون جدا كان عشرة أيام كان فيها الفقيد لا ينام إلا قليلا وفي خمسة أيام الأخيرة لا ينام البتة وكان بجانبه ترموس قهوة كبير وعلبة السجائر. في الصباح نجد أنا وانتظام أنه قد أفرغ الترموس تماما واستهلك علبتي السيجارة ، وفي هذه الأيام الخمسة كان لا يخرج إلى الساحة . في بعض الأحيان كان يتمتم ليلا بعض العبارات في الهواء كأنه يرد على من يراسله وكثيرا ما أتى ذكر الشهيد عمر في تلك العبارات مما يعني أنه يدافع عنه ضد أحد يهاجمه. في الليلة الخامسة ، لم يكتب شيئا ولا يتكلم لكنه واصل شرب القهوة والسيجارة لا تفارق شفتيه، في الصباح وبعد أن فتح الحراس الأبواب غادرنا إلى الساحة وقد بقيت في ذهني صورة لم تمح أبدا عندما قلت له ألا تخرج الأخ أحمد ؟ نظر إلي نظرة شاردة ، وفكر مليا وقال إلى أين ؟ قلت إلى الساحة ، أحنى رأسه وامتعض قليلا وقال بعد ذلك: سألحق بكما . خرجت إلى الساحة لكن احساس غريب ظل يعصر صدري فعدت إلى الزنزانة بسرعة ، ووجدته واقفا قرب الحائط وظهره إلى الباب ، عندما شاهدت غلاف شفرة الحلاقة عند قدميه عرفت أنها في يده اقتربت منه خفية ووجدته قد شمر عن ذراعه ، ارتميت عليه لأشل حركة يديه معا وبدأت أصيح لأنه كان رحمه الله قوي البنية ، ومن حسن الحظ أن حارس الجناح لم يخرج إلى الساحة وساعدني على نزع الشفرة ، لم أكن أعرف أنه بقي يتذكر كل هذه التفاصيل لأني لم أعد إليها معه وتفاجأت لما قرأت مذكراته ووجدت أنها بقيت عالقة في ذهنه في عموميتها.عندما التفت إلي قال لي الأخ اليزيد لا عليك الثورة ستنتصر بدوني وهو ما أدخلني في دوامة من البكاء ، حضر كل المناضلون ومسؤولي السجن وأمر المدير بنقله إلى المصحة ونظرا لكوننا نعرف جيدا حقيقة المصحة فقد رفضت أن ينقل وحيدا إليها ولم يستطيعوا أن يفكوه مني إلا بصعوبة لأني ألتصقت به ولما أرادوا غلق الزنزانة تشبث بالباب رافضا الدخول لما حضر المدير من جديد قال أن أحدا من المعتقلين القدامى معه ويقصد الذين فضلوا البقاء مع الحق العام وكنت أخشى هذا . لكن ما قلت للمدير أنني لن أدخل وإنك تتحمل نتيجة ما يمكن أن يفعل الفقيد في نفسه أو يفعله الآخرون قال وهل تستطيع أنت أن تمنعه من أي حماقة ؟ قلت نعم فأمر المدير بنقلي إلى المصحة ووجدته فعلا مع التيجاني وكان من المدمنين على كل أنواع الأقراص القوية المهدئة ، العيادة كانت مكان للترويض والإدمان على المخدرات ، وكسر شوكة أي معتقل ، ظل الفقيد يعيد أجزاء من النقاش بواسطة الرسائل حول عمر بنجلون إلى درجة في أحد الأيام أخذ موقع الإتهام بما كانت تضمه الرسائل وأنا أدافع وأدحض تلك الترهات الصبيانية . أختم هذه الشهادة بحادثة لها دلالتها : عندما أرجعونا من سجن مكناس إلى القنيطرة وجدنا أن قانون السجن الداخلي قد تغير إلى الأسوأ وشمل التغيير كل مكتسباتنا السابقة ، لما نادوا علينا في الغد للحمام وكنا نذهب إليه مجموعات ، خرجت مع المجموعة التي كنت معها فوجدنا الحراس والشافات والمدير عند الباب وقال الشاف : الجميع .. وجوهكم إلى الحائط رفضت الأمر أخذ الباقي كصف ، واحد وراء الآخر وتركوا معي ثلاثة حراس، بعد ذلك رجعوا وقبضوا علي بالقوة وحلقوا رأسي بآلة صدئة وغيروا لباسي بلباس العقاب ورموني في الكاشو لم تمر إلا نصف ساعة حتى سمعت صوت الفقيد وقد أتوا به مع أربعة من مجموعتنا إلى الكاشو. لكونهم رفضوا الدخول إلى الزنازن إذا لم أخرج من الكاشو . وقد أضربنا عن الطعام والشراب أيضا وقضينا 6 أيام وفي كل يوم يتوقع المدير أن نتخلى عن الإضراب ولكن لا أحد منا كان يفكر قي الأمر. كان الفقيد طوال النهار والمساء في الكاشو يغني.. ويغني .. وأحيانا من تأليفه ويردد كلمات بما معناه : يا لحياة جميلة تتفتح ! فافرحوا وغنوا يا رفاق ! وأنا أستمع لغناءه في ظلام دامس ليل نهار ، والجرذان الضخمة ذات الأرجل الطويلة تجوب أرجاء الكاشو بحثا عن بقايا الأكل ولا تجده ، وكثيرا ما تقترب مني ،وتحدق في برهة، لتتأكد أنني ما زلت حيا ،تم تسرع الخطى إلى حفرة المرحاض الكبيرة ثم أسمع رطمات غطسها .وصوت الفقيد يظل يجلجل بالغناء في جناح الكاشو ويصل إلى جناح الإعدام ، الذي ترد منه أصوات الاستحسان والتشجيع.
#اليزيد_البركة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جرائم فظيعة وهناك من يراها مجرد تحرش جنسي
-
الفاصل بين الثورة المجتمعية والتدخل الخارجي
-
دعوة إلى تشكيل جبهة عريضة في المغرب
-
القوى المضادة تتحرك لنسف الطموح إلى التغيير
-
القضاء يحمل أذيال السلطة
-
إلى أين يتجه المغرب؟
-
..... وإلا فاخرسوا !
-
هل من المفيد تخلي المقاومة عن سلاحها؟
-
رسالة إلى بوش
-
بين بن لادن وبوش
-
العقلية الانقلابية وخط النضال الديمقراطي 4/4
-
العقلية الانقلابية وخط النضال الديمقراطي 3/4
-
العقلية الانقلابية وخط النضال الديمقراطي 2/4
-
العقلية الانقلابية وخط النضال الديمقراطي 1/4
-
نزاع الصحراء بين الجزائر والمغرب يؤخر وحدة الشعوب المغاربية
...
-
نزاع الصحراء بين الجزائر والمغرب يؤخر وحدة الشعوب المغاربية
...
-
نزاع الصحراء بين المغرب والجزائر يؤخر وحدة الشعوب المغاربية
...
المزيد.....
-
ما هي أبرز المواقع العسكرية التي قصفتها إسرائيل في سوريا بعد
...
-
المعارضة السورية تعين محمد البشير رئيسًا مؤقتًا للحكومة للإش
...
-
موجة تعليق طلبات اللجوء للسوريين تتسع.. دول أوروبية جديدة تن
...
-
خضع لعملية جراحية في الدماغ وحالته مستقرة.. الرئيس البرازيلي
...
-
أرقام وحقائق عن السوريين في ألمانيا.. بين الاندماج والعودة ل
...
-
إيران ترفض اتهام الترويكا لها بعدم الالتزام بالاتفاق النووي
...
-
ضد من تتسلح مصر؟-.. خبيرة إسرائيلية تحذر من تهديد قادم من ال
...
-
شهدت أكبر انتحار جماعي في التاريخ.. هل تتحول جونز تاون إلى م
...
-
الأطعمة الأكثر فعالية في درء خطر مرض الكبد الدهني غير الكحول
...
-
الجزائر ترفض منح تأشيرة دخول لمحامي الكاتب بوعلام صنصال
المزيد.....
-
قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند
/ زهير الخويلدي
-
مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م
...
/ دلير زنكنة
-
عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب
...
/ اسحق قومي
-
الديمقراطية الغربية من الداخل
/ دلير زنكنة
-
يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال
...
/ رشيد غويلب
-
من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها
...
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار *
/ رشيد غويلب
المزيد.....
|