|
هل من المفيد تخلي المقاومة عن سلاحها؟
اليزيد البركة
الحوار المتمدن-العدد: 1646 - 2006 / 8 / 18 - 11:04
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
حتى قبل أن ينسحب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان ، علت أصوات من داخل لبنان وخارجه تطالب بنزع سلاح حزب الله . والجدير بالذكر،على مستوى الشكل في البداية ،أن كلمة نزع أوتجريد او تفكيك التي تستعملها اسرائيل والإدارة الأمريكية والصحافة الغربية على العموم وتلقفها بعض الصحافيين في البلدان العربية، لا تطابق الوضع المتحدث عنه، ولا حتى ما جاء في القرار1701 بالرغم من عدم توازنه، حيث يربط تخلي حزب الله عن سلاحه بالعملية السياسية الداخلية بين الأطراف اللبنانية بما فيها بطبيعة الحال حزب الله .والإصرار على النزع قولا وفعلا معناه الحرب الأهلية في لبنان ، ولا أعتقد أن الصحافيين في العالم العربي على الأقل يريدون لهذا البلد أن يعيش حربا أهلية مرة أخرى. لقد أثبتت المقاومة الشعبية جدارتها عبر التاريخ ، ويمكنأن نقدم على سبيل المثال وبدون أن نذهب بعيدا، كدليل، أشكال المقاومة ضد النازية في اوروبا، بعد أن هزم الجيش الألماني الجيوش النظامية التي وقفت في طريقه لبعض الوقت؛ وأشكال المقاومة ضد الموجة الإستعمارية الثانية التي اكتسحت شمال افريقيا وجزء كبير من البلدان العربية. كل هذه البلدان توصلت كل بطريقته إلى بناء جيش مؤهل للدفاع عن البلد في حالة أي اعتداء خارجي . وكل بلد سلك طريقا خاصا به لتجاوز شروط المقاومة ، فطريقة الجزائر ليست هي طريقة المغرب، وطريقتهما ليست هي طريقة فرنساأو يوغوسلافيا…. قبل تخلي المقاومة اللبنانية عن سلاحهاينتصب سؤالان جوهريان قبل الحديث عن الطريقة التي يتم بها التخلي عن السلاح هل بالنزع أم بالتوافق:1- هل الأسباب الداعية إلى ظهور المقاومة ما تزال قائمة؟ 2- هل تم بناء جيش لبناني قوي بكل معنى الكلمة قادر على التصدي لأي غزوخارجي؟ في ما يتعلق بالجواب عن السؤال الأول يمكن حصر ما يهدد لبنان في اهم القضايا التالية: 1- بالرغم من انهزام الجيش الإسرائيلي وعدم قدرته على تحقيق الأهداف التي رسمها ، فإن الأهداف الأمريكية الأسرائيلية المشتركة ضد المنطقة بما فيها لبنان ما تزال قائمة .وستسعى الإدارة الأمريكية على الخصوص لأن تعمل على أن ينتج القرار الأممي على الأرض شروطا تسمح بإعادة الكرة من أجل ما سمي بالشرق الأوسط الجديد. 2- اعلان قادة اسرائيل بشكل رسمي عزمهم على تعقب قادة حزب الله أينما تشاء اسرائيل ووقتما تشاء . وهوإعلان في غاية الخطورة يكشف بالملموس أن سماء لبنان وأراضيه وسيادته ما تزال مجرد حبر على ورق وكلام للخطابة فقط .فهل يمكن أن تدعي الولة اللبنانية أنها قادرة على حماية قادة حزب الله؟ 3- بقاء مزارع شبعا تحت الإحتلال الإسرائيلي 4- احتفاظ أسرائيل برهائن لبنانيين في سجونها 5- انتهاك مستمر للمجال الجوي والبحري للبنان والكلمة هنا ليست دقيقة وكان الأجدر أن نستعمل كلمة هتك .لأن كلمةالإنتهاك تستعمل عندما تلجأ طائرات دولة بالدخول إلى المجال الجوي لدولة أخري وتكون هذه الأخيرة قادرة إلى حد ما على اعتراض الطائرة والحال أن اسرائيل جعلت من سماء لبنان ومياهه الإقليمية جزءا من المجال الإسرائيلى وذلك منذ مدة طيلة حتى قبل الإعتداء الأخير 6- عزم اسرائيل ومعها الإدارة الأمريكية على توطين أكبر عدد من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ومعارضتهما لقرار العودة 7- وجود أصابع مخابراتية أجنبية لاتكتفي بالإستخبار ولكنها بسبب ضعف الدولة كثيرا ماتلجأ إلى أعمال ذات طبيعة ارهابية 8- لم توقع لبنان واسرائيل لحد الآن معاهدة سلام أما في ما يتعلق بالسؤال الثاني فجميع اللبنانيين من كل القوى متفقة على أن الجيش بكل قطاعاته جوا وبرا وبحرا هو ضعيف ولا يقوى على التصدي للجيش الإسرائيلي . وهذا الوضع له أسبابه السياسية والمالية وأغلبها أسباب خارجية. والجيش الحالي لاتنقصه الوطنية ولا الشجاعة ولكنه أريد له أن يبقى اسما بدون مسمى. إذن بعد الجواب عن السؤالين المذكورين يتضح أن تخلي المقاومة عن سلاحها هوتشجيع لإسرائيل والإدارة الأمريكية على عدم التخلي عن المخططات والسيناريوهات التي وضعوها للبنان وتسهيلا لمأمرية لهم للنجاح فيها . إن عدم وجود جيش قوي في لبنان يمكن أن يكون هو مصدر تسليح وتمويل المقاومة حالة خاصة بلبنان في المنطقة ، وعندما وجدت هذه المقاومة من يسلحها خارج الدولة اللبنانية الضعيفة المنهوكة التي تكاد أن تنهار،كان ذلك شيئا مهما للغاية وليس مثلبا ، ما دامت المقاومة موجهة إلى من يحتل أرضي لبنانية ويحتفظ برهائن في انتظار الوصول إلى بناء جيش وطني قوي جوا وبرا وبحرا واستخباراتيا يجب احتضان المقاومة ، وبدل حلها يجب اعتماد اسلوبها من طرف كل القوى في إطار قيادة مشتركة ومن أجل أهداف يتفق عليها الجميع ، خصوصا أن كل الأطراف برهنت على وطنيتها ، وستكون هذه الخطوة مقدمة لتجاوز الحزبيةأو الطائفية في المقاومة تنظيميا وهذا سهل ما دامت المباديء والأهداف التي تمارس ذات طبيعة وطنية. وحتى عندما يتم بناء الجيش القوي وظهر أن مخططات اسرائيل والإدارة الأمريكية ما تزال قائمة فإن التخلي عن سلاح المقاومة سيكون خطأ كبيرا ذلك أن الجيش القوي لا يتعارض أبدا مع وجود رديف مدني للدفاع، وحتى اسرائيل نفسها تتوفر على هذا الرديف .فعندما تتوفر الشروط المناسبة من المهم جدا وجود قوة شعبية على استعداد للدفاع إلى جانب الجيش عن الوطن . وبهذا يبحث السياسي عن الوسائل والطرق التي تؤدي إلى تجميع عناصرالقوة في بلد كلبنان تتربص به القوى الإستعمارية بدل الوسائل التي تؤدي إلى تبديدها.
#اليزيد_البركة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رسالة إلى بوش
-
بين بن لادن وبوش
-
العقلية الانقلابية وخط النضال الديمقراطي 4/4
-
العقلية الانقلابية وخط النضال الديمقراطي 3/4
-
العقلية الانقلابية وخط النضال الديمقراطي 2/4
-
العقلية الانقلابية وخط النضال الديمقراطي 1/4
-
نزاع الصحراء بين الجزائر والمغرب يؤخر وحدة الشعوب المغاربية
...
-
نزاع الصحراء بين الجزائر والمغرب يؤخر وحدة الشعوب المغاربية
...
-
نزاع الصحراء بين المغرب والجزائر يؤخر وحدة الشعوب المغاربية
...
المزيد.....
-
مصر.. مصرع 8 أشخاص وإصابة 3 آخرين في انهيار عقار بالقاهرة
-
إسرائيل تعلن تدميرها الأسطول البحري السوري
-
جبران باسيل يطالب حزب الله بالتركيز على لبنان وليس المنطقة ا
...
-
-بوليتيكو- تدرج بوتين ضمن قائمة الشخصيات الأكثر نفوذا في أور
...
-
سموتريتش: تنصيب ترامب يمنح إسرائيل فرصة للإطاحة بحكومة إيران
...
-
ما التحديات التي قد تواجه تحقيق العدالة الانتقالية في سوريا؟
...
-
ميركل: إمدادات الغاز الروسي تقليد جيد اعتدنا عليه منذ الحرب
...
-
مصر تدعو لتبني عملية سياسية شاملة في سوريا دون إملاءات خارجي
...
-
-سجلها إجرامي-.. بيان عماني حول احتلال إسرائيل لأجزاء جديدة
...
-
وسائل إعلام: الولايات المتحدة ليست مستعدة بعد لإعادة النظر ف
...
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|