أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم ابوعتيله - الأرض ... تتكلم بالعربية















المزيد.....

الأرض ... تتكلم بالعربية


ابراهيم ابوعتيله
كاتب

(Ibrahim Abu Atileh)


الحوار المتمدن-العدد: 4762 - 2015 / 3 / 29 - 21:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الأرض ... تتكلم بالعربية
سمعنا وتغنينا ، وحفظنا وتمنينا ، ورددنا مع سيد مكاوي " الأرض بتتكلم عربي " .. وكم كنا نعتز ونشعر بالنشوة والفخر بذلك حين سماعنا تلك الأغنية التي كانت تمس جوهر مشاعرنا وأحاسيسنا العربية في وقت كانت فيه القومية أساس تقاربنا ووحدتنا .. فهل بقي من ذلك الشعار شيء ، وهل استمرت الأرض بالتكلم بالعربية أم أن الأحداث الكثيرة التي حصلت قد غيرت هذا الواقع وذلك الشكل وتلك الصورة ، فحالة العرب هذه الأيام لا تسر صديقاً بل وتُفرح كل عدو فحالة الأرض العربية في أسوء وضع إذ تنهشها إمبراطوريات الإقليم الذي نعيش فيه ، فتلك الإمبراطوريات تتمدد ونحن على النقيض نتقلص ،هم يرتفعون ونحن نهوي ، يتوحدون ونحن نتجزء وفوق كل ذلك يطمعون فينا ونحن لا نتحرك .
إمبراطوريات المنطقة الثلاث التي تمددت وكبرت وعظمت ، ونحن في عالم عربي غير مستقر تقلصنا بل ونكاد نختفي من المنطقة والعالم فإن لم يكن ذلك جغرافياً فحضوراً ودوراً ، نتلهى في عوامل فرقة اخترعوها لنا وبثوها فينا وتقبلناها برضى أو بغير ذلك ، طائفية بغيضة هيمنت على مشاعرنا ، حركات إسلام سياسي وتلقين لتفسير ظلامي للدين ينخر في عقول البعض منا ، ذاتية مغرقة تخترق كل نبض فينا نتج وينتج عنها اقتتالاً بين أفراد الشعب الواحد، كما نتابع ذلك بمرارة في كل من العراق وليبيا وسوريا والصومال والآن اليمن وربما غداً في فلسطين المحتلة برعاية السلطة وحماس ....
الإمبراطورية الصهيوأمريكية تنهب وتسيطر وتغتصب وتقتل وتشرد دونما رادع أو ضمير، فبعد اختلاق الكيان الصهيوني في فلسطين عام 1948 وتوسعته عام 1967 وسعيها الحثيث لإعادة بناء هيكل مزعوم مكان أقصانا الشريف في دولة يهودية يتخيلها غلاة العنصرية وأعداء كل الشعوب الحرة على وجه الارض ، ها هي إمبراطورية الشر التي تملك القوة والمال والإعلام والنفوذ تحيك المؤامرات في أقطار العرب كافة وتعمل على تجميل تلك المؤامرات بألفاظ محببة لقلوبنا ، فلقد اقنعوا البعض منا بأن ما يجري في وطننا العربي في السنوات الخمس الأخيرة ربيع مزهر ليستهوينا ذلك ولنصدقه ، وإذ بربيعهم قد أضحى دماراً وغلافاً لسيل الدم وعناصر الفرقة والاقتتال ، فعملوا على خلق تنظيمات وجماعات ظلامية تدميرية تخريبية تنهش في فكر شبابنا قبل ان تنهش في اجسامنا ، وتعتمد التكفير وسيلة لتمرير أهدافها وأهداف من اختلقوها وإذ بنا نفرغ كل طاقاتنا لمحاربة تلك المجموعات التي اساءت لنا ليس في المنطقة فقط بل وعلى مستوى العالم أجمع فكانت أداة تدميرية قاسية في كل من العراق وسوريا والصومال وليبيا ولو قدر لها ان تصل إلى كل موقع عربي لما قصرت عن ذلك فهي تتحين الفرصة المناسبة لذلك لاقتناصها .
وأما الإمبراطورية التركية التي تنشد عودة مجد العثمانيين على حسابنا ، وبعد أن استقر لها الأمر في لواء الاسكندرونة التي نهبته ، هاهي تلعب دوراً للوصول إلى مناطق نفوذ جديدة فإن لم يكن احتلالاً فتآمراً أو اقتصاداً ، إذ تنسق في ذلك مع دهاقنة حركات الاسلام السياسي تارة ومع طبقة من التجار والاقتصاديين النفعيين تارة اخرى ، وهدفها غير المعلن اقتناص اكبر قدر من الكعكة العربية ونهبها واستغلالها لمصلحتها .
وأما الإمبراطورية الفارسية / الايرانية فاطماعها في الأرض العربية معلنة بشكل واضح وجلي ، فبعد احتلالها للأحواز العربية ، وكخطوة أولى أكثر تقدماً ، ظهر طمعها البين في العراق إلى العلن وعلى لسان من يحتلون مواقع متقدمة في النظام الايراني ، حين قالوا بان الإمبراطورية الايرانية " الفارسية " قد عادت وأن عاصمتها هي العراق وبغداد كما قالوا بأن على العراقيين خلع الدشداشة والكوفية والعقال والتخلي عن العروبة والوحدة مع الفرس ولو كان ذلك على حساب مسح العراق واسمه عن الخارطة فامبراطورية فارس في نظرهم هي من تستحق البقاء ، وايوان كسرى في ضواحي بغداد لا بد وأن يتم تعميره من جديد ، كما وساهمت ايران وبشكل واضح في تغذية الطائفية المنتنة في عالمنا العربي وظهر ذلك جلياً في العراق بالذات ، وهي وان كانت تدعم حركات المقاومة في فلسطين كما تدعم حزب الله في لبنان وتدعم النظام السوري وأنصار الله في اليمن فإن هدفها الأول يتركز على تحقيق وإعادة إمبراطورية فارس للوجود ...
أقول ذلك وفي ذهني ما نحتفل به مع الفلسطينيين كل عام ومنذ اربعين عاما حيث نحتفل بيوم الأرض ، وهو اليوم الذي تحرك فيه الفلسطينيون ضد الاحتلال الصهيوني على إثر قيام سلطات الاحتلال باغتصاب آلاف الدونمات من اراضي الفلسطينيين وقرار الحكومة الصهيونية إعلان حظر التجول على القرى العربية في الجليل الفلسطيني المحتل يوم 29 آذار /مارس 1976 الأمر الذي قامت فيه القيادات العربية في فلسطين المحتلة بالدعوة ليوم من الاضرابات العامة والاحتجاجات ضد مصادرة الأراضي يوم 30 آذار / مارس فعم الاضراب العام والمسيرات من الجليل إلى النقب وأندلعت مواجهات أسفرت عن سقوط ستة فلسطينيين وأُصيب واعتقل المئات، وقد كانت تلك المرة الأولى التي يُنظم فيها الفلسطينيون العرب في الكيان الصهيوني منذ عام 1948 احتجاجات رداً على السياسات الصهيونية بصفة جماعية ووطنية فلسطينية .
ومع رمزية يوم الأرض في فلسطين أقول بأن هذه الرمزية تفرض نفسها علينا كعرب كأن نعتبر هذا اليوم ، الثلاثين من آذار / مارس ، يوماً للأرض العربية فرمز رفض الاغتصاب والحرية ننشده جميعا .. آخذين بعين الاعتبار أن للاحتلال أوجه أخرى علاوة على الاحتلال المباشر والإلحاق والتبعية وقد تكون تلك الأوجه اقتصادية أواستغلالية ، مؤكداً وجود احتلال مباشر لمناطق متعددة من وطننا العربي بالاضافة لفلسطين كالاسكندرونة والأحواز وسبته ومليلة والجزر الإماراتية الثلاث، فكلها مناطق عربية وكلها تنتظر التحرير ....
فهل بعد كل ذلك ما زالت " الأرض بتتكلم عربي " أم بأي لسان تتكلم ، فهل تتكلم بالتركية أم بالفارسية أم بالعبرية أم بالانجليزية أم بماذا ... ربما يختلف الكثيرون حول ذلك وربما نحن نختلف في ذلك أيضاً نتيجةً لحالة الإحباط التي نعيش ، ولكن الأرض في أعماقها وجوهرها ترفض كل ذلك وتقول لن أكون إلا أرضاً عربية ولن أتكلم إلا باللسان العربي فكل ما يجري ما هو إلا زبد وسيأتي الوقت الذي يزول فيه ولن يكون على صدري مكاناً لهيكل مزعوم ولا لايوان كسرى ولا لقصور للعثمانيين الجدد .
ابراهيم ابوعتيله
عمان – الأردن
29/3/2015



#ابراهيم_ابوعتيله (هاشتاغ)       Ibrahim_Abu_Atileh#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بغداد تقول ... العروبة ليست ثوباً
- أقول لبغداد ... كسرى لن يعود
- وقف التنسيق الأمني .. مرحلة جديدة
- يا قضاة مصر ... لماذا ؟- 2 -
- بين وهم السلطة ووهم الدولة
- عباس ... لو خرجت من جلدك ما عرفتك
- هل أقول لأمريكا شكراً ...
- أيهما أكثر شؤماً ...
- فلسطين لم تمت ، فلا تجهزوا لها الكفن
- حماس وضبابية الموقف ...
- ثالوث نيتنياهو الجديد
- الياسمين يذبل ويموت تحت اقدام الثويرات العربية ..
- الدولة اليهودية
- القدس .. مجد عروبتكم
- القدس وتفجيرات غزة
- هلوسات السلطة بين الأقصى وتسميم عرفات
- تونس من جديد
- تعيش السلطة .. بين إدارة الصراع والحكم الذاتي
- يوم الشحدة ( التسول ) العربي
- نحن والصهاينة وحق الرد


المزيد.....




- شاهد.. مطاردة مثيرة وثقتها كاميرا من داخل دورية الشرطة تعبر ...
- أناقة بطابع معماري.. هكذا تمزج مصممة أزياء بين الشرق والغرب ...
- هزيمة قاسية.. الائتلاف الحاكم في اليابان يخسر الأغلبية في ان ...
- بدء خروج عائلات البدو المحتجزة في السويداء بعد الاتفاق على إ ...
- -قدرات محليّة-.. إيران تستبدل الدفاعات الجوية المتضررة في ال ...
- الجيش الإسرائيلي يفرض حظراً على ارتداء قناع الوجه في الضفة ا ...
- استخبارات ألمانية: -روسيا تكثف التجسس في ألمانيا كما بالحرب ...
- السودان: البرهان ورئيس وزرائه في الخرطوم وكلفة إعادة إعمار ا ...
- مباحثات بين رئيسي الجزائر وزيمبابوي تتوّج بالتوقيع على اتفاق ...
- مرض الكبد الدهني.. ما هو وكيف يتم علاجه؟


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم ابوعتيله - الأرض ... تتكلم بالعربية