أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - يوسف ابو شريف - رسالة الى شيطاني ... من ايام الرسائل الورقية














المزيد.....

رسالة الى شيطاني ... من ايام الرسائل الورقية


يوسف ابو شريف

الحوار المتمدن-العدد: 4762 - 2015 / 3 / 29 - 08:06
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


رسالة إلى شيطاني
من أيام الرسائل الورقية
عزيزي شيطاني
أرسل إليك رسالتي من المكان الذي يلتقي فيه حكمتي وجنوني وحين احسست بان منطقي صار غريبا على منطقتي عصيا على نطقي، هناك اضطهد تعقلي لساني وتلذذ بالم كتماني وأخذني ضميري أسيرا بعد ان خسرتني في معركتك الاخيرة للاحتفاظ بولائي وانتمائي وفررت من ارضها مهزوما بلا رجعة.
اكتب لك اليوم راجيا ان تعود الى ربيبك الذي نشا في حضن سوادك ورضع من الم اذاك ، و ان تنظر في أمره بعد ان طال أسره في ارض الطيبين وفشل في الهروب من نور سجنه وطمانينة قلبه ولم يجد من يعينه على استعادة حريته المسلوبة وتعديل حالته المقلوبة.
اي عزيزي
مرت علي في أيامي الاخيرة حمى ملائكية أقعدت إنسانيتي عن ارتكاب الشر وشلت قدرات يديي على أذى الناس وأعمت عيني عن النظر إلى عيوبهم وأخرست لساني عن النميمة في مساؤهم .. ثم تطورت الحمى لتقعد قلبي عن كراهية من هم حولي وتستنهض أوصالي في رجفات مد اليد لعونهم .
لقد رقدت طوال تلك الايام في فراش الخير الممل مقعدا أتناول أدوية عديمة النفع مضادة لرقة القلب، وحقنا يائسة لتشل يدي عن عون الضعفاء . بل أن حالي تطور حتى نقلت بسيارة المحبة إلى مستشفى الطمأنينة والسكينة والعفو عن الإساءة والتسامح مع المسيء ولما رأيت حالي يتدهور والمحبين من حولي يكثرون ـ ليحجبوا عني تذكر الماضي العتيد الذي قضيته في رحاب صحبتك، ذلك الماضي بأيامه التي التي لا تنسى حين كانت الأنانية عنوان حياتي وأذى الغير هواية أتلذذ بها وأفخر بنتائجها المنحطة امام غروري. وعذاب من هم حولي يغذي روحي القذرة ويفتح شهية الشر في وجداني ـ بحثت عنك علك تأخذ بيدي التي بدأت تنظف من تلطخها بالدماء وتنفخ في رئتني التي لم تعتد إلا شهيق الطمع وزفير البغضاء.
اين أنت يا عزيزي ولما تخليت عني،ومسحت من ذاكرتك اسمي . فأنا لم أعهدك في زمن خلى عرفتك به متخاذلا قليل الصبر سريع الاستسلام، وتتخلى عن أصحابك المقربين بكل ذلك اليسر والسرعة وتنسى التاريخ الحافل الذي كتبناه معا في دفاتر الأذى والخراب، واحتفالاتنا بالانتصارات المدوية في معاركنا المشتركة ضد إنسانيتي، أنماعهدتك مثابرا مجتهدا لا تيأس من زرع الشر في النفوس، ولا تقنت من حصادها مهما طال انتظارك فهل قررت الخروج من دائرة اللعنة الأبدية التي وصمت بها، والتنحي عن مهمة الخراب التي اوكلتك أقدارك بها، هل قررت أن (لا تنتوي الترشح) لفترة جديدة في قيادة البشر إلى جهنم، وفرش طريقها لهم بالسهولة واليسر والسراب، أم أنك شخت ولم تعد قادرا على الوسوسة والخراب فقررت الخروج إلى التقاعد وتركت الخير يسرح ويمرح في قلبي كما في قلوب من هم حولي.
كيف لك يا عزيزي أن تترك لضميري الضعيف الغاط في غيبوبة دائمة فرصة الاستيقاظ، وتتلهى عنه وهو يقوي نفسه ويرسخ جذوره في تربة وجداني بينما أنت مختف عن الوجود عاجز عن منع ماء الحياة عنه وتجفيف منابعها، كيف لك أن تفعل هذا وأنا الذي اعتمدت عليك كل الاعتماد ووثقت فيك ثقة عمياء حين أوكلت لك مهمة تنويم ضميري الموجع إلى الأبد أو شل حركته أو حتى قتله كي لا تؤلمني وخزاته حين أشق طريقي إلى علياء الدنيا، وأدوس في هذا الطريق آدميتي الضعيفة وأفرح بهجرتها خارج حدود تكويني.
افتقدتك يا عزيزي ولمست الفراغ الكبير الذي خلفه صدودك عني ونفورك مني وممن من هم حولي فاليوم يؤلمني ماضيي الشرير كلما خطر ببالي ويجلدني ضميري كلما تذكرت أذى الناس الذي كان عنواني، فييقظني من نوم طالما تلذذت به وأنت تحرسني من صراخه المزعج في أذني ذلك الصراخ الذي أصبح يدفعني إلى البحث في تاريخي بحثا مضنيا عن كوارث نزواتي وضحاياها ، لاقدم الاعتذارات المؤلمة ،والتعويضات الباهضة لضحايانا المشتركة وأنيرظلمات أعماقي لأقرأ على جدرانها لؤمي الذي حفر بأزميل الظلم والخسة. وأبذل مجهودا مضنيا في محوها من قواميسي واستبدالها بما استجد علي من تغيير حالي بعد اختفائك عني.
عزيزي شيطاني
إذا وصلت رسالتي هذه فلا تتوانى عن الاتصال بي، فلقد استبدت بي حالة الخير وغيرت من حالي حتى صرت كالحمل الوديع، أبكي لبكاء طفل وافرح حين أرى سعادة الآخرين، وأكنس يوميا غرف قلبي من الحقد الذي كان يتراكم في وجداني أكواما أكواما حين كنت من أقرب المقربين مني، وأنا الذي كنت قبل هذا الذئب والثعلب، المجرم الذي لا يمسه العقاب، والفاسد الذي لا تصيبه الخسارة. والظالم المحصن ضد العدل والإنصاف.
الجأ اليوم إليك وأنا العالم بحالك، أنت الذي لا تتوانى عن الاستجابة لنداء المقربين ولا تتأخر عن مد يد الشر لهم ، ولا تقبض ثمنا لوسوساتك المجانية في نفوسهم وأنا متأكد بأن حالي اليوم لن يرضيك وستسارع إلى محاولة فك اسري في أقرب فرصة تسنح لك

إنسان



#يوسف_ابو_شريف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دنانير أمي
- للحقيقة طريقة
- رسائل الى ابناء لم يولدوا بعد من أيام الرسائل الورقية
- أنا وكلب هايدي
- سنة أولى سياسة
- قصة لا دينية جدا جدا جدا
- ايام الرسائل الورقية 2 لطيفة ونادرة
- كيف تقضي على الإسلام في 5 أيام بدون أوهام
- عمى الوان
- حياة جديدة من رواية طين بلادي رواية لم تنشر بعد
- رائحة ابطي بين المشوي والمحشي
- أيام الرسائل الورقية _ مرزوق وحسان


المزيد.....




- هل يعيد تاريخ الصين نفسه ولكن في الولايات المتحدة؟.. وما علا ...
- مجلس الشيوخ الأمريكي يناقش مشروع قانون ترامب للإنفاق وسط انق ...
- محكمة إسرائيلية توافق على تأجيل جلسات محاكمة نتانياهو في قضا ...
- يضم معارضين سياسيين ومواطنين أجانب... القصف الإسرائيلي يلحق ...
- فرنسا تعتزم أداء -دور محوري- في مفاوضات النووي وطهران تبدي - ...
- مشاهد للجزيرة توثق قصف مسيّرة للاحتلال فلسطينيا يحمل كيسا من ...
- ماذا تعرف عن إنفلونزا العيون؟
- الفساد يطيح بوزير يوناني و3 نواب
- غزة تنزف منذ 630 يوما.. إبادة ممنهجة ومعاناة لا تنتهي في ظل ...
- للمرة الأولى.. أطباء أسناء يركّبون سنًّا لدب بني


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - يوسف ابو شريف - رسالة الى شيطاني ... من ايام الرسائل الورقية